التربية النبوية، صادر عن مركز البيان للبحوث والدراسات بالرياض، وعدد صفحاته (1035) صفحة من القطع الكبير.

اسم الكتاب:

 التربية النبوية، صادر عن مركز البيان للبحوث والدراسات بالرياض، وعدد صفحاته (1035) صفحة من القطع الكبير. 

المؤلف:

د. محمد بن عبد الله الدويش، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المربِّي، حاصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وله إنتاج بحثي ثري، وقدم العديد من البرامج والدورات التربوية للوزارات وللمؤسسات والجامعات.

ملخص الكتاب: 

يؤسس الكاتب في مقدمة بحثه لمفهوم التربية بأنها: أداة بناء شخصية الإنسان وتكوينه، لا يستغنى عنها في أي مرحلة من مراحل حياته ولا في أي مهمة يُعد لها، وبالتربية يتعلم الإنسان حقائق الإيمان ومعارفه، وبها تُغرس أعمال القلوب وينمى الوجدان، وبهار تُنمى في القلب محبة الله وخشيته، ورجاؤه واليقين بما عنده.

ويؤكد على أنه مهما اختلفت أنماط التربية ومؤسساتها وأساليبها، فإنها تبقى حاضرة في كل زمان وعصر، ولا غنى لأي مشروع إصلاحي ودعوي عن العناية بالتربية، فهي أداة التغيير في الأفراد والمجتمعات، وهي أداة صناعة القادة والرموز.

الفصل الأول: مدخل حول الهدي النبوي:

يبادر الكاتب بسؤال للقارئ: لماذا هَدْيُ النبي ﷺ؟! ثم يفصل في إجابته بذكر جوانب من أهمية الاعتناء بالهدي النبوي مثل:

عصمته ﷺ عن الخطأ والزلل، فكل ما يقوله ويفعله هو حق لا مرية فيه، فقد قال عنه ربه -تبارك وتعالى-: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4]، وأنه ﷺ النموذج الناجح في ميدان التربية وبناء الإنسان، ويمثل المنهج التربوي النبوي أعظم قصة نجاح للبشرية؛ فهو ليس منهجًا نظريًا ولا توجيهات مثالية، إنه منهج واقعي أحدث أعظم تغيير عرفت البشرية. ثم يشير إلى عدد من الضوابط في التعامل مع الهدي النبوي.

ثم ثنّى بسؤال آخر، وهو كيف تربّى النبي ﷺ؟! واستعرض في هذا القسم دراسة لحياة النبي ﷺ قبل بعثته، لاستجلاء النموذج الأمثل لبناء الشخصية الإنسانية، وبيّن أن مرحلة التربية والإعداد لشخصية النبي ﷺ ظلت مستمرة بعد النبوة.

ثم انتقل ليتحدث عن النبي المربي الذي نص القرآن على وظيفته، فحددها في أربعة وظائف؛ وهي: تلاوة القرآن، وتعليم الكتاب، وتعليم الحكمة، والتزكية. وكلها وظائف تربوية قام بها النبي -صلى الله عليه وسلم- على أكمل وجه، ونتائجه التربوية وشهادات أصحابه بل ومخالفيه من أدلة كونه أعظم المربين.

 الفصل الثاني: معالم التربية النبوية:

 وهنا تحدث عن بعض المعالم التي اتسمت بها التربية النبوية، وهي اجتهاد من الكاتب في خصائصها والتعبير عنها وتصنيفها: 

التربية المتكاملة - الاصطفاء والاختيار - طول النفس والصبر - التدرج في التشريع وفي دعوة الناس وفي العقوبة وتوجيه المربي - الواقعية (كمراعاته ﷺ لواقع الناس في تطبيق الأحكام الشرعية) - التربية الإيجابية والقيادية - الاعتدال والوسطية.

الفصل الثالث: مجالات التربية النبوية:

وقد ذكر الكاتب من قبل مفهوم التربية وانحساره عند بعض المهتمين بالشأن الدعوي والإصلاحي فيما يتصل بالتدين، حتى لدى الكثيرين ممن يتحدثون عن التربية الشاملة لذلك فقد تناول في هذا الفصل، المجالات المتعددة التي تهتم بجميع أبعاد الشخصية التي تتعامل مع الإنسان باعتباره كيانا متكاملا.

الفصل الرابع: الوسائل والأساليب النبوية: 

يذكر هنا أن التربية النبوية ليست مجرد تأسيس نظري أو معرفي، أو أفكار مثالية، فهي مشروع عملي واقعي يتجلى في حياة النبي، وأقواله، وأفعاله، وأحواله، وفي تعامله مع أصحابه في السراء والضراء، فهي غنية بالوسائل والأساليب المتنوعة، وثرية بتنوع أدوات المعالجة التربوية. وأكد هنا أن الوسائل ليست مقصودة لذاتها، ولا تدخل في دائرة التعبد المحض، وأن الأخذ بوسيلة ما مرتبط بمدى فاعليتها في تحقيق الهدف والغاية، لكن ذلك كله لا يقلل من أهمية -بل ضرورة- دراسة الوسائل التربوية النبوية.

وكان من الوسائل والأساليب التربوية النبوية التي تناولها: الموعظة، والترغيب والترهيب، القصة، الحوار، التوجيه غير المباشر، التربية بالأحداث، علاج الأخطاء.

الفصل الخامس: النبي ﷺ معلمًا:

بين الله -عز وجل- أن تعليم الكتاب والحكمة من مقاصد بعثته ﷺ، فقال الله -عز وجل-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ). [آل عمران: 164].

ووصف النبي ﷺ نفسه فقال: (إن الله لم يبعثني معنتًا، ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا وميسرًا). [مسلم: 1478].

 ثم أشار إلى أن دراسة التعليم النبوي لا تعني من يعمل في مجال التدريس والتعليم وحده، فالمواقف التعليمية متعددة ومتنوعة، بدءًا بمن يعلم في المساجد، ومؤسسات التعليم، والواعظ، والخطيب، والداعية عبر وسائل التواصل المباشر، أو عبر وسائل الإعلام.

ومن أهم الموضوعات التي أشار إليها:

اعتناؤه ﷺ بتعليم أصحابه - التهيئة والتشويق - التعليم الفاعل - السؤال - توظيف الوسائل التعليمية. 

الفصل السادس: التواصل النبوي:

يبين في هذا الفصل أن التربية هي تفاعل بين مُربٍّ، وُمتلقٍّ للتربية، وهي عملية إنسانية تفاعلية، وأن العلاقة بين المربي والمتعلم لها أثر بالغ في الاستعداد للقبول والتلقي، والتواصل أيضًا هو أهم أدوات المربى في إبلاغ رسالته، وتحقيق أهدافه، وبدون التواصل الفاعل لا يمكن اكتشاف شخصية المتربي ولا التقويم، وقياس الأداء.

 الفصل السابع: تربية المرأة:

 وهنا يبرز الكاتب أن الدين بما يحويه من عقائد وعبادات، وسلوك وأخلاق، وحلال وحرام، جاء خطابًا للإنسان، بغض النظر عن جنسه، وراعت الشريعة الفروق في الطبيعة والوظائف، فخصَّت الرجل بأحكام دون النساء، وخصَّت النساء بأحكام دون الرجال، ويشير إلى أن خطاب المرأة يتضمن دائرتين:

- الدائرة العامة التي تشترك فيها مع الرجل.

- الدائرة الخاصة التي تتضمن الأحكام الخاصة بالمرأة.

والدائرة الأولى هي الأصل والقاعدة وهي الأوسع، والثانية هي الاستثناء. ثم يبين بعد ذلك ما ورد بشأن المرأة إما في الخطاب الموجه لها، أو في تعامله ﷺ معها. 

الفصل الثامن: تربية الأطفال:

وهنا أورد الدكتور في استهلاله لهذا الفصل الأخير عبارة مميزة، فيقول: (لو تأملت في شخصية رجل بالغ أو امرأة فإنك تستطيع تفسير كثير من تصرفاتهم، وقيمهم، وجوانب شخصيتهم، من خلال ما تلقوه من تربية في طفولتهم).

ثم تحدث عن مصطلح التربية في القرآن وأنه جاء مقترنًا بمرحلة الطفولة كما قال سبحانه: (وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24].

 ثم تناول جوانب من هديه ﷺ في تربية الأطفال ورعايتهم، فيبدأ بالخطوة الأولى وهي تهيئة البيئة التربوية وتأصيل المسؤولية عن رعاية الأسرة، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ثم يحث على أهمية معيار الدين في اختيار الزوجة لأن تكوين الأسرة يبدأ من اختيارها.

ثم يتحدث عن العناية المبكرة بالمولود من خلال التأذين، والتحنيك، وتحسين الاسم، والعقيقة.

وكذلك الرحمة والملاطفة، واهتمامه ﷺ بالصغار، وتعليمهم الدعاء ونهيه عن الكذب عليهم. 

ومن الأمور المهمة التي أشار لها، هي التهيئة للمسؤولية، فالتربية النبوية للطفل لم تكن لتنتهي عند تلبية الحاجات النفسية والعاطفية والرعاية الجسدية لتشمل تهيئة الطفل لتحمل المسؤولية وإعداده لوظيفته في الحياة.

وختم الكاتب هذا العمل بالحديث عن اللعب ودوره في التربية، والأمر بالعدل بين الأبناء.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة