المؤلف: محمد سعيد مرسي
الناشر: دار التوزيع والنشر – القاهرة – الطبعة الأولى – 1432هـ/ 2012م
يتميز هذا الكتاب بكونه كتابًا تعليميًا في فنون تربية الأولاد، والتعامل مع مشكلات التربية في هذه السن، بالإضافة إلى أنه كتاب جامع لكثير من القضايا التي يحتاج إليها الآباء والأمهات، والمربون بشكل عام الذين يتعاملون مع سن الطفولة بالذات. وقد عرضها المؤلف عرضًا لائقًا مستوعبًا، مع مزيد من الأمثلة التوضيحية الكثيرة، والاستبانات، مما يجعله مفيدًا في بابه ومحققًا لأهدافه.
والكتاب يستهدف المربين في كل مكان على اختلافهم؛ آباء وأمهات أو معلمين، أو مشرفين، في البيوت والحضانات والمدارس والمعاهد والكتاتيب والمعسكرات ودور التربية والمصحات. وقد اعتمد المؤلف على خبرته الطويلة التي اكتسبها من ممارساته التربوية، ومن تدريب المدربين وممارساتهم، ومن خلاصة الكتب العالمية والمواقع الإلكترونية. وقد قام بترتيب الأبواب بشكل منطقي حسب تعاملاته مع الأبناء؛ حيث يبدأ بتشكيل الطفل، ثم التوجيه والتعليم، ثم التخاطب مع الأطفال، ثم فن تعديل السلوك، ثم كيف تسعد أبناءك، ثم كتالوج الطفل، ثم الطريق نحو التميز، ثم العقبات والمعوقات التي يجب التخلص منها أمام نجاح العملية التربوية. وقد دعم الكتاب بقصص واقعية من الحياة، والأمثلة والنماذج، وزود كل باب بتمهيد وخلاصة، حتى يستطيع المربي أن يلم بأبعاد كل باب وما يهدف إليه.
الوصف العام للكتاب
يتكون هذا الكتاب من ثمانية أبواب:
الباب الأول: تشكيل الطفل، والباب الثاني: التوجيه والتعليم، والباب الثالث: التخاطب مع الأطفال، والباب الرابع: فن تعديل السلوك، والباب الخامس: كيف تسعد أبناءك؟ والباب السادس: كتالوج الطفل، والباب السابع: الطريق نحو التميز، والباب الثامن: معوقات يجب التخلص منها.
يبدأ المؤلف الكتاب بوصايا مهمة يشير فيها إلى أن للعملية التربوية خمسة عناصر، وهي: المربِّي، والمربَّى، والمنهج، والزمن، والمناخ. وأن المربي يحمل عبء نجاح العملية التربوية بنسبة 60%، وأن الأطفال هم عنوان الفطرة والبراءة، وأنه يمكننا إخراج أحسن ما فيهم إذا أخرجنا أحسن ما فينا. وأن التوجيه والإرشاد أمر لازم لأبنائنا. وتربية الأبناء مهمة ليست عسيرة إن عرفنا مفاتيحها، وأحسنا التعامل مع تلك المفاتيح. وأنه ينبغي عدم الاعتماد على المدرسة بشكل أساسي في تربية الطفل، وهذا لا يمنع من التعاون المشترك.
الباب الأول: تشكيل الطفل
يبدأ المؤلف بتمهيد يذكر فيه أن الطفل ينغرس فيه 90% من القيم والسلوكيات في الأعوام الثمانية الأولى، وتناول هذا الباب: البرمجة الإيجابية للطفل؛ وأهم نصيحة للمربين في هذا المقام، أن المربي يجب أن يعرف أنه لن يستطيع تشكيل ولده وبرمجته بشكل سليم ليكون رجلًا محترمًا أينما كان إلا بالتزام القدوة أمامه، وعلمه اليقيني بأنه المسؤول الأول عن تربية ابنه.
أما وسائل البرمجة، فهناك وسائل كثيرة نستطيع من خلالها برمجة الطفل، كي ينغرس فيه السلوك الذي نحب، والقيمة التي نريدها، ومن تلك الوسائل:
- التكرار: الذي أثبتت الدراسات أن الإنسان يتذكر 10% من الشيء إذا تكرر أمامه مرة واحدة، في حين يتذكر 90% منه إذا تكرر 6 مرات.
- القصة: فقد استقر رأي رجال التربية وعلماء النفس على أن الأسلوب القصصي هو أفضل وسيلة نقدم عن طريقها ما نريد تعليمه للأطفال.
- التعليم الابتكاري: فمن المهم في تعاملنا مع الطفل أن نخرج من حيز التقليد الروتيني إلى حيز الإبداع والابتكار، ويكون ذلك بواسطة: الأغنية والأنشودة، وخطاب العقل الباطن، والتعويد، والتمثيل، والقدوة، واللعب، والروابط (ارتباط الخُلق أو القيم بمدح وثناء أو ذكرى طيبة أو هدية.. إلخ)، والوسائل التعليمية المختلفة.
ثم يحذر المؤلف المربين من ” القولبة”، وهي وضع الأبناء في قالب معين، وإطار محدد لا يمكن تجاوزه أو التخلي عنه؛ لأن هذا خطأ فادح يقع فيه كثير من الآباء والأمهات. فالقولبة لها آثار سلبية على تربية أطفالنا.
ثم يقدم المؤلف بعض الإرشادات المتعلقة بتعليم الطفل المبادئ والسلوكيات والعادات الاجتماعية قبل أن يفوت الأوان. ثم ينتقل بالحديث عن الطفل القيادي والانقيادي. ويفرق بين التربية السهلة، والتربية الشاقة التي تحتاج إلى بذل مجهود من الآباء والأمهات. وأن على المربين أن يعلموا أولادهم تحمل المسؤولية، فهي الطريق نحو النجاح. وكذلك أن يبتعد المربون عن الحماية الزائفة التي تجعل الطفل هو من يتحكم في التربية! وعلى المربين تعليم الطفل طرق التفكير السليم، والحماية الواجبة على المربين في حق الأطفال.
الباب الثاني: التوجيه والتعليم
تناول هذا الباب كيفية التعامل مع الطفل؛ على أساس أنه إنسان يشعر ويتألم ويفرح، ويبين أن توجيه الطفل مهمة مقدسة وعملية مستمرة لا تتوقف. ومن الأساليب التربوية التي يؤكد عليها: الإقناع؛ فالأوامر الجامدة دون إقناع دليل فشل تربوي. ومنها أيضًا عقد الاتفاقات مع المتربي، والبعد عن الغضب أو التهديد أو التخويف، أو الإحباط، ودون المساس بشخصيته، حيث يكون التركيز على الخطأ وليس على الطفل الذي أخطأ. ويجب مراعاة الفروق الفردية عند التعامل مع الأبناء، والبعد عما يسمى انفصام الشخصية، عندما يرى شيئًا من أبيه، ويرى عكسه من أمه، أو من نفس الشخص. وتناول أثر الاجتماع العائلي في توجيه الطفل بشكل منتظم وفعال. وحذر المؤلف المربين من التسلط، وعدم التدرج عند التوجيه والتعليم. والاستمرار في المتابعة بأشكالها الإيجابية والبعد عن الأشكال التي تترك أثرًا سلبيًا لدى الطفل. وفي ختام الباب قدّم المؤلف وردًا تربويًا للمربين ليحاسب كل منهم نفسه كل يوم على ما كان منه خلال اليوم مع ابنه.
الباب الثالث: التخاطب مع الأطفال
يعرض هذا الباب بعض الإرشادات الخاصة بتحسين طريقة المربين في التواصل مع الأبناء؛ فالأطفال لا يستجيبون للتوجيهات السلبية التي تتضمن مجرد النهي عن الأشياء التي لا يصح أن يقوموا بها. ويوجه المؤلف المربين إلى الأخذ بهذه التوجيهات:
- على المربي أن يتجنب العموميات في إرشاد الطفل، لكن عليه أن يحدد الشيء الذي يريد الإرشاد إليه، مع ذكر السبب.
- الابتعاد عن الانتقادات الحادة والهجوم على الطفل بألفاظ سلبية؛ فالانتقاد السلبي الحاد سم زعاف.
- على المربين أن يعلموا أطفالهم السلوك الصحيح، وأن يضعوا لهم الحدود الضرورية لكيلا يتجاوزوها، ولا يحولوا حياتهم مع الأطفال إلى محاضرات عليهم الإصغاء إليها وتنفيذها.
- للتحدث مع الصغير فوائد صحية ونفسية عظيمة للطفل، تساعد في نموه اللغوي وصحته النفسية، إلى جانب شعوره بالحب والأمان. فعلى الوالدين والأم خاصة عدم إغفال هذا الأمر.
- التعبير للطفل بأننا نحبه من الأمور التي تسعده وتبهجه. وقد وجه رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى ذلك.
- من الأمور التربوية المهمة التي تسعد الطفل مناداته باسمه، وبأحب الأسماء والألقاب إليه.
- البعد عن لغة التهديد، فهي وسيلة فاشلة في تربية الأبناء، حيث إنها تؤدي إلى نتائج عكسية. بل هي من مدمرات الجهاز العصبي إن زادت عن حدها.
- على المربي أن يتكلم مع الطفل بالصيغ الإيجابية وليس بالصيغ السلبية، فالعقل يبني على آخر كلمة يسمعها، فبدلًا من أن تقول له: لا تكذب، تحدثه عن فضيلة الصدق.
- الأطفال بحاجة إلى المدح والثناء الدائم على مدار اليوم وعلى كل عمل جيد يصدر عنهم.
- على الأم والأب وكل مربي أن يبتعد عما يسمى: الإفلاس التربوي؛ كالضرب، والعقاب الجماعي للأطفال، وغيرها.
الباب الرابع: فن تعديل السلوك
يحاول هذا الباب أن يعرف المربي الطريق الصحيح لعلاج أخطاء الأبناء، وتعديل سلوكهم، حتى لا يجعل المربون من الخطأ سببًا لإحباط الهمم وتحطيم المعنويات، وسحب الثقة، والتهوين من الطفل، فيتوقف الإبداع والانطلاق.
ويقدم المؤلف عددًا من الإرشادات في هذا الموضوع، منها:
– اجعل الخطأ هدفًا ولا تجعل طفلك هو الهدف: فالمهم هو التركيز على كيفية حل المشكلة.
– علم طفلك أولًا كيف يتغلب على المشكلات التي تقابله؛ فمهمة الآباء تعليم أطفالهم السلوك الصحيح من السلوك الخاطئ.
– علِّمه الانتفاع من الخطأ، وتحدث معه عنا يمكن فعله فيما بعد، بروح التعليم لا باللوم والتوبيخ.
– علِّمه تحمل نتيجة أخطائه، وأنه مسؤول عن نتيجة عمله فلا يلقي باللوم على أحد آخر.
– أشعره بعواقب الخطأ، ليتولد عنده الرغبة في تغييره والبعد عنه.
– تعاطف معه عندما يخطئ، وأعد الثقة لطفلك بعد الخطأ، فهو العلاج الفعال، حتى لا يسترسل في نفس الخطأ أو يصاب بالإحباط.
– احذر تذكيره بخطئه كثيرًا، حتى لا يعاند لشعوره بأن من حوله لا يقدرون أسفه عما يفعل.
– عالج المرض لا العرض، وابحث عن دافع الخطأ لديه كي تعالج الأصل بدل الأعراض. ولا تخفه من الفشل، ولكن عوِّده النهوض من كبوته وخذ بيده إلى الصواب، وكون لدى طفلك المعايير التي يتعرف من خلالها على الخطأ.
– ذكِّره بالمستقبل لا بما مضى، فلا تذكره بأخطاء الماضي، بل ذكره بالمستقبل دائمًا، وما ينبغي أن يفعله.
– لا تيأس منه، مهما تكرر خطؤه، فهذا أفضل ممن لا يخطئ إذ لن تكون لديه خبرات وتجارب كافية في حياته، ولا تعامل طفلك على أنه بالغ عاقل ناضج.
ثم ينتقل المؤلف إلى الحديث عن بعض المفاهيم المغلوطة والتصرفات الخاطئة لبعض المربين، مرورًا بالتفريق بين الإفراط أو التطرف السلوكي والقصور السلوكي للطفل، ثم الخطوات الواجب اتباعها عند تصنيف السلوك، كي يتم تعديله، وذلك ضمن خمس خطوات أساسية، ثم انتقل إلى إيضاح المعايير التربوية المهمة من أجل التمييز بين ما هو مشكل فعلي وبين ما هو طبيعي في سلوك الطفل. وذكر المؤلف بعض الأساليب الحديثة من أجل تعديل السلوك؛ كأسلوب الإسعافات النفسية، وتربية الدقيقة الواحدة، والاستخدام التربوي للألوان، وأسلوب التجاهل. بالإضافة إلى قواعد الثواب والعقاب وكيفية استخدامهما بشكل أمثل، وبطريقة تربوية.
الباب الخامس: كيف تسعد أبناءك؟
يجيب هذا الباب على السؤال: كيف تسعد أبناءك؟ ويقدم المؤلف للآباء والمربين مقومات السعادة الحقيقية للطفل والوسائل التي بها يسعدون أطفالهم.
ويركز على ما يتصل بالمشاعر والعاطفة وكل ما هو بداخل الإنسان مما يجلب له السعادة، فالسعادة شعور داخلي، فلا بد إذا أردنا توفيرها لأبنائنا أن نركز على هذه الأشياء الداخلية، بالإضافة إلى الأشياء الخارجية.
ومما يحقق السعادة الداخلية: احترام مشاعر طفلك، ومداومة الابتسام له، واللعب معه، وأن تغرس فيه الثقة. وأحبَّ طفلك فإنه يتغير بسبب ذلك، ولا تحطم إنجازاته، فإحساس الطفل بالقدرة على الإنجاز يسعده حتمًا ويدفعه إلى النجاح. وعامله رجلًا وحاسبه طفلًا، فمعاملة الصغير على أنه رجل يصقل شخصيته وينمي فيه صفات إيجابية كثيرة. ولا تكن نائبًا عنه، لكن دعه يعبر عن نفسه أمام الآخرين. وتجنَّب إهانته، ودعه لعالمه الخاص على سجيته، وأصغ إليه، فالإصغاء للطفل خطوة ضرورية في التربية الإيجابية لا غنى عنها للمربي. وتواصل معه بصورة جيدة مهما كنت مشغولًا، وأتح لطفلك حرية التعبير عن مشاعره ورغباته.
وقد أورد الكتاب هذه الموضوعات بصورة تفصيلية، مزودة ببعض الاستبانات.
الباب السادس: كتالوج الطفل
يتناول هذا الباب مجموعة من العوامل التي تجعلنا نقرأ الطفل قراءة سليمة، ومن ثم نتعرف على المداخل إلى قلبه. ومن هذه العوامل أو المفاتيح: موهبته، هوايته، بيئته، مشكلاته، الحاسة الرئيسة لديه، الطريق إلى قلبه، خصائص مرحلته السنية، وتربيته بين أشقائه في الأسرة.
فيهتم الباب بالتعريف بالموهبة، وأنه على المربين بذل الجهد من أجل كشف الموهبة عند الطفل وتنميتها وتوجيهها التوجيه اللائق بها. ومدى تأثير المناخ(البيئة) التي يحيا فيها الطفل كعنصر مهم من عناصر العملية التربوية الخمسة (المربِّي، والمربَّى، والمنهج، والزمن، والمناخ). وليس البيت وحده هو المناخ الذي يؤثر في الطفل بل الروضة (الحضانة) والمدرسة هي بيئات مؤثرة أيضًا، حيث يقضي فيها الطفل ثلث يومه تقريبًا، فينبغي حسن اختيارها ومتابعة الطفل من خلالها، فهي محضن تربوي مهم. كذلك فإنه من غير المعقول أن يتعامل المربي، خاصة غير الأبوين، من المشرفين والمعلمين مع الطفل دون معرفة مشكلات هذا الطفل في حال وجودها، حتى يتعامل مع كل مشكلة بما يناسبها، فلا يحدث صدام.
كما وجه المؤلف إلى جانب مهم من جوانب البرمجة اللغوية العصبية، وهو التعريف بكيفية التعامل مع الطفل من خلال الحاسة الرئيسية لديه؛ ونقصد بها تلك التي يفهم الطفل من خلالها بشكل أسرع، ويستخدمها أكثر من غيرها، فهناك الطفل السمعي، والطفل البصري، والطفل الحسي. ولو فهم المربون ذلك في الطفل لاستطاعوا عن طريقها استيعابه وتوجيهه بشكل أكثر فعالية. كما أن لكل طفل مدخل إلى قلبه، فإن استطاع المربي التعرف على المفتاح الذي يدخل به إلى قلب كل طفل، وأحسن استخدام هذا المفتاح، لكان لذلك كبير الأثر معهم من حيث قبولهم للمربي، وحبهم له وطاعتهم إياه، وحسن التلقي منه، ويكون مثلهم الأعلى وقدوتهم وموضع سرهم ومتنفسهم. كما أشار المؤلف إلى بعض خصائص المراحل السنية ليؤكد على أهمية التعرف عليها من خلال علم نفس النمو عند التعامل مع الأطفال. ولا ينسى أن يشير إلى الأثر النفسي العائد على الطفل بترتيبه بين أشقائه، فالبكر يختلف عن الأوسط، والأوسط يختلف عن الأخير أو آخر العنقود.
الباب السابع: الطريق نحو التميز
في هذا الباب يتحدث المؤلف عما يجب أن يتحلى به المربي حتى يكون متميزًا؛ فهو موجه بالأساس إلى المربي.
فتحدث عن أهمية أن يحدد المربي أهدافه من تربية أبنائه، ثم كيف يجب على المربي التعرف على أولويات طفله في كل وقت وفي كل مرحلة، فلا يقدم ما حقه التأخير، ولا يؤخر ما حقه التقديم، ليضع كل شيء في نصابه، فلا يطغى المهم على الأهم. وذكر المؤلف أهمية أن يتحلى المربِّي بالحزم في غير عنف، وباللين في غير ضعف، وأوضح أهمية الحلم والصبر، في التربية، ليكون المربي قدوة حسنة لمن يربيهم. وخاصة أبناءه فهو مسؤول عنهم أمام الله تعالى. وأكد المؤلف أنه بدون وضع المربي لأبنائه في بؤرة شعوره، واستفادته القصوى من خبراته الحياتية في التعامل معهم، ومعرفته بالأسلوب الصحيح لحل مشكلاتهم؛ فسوف تحدث مشكلات تربوية قد يكون لها بالغ الأثر في صلاح الأبناء فيما بعد. وعلى المربي أن يجدد معلوماته في التربية، وأن يغير من نفسه، فيأخذ بأحدث الأساليب التربوية التي تحقق الهدف من أقصر طريق. ولا يكون تقليديا في وسائله التربوية؛ فما ينفع بالأمس قد لا يصلح اليوم. ولا يتم له ذلك إلا بكثرة القراءة والاطلاع على الجديد في مجال التربية.
الباب الثامن: معوقات يجب التخلص منها
يقول المؤلف: إذا كنا قد خصصنا الباب السابع للحديث عما يجب أن يتحلى به المربي، فالباب الثامن خصصناه للحديث عما يجب أن يتخلى عنه المربِّي في طريقه نحو التميز، فالتحلي والتخلي دعامتان أساسيتان للمربي المميز، لا يغفل عنهما أبدًا.
في هذا الباب قام المؤلف بالتعريف الصحيح للوقار فقال: الوقار معناه: الرزانة والحلم والعظمة، وليس من معانيه التجهم، والكف عن الضحك أو المزاح أو اللعب، ورفض تقبيل الطفل أو احتضانه، بدعوى الحفاظ على الهيبة والوقار. وأوضح المؤلف الآثار النفسية المترتبة على الفهم الخاطئ له، وأشار إلى وضع الحدود للطفل، وحذَّر من التساهل الممقوت الذي يكون بلا ضوابط حاكمة له. وأكد على أهمية بذل الجهد والوقت مع الطفل، ولو كان على حساب التكسب والتربح، فمن الصعب أن يتحلى المرء بالصبر مع أطفاله أو يلاعبهم أو يصغي إليهم وهو يعطيهم بقايا وقته وفتات جهده. كما تحدث عن السلوكيات التربوية غير الجيدة كالعصبية والصراخ في وجه الطفل، والمبالغة في تصنيف مشكلاته، والآثار الضارة للتربية الخاطئة للمربي، أو عاداته السلبية؛ كالإحباط، والغضب المفرط، وغيرها.
من ثمرات الكتاب وفوائده
يحمل ي كتاب “كيف تكون أحسن مربي في العالم؟” عدة فوائد:
- للعملية التربوية خمسة عناصر، وهي: المربِّي، والمربَّى، والمنهج، والزمن، والمناخ. والمربِّي يحمل عبء نجاح العملية التربوية بنسبة 60%.
- تربية الأبناء مهمة ليست عسيرة، إن عرفنا مفاتيحها، وأحسنا التعامل مع تلك المفاتيح.
- ينبغي عدم الاعتماد على المدرسة بشكل أساسي في تربية الطفل، رغم أهمية التنسيق الواجب بين البيت والمدرسة.
- الطفل ينغرس فيه 90% من القيم والسلوكيات في الأعوام الثمانية الأولى.
- المربي يجب أن يعرف أنه لن يستطيع تشكيل ولده وبرمجته بشكل سليم إلا بالتزام القدوة أمامه، وعلمه اليقيني بأنه المسؤول الأول عن تربيته.
- من أهم وسائل غرس السلوك والقيم التي نحب في الطفل: التكرار، والقصة، والتعليم الابتكاري.
- الإقناع يعد من أهم الأساليب التربوية الفاعلة في توجيه الطفل وتعليمه.
- على الآباء والمربين ألا يعتمدوا على مجرد التوجيهات السلبية التي تتضمن مجرد النهي عن الأشياء التي لا تصح أن يقوموا بها.
- يجب على المربين إجادة فن تعديل السلوك بمعرفة الطريق الصحيح لعلاج أخطاء الأبناء.
- من الأساليب الحديثة التي يلزم المربي معرفتها من أجل تعديل السلوك: الإسعافات النفسية، وتربية الدقيقة الواحدة، والاستخدام التربوي للألوان، وأسلوب التجاهل.
- إذا أراد الآباء توفير السعادة لأبنائهم فعليهم أن يركزوا على الوجدان وما يتصل به من المشاعر والعاطفة وكل ما هو بداخل الطفل مما يجلب السعادة.
- معرفة المداخل إلى قلب الطفل وقراءته قراءة سليمة من المسائل الضرورية في تربية الطفل بشكل صحيح.
- يجب على المربي التخلي عن الصفات غير المرغوب فيها في عملية التربية، والتحلي بالصفات المميزة له فيها، فهاتان دعامتان أساسيتان للمربي إن أراد النجاح في مهمته.
إضافة تعليق