مؤسسة مشروع أكاديمية غراس العقيدة
7 مقالة
16843 المشاهدات
أف!! ضقت ذرعًا بك أيتها الصغيرة، تضحكين؟! مخادعة.. كم أشتاق لحياتي قبل أن أراكِ، وينوء كتفي بمسؤوليتك، لكن، ما ذنبك؟! أنا المخطئة، أنا من أضعت أيام رمضان، كلا لا ذنب لي لست مقصرة، أنت من أيقظني طوال الليل فلا أقوى على السحور، متى تكبرين لأرتاح؟!
في عالم تضاءل حجمه ويموج بالفتن، تتحكم فيه قيم الانفتاح والسوق، وتتعدد فيه مذاهب التربية؛ أصبحنا في مسيس الحاجة لتربية أولادنا على ما يصون فطرتهم ويحميها.
جاءتني باكية صارخة: "أنا لا أصلح مربية، أولادي يستحقون أمًا أفضل مني.. أحيانًا أفكر أن الأفضل لي ولهم أن أموت ويتزوج أبوهم بأم صالحة تصلح أن تكون قدوة لهم،
نخطئ في توجهاتنا التربوية حين نتعامل فقط مع الكتلة الصغيرة الطافية، تمامًا كخطأ البحَّارة الذين اصطدمت سفينتهم بجبل الجليد، فبينما يطفو السلوك فوق سطح البحر، تقبع في قاعه المشاعر والأفكار والقناعات والقيم.
في السنوات العشر الأخيرة اقتحمت الشاشات الصغيرة حياتنا بشكل فج (أجهزة تلفاز، هواتف محمولة، أجهزة لوحية، حاسبات، ألعاب فيديو...)، سيل من الشاشات يسيطر على عالمنا ويتحكم في أفكارنا وعقائدنا.
يبدأ البناء المعرفي للفرد مبكرًا؛ حيث توضع الأساسات واللبنات الأولى التي تنبني عليها معارفه، هذه المعارف التي تشكل نظرته للحياة وشخصيته ودوره في أسرته ومجتمعه وأمته..