أنا مشرف على مجموعة من محفظي القرآن والمربين في أحد المساجد، وقد مرّ على بدء العمل حوالي خمس سنوات، إلا أننا وفي نهاية كل عام نفاجأ عند التقييم بأن المنتج النهائي لنا ضعيف جدًا

أنا مشرف على مجموعة من محفظي القرآن والمربين في أحد المساجد، وقد مرّ على بدء العمل حوالي خمس سنوات، إلا أننا وفي نهاية كل عام نفاجأ عند التقييم بأن المنتج النهائي لنا ضعيف جدًا، من حيث الكم والكيف، ففي بداية موسم الصيف قد يسجل لدينا حوالي 100 طالب من المرحلة الثانوية، وهو رقم كبير نسبيًا في مدينتنا، ولا ينتهي العام حتى يتقلص العدد ليصير حوالي 17 إلى 20 طالبًا، بالإضافة إلى أن تحصيلهم لا يتجاوز 50% مما هو مخطط لتحصيله.

وها نحن على أعتاب السنة السادسة والمحصلة النهائية لا تتجاوز 5%، فعدد الطلبة المؤهلين –الذين كان يفترض أن يتولوا هم قيادة العمل في المسجد بعد هذه الفترة من الأعداد- لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.. وهذا مما يصيب المعلمين –والطلبة أنفسهم- بالإحباط والرغبة في العزوف عن العمل الدعوي بالمسجد..

حاولنا كثيرًا الوقوف على أسباب ذلك لكننا لم نتمكن من تحديد نقاط الضعف، هل هي في المعلمين والمحفظين؟! أم في قصور المنهج المدرس إليهم؟! أم في الطلبة أنفسهم؟! أم شيء آخر؟!

نرجوا الافادة .!

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...

أولا.. شكر الله لكم جهدكم وعطاءكم في خدمة كتاب الله، واحتضان الشباب، وتدريبهم على تعلم القرآن وتعليمه، فما أعظم أجوركم!! وما أروع عملكم!! إن أخلصتم فيه نواياكم وتقبله الله منكم.

أما عن شكواكم من ضعف الثمرة رغم بذل المجهود من غرس وحرث وسقاية، فلا يخفى عليكم أن المرحلة التي تتعاملون معها جد خطيرة، فهي مرحلة المراهقة والحيوية وانطلاق الشباب، ولا يخفى عليكم كم المغريات والجواذب التي أذهلت الشباب حتى عن دروسهم المدرسية، وحياتهم اليومية الطبيعية، لفرط ما دخل على حياتهم من مستجدات رهيبة كالإنترنت، وأفلام السينما الحديثة، والمباريات العالمية قبل المحلية، ناهيك عن مؤثرات الشارع والأصدقاء وغير ذلك؛ مما أثر على دراستهم وسلوكياتهم قبل صلاتهم ومساجدهم...

والحل عند من يريد الوصول إلى هذه الفئة العمرية هو أن يدخل إليها من مداخلها الطبيعية، فينوع البرامج ويحدثها بما يناسب مرحلتهم المرحة المنطلقة، ويبتعد عن النمطية التي مضى زمانها، فيدخل على منظومته الرحلات، والألعاب، وأوقات المرح البينية، ويستقدم لهم الدعاة الشباب القريبين من أعمارهم، ويهتم بالكيف قبل الكم ليبعد السآمة عن نفوسهم، ولا يعتمد على استقبال المسجد لهم، بل يأخذ المسجد إليهم بحسن التفقد، وتنويع البيئة.

كما لا يخفى على المربين أن هذا السن يحب تحميله بعض المسئوليات وإن صغرت، ولا يحب أن يقوم بدور التلميذ الجالس لساعات من التلقي الممل لأشهر طويلة غالبا ما لا يكملها..

كذلك نوصي المربين باستخدام استراتيجيات حديثة تتناسب مع عظم المهمة وخطورة المرحلة، فيعتمدون أسلوب القصة، والجوائز، والمسابقات المتجددة التي تناسب أعمارهم...

كما نوصي المربين الأكارم القائمين على هذا العمل المبارك أن يزوروا المراكز الشبابية المتقدمة في فنون التعامل مع الشباب –وإن لم تكن تعنى بتحفيظ القرآن- ليأخذوا من فنونهم وخبراتهم الميدانية ما استطاعوا من هذا الفن، والشبكة العنكبوتية مليئة بمثل هذه التجارب..

والخلاصة أيها المباركون... أن الإمام علي رضي الله عنه قال: ربوا أولادكم لغير زمانكم فإنهم قد خلقوا لغير زمانكم... وهذه إشارة لطيفة ينبغي أن يلتقطها المربون في هذا الزمان- آباء كانوا أو معلمون- فيتعاملون مع الجيل الجديد بما يصلح له دون إفراط أو تفريط في ثوابت الدين.

وفقكم الله، وسدد خطاكم، وفتح على أيديكم قلوب الشباب.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة