يجيب عليها أنوار الغيثاني

السؤال:

لديّ ابن عمره خمس سنوات ونصف، من هذا العام زاد سلوكه الخاطئ؛ حيث يقوم بضرب إخوانه الأكبر منه، والسب والشتم بألفاظ لم تكن موجودة في بيتي، والصراخ علماً بأن هذا السلوك كان بدرجة بسيطة ثم تطور بعد مولودنا الذي له الآن من العمر سنة، كيف أتعامل مع هذا الطفل؟! هل الضرب والحرمان والصراخ فيه والتهديد يمكن أن يحل مشكلته، علمًا بأني أمارس الضرب المتفاوت ليس دائمًا والصراخ بكثرة؟! شكرًا لك.

الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

حياك الله أخي الكريم. ذكرت من مشكلات ابنك -حفظه الله تعالى-:

- ضرب إخوته.

- السب والشتم.

- الصراخ.

- وأنا سأضيف: الغيرة.

وسألت عن العلاج، واستفسرت: كيف التعامل مع هذا السلوك؟! وما العلاج في مثل هذه الحالة؟! هل هو "الضرب والحرمان والصراخ فيه والتهديد؟!"، علمًا أنك ذكرت الحل الذي تطبقه معه بقولك: "علمًا بأني أمارس الضرب المتفاوت ليس دائمًا والصراخ بكثرة".

والآن نأتي للحوار:

كونك تحدد مشكلات طفلك المبارك فهذا بحد ذاته من حلول مشكلاته؛ حيث إن هنالك آباءً لا يعرفون كيف يحددون مشكلات أبنائهم ويطلقون عليهم اتهامات عامة.

ولابد أن نتفق على آلية في حل ما سألت عنه:

- لابد من التطبيق العملي.

- الالتزام بالحلول.

- مراجعة النفس في طريقتنا في معالجة المشكلات.

- إحقاق الحق ولو كان الطرف المستحق طفلاً عمره خمس سنوات.

نبدأ:

أولاً: ما يصدر من طفلك من تصرفات ليست مشكلات؛ لأنها تصرفات طبيعية في مثل عمره.

ثانيًا: معالجة المشكلة أو التصرف بنفس التصرف لن يجدي! فطفلك المبارك يضرب إخوته وأنت تضربه، فلا ننهَ عن خلق ونأتيه؛ لأننا لابد أن نناقش الطفل: لمَ يضرب إخوته؟! لأن ضربه سيجعله متمردًا على الضرب كوسيلة تأديب، ومما قد يزيد الأمر تفاقمًا أنه قد يكره من يُضرب بسببه من إخوته أو ضاربه.

ثالثًا: طفل بهذا العمر لابد من احتوائه وإحساسه بالأمان إذا أخطأ؛ حيث لا يضرب وإنما يعاقب بغير وسيلة الضرب؛ لأن الضرب لو كان مفيدًا لاستخدمه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قدوة، علمًا أن الضرب برفق نوع من التأديب والعقاب، أما غيره فهو يُعد إهانة لكرامة وشخصية الطفل، خاصة إذا كان ذكرًا؛ لأنه سيكون قائدًا أو مسؤولاً أو أكبر من ذلك ثم لا تكون شخصيته قوية، بل بها نوع من الضعف بسبب الضرب أو الصراخ الذي قد يتسبب في مشكلات أخرى تنجم بعد ذلك مثل -أعزكم الله- ما يعانيه أقرانه أو من هم أكبر منه من التبول اللاإرادي، وقرض الأظافر، والعزلة، والخوف، والتمرد والعناد... وسلسلة من المشكلات التي كانت بداية الشرر فيها الضرب أو الصراخ.

رابعًا: الطفل يريد من والده أن يكون أبًا في البيت، وإداريًا في العمل، بمعنى لا يطبق نظامه الإداري في سلطته وولايته على أبنائه الذين لا تتجاوز أعمارهم سنوات، وخبرتهم بالحياة تحتاج إلى حوار ونقاش ومشاركة ومعرفة وتجربة... فالطفل الذي يعض لا يشعر بألم من يعضه أو يضربه، والطفل الذي يغمض عينيه يرى أن الذين حوله لا يرونه، فالأطفال لا يدركون الخطر أو النتائج ولن يدركوا إلا بالنقاش والحوار والإقناع وضرب الأمثلة واستثارة فكرهم وعقلهم.

خامسًا: الألفاظ التي لم تكن في بيتك لربما دخلته من التلفاز، أو مصدر آخر، كبعض من يلتقي بهم في الروضة أو الألعاب أو الزيارات الاجتماعية، أو قد تكون من الأب أو الأم عند الغضب من حيث يعلمان أو لا يعلمان، فالطفل في هذا السن يسجّل كل شيء ولا يفرّق بين الصح والخطأ حتى يعلّمه أحد.

بعض الحلول التي تساعدك ومنها:

1- الاهتمام، فالطفل يحتاج الاهتمام، وخاصة مع وجود طفل جديد، فإن عامل جذب اهتمام أهله مضاعف، وخاصة مراعاة جانب الغيرة عنده.

2- الحوار والإقناع، وجعله هو من يحدد المشكلة ويحدد الحل.

3- العدل بينه وبين إخوانه.

4- احترام مشاعره وكرامته، وخاصة أمام الآخرين وأمام إخوته والناس.

5- اجعل إخوانه شركاء لك في الحل: كأن لا يستفزوه، أو ناقشهم لمَ ضرب أو لمَ شتم أو لمَ سبَّ.

6- أوكل إليه بعض ما يساعده هو على التغلب على المشكلة، مثل الاهتمام بأخيه الصغير.

7- أكثر من ضمِّه والجلوس معه ومرافقته، وراقب عن بُعد من يخالطهم، وتعامل إخوته معه.

وهذا الروابط ستفيدك كثيرًا -أخي الكريم- لأنك ذكرت أكثر من مشكلة:

http://majdah.maktoob.com/vb/majdah168417/

http://www.youtube.com/watch?v=FF3BJFPQhIE

http://www.youtube.com/watch?v=elrldr443LU&feature=relmfu

http://www.youtube.com/watch?v=CTg2pJqEAxc&feature=relmfu

وأنصحك أن تقرأ كثيرًا للدكتور مصطفى أبو السعد، وهذه بعض الروابط المرئية له:

http://www.youtube.com/watch?v=zPwhdTpZXOM

http://www.youtube.com/watch?v=6seixnMwXNQ&feature=relmfu

http://www.youtube.com/watch?v=IewT-iPScEE&feature=related

أخيرًا: يحتاج الطفل ليتعلم ويتأدب للأمان، ليأتي إليك معترفًا، ومطيعًا، ويشعر باحترامك وأمانك وعواطفك واهتمامك.

 

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة