إن ما نشهده اليوم من تخلف وفرقة وشحناء وقطيعة تقع بين صفوف المسلمين على مستوى الدول والشعوب والأفراد، ما هو إلا دليل صارخ على بعد المسلمين عن عروة الله الوثقى، وتنكرهم لرابطة الإيمان المتينة، ونقضهم لوشيجة الأخوة القويمة، ومن هنا نبتت في بلادهم الدعوات الجاهلية الضالة، وغرتهم المبادئ الأجنبية المستوردة، فارتفعت في سماء المسلمين رايات ورايات، وتسربت إلى مجتمعاتهم سموم وآفات، جعلت منهم غثاء كغثاء السيل. وما كان ذلك كله ليقع في حياة المسلمين، لو سلمت للمسلم شخصيته الأصيلة، وسلمت له مناهله الفكرية والروحية. ولكن الغارة على العالم الإسلامي كانت تستهدف شخصية المسلم.
ولقد استطاعوا في كثير من بلاد المسلمين أن يهزوا شخصية المسلم، ويزحزحوها عن أصالتها، ويزجوا بها في حمأة التبعية الفكرية والشعورية والسلوكية، ويعروها من قيم دينها وأخلاقياته ويفرِّغوها من المحتوى الرباني الذي به أُخرجت للناس، وبه دخلت التاريخ، وبه كانت شيئا مذكورًا في حياة الإنسانية.
من هنا كانت أهمية هذا الكتاب الذي سعى فيه المؤلف إلى جمع النصوص المتعلقة بالإنسان وتوجيهه وتكوينه، من القرآن الكريم والسنة النبوية، ليجلي شخصية الإنسان المسلم كما أرادها الإسلام، ويوضح علاقة الإنسان المسلم بربه، ويبرز التوازن الحكيم في نفسه بين جسمه وعقله وروحه. ويبيِّن صلات المسلم الاجتماعية بغيره، كالوالدين، والزوجة، والأبناء، والأقرباء وذوي الأرحام، والجيران، والإخوان والأصدقاء، وأبناء مجتمعه كافة، بكل أطيافهم.
يقدم هذا الكتاب الدليل على أن الإنسان المسلم الذي أراده الإسلام إنسان فذ فريد في أخلاقه وصلاته الفردية وعلاقاته الاجتماعية جميعاً. ويقيم الحجة على أن الإنسان في تاريخه الطويل لم يحظ بمكونات الشخصية الفاضلة المتكاملة كما حظي الإنسان المسلم حين تلقى إشراقة الوحي والهداية الربانية من نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة.إنه يبرز شخصية الإنسان المسلم متوازنة سوية متكاملة، لا يطغى فيها جانب على آخر، كما يقع في المجتمعات التي يربي الإنسان فيها مناهج البشر القاصرة التي كثيراً ما تتحكم في وضعها الأهواء والبدع والمفاهيم المنحرفة والضلالات.
1- المسلم مع ربه
تتجلى علاقة المسلم بربه في عدد من الصفات؛ فهو مؤمن يقظ، مطيع أمر ربِه، يشعر بمسؤوليته عن رعيته، راضٍ بقضاء الله وقدره، أوَّاب، همُّه مرضاة ربه، مؤدٍّ الفرائض والأركان والنوافل، متمثل معنى العبودية لله، كثير التلاوة للقرآن.
2- المسلم مع نفسه
وفيه يتحدث الكاتب عن كيفية تحقيق المسلم التوازن بين جسمه وعقله وروحه.
أ- جسمه: فالمسلم يجب أن يكون معتدلا في طعامه وشرابه، يزاول الرياضة البدنية، نظيف الجسم والثياب، حسن الهيئة.
ب- عقله: تنمية الجانب العقلي والمعرفي لدى المسلم تقتضي الاهتمام بالعلم فهو عند المسلم فريضة وشرف، وطلبه يجب أن يستمر حتى الممات. وينبغي للمسلم أن يتقن ما تخصص فيه، وأن ينفتح على الجديد الذي لا يصطدم بثوابت الدين. والاطلاع على الجديد يتطلب إتقان لغة أجنبية يستطيع بوساطتها معرفة ثقافة الآخرين، والإفادة منها.
ج- روحه: المسلم يهتم بغذاء روحه كما يهتم بغذاء جسمه، وعليه أن يصقل روحه بالعبادة، وأن يصحب الصالحين الذين يتميزون بالسلوك القويم والاستقامة على الحق، وأن يتردد على مجالس الإيمان ويفيد منها، وأن يكثر من ترديد الصيغ والأدعية المأثورة، فإن ذلك مما يصفي روحه، ويشيع الإيمان في جوانب نفسه.
3- المسلم مع والديه
المسلم الحق يمتاز ببر والديه، فهو عارف قدرهما وما يجب عليه نحوهما، حتى ولو كانا غير مسلمَيْن. كثيرُ الخوف من عقوقهما. يبر أمه ثُمَّ أباه وفق التوجيه النبوي، ويبر أهل ودِّهما. والمسلم الذي صاغه الإسلام يحيط والديه بأجمل مظاهر الاحترام والتقدير.
4- المسلم مع زوجته
الزواج في الإسلام سكن للنفس، وراحة للقلب، واستقرار للضمير، وتعايش بين الرجل والمرأة على المودة والرحمة والانسجام والتعاون والتناصح والتسامح؛ ليستطيعا في هذا الجو الأليف أن يؤسسا الخلية السعيدة التي تريش فيها الفراخ الزُّغب، وتنشأ فيها الأسرة المسلمة. وأن يلتزم هدي الإسلام في المرأة التي يتزوجها، وفي حياته الزوجية بعد ذلك. فالمسلم الحقّ زوج مثالي في علاقته بزوجته فهو ينصفها ويحسن إليها. وإن من أنجح الأزواج الزوج المسلم الواعي بالحياة الاجتماعية، والمقتدي بهدي الإسلام العظيم في معاملته لزوجته. والمسلم الواعي كيِّسٌ فطن مع زوجته؛ فهو لا يؤذي أحدًا من أهلها بكلمة سوء، ويحترمهم، ولا يفشي لها سرًا، ولا يذيع خبرًا خصته به من دون الآخرين. والمسلم الواعي يكمِّل نقص زوجته، ولا يعنفها أو بنتقص منها وبخاصة أمام الآخرين. والمسلم الواعي يحسن التوفيق بين إرضاء زوجه وبرّ والديه، فلا يجور على أحد الطرفين إرضاء للطرف الآخر، ويستخدم في ذلك ذكاءه وشخصيته ولباقته. والمسلم بهذه الصفات الطيبة يحسن القوامة على زوجته، والقوامة مسؤولية قبل أن تكون تحكمًا لا معنى له. لقد أعطى الإسلام للزوج حق القوامة على المرأة، ليكون رجلًا بحق، يعرف كيف يقود سفينة الحياة في أسرته نحو شاطئ السلامة والأمان.
5- المسلم مع أولاده
الأولاد قرة عين الإنسان في حياته، وبهجته في عمره وأنسه في عيشه. بهم تحلو الحياة، بيد أن ذلك منوط بحسن تربية الأولاد، وتنشئتهم النشأة الصالحة التي تجعل منهم عناصر خير وعوامل برّ، ومصادر سعادة. أما إذا غفل الوالدان عن تربية الأولاد وتوجيههم الوجهة الصالحة كانوا بلاءً ونكدًا وعنتًا وشقاءً وهمًّا. فيجب على الأب المسلم أن يستخدم في تربية أولاده أبرع الأساليب؛ ويشعرهم بحبه وحنانه، وينفق عليهم بسخاء وطيب نفس، ولا يفرق في حنوِّه ونفقته بين البنين والبنات. عيناه مفتوحتان على كل ما يؤثِّر في تكوينهم وتوجيههم، يُسوّي بينهم، ويَغرس فيهم الأخلاق العالية.
6- المسلم مع أقربائه وذوي رحمه
لا يقتصر بر المسلم على والديه وزوجه وأولاده، بل يتعداهم إلى أقاربه وذوي رحمه، فيشمل هؤلاء جميعًا ببره وإحسانه وحسن صلته. والأرحام هم الأقارب الذين يرتبطون مع الإنسان بنسب، سواء أكانوا يرثونه أم لا يرثونه. وقد احتفى الإسلام بالرّحم حفاوة ما عرفتها الإنسانية في غيره من الأديان، فأوصى بها ورغّب فيها، وتوعد من قطعها. فصلة الرحم من أبرز مميزات هذا الدين. فالمسلم واصل رحمه حسب هدى الإسلام. وإن قطيعة الرحم إثم لا يبوء بإثمه مسلم استنار قلبه بهدي الإسلام. فالمسلم يصل أرحامه ولو كانوا غير مسلمين. وصلة الرحم عند المسلم الحق الواعي هَدْي دينه لا تكون ببذل المال فحسب، بل هي أعم من ذلك وأوسع. فتكون ببذل المال، والزيارة، والتناصح، والإيثار، والكلمة الطيبة، وأبواب الخير التي تبسط رواق الألفة والمودة والتراحم والتكافل بين ذوي القربى. والمسلم الحق يصل ذوي رحمه وإن لم يصلوه.
7- المسلم مع جيرانه
المسلم الحصيف الواعي لأحكام دينه هو أحسن الناس معاملة لجيرانه، وأكثرهم برًّا بهم، وحدبًا عليهم. ذلك أنه يعي هدي الإسلام وتوصياته بالجار. فالمسلم الحق سمح مع جاره، يحب له ما يحب لنفسه، فشقاء الإنسانية بسبب غياب المسلم وأخلاقه. إن المسلم يحسن إلى جاره قدر طاقته، ويخصُّ بإحسانه جيرانه المسلمين وغير المسلمين، ويقدم في إحسانه الأقرب فالأقرب. فالمسلم الحق خير جارٍ. أما جار السوء فهو إنسان عُرِّيَ من نعمة الإيمان، وجار السوء إنسان حبط عمله. ولذلك فإن الإسلام يحذر المسلم من الوقوع في الخطيئة مع جاره. والجار المسلم الحق لا يقصِّر في إسداء المعروف إلى جاره، ويصبر على هَناته وأذاه، ولايقابل إساءة جاره بمثلها، ويعرف حق جاره عليه.
8- المسلم مع إخوانه وأصدقائه
إن من أبرز صفات المسلم الصادق حبُّه لإخوانه وأصدقائه حبًا ساميًا، مجردًا عن كل منفعة، بريئًا من أي غرض، نقيًا من كل شائبة، إنه الحب الأخوي الذي استمد صفاءه من مشكاة الوحي وهدي النبوة. ذلك أن الرابطة التي تربط المسلم بأخيه مهما كان جنسه ولونه ولغته، هي رابطة الإيمان بالله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}. فالمسلم يحب إخوانه في الله، وقد مدح الله عز وجل مقام المتحابين في الله، لأن هذا المقام لا يستطيع بلوغه إلا من صفت نفوسهم، وسمت أرواحهم، وهانت عليهم الدنيا بجانب مرضاة الله، فلا غرو أن يعد الله لهؤلاء من المكانة والنعيم ما يليق بهم. ولقد كان للحب في الله تأثير عميق في حياة المسلمين، حيث إنه لا يستل سخائم الحقد من الصدور، ولا ينتزع أدران التنافس والحسد من النفوس إلا أخوة صادقة عالية، تسود حياة المسلمين، وتقوم على المحبة، والتواد، والتناصح والألفة. بهذه المحبة الناصعة بنى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جيل الإسلام الأول الذي حمل رسالة السماء إلى الأرض. وبدون هذه المحبة الصافية، ما كان المسلمون الأوائل ليستطيعوا التماسك والصمود في تحمل تبعات الجهاد، وتقديم التضحيات الجسيمة في بناء دولة الإسلام. والمسلم الحق لا يقاطع إخوانه ولا يهجرهم، سمح عفُوٌّ عنهم، يلقاهم بوجه طلق، وينصح لهم، مطبوع على البر والوفاء، رفيق بإخوانه لا يغتابهم، يجتنب معهم الجدل والمُزاح المؤذي والإخلاف بالوعد، كريم يؤثر إخوانه على نفسه، ويدعو لهم بظهر الغيب.
9- المسلم مع مجتمعه
المسلم الواعي أحكام دينه اجتماعي بطبعه؛ لأنه صاحب رسالة في الحياة. وأصحاب الرسالات يتواصلون مع الناس، ويخالطونهم، ويتعاملون معهم. وقوام شخصية المسلم الاجتماعية وقوفه عند حدود الله في سلوكه الاجتماعي ومعاملته للناس. من هذا الأصل الكبير من أصول العقيدة الإسلامية تتفرع الأخلاق الاجتماعية التي يتحلى بها المسلم، وعلى هذا الأساس المتين يقيم المسلم الصادق علاقاته الاجتماعية مع الناس. فهو صادق، لا يغش ولا يخدع ولا يغدر، ولا يحسد، مُوفٍ بالعهد، حسن الخلق، متصف بالحياء، رفيق بالناس، رحيم، عفوٌّ غفور، سمحٌ، طليق الوجه، خفيف الظل، حليم، يجتنب السِّباب والفحش، لا يرمي أحدًا بفسق أو كفر بغير حق، حييٌّ ستير، لا يتدخل فيما لا يعنيه، بعيد عن الغيبة والنميمة، يجتنب قول الزور، ويجتنب ظن السوء، حافظ للسر، لا يناجي ثانيًا وبينهما ثالث، ولا يتكبر. متواضع، لا يسخر من أحد، يجِلُّ الكبير وصاحب الفضل، ويعاشر كرام الناس، ويحرص على نفع الناس ودفع الضر عنهم، ويسعى بالصلح بين المسلمين، داعية إلى الحق، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لبق حكيم في دعوته، لا ينافق، بعيد عن الرياء والمباهاة، مستقيم، يعود المريض، يشهد الجنازة، ويكافئ على المعروف ويشكر عليه، ويخالط الناس ويصبر على أذاهم، ويدخل السرور على القلوب، ويدل على الخير. ميسرٌ غير معسّر، عادل في حكمه، لا يظلم، يحب معالي الأمور، لا يتنطع في كلامه، لا يشمت بأحد، كريم جواد، لا يمن على من يعطيهم، مضياف، يؤثر على نفسه، عفيف لا يتطلع إلى المسألة، آلف مألوف، يُخضع عاداته لمقاييس الإسلام، يتأدب بأدب الإسلام في طعامه وشرابه، يفشي السلام، لا يدخل غير بيته إلا باستئذان، ويجلس حيث ينتهي به المجلس، ويجتنب التثاؤب في المجلس ما استطاع، ويأخذ بأدب الإسلام عند العطاس، ولا يحد نظره في بيت غيره، ولا يتشبه بالنساء.
10- خاتمة وتعقيب
بدا واضحًا مما تقدم في تلك الفصول: أن الإنسان المسلم الذي أراده الإسلام إنسان فذ فريد في أخلاقه وصلاته الفردية وعلاقاته الاجتماعية جميعًا. وبدا واضحًا أيضًا أن الإنسان في تاريخه الطويل لم يحظ بمكونات الشخصية الفاضلة المتكاملة كما حظي الإنسان المسلم حين تلقى إشراقة الوحي والهداية الربانية من نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة. إن شخصية المسلم كما جلّتها هذه الدراسة طائعة لله، منصاعة لهديه، أوابة إلى حماه، راضية بقضائه وقدره، همها دومًا مرضاة ربها.
وهي شخصية متوازنة تعطي للجسم حقه من العناية، وللمظهر ما يستوجبه من الرعاية، وتعنى بما يكون فيها العقل الراجح، والتفكير السديد والمنطق السليم، والفهم العميق لحقائق الأشياء. ولا يعزب عنها أن الإنسان ليس مكونًا من جسم وعقل فحسب، وإنما له قلب يخفق وروح ترفرف. واستعلاء على هذه الحياة المادية، والصعود في معارج الخير والفضيلة والنور، ومن هنا تعنى بالتربية الروحية كما تعنى بالتربية الجسمية والعقلية سواء بسواء في توازن محكم دقيق، بحيث لا يطغى جانب من هذه الجوانب على آخر.
والمجتمع الإسلامي مجتمع متكامل راقٍ من الطراز الأول، والإنسان المسلم اجتماعي من النمط الرفيع، بما لَقِنَ من أحكام دينه الحق، وبما تمثّل من أخلاقه الإنسانية الرفيعة النبيلة التي دعا إليها، وحض على التخلق بها في مجال التعامل الاجتماعي.
إن ما نشهده اليوم من تخلف وفرقة وشحناء وقطيعة تقع بين صفوف المسلمين على مستوى الدول والشعوب والأفراد، ما كان ليقع في حياة المسلمين، لو سلمت للمسلم شخصيته الأصيلة، وسلمت له مناهله الفكرية والروحية.
ولن يرد إلى شخصية المسلم عافيتها وأصالتها إلا عودة صادقة إلى منهج الله الخالد، وفهم عميق لحقيقة الرسالة المنوطة بالإنسان المسلم في هذه الحياة يضع المسلمين أمام واجباتهم الكبرى في حمل هذه الرسالة، بعد أن يتمثلوها عقيدة وعبادة وسلوكًا ومنهاج حياة.
يقول الكاتب: لقد تبين لي من خلال مصاحبتي تلك النصوص، وتأملي ما تضمنته من هَدْي عالٍ قويم، أن رحمة الله بعباده كانت كبيرة، إذ انتشلهم من وهدة الضلال، ورفعهم إلى علياء الهداية. وكم بدت لي حاجة الإنسان لنفحات الهداية والتربية والتأدب كبيرة، ليستطيع أن يمارس إنسانيته، ويقوم بالدور الكبير الذي عهد الله إليه أن يقوم به في هذه الحياة.
إن الله لم ينزل هذا الدِّين من فوق سبع سماوات ليكون نظريات تَستمتع العقول بمناقشتها، ولا ليكون كلامًا مقدسًا يتبرك الناس بتلاوته وهم لا يفقهون هديه، ولا يدركون معانيه، وإنما أنزله الله بحكمته؛ ليحكم حياة الفرد، وينظم حياة الأسرة، ويقود حياة المجتمع، وليكون نورًا يضيء طريق البشر، وبخرجهم من الظلمات إلى النور: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (سورة المائدة: 15-16).
إضافة تعليق