إذا لم يعرف البحار إلى أي ميناء يتجه؛ فكل الرياح غير مواتية، وإذا ترك شراعه للريح، فإنها تأخذه في الاتجاه الذي تذهب إليه دون اختياره؛ فيعيش حالة المفعول به لا الفاعل
إذا لم يعرف البحار إلى أي ميناء يتجه؛ فكل الرياح غير
مواتية، وإذا ترك شراعه للريح، فإنها تأخذه في الاتجاه الذي تذهب إليه دون
اختياره؛ فيعيش حالة المفعول به لا الفاعل، التي هي حالي وحالك حين نفتقد البوصلة؛
فتصبح كل الطرق لدينا سواءً.
وهنا لا نجاة لي ولك إلا بمراجعة الاتجاه الذي يجب أن
نوجه إليه بوصلة حياتنا؛ فنحدد موقعنا من الأشخاص والأشياء، وموقع الأشخاص
والأشياء منا!
فإذا تغيرت أجواء الحياة فانصرفنا يمينًا أو يسارًا أو
للخلف أو حتى تسمرنا في مكاننا لبعض الوقت؛ أعدنا ضبط بوصلتنا، وعاودنا التوجه نحو
هدفنا!
وليس لي ولا لك هذا التحديد لاتجاه سيرنا في هذه الحياة إلا أن ندرك "المرجعية" التي نرى من خلالها الدنيا، ونمارس في إطارها الحياة من خلال الإجابة على سؤال:
· أين مركزية حياتنا؟!
لكي
يحدد الإنسان مركزية حياته لا بد له من إجابة ثلاثة أسئلة كبرى:
- من أين جئتُ إلى هذه الدنيا؟!
- ماذا أفعل في هذه الدنيا؟!
- إلى أين أنا ذاهب بعد انتهاء حياتي في هذه الدنيا؟!
فإذا كانت إجاباتي هي:
- من أين جئت؟! من عند الله.
- إلى أين أذهب؟! إلى الله.
- ماذا أفعل في هذه الحياة؟!
وما طبيعة علاقتي بكل "ما"، وكل "من" حولي؟! أنا حر في إطار
عبوديتي لله، وعلاقتي بكل "ما"، وكل "من" حولي مرهونة
بـ"مراد الله" مني، وليس بـ"مراد نفسي"؛ فهذا يعني أنني أحيا
بـ"مركزية الله".
وأمّا إن كانت إجاباتي:
- من أين جئتُ؟! من نسل آدم، ونتيجة نظرية النشوء
والتطور لدارون!
- إلى أين أنت ذاهب؟! إلى
الفناء، وأنا لا أقضي وقتًا في التفكير في هذا الأمر!
- ماذا أفعل في هذه الحياة؟!
وما طبيعة علاقتي بكل "ما"، وكل "من" حولي؟! أنا حر تمامًا،
وعلاقتي بالآخر تقوم على منظومة قيمية تؤكد مركزية "النفس"، أما
"الله" فقد خصصت له وقتًا ومكانًا محددًا لكي أمارس عبادتي له بالشكل
الذي يوفر لـ"نفسي" الراحة!
فهذا يعني أن حياتي تدور حول مركزية "النفس".
هذان أنموذجان للحياة يجب أن يختار الإنسان بينهما بكامل
الوعي والإدراك.
فإذا اخترت أن يكون "الله" سبحانه هو مركز حياتي،
وتكون "نفسي" و"الآخر" تدور حول هذا المركز؛ مضيت في حياتي
مطبقًا مراد "الله" في كل مناحي الحياة.
أمّا إذا كان اختياره أن "نفسه" هي مركز
الحياة -سواء عن غفلة أو عن وعيّ وإدراك- فإن تعامله مع شعائر الدين سيكون على
أساس أنها مصدر للراحة النفسية والروحية، وكأنها رياضة اليوجا أو جلسات الاسترخاء
النفسي!!
لقد أنزل الله إلينا منهاجًا كاملًا للحياة، وهذا
المنهاج يوضح لنا ماذا نفعل في كل موقف نتعرض له في حياتنا، سواء أكان هذا الموقف
صغيرًا أم كبيرًا.
فهل حاول كل منا أن يرى في كل تفصيلة من تفاصيل هذا المنهاج،
هل "الله" قبل أم "النفس"؟!
مثال من العبادات:
- أستيقظ مبكرًا في البرد لأصليّ الفجر، لماذا؟! لأن
الله أمر بهذا، وما يريده "الله" قبل ما أريده "أنا".
- أصوم رمضان وأصبر على الجوع والعطش، لِمَ أفعل ذلك؟!
لأن الله أراد هذا، وإرادته قبل إرادتي.
مثال في المعاملات:
- قد تكون شريكًا لأحدهم، ولا يراعي حقك وينهب مالك، ثم
تجد فرصة لاسترداد مالك بطريقة غير شرعية، فتمتنع عن هذه الطريقة. لماذا؟!
لأن الله لم يرد هذا، وإرادة الله قبل إرادتك.
- يسيء شريك حياتك معاملتك، وترغب نفسك أن ترد له
الإساءة لتشفي غليلك، وتبحث في منهج الله، فتجد الإجابة: لا تفعل؛ فتمنع نفسك عما
أرادت. لماذا؟! لأن مراد الله قبل مرادك.
وإذًا.. فأنت في كل موقف تتوقف لتسأل: ما إرادة الله في
هذا الموقف؟!
وهذا السؤال ينقلك من دائرة "الغفلة" إلى
دائرة "الوعي"، ومن ثم "الاختيار".
ثم بعد اختيار ما يريده "الله" تنتقل إلى
التساؤل التالي:
ما الترتيب الذي أضع فيه ما يريده الله في كل موقف من
مواقف حياتي؟!
ما رأيك يا صديقي؟!
ما اختيارك؟!
هل ستحقق هذا الاختيار؟!
ومتى ستحقق هذا الاختيار؟!
أسئلة كثيرة، عليك أن تبحث عن أضعاف عددها.
عندما تقول: إنك اخترت الحياة وفق مركزية
"الله"، فهذا يعني ببساطة أن تجعل إرادة ربك ومشيئته قبل إرادة نفسك
ومشيئتها، وأن تترجم هذا الاعتقاد إلى ممارسات حياتية يومية.
فإذا كان "الله" هو مرجعي، ومراده هو الأول؛ فلن يشغلني
شيء من توافه الأمور، ولن أتوقف عند ما يتوقف عنده معظم الناس، وسيكون للأمور من
منظوري تعريف مختلف لأني –عندها- أضبط كل صغيرة وكبيرة في حياتي بميزان "رضا
الله".
أمّا إن كانت "أنا" هي مرجعي، ومراد نفسي هو الأول، فإنني
عندها أتمحور حول ذاتي، وأعيش نوعًا من الحياة قد لا أنكر فيها وجود الله، ولكني
أضعه -سبحانه وتعالى- في ترتيب بعد الـ"أنا"؛ ومن ثم فإن النتيجة الحتمية لهذا هو "نسيان" الله، أو
"تضييق" سيادته على "كل" الحياة، لتصبح سيادة على الشعائر
والنسك وفقط! فتكون علاقتي بالله لخدمة "الأنا"؛ وتصبح حساباتي، فعلت
كذا حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وإذن فالمحصلة لـ"نفسي" كذا مائة حسنة،
لقد مسحت رأس يتيم، لقد صليت في الحرم، لا بد أن أبحث عن "ليلة القدر"
لأنها تساوي كذا من ملايين الحسنات، فهي خير من ألف شهر!!
ليس لي اعتراض على هذا بالطبع، وإنما القصد أن تكون العلاقة
بالله قائمة على أنه سبحانه هو الأول في حياتنا، وأن يكون ترتيب الحياة هو
"الله"، ثم "أنا"، ثم "الآخرين"، وأن تقترب علاقتي
بالآخرين أو تبتعد بقدر كونهم "وسيلة" لرضا الرب وليس رضا النفس.
ربما تسألني يا صديقي: كيف أختبر
أولوية الله في حياتي؟!
وأنا
أجيبك ببساطة، أن ترى أيهما يتقدم عندك إذا تعارض رضا الله مع رضا ما دونه في أمر
من الأمور. كيف؟!
قد
أزعم أنا وقد تزعم أنت أن الله هو الأول في حياتنا، فهل أحرص أنا وتحرص أنت أن
نوقظ أبناءنا لصلاة الفجر كما نحرص على إيقاظهم للمدرسة؟! ولأجل أيهما نرغمهم على
الاستيقاظ، الفجر أم المدرسة؟!
فقط
أثبت السؤال، وأترك لك الإجابة!
يا صديقي..
إنه
لا مناص -لي ولك- من مراجعة الثوابت التي
نعيش بناءً عليها، وتحدي القناعات التي ترسخت في أذهاننا، فإن فعلنا كنا أمام
احتمالات ثلاثة:
- إما أن نتأكد أننا -بكامل الوعي وبكل الإرادة- نظمنا
تراتبية حياتنا بأن وضعنا إرادة الله قبل إرادتنا، وأننا نعيش بنموذج معرفي قائم
على مركزية "الله"، وهذا اختيار.
- وإما أن نتأكد أننا -بكامل الوعي وبكل الإرادة- نظمنا
تراتبية حياتنا، بأن وضعنا إرادتنا قبل إرادة الله، وأننا نعيش بنموذج معرفي قائم
على مركزية "النفس"، وهذا أيضًا اختيار.
- وإما أن نكتشف -نتيجة غياب الوعي والإرادة- أننا نعيش
حياتنا دون أن نتفكر ونحدد ونختار تحت أي نموذج معرفي نمارس منظومة حياتنا، ودون
أن نحدد تراتبية نعيش تحت ظلها، بل نعيش هكذا غافلين بلا اختيارات، كالقارب الذي
تقذفه الرياح إلى حيث تريد.
فإذا اخترت -يا صديقي- الانتقال من مربع "التيه"
إلى "الوعي"، ومن ظلمة "الارتباك" إلى نور "الإدراك"؛
فكان اختيارك هو: إرادة الله قبل إرادة نفسي؛ فاعلم أن البون شاسع بين أن
"تقول" هذا المعنى، وأن "تعيش" هذا المعنى!
ولكي "تعيش" هذا المعنى؛ فلا بد أن يصبغ
اختيارك علاقتك مع "الله"، ومع "نفسك"، ومع "الآخر"
في كل مناحي الحياة، ثم تنطلق لتزكية النفس دون الالتفات إلى عبارات التثبيط
والإحباط مع قبول النصيحة من الآخرين.
وهذا يحتاج منك إلى تأمل وتساؤل..
· ما قِبلتك؟!
هل قابلت في حياتك أناسًا ينشر مجردُ حضورهم الطمأنينة
بين الناس؟! هل تذكر هؤلاء الذين ترتاح لرؤيتهم وتسكن نفسك في وجودهم؟! أولئك
الذين يحضرون مع ابتساماتهم المطْمَئنة المطَمْئنة لمن هم حولهم!
ربما عشت أنت هذه "الحالة" التي يعيشها هؤلاء
في أوقات بعينها -الصلاة والصيام والحج-، وفي أماكن خاصة –مكة، المدينة- لأن هذه
الأماكن وتلك الأوقات صارت أماكن وأوقات التواصل مع الله؛ ولذلك تشعر فيها حالة من
الطمأنينة والسلام.
ولكن أولئك الذين تحدثنا عنهم يعيشون تلك
"الحالة" في كل حياتهم..
هل تعرف لماذا وصل هؤلاء إلى هذه "الحالة"؟! لقد
وصلوا إلى هذه الحالة لأنهم اختاروا أن تكون "الروح" هي التي تتولى
قيادة النفس!
هل أزيدك الفكرة وضوحًا؟
أنت -على سبيل المثال- في سيارتك وقد صاح فيك آخر، فهل
ترد الصياح بالصياح، أم تكظم غيظك وتسأل نفسك: أين الله فيما أنا فيه؟! وما هو
مراده سبحانه لأتصرف بناءً عليه؟!
إذا وجدت أقرانك في المهنة يغشون ويكذبون ويخونون، فهل
تحذو حذوهم أم تسأل نفسك: أين الله في هذا الأمر؟! وما مراده سبحانه لأتصرف وفق ما
أراد؟!
وإذا وجدت منافسيك في هذه الحياة يتبعون وسائل غير شريفة
في المنافسة، ويتبعون عوراتك الشخصية، بل ويلفقون لك الأكاذيب ليغتالوك معنويًا،
فهل تشمر عن ساعديك وتتنافس معهم بنفس الوسائل القذرة التي يمارسونها، أم تسأل عن
أمر الله وشرعه في هذه المنافسة؟!
وهكذا يمكننا سرد الكثير من أمثلة العلاقات والمواقف
الإنسانية التي لا يمكن حصرها، والتي لا بد لنا في جميعها من سؤال كاشف: أين الله
فيما أنا فيه؟! وما هو مراده سبحانه في هذا الموقف أو تلك العلاقة؟! أو
بكلمة واحدة: أين قبلتي؟! لا أقصد القبلة التي أتَّجه لها في صلاتي، بل الجهة التي
أتجه لها في كل حياتي!
القبلة
هنا رمز لـ "المَرَدّ" الذي أرد إليه كل أقوالي
وأفعالي: (فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ)؛ والذي يعمل في حياتي بشكل آلي كما
أسحب يدي بسرعة حينما تلسعها النار!
حينما تلسع النار يدك لا تفكر ثم تقتنع ثم تأخذ قرارًا
أن هذه النار تهددك، ثم تصدر أمرًا إلى يدك أن تبعد عنها. هذا لا يحدث، بل تنسحب
يدك بعيدًا عن النار رغمًا عنك ودون إذنك؛ لأن هناك جهاز استقبال بداخلك، يعمل
أسرع بكثير من قدراتك التي تتحكم فيها بعقلك الواعي، هذا الجهاز رصد الموقف، أخذ
قرار الدفاع، وأصدر الأمر إلى جزء من جسدك كي يتخذ وضعًا يوفر الحماية.
مثال:
حين أسير بسيارتي، فيقترب مني أحدهم ويضيّق عليّ الطريق
بسيارته، ماذا يكون رد فعلي؟! وما "المَرَدّ" الذي يعمل "آليًا"
بداخلي؟!
هل هي "الغريزة"، فأكسر عليه وأضايقه؟! أم
يكون مَردّي هو "ما يفعله الناس" فأسبه؟! أم يتحكم في رد فعلي إحصاءات الموت
بسبب هذه الحوادث؛ فأدعه يمر؟! أم يكون "الوحي" والدين هو ما "أرد"
إليه فعلي؛ فأكظم غيظي، وأعفو وأتسامح، بل ربما أحسنت إليه؟! ربما سمعت هنا من
ينصحك أن تفعل ما يمليه عليك "ضميرك"، أليس كذلك؟!
ولو تأملت قليلًا لوجدت أن مصطلح "الضمير" هي
كلمة تم استجلابها حتى ينسب الخير الذي بداخلنا إلى "النفس" وليس إلى
الله!!
تسألني: كيف؟!
لقد حدث ذلك فيما يسمى عصر "النهضة"؛ حيث تم
اختراع الكلمات التى تدل على الخير بداخل الإنسان، دون أن يكون لها أي علاقة بالله
فيما يمكن أن نطلق عليه "ثقافة المنافسة مع الله"، حيث تم اختراع كلمات
من مثل "الضمير"، "الإنسانية"، وغيرها، لتصف الإنسان بصفات
حسنة، وتقطع -في الوقت ذاته- تلك الصفات عن مصدرها، وهو الله -عز وجل-.
نعم؛
قد يكون الضمير قوة فطرية، إلا أنها تتلون بحسب ما تتغذى به من ثقافة ومن بيئة،
وهي تختلف في الفرد الواحد بحسب اختلاف سِنه وبحسب الكتب التي تمده بالثقافة
العقلية أو التهذيب الروحي، وبحسب أخلاق الأصدقاء الذين يلازمهم في حياته!
ثم
إن الإنسان الذي يعيش على هذا الأساس -حتى
ولو بدون وعي أو إدراك- يمارس الحياة وفق منظومة قيمية تركز على تلبية رغبات "النفس"،
وإرضاء شهوات "النفس"، ومد الحبل على الغارب لاحتياجات "النفس"؛
ما يربكها ويجعلها تضع ما تريده قبل ما يريد الله، وما تحبه قبل ما يحب الله.
يا صديقي..
أن
يكون لديك ميزان مختصّ برضا الله في أفعالك وقراراتك وحياتك وفي كل صغيرة وكبيرة،
فهذا يعني أن يكون الله معك وتكون معه، وليس أن تضع سوارًا أو عقدًا أو أي شيء من
هذا القبيل يحمل اسم الجلالة!
دعك من كل مَرَدّ دون الله ورسوله، واجعل الوحي هو الضابط وهو الحكم، واعلم أن مصالح العبد في دنياه وسعادته في آخرته لا تتحقق إلا بالوحي المنزّل الذي لم تصبه يد التحريف؛ فامتلك الرؤية الصحيحة للكون وللإنسان من خلال علاقة منضبطة بين الـ"أنا" و الـ"آخر" تصحبك في:
· سَفر الحياة..
لا شك أن هناك صعوبة في مخالطة الناس، ولكن
الأصعب على الحقيقة هو مجاهدة "الأنا" في مخالطتهم ، وتجريد
"النية" في تحمل أخطائهم!!
لقد
تحول كل فرد إلى "أنا" متضخمة تسير على قدمين، ترمق كل من حولها وتتربص
به، وكلما مضى الوقت تزداد بعدًا عن أقرب قريب!
ومن
هنا، لا بد لي ولك من "ضبط" علاقتنا
بـ"الآخر"، "أخ أو صديق أو أي آخر"؛ فلا نتعلق به ولا نزهد
فيه، بل نبتغي بين ذلك سبيلًا؛ فتدرك أن:
وجود الأحباب الطيبين في حياتك جميل، فإن بقوا فأهلاً
بهم، أنت ما زلت كما أنت، وإن رحلوا فهذا اختيارهم، أنت أيضًا ما زلت كما أنت..
لا تبقَ متطلعًا إلى نظرة التقدير في أعينهم، فهذا
الانتظار سيدفعك إلى وضع الأقنعة على روحك لترضيهم، وليس هناك من يستحق أن تكون
مزيفًا من أجله.
فاحرص أن يكون "الله" هو "الأول" في
حياتك؛ وتحرّك في هذه الحياة في إطار "مركزية الله" حتى لا يبقى همك
الخروج من دائرة الألم حولك، بل يكون همك أن تحيي الأمل في قلوب من حولك ممن
يشعرون بالألم!!
فإذا كنت آمنت بالله، واخترت أن تعيش الحياة في إطار
"مركزية الله"؛ فلا تجعل نفسك تربكك، ولا تقبل خداعها في تصوير الدنيا
وكأنها كل شيء، واعلم أن معيار النجاح هو الاستمرار في هذا الاتجاه طوال حياتك،
فليس هناك محطة ستصلها فتتوقف، بل استمر حتى تنهي حياتك مستمتعًا برحلتك، ومستأنسًا
بالصحبة الأعظم "صحبة الله" في سفر الحياة.
يا صديقي..
حين تعيد ترتيب حياتك في إطار بحثك عن مراد الله..
حين تختار توجيه بوصلتك إلى مركزية "الله"..
حين تصبغ كل مكونات الحياة بصبغة الله؛ (صِبْغَةَ
اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) [البقرة:
138]؛ عندها تتخلص حياتك من أوثانها، لتعود طريقًا إلى الله وحده..
إضافة تعليق