الكتاب تناول بالدراسة التفصيلية الـتأصيلية موضوع التربية الجماعية، كأسلوب من أساليب التربية الناجحة الملبية لحاجات الفرد النفسية، كحاجته للعيش في جماعة.

اسم الكتاب: التربية الجماعية في الإسلام دراسة تأصيلية

تأليف نايف محمد القرشي

عدد صفحاته (206)

ملخص الكتاب:

ذكر الكاتب أن التربية الجماعية هي أحد أساليب التربية الإسلامية التي تشارك في بناء شخصية الفرد المسلم في عدة جوانب، ولا يمكن أن تُبنى إلا من خلال جماعة يتربى معها هذا الفرد، فعلى الرغم من أهمية التربية الذاتية إلا أنها لا تنشئ كيانًا سويًا للإنسان، بل لابد من التربية الجماعية حتى يتربى الإنسان تربية حقيقية متكاملة.

الكتاب تناول بالدراسة التفصيلية الـتأصيلية موضوع التربية الجماعية، كأسلوب من أساليب التربية الناجحة الملبية لحاجات الفرد النفسية، كحاجته للعيش في جماعة.

وتكون الكتاب من ستة فصول:

الفصل الأول: الإطار العام:

كان فصلًا تمهيديًا لبيان أهمية الموضوع، حيث بين الكاتب أن الحديث عن التربية الجماعية صار أمرًا مهما يحتاج إليه أفراد المجتمع، فكان لزامًا على الجميع أن يقوم به ويسعى فيه، كما أتى بمجموعة من نقاط أبرز فيها أهمية هذه الدراسة، ومن أبرز تلك النقاط: أن جلائل الأعمال الكبرى لا تتحقق إلا عن طريق العمل الجماعي المنتظم المتعاون، بخلاف العمل الفردي؛ فإنه لا يثمر في الغالب إلا أعمالاً تتناسب مع مستوى طاقات الأفراد شدة وضعفًا. وذكر عدة أمثلة ليبين مقصده فقال: نرى إبراهيم -عليه السلام- يستعين بإسماعيل -عليه السلام- في بناء البيت، وموسى يدعو ربه أن يشد عضده بأخيه هارون -عليه السلام-.

الفصل الثاني: الإطار المفهومي للتربية الجماعية:

انتقل الكاتب في هذا الفصل إلى الحديث عن الإطار المفهومي للتربية الجماعية، حيث أتى بمفهوم التربية الجماعية، فعرَّف مفرداتها كلًّا على حدة لغة واصطلاحًا، ثم عرفها كمصطلح ومفهوم قائم بذاته، وعرفها بأن التربية الجماعية هي: تنمية الشخصية الإسلامية للفرد من جميع الجوانب الإيمانية، والعقلية، والجسمية، والنفسية، والاجتماعية، من خلال وسط تربوي يضم مربيًا ومجموعة متربين، يحدث بينهم تفاعل إيجابي، وتبادل للخبرات، وذلك من خلال منهج معين، وأساليب متبعة تهدف إلى تقوية مشاعر الأخوة الإسلامية والحب في الله بينهم.

ثم تعرض الكاتب إلى المكانة الجماعية في واقع الحياة عمومًا وفي الإسلام على وجه الخصوص، من خلال استقراء بعض النصوص الواردة في الحث على الجماعية تبين مكانة الجماعية في الإسلام، ومن أهمها: الدعوة إلى الاجتماع ونبذ الفرقة، وإقامة جُل الشعائر التعبدية جماعة، واستحباب الجماعية حتى في الشؤون العادية من الحياة كالسفر والأكل.

ثم تحدث الكاتب عن العلاقة التربوية بين الفردية والجماعية، وذكر أنَّ التربية السليمة المبنية على المعين الصافي (الكتاب والسنة) تلاحظ النزعتين المتضادتين في حياة الإنسان، وهي النزعة الفردية والجماعية، وتلبي مطالب كل منهما باتزان.

وبين أيضًا في هذا الفصل كيفية تعامل المذاهب الوضعية مع هاتين النزعتين في الإنسان، وأنه تعامل متناقض، فبعضها يغلب الجانب الفردي ليصل إلى حد الأنانية البغيضة، والبعض الآخر يغلب الجانب الجماعي على الفردي فيقضي على الفرد ويلغيه، موضحًا أن منهج الإسلام هو وسط بينهما، فهو يوفق بين الفردية والجماعية، فجعل الإسلام اتصال العبد بربه فردًا في مناجاته ودعائه وخضوعه، فهو لا يخضع لغير الله، ومع ذلك فهو على اتصال وثيق بالجماعة حتى في عبادته وصلته بربه كصلاة الجماعة ونحوها.

الفصل الثالث: مكانة التربية الجماعية في الإسلام:

تحدث الكاتب في هذا الفصل عن التربية الجماعية من خلال القرآن الكريم، وذكر عدة نماذج رائعة كقصة أصحاب الكهف؛ فأصحاب الكهف فتية لا يعرف واحد منهم الآخر، جمع الله بين أجسادهم كما جمع بين قلوبهم، فصاروا يدًا واحدة، وإخوان صدق.

وتحدث كذلك عن التربية الجماعية في السنة المطهرة، وعدد نماذج مشرقة كالعمل الجماعي في حفر الخندق، حيث كانت مهمة صعبة تتطلب العمل الجماعي الدؤوب.

والتربية الجماعية عند سلف هذه الأمة ومربيها، ليسرد بعد ذلك مجموعة من الفوائد التي تجنى من التربية الجماعية، ومن جميل تلكم الفوائد تحصيل فضيلة لزوم الصالحين، والتواصي بالحق والصبر معهم وغيرها.

الفصل الرابع: أركان التربية الجماعية:

تحدث الكاتب في هذا الفصل عن أركان التربية الجماعية، فقرر أن هذه التربية ترتكز على خمسة أركان أساسية هي: (المنهج، والمربي، والمتربين، والمنهجية، والأسلوب)، تحدث عن ثلاثة منها في هذا الفصل، فبدأ بالمربي الذي اعتبره الكاتب الركن المهم في هذه العملية التربوية، وذكر أهم صفاته، من تلك الصفات: العلم الشرعي، الزاد الايماني، والثقافة الواسعة.

ثم عدد بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض المربين، كعدم الاعتراف بالخطأ أمام من يربيهم، وإضعاف روح المبادرة الذاتية لدى المتربي، والمركزية في العمل.

ثم انتقل الكاتب للحديث عن ركن آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهم المتربون، فأتى بأهم الجوانب التي تكون شخصية المتربي، والتي ينبغي على المربي أن يهتم بها ويركز عليها أثناء بناء شخصية المتربي، وهي ثمانية جوانب، منها: الجانب الايماني، والجانب العلمي، والجانب العقلي.

ثم انتقل بعد ذلك إلى المنهجية التي تقوم عليها التربية الجماعية وتدار بها، وذلك من خلال الانطلاق من خطط مدروسة وأهداف واضحة، والتدرج وفقه الأولويات، والشمول والتكامل، ومراعاة الاختلاف والتنوع، والموازنة بين العلم والتربية والدعوة، والوعي والبصيرة، والولاء للأمة الإسلامية وليس لطائفة أو جماعة معينة.

الفصل الخامس: أساليب التربية الجماعية:

في هذا الفصل تحدث المؤلف عن أساليب التربية الجماعية، والتي اعتبرها نصف النجاح في هذه العملية التربوية، فبيّن مفهوم الأسلوب، ذاكرًا الأسلوب في القرآن، كالتقرير الصارم، والأمر الجازم، في الوقت الذي تستمتع فيه بالقصص المؤثرة، والأمثال المعبرة، وتسمع منه الأخبار الماضية، والأحكام المحكمة وغيرها...

وأما الأسلوب في السنة فكان أسلوبه -صلى الله عليه وسلم-؛ إذا تكلم بالكلمة أعادها ثلاثًا، وتارة يخاطب العقل، وتارة يخاطب الوجدان.

ثم سرد الكاتب بعدها أهم أساليب التربية الجماعية فذكر منها: التربية بالقدوة، وبالقصة، وبالحوار وغيرها، ليعدد منها عشرة أساليب.

الفصل السادس: المجموعة التربوية الفعالة:

في هذا الفصل ختم المؤلف كتابه وتحدث فيه عن المجموعة التربوية الفعالة، وعن خصائصها، وعدد منها ثماني خصائص، ومن جملة ما ذكره شعور الفرد بأنه مسؤول عن كل عضو من أعضاء المجموعة.

ثم انتقل الكاتب في هذا الفصل إلى ضوابط المجموعة التربوية الفعالة، من أجملها: أن يربى أعضاء المجموعة على التعلق بالمنهج لا بالأشخاص، وألا يطول أمد ارتباط المجموعة بمربٍّ دون سواه، والحذر من الطاعة غير المبصرة (الاتباع الأعمى).

ثم تحدث الكاتب في هذا الفصل عن العوامل التي تعيق أداء المجموعة التربوية، وذكر عدة عوامل؛ من أبرزها: الرغبة في الزعامة والتطلع للصدارة، وندرة المربين الأكفاء.

الخاتمة:

وفي خاتمة الكتاب ذكر الكاتب نتائج بحثه من خلال استقراء فصول هذا الكتاب، وفي ضوء ما توصل إليه الكاتب في بحثه من نتائج، فذكر بعض التوصيات كتوعية الآباء والمربين بأهمية الجماعية وفوائدها الجمة، وأنها ربما تكون علاجًا لكثير من مشكلات الأبناء كالانطوائية والعزلة، وحب السيطرة والأنانية.

الكتاب يؤصل لمنهجية تربوية إسلامية راقية، يستفيد منها المعلمون والمربون، سواء أكانوا آباء وأمهات أو مؤسسات تربوية، كما أن هذا الكتاب يساهم في إعداد جيل مبني على أطر تربوية صحيحة، جيل قادر على تحمل مسؤولياته على أكمل وجه، مستعد للبذل والعطاء من أجل هذا الدين. فجزى الله مؤلفه خير الجزاء. 

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة