صادر عن «مطبعة سفير» بالرياض، ويقع في (71) صفحة من القَطع الصغير.
اسم
الكتاب:
«الدعوة الفردية: أهميتها، حالاتها، عوامل نجاحها»، صادر عن «مطبعة سفير» بالرياض، ويقع في (71) صفحة من القَطع الصغير.
المؤلف:
أ. د. صالح بن يحيى صَوَاب؛ رئيس قسم
الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، جامعة صنعاء. حصل على الماجستير بأطروحته: (تفسير
عِكْرِمَة جمعًا ودراسةً: من أول سورة التوبة إلى آخر سورة العنكبوت)، ثم حصل على
الدكتوراه بأطروحته: (تفسير بحر العلوم لأبي اللَّيْث السَّمَرْقَنْدِيّ دراسةً
وتحقيقًا: من أول سورة الأحزاب إلى آخر القرآن). وله عدد من الكتب؛ منها: (التفسير
الموضوعي)، (مباحث في أصول التفسير). كما له عدد من الأبحاث المُحَكَّمَة
المنشورة؛ منها: (القلق: أسبابه وعلاجه في ضوء القرآن الكريم)، (معالم الدعوة في
سورة نوح -عليه السلام-)، (الإعجاز العددي في القرآن الكريم: دراسة نقدية تأصيلية).
ملخص
الكتاب:
قسَّم المؤلف
كتابه إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: «ماذا نعني بالدعوة الفردية؟»: بيَّن فيه أنَّ مصطلح «الدعوة الفردية» يُراد به مَعنَيان:
أ- «العمل الفردي»: فتُطلَق الدعوة الفردية على عمل الشخص مُنفرِدًا عن الجماعة مُستقلًّا بآرائه؛ فالفردية هنا من حيث «الداعية»، ويُقابِل هذا المعنى العملُ الجماعيُّ الذي يعمل فيه الشخص ضمن جماعةٍ يستنير بآرائها ويسير وَفْق خُطَطها.
ب- «دعوة الأفراد»: فتُطلَق الدعوة الفردية باعتبار أنَّ الداعية يدعو الناس مُنفرِدين، حينها لا يتمكَّن من دعوتهم مُجتمِعين؛ فالفردية هنا من حيث «المَدعُوّ»، ويُقابِل هذا المعنى الدعوةُ من خلال المحاضرات والخُطَب والدروس العامة ونحوها. وهذا المفهوم هو الذي تحدث عنه المؤلف في الكتاب.
القسم
الثاني: «أهمية الدعوة الفردية»:
بيَّن فيه المؤلف أنَّ أهمية الدعوة الفردية تنبثق من أهمية الدعوة إلى الله عامةً،
فالدعوة إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- واجبة على المسلمين؛ فقال تعالى: (وَلْتَكُن
مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) [آل عمران:104]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كانَ لهُ مِنَ الأجْر مِثل
أُجورِ مَنْ تَبِعهُ لاَ ينْقُصُ ذلكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا» [رواه مسلم]؛
فأي فضلٍ أعظم من أن يكون لك -إضافة إلى أجرك- مثل أجور مَن تبعك كاملةً! وقال النبي
-صلى الله عليه وسلم- لِعَلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا واحِدًا
خَيْرٌ لكَ مِن حُمْرِ النَّعَم» [متفق عليه].
ويجهل كثير
من الناس أهمية الدعوة الفردية (دعوة الأفراد) وتأثيرها على الأفراد؛ لاعتقادهم أنَّ
الدعوةَ خطابُ عامةِ الناس بإلقاء الخُطَب والدروس والمحاضرات، وصحيح أنَّ هذا نوع
من البلاغ، لكنه لا يكفي، فالدعوة الفردية تُحقِّق من الأهداف ما لا يُمْكِن تحقيقه
عن طريق الدعوة الجماعية؛ فعن طريق الدعوة الفردية تم تأسيس القاعدة الصلبة للدولة
الإسلامية في بداية تكوينها، ولم تكن الدعوة في بداية عهدها لِتَبْنِيَ هذه القواعد
الصلبة إلا عن طريق الدعوة الفردية؛ فلقد ابتدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوته في
مكة بالدعوة الفردية، وآتَتْ هذه الدعوة ثمارها، حتى لم تمر المرحلة السرِّيَّة للدعوة
(الثلاث سنوات الأُوَل) إلا بعد أن أسلم ما يقارب خمسين من أهل مكة، وكانوا مخلصين
في إسلامهم، مُضَحِّين لدينهم، لم يُخَالِـجْهُم الشك أو يرتد منهم أحد؛ وهذا من نتائج
الدعوة الفردية.
والدعوة الفردية
تكون أكثرَ دِقةً في التربية وأتقنَ بِناءً لأُسُسها؛ إذ هي توجيه مُرَكَّز، ومُتابَعة
لنتائج ذلك التوجيه، وتصحيح للأخطاء السالفة، وبالدعوة الفردية يُمْكِن غرس المبادئ
الإسلامية بوضوح أكثر وفي الوقت المناسب لغَرسِ هذه المبادئ. كما أنَّ الدعوة الفردية
تربيةُ الفردِ تربيةً شاملةً، فلا تقتصر على جانب مُعيَّن من الدِّين؛ ولذلك فكثير
من الناس لا يُمْكِنه استكمال جوانب الدِّين إلا من خلال الدعوة الفردية والتوجيه الفردي.
وعن طريق
الدعوة الفردية يُمْكِن الرد على الشبهات التي لدى الأفراد، كما يُمْكِن إقناع مَن
في نفسه شبهة أو شك بطریقةٍ سهلةٍ مُيَسَّرةٍ ومرتبطةٍ بالأدلة الواقعية. وعن طريق
الدعوة الفردية يُمْكِن الوصول إلى الذين أغلقوا قلوبهم عن سماع الخير، فانصرفوا عن
هُدَى الله -عَزَّ وَجَلَّ- وأعرضوا عنه، واستحوذ عليهم الشيطان.
والدعوة الفردية
سهلة ومُيَسَّرة؛ فيُمْكِن أن يؤديها الفرد حتى من خلال عمله، فيُمْكِن أن يقوم بها
الموظفون في مكاتبهم، والمدرسون أو الطلاب في المدارس والجامعات، والعاملون في أماكن
عملهم، وهي الوسيلة التي يُمْكِن للداعية استخدامها عندما لا تتيسَّر له الدعوة من
خلال أجهزة الإعلام ووسائل النشر المختلفة. ولا تحتاج الدعوة الفردية إلى كثيرِ عِلمٍ أو فِقهٍ بقَدْرِ
ما تحتاج إلى الحكمة، فيُمْكِن أن يقوم بها الأفراد المهتمون بالدعوة وإن لم يكونوا
طَلَبة عِلم، وهذا لا ينقص من أهمية العِلم للداعية فهو سلاحٌ له.
القسم الثالث: «حالات الدعوة الفردية»: بيَّن فيه أنه على الرغم من أنَّ الدعوةَ الجماعيةَ سهلةٌ توفرُ الوقت والجهد لأنَّ عدد المَدعُوِّينَ كثير؛ فإنَّ هناك ظروفًا لا يُجْدِي فيها استخدام الداعية للدعوة الجماعية، فيتوجَّب عليه في هذه الحالة استخدام الدعوة الفردية؛ وبيَّن هذه الظروف فيما يلي:
أ- الحالة النفسية للمَدعُوّ: من الأسباب العائقة عن الهداية نفورُ أهل الضلال من الدُّعاة والمُتَديِّنِين، وصُدُودهم عن الحق؛ وذلك لأحد أمرين: إمَّا أن يكون الشيطان قد استحوذ على هؤلاء الأشخاص، فأرادوا أن يصُمُّوا آذانهم عن الحق، مع عِلمهم به ومعرفتهم له، فابتعدوا عنه شهوةً وعنادًا، وآثَروا طريق الغَيِّ والضلال. وإمَّا أنَّهم يَرَوْن انعدام إمكانية الالتقاء أو الاتفاق مع الدُّعاة والمُتَديِّنِين في أي وقت من الأوقات، لاعتقادهم بتنافُر الطِّباع والأمْزِجة، فلا يتصورون إمكانية الالتقاء معهم في أي حال من الأحوال. ومِثل هؤلاء يصعب دعوتهم إلى محاضرات أو دروس أو رحلات بصحبة مجموعة من الدُّعاة؛ وفي كلتا الحالتين لا يُمْكِن إيصال الحق إلى أسماع هؤلاء إلا عن طريق الدعوة الفردية.
ب- الظروف الزمنية للمَدعُوّ: هناك أشخاص يحبون أهل الخير ومُجالَستهم والاستفادة منهم، ولكن ظروفهم الزمنية لا تتيح لهم الحضور؛ إذ لم يَصِلوا إلى درجة الالتزام والتضحية -ولو ببعض وقتهم- من أجل الفائدة؛ ومِثل هؤلاء لا سبيل إلى إيصال الحق إلى مسامعهم إلا عن طريق الدعوة الفردية.
ج- المنزلة الاجتماعية التي يحتلُّها المَدعُوّ: بعض الأشخاص لديه منزلة اجتماعية رفيعة -أو يعتبرها رفيعة- کمنزلةٍ عِلميةٍ في جانبٍ مُعيَّنٍ، أو مَرتبةٍ وظيفيةٍ، أو رُتبةٍ عسكريةٍ، أو يكون شيخَ قبيلةٍ أو تاجرًا كبيرًا؛ فمِثل هؤلاء تأبی نفوسهم -قبل الالتزام الكامل- الانضمام إلى مَن يعتبرونهم في منزلةٍ اجتماعيةٍ أقل؛ لاعتقادهم أنَّ في ذلك تنازلًا عن مركزهم الاجتماعي؛ ومِثل هؤلاء لا يجد الداعيةُ طريقةً لدعوتهم إلا بالدعوة الفردية.
د- الحالة الأمنية: قد يكون بعض الأشخاص ذا مَرکزٍ وظيفيٍّ حَسَّاسٍ، وقد تكون الرقابة عليه مُشدَّدةً مِن قِبَلِ الجهاز الحكومي، وفي بعض البلدان تكون الرقابة مُشدَّدةً على الدعوة بصفةٍ عامةٍ، أو مُرَكَّزةً على هيئةٍ أو جماعةٍ مُعَيَّنةٍ، بحيث لا يُمْكِن إقامة المحاضرات والدروس العامة؛ ومِثل هؤلاء لا سبيل إلى إيصال الحق إلى مسامعهم إلا عن طريق الدعوة الفردية.
هـ- مُخالَطة المَدعُوّ لجلساء السوء: عندما يعيش المرء مع رُفقةِ سوءٍ فإنَّ دعوته والتأثير عليه ضمن هذه المجموعة يكون صعبًا؛ إذ إنَّ أفراد هذه الرُّفقة يتعاونون على الشَّر، فيُنتزَع الحياء منهم، ومِن ثَمَّ يَتجَرَّؤُون على رَدِّ الحق والمُجاهَرة بالمعاصي، ويُشجِّع بعضهم بعضًا على ذلك، فلا يجد الداعيةُ الاستجابة المَرجُوَّة، وفي هذه الحالة ينبغي للداعية أن ينفرد بالمَدعُوّ بعيدًا عن رُفقته؛ لكي يستطيع التأثير عليه، لعله يجد الاستجابة بإذن الله.
و- مُعالَجة قضايا ومشاكل خاصة: هناك بعض القضايا والمشاكل الشخصية الخاصة ببعض الأفراد، والتي تحتاج إلى نُصحٍ مستقلٍّ واتباع أسلوبٍ خاصٍّ يتناسب مع حال المَدعُوّ، وكذا إصلاح بعض النواقص والعيوب الشخصية لدى بعض المَدعُوِّين؛ وهذه لا بُدَّ فيها من استخدام الدعوة الفردية لمُناقَشة المَدعُوّ وتبصيره بهذه القضايا.
القسم
الرابع: «عوامل نجاح الدعوة الفردية»: ذَكَرَ فيه المؤلف عِدَّة عوامل لنجاح الدعوة الفردية،
يجب أن يَتَنبَّه إليها الداعية وأن يراعيها أثناء دعوته؛ إذ إنَّ كثيرًا من الدُّعاة
يعملون كثيرًا ويُجْهِدون أنفسهم في الدعوة، وكثيرًا ما يفشلون فيها، وليس ذلك لعدم
معرفتهم بهذه العوامل، ولكن لإهمال بعضها وعدم الاهتمام بها، فيجب أن يَتَنبَّه الداعية
إلى هذه العوامل ويحرص على تطبيقها جميعًا؛ والعوامل التي ذَكَرَها المؤلف تتلخَّص
فيما يلي: (الإخلاص واستحضار خشية الله - الصِّلَة بالله - العِلم وإفادة الآخرين
- الدعوة عامة - التخطيط والتنظيم للدعوة - البداية بِذِي القُربى - التعرُّف على الصفات
الشخصية للأفراد - إظهار الاهتمام بكل شخص - التدرُّج في الدعوة – البدء
بالأولويات – البِناء على أساس ثابت وواضح - المُتابَعة - إيجاد البيئة
البديلة الصالحة - إقامة العلاقة مع المَدعُوّ - الاقتصاد في الموعظة - الالتزام
بآداب الزيارة - التضحية - دَعْ بابَك مفتوحًا للزائرين - القدوة الحسنة - لا بأس بشيء
من المزاح المباح - الهدية - حل مشاكل الأفراد وربطها بأمور الدِّين - اللُّطف في
التعامل - الخُلُق الحَسَن - إنزال الناس مَنازلهم - إعطاء أهل المكانة والوجاهة
مكانتهم - التقويم المستمر - الحكمة في طَرْق الموضوعات - تنويع الوسائل والأساليب
- عدم الخوض في الخلافات المذهبية والشبهات - شمول النصيحة وعمومها - السَّيْر
بالفرد إلى الحلقات والدروس النافعة - إقامة الروابط بين الأفراد على أساس الحُب
في الله - تربية الفرد على تبليغ الدعوة وممارستها - تَعاوَن مع غيرك في أمور الدعوة
- فإنما عليك البلاغ).
إضافة تعليق