أشار الكتاب إلى جملة من الأفكار المركزية منها: أنّ النّخب يكبر نفعها إذا توافقت مع قيم المجتمع وثقافته، وسعت في تحقيق المصلحة العامّة، ولم تبلغ النّخبوية دون استحقاق بعلم أو عمل، فلا خير في نخبة تحمل قيمًا مخالفة للشّعب
اسم الكتاب:
صناعة
النخب، صدرت طبعته الأولى في العام 1439=2018م عن المركز العربي للدّراسات
الإنسانيّة بالقاهرة، وعدد صفحاته (134) صفحة من القطع المتوسط.
المؤلف:
الأستاذ
أحمد عمرو، وهو باحث في الفكر السياسي، وله عدة كتب منها الحركة الإسلامية وجدلية
التمييز بين الدعوي والسياسي، والخيارات السياسية للتيارات السلفية.
ملخص الكتاب:
أشار
الكتاب إلى جملة من الأفكار المركزية منها: أنّ النّخب يكبر نفعها إذا توافقت
مع قيم المجتمع وثقافته، وسعت في تحقيق المصلحة العامّة، ولم تبلغ النّخبوية
دون استحقاق بعلم أو عمل، فلا خير في نخبة تحمل قيمًا مخالفة للشّعب، أو تصادم
ثقافته، والبلاء يتعاظم من نخبة دخلت الحلبة دونما مؤهلات حقيقية.
والفكرة
الثانية: أهميّة أن تحمل النّخب قضايا أمّتها، على أنّها مشروعها الأكبر،
وإليها ينصرف همّها وهمّتها، وهنا ببرز قول الزّعيم الهندي نهرو، على فراش
مرضه الأخير: إنَّ في كلِّ شعب وأمّة نخبة، وجموعًا غفيرة من العامّة، ولا مناص من
أحد خيارين: إمّا أن تحمل عقول النُّخبة ثقل الأكثريّة، وتخدمهم وتسعى في صلاحهم،
أو تسقط عضلات الأكثريّة فتكتم أنفاس الجميع، وتحطّم أضلاعهم!
وثالث
فكرة من أفكار الكتاب: أنّ ثقافتنا الإسلاميّة غير مرتهنة بنتاج الدّراسات
الإنسانيّة، المتأثرة بحضارة الغرب وقيمه، مع إمكانية الإفادة منها كمدخل غير
نهائي، قابل للتّعديل أو الرّفض، ثمّ سبكها ضمن سياق منتجات حضارتنا العلميّة أو
العمليّة، كأهل الحلّ والعقد، وأهل الاجتهاد، وجماعة العلماء، وغيرهم مما عرف في
تاريخنا الحضاري الذي لم نعطه قدره الحقيقي. ومن المفهوم أن تكون النّخبة قليلة
العدد، وتتركز في يديها مكامن القوة، وأعظمها القوة السّياسية.
مميزات الكتاب:
1ـ
عرض الكتاب لنظرية النخب بشكل مستفيض وبيّن أهمية هذه الفئة على مر العصور.
2ـ
تميز الكتاب بشرح لآليات وأدوات صناعة النخب ودورها في عمليات الإصلاح.
3ـ
عرض الكتاب لأسباب فشل النخب بوجه عام سواء العلمانية أو الإسلامية في تحقيق
أهدافها.
4ـ
مما يميز الكتاب أن عقد مقارنة بين نظرية النخب في الفكر السياسي الحديث ونظرية
أهل الحل والعقد وبيّن أوجه الشبه والاختلاف.
5ـ
تميز الكتاب بأسلوب عرض رصين مع لغة سهلة بسيطة.
محتوى الكتاب:
يتكون
الكتاب من مدخل، وفصلين، ثم قائمة بالمراجع، فالفهرس.
-
في الفصل الأول تحدث الكتاب عن النّخبة ومنطلقاتها النّظريّة، وتحدّث عن بعض حيل
النّخب وألاعيبها، وبيّن خصائصها، من قلّة، وقوة، وتواصل، ومكانة، وتأثير، وتوازن.
وعرّج على أدوارها في صناعة الوعي، وتثبيت القيم، وخدمة الشّأن العام، وأخيرًا ختم
بإشكاليات النّخبة، وعلى رأسها الهويّة، والشّرعيّة، والمشاركة.
-
وحمل الفصل الثّاني عنوان: النّخبة وتفاعلات الواقع، وذكر الكاتب أنّ آليات صناعة
النّخب هي الإعلام، والتّعليم والتربية، والمال، فالإعلام التّقليدي منه والجديد،
يصنع نخبًا حقيقيّة أو زائفة، ويضعها في خانة الصّدارة أمام الجماهير.
ويعطي
التّعليم للأفراد صفة النّخبويّة بما يحملونه من شهادات، وويح أمّة يتولى أعاديها
تعليمها أو صناعة نخبها من خلال التّعليم والابتعاث، وما أخطر قول سارتر: إنّنا
نصنع متعلّمين لا يملكون كلامًا إلّا ما نضعه في أفواههم! وللاقتصاد أثر محوري في
صناعة النّخب، فالمال يهب لصاحبه صلاحيّة وحكمة، وإن كان فاسدًا أخرق!
ثم
أشار المؤلف إلى النّخبة والإصلاح، وجال مع النّخبة الدّينيّة، ثمّ مع النّخبة
العلمانيّة، وبعد ذلك حلّل المؤلف أسباب فشل النّخب، وذكر أمثلة عربيّة معاصرة
وقديمة، ثم ختم مباحث الفصل بالمقارنة بين النّخبة وأهل الحلّ والعقد.
إضافة تعليق