فضيلة الشيخ عبد الله جيهانكير داعية ومربٍّ تركي، وهو مفتٍ سابق في عدة مناطق بمحافظة إسطنبول، وهو الآن رئيس رابطة علماء أهل السنة في تركيا، وعضو المجلس الاستشاري في رابطة علماء المسلمين،
فضيلة الشيخ عبد الله
جيهانكير داعية ومربٍّ تركي، وهو مفتٍ سابق في عدة مناطق بمحافظة إسطنبول، وهو
الآن رئيس رابطة علماء أهل السنة في تركيا، وعضو المجلس الاستشاري في رابطة علماء
المسلمين، ورئيس وقف الحركة للتعليم والتربية والعلم. عمِل مفتيًا لمنطقة زيتن
بورنو بإسطنبول منذ العام 1998 حتى العام 2004، ثم بعد ذلك مفتيًا لمنطقة تشاطالجا
منذ العام 2004 حتى العام 2006. وهو حاصل على ليسانس معهد الإسلام العالي (كلية
الشريعة).
رواحل: مرحبًا
بكم فضيلة الشيخ في مجلة رواحل في عددها السادس الذي يتشرف بلقائكم.. بداية نود أن
تحدثنا عن علاقتك مع القرآن الكريم؛ لاسيما خلال فترة الجامعة، وكيف كانت مسيرتك
الدعوية خلال هذه الفترة رغم التضييق الشديد وقتها، وكيف كان حينها تأثرك بالقرآن
تربويًا ونفسيًا؟!
كنت أدرس في مدرسة
الأئمة والخطباء، ثم انتقلت إلى تعليمي الجامعي في معهد الإسلام العالي لمدة أربع
سنوات بكلية الشريعة الإسلامية، في هذه الأثناء احتضنتي التربية الإسلامية
والسلوكيات التربوية على يد أساتذتي ومشايخي، وكان من أهم ما تعلمته حينها أن في
الدنيا صنفين من المسلمين: الصنف الأول: من يعمل على التجمل بأخلاق الإسلام وتزكية
نفسه وإصلاح غيره، والصنف الثاني: الذي يعيش لنفسه وفقًا لعقله وهواه. ولذلك فقد
علمت أنه يجب أن نكون من أهل الصنف الأول؛ حيث إن مهمته الأولى التي تقع على عاتقه
هي العيش بأخلاق هذا الدين وتبليغها، فالإسلام بالنسبة لهذا الصنف بمثابة الماء
والهواء في حياته، ولذلك فهم يسعون لبناء بيت مسلم يعيش على الإسلام ويهتم بتطبيق
حدوده وشرائعه من أجل أن يتركوا ذلك ميراثًا لأبنائهم والأجيال القادمة من بعدهم،
وهؤلاء هم من يفوزون في الدنيا فوزًا حقيقيًا، بالإضافة إلى فوز الآخرة كما وعدهم ربهم.
وأساتذتنا في مدارس الأئمة والخطباء وكليات
الشريعة تركوا لنا ميراثًا من العلم نستنير به في حياتنا ونستعين به في دربنا نحو
الآخرة، مثلهم في ذلك كالسابقين من الباذلين لدين الله تعالى في العالم الإسلامي
وفي تركيا، الذين أفادوا الأمة بكتاباتهم التي تركوها لقراءتها
وتحصيل النفع منها، وغيرهم ممن تركوا خلفهم إرثًا علميًا يمكن الرجوع إليه
والاستفادة منه، ومن هنا علينا أن نقتفي أثر الصالحين في كل زمان ومكان، وأن نجعل
الإسلام هدفنا الأول وقضيتنا الأولى، ومن هذا المنطلق كان ما نتعلمه من مشايخنا
نموذجًا نسعى لتطبيقه مع إخواننا في مرحلة الجامعة سواء داخلها أم خارجها.
رواحل: كيف
تمكنتم من الاهتمام بالقرآن ومعايشته رغم كم التضييق الذي كان في تركيا في منتصف
القرن الماضي؟!
قال الله تعالى في محكم
كتابه الكريم: (وَإِن
تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا
يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120]، فالتضييق ليس بالشيء الجديد، فهو من أصول الدعوة
إلى الله تعالى، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بدأ الإسلام غريبًا وسيعود
غريبًا كما بدأ؛ فطوبى للغرباء) [رواه مسلم (1/130)]. التضييق على الفضلاء
والمتقين سنة ماضية بدأت مع الأنبياء منذ سيدنا آدم -عليه السلام- حتى نبينا محمد
-صلى الله عليه وسلم-، فهذا الأمر ليس بالجديد ولن يتوقف؛ لأنه سنة كونية في دائرة
الصراع بين الحق والباطل، بدأت رحلته منذ بداية خلق الإنسان، وسوف يستمر حتى يوم
القيامة، ويتفاوت في شدته من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان.
وقد شهدت تركيا في وقت من الأوقات في السابق
درجة شديدة من التضييق على أهل العلم والدين، وهو ما كان بمثابة فتنة كبيرة صبر
البعض عليها وتمسك بدينه، والبعض الآخر لم يستطع الصبر وسلك طريقًا آخر يلتمس فيه
الأمن والسلامة على نفسه.
وعندما نتأمل أمر الله تعالى لعباده حين قال: (وَإِن
تَصْبِرُوا)، فأعداء الدين يقولون: اخلعوا الحجاب، فإذا استجاب المسلمون
لأمرهم بخلع الحجاب، فهذا ليس صبرًا وإنما هو ذلة، لكن إذا اعتصم المسلمون بحبل
الله وبكتابه وسنة نبيه فإنهم لا شك يصبرون.
وكتب السيرة حملت لنا أحد نماذج التضييق على جيل
الأوائل، تضييق استمر لمدة ثلاث سنوات على المسلمين في شعب أبي طالب، ولكنهم
اعتصموا بحبل الله وبكتابه وسنة نبيه، ولم يستجيبوا لأمر الكفار حينها. ومن ثمرات
هذا الصبر أن منح الله المسلمين من بين أظهر الكفار من يدافع عنهم ويزيد من شوكتهم
وقوتهم، مثل أبي البختري الذي كان مشركًا، وأثناء حصار المسلمين في شعب أبي طالب
قال لحكيم بن حزام: كيف لك بهذا الصبر على الإيذاء؟! فقال: أعتصم بديني. وخرج أبو
البختري ومعه بعض رجال من قريش وقد تسلحوا بالسلاح، ثم ذهبوا إلى بني هاشم وبني
المطلب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم ففعلوا، فلما رأت قريش ذلك سقط في أيديهم وانتهي
الحصار. كان ذلك بمساعدة أحد رجال قريش أبي البختري بن هشام الذي قُتل في غزوة بدر
وهو مازال على الشرك والكفر.
رواحل: ولكن
نحن نرى كثيرًا من المهتمين بالقرآن الكريم غير متأثرين بهذه المعاني، ولم يؤثر
القرآن في تغيير عاداتهم ونظرتهم إلى الحياة، ولا إعادة تشكيل حياتهم وفق مفاهيمه
وقوانينه، فكيف يمكن للقرآن أن يؤثر في شخص ولا يؤثر في شخص آخر؟!
القرآن هو الحياة، فعندما نطبق ما ورد بالقرآن والسنة فإننا نحصل
على تأثيرهما في نفوسنا وحياتنا، أما إذا اقتصر الأمر على القراءة والمطالعة
الخالية من التدبر والامتثال، فنرى كما هو الحال: البعض يؤمن ولا يعمل، فالقرآن
مرشد الهداية، وحاشاه أن يصيبه الزيادة أو النقصان، أو خطأ أو غش أو تحيز أو غل،
فهو مليء بالمعاني التي لا تنضب ولا تنتهي حتى قيام الساعة، وهذه معجزة الله لنبيه
التي أنعم بها على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وهنا أذكر مثالًا يقرب الصورة بشكل أوضح، إذا
ذهب مريض إلى طبيب جيد في تخصصه، وبعد الفحص كتب الطبيب للمريض توصيات العلاج،
وأخبره بأنه يجب أن يتناول الأدوية التي أوصى بها في أوقاتها وبعددها المحدد؛ حتى
يحصل على الشفاء من مرضه، ولكن قام المريض بتناول كافة الأنواع ما عدا نوعًا
واحدًا أهمله وتركه وخالف كلام الطبيب بحقه، فهل يجد هذا المريض الشفاء؟! بالطبع
لا يجده بالمقاييس الدنيوية! وإنني أقول: هذه الحال تشبه حال المسلمين اليوم بكل
أسف، فالقرآن كلام جامع شامل ويجب أخذه كاملاً، فقد قال الله تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ
بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) [البقرة: 85]، اليوم إذا كتب
الطبيب عشرة أصناف من العلاج هل يحدث الشفاء بتناول تسعة منها؟! كلا، لن يحدث مادامت
التوصية جاءت بعشرة، فالشفاء لا يحدث إلا بها مجتمعة، فالقرآن هكذا؛ تجد تأثيره
بتنفيذه أوامره ونواهيه كاملة لا باختيار البعض وترك البعض الآخر، وهنا يتولد معنى
التقوى في النفوس.
رواحل: لماذا
ينبغي للمحاضن التربوية أن تهتم بالتربية القرآنية على وجه الخصوص؟! ما الذي
يميزها؟! وما أهم الخصائص التي تتمتع بها؟!
إن فضائل القرآن في
التربية لا تنتهي، فالتربية القرآنية هي مصدر سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة،
وهي الضمان الأساس لحدوث تلك السعادة، وأهم فضيلة للقرآن في التربية هي أن الله -عز
وجل- أنعم علينا بدستور لنا في الحياة نسير وفقًا لتعاليمه، فالحال أن أي دولة
تخالف قوانينها تختل أركانها وسرعان ما تنهدم؛ وهكذا الإنسان إذا خالف دستور حياته
الذي أرسله له ربه وأحكم قوانينه، فإن الإنسان يضل ويشقى في حياته ولا يجد نورًا
يبصره بما هو خير له في شؤون حياته، ويتصف القرآن بأن الله جعله دستورًا للدول
والمجتمعات ولحياة الإنسان ومواقفه الحياتية اليومية التي يمر بها، فالقرآن قد وضع
نظامًا محدِّدًا لضمان سعادة المسلم وعدم فساد روحه ونفسه عند التعامل مع إخوانه
في أيّ مجال من مجالات الحياة.
ولذلك فإن أكبر ميزة للقرآن هي أنها لم تترك
المسلم حيران يبحث هنا وهناك ويجتهد في الأمور كلها بعقله المحدود، ومن هنا برزت
أهميته في التربية وإعداد النشأ والقادة.
رواحل: لديكم
في وقف الحركة للتعليم والتربية والعلم الذي تترأسون مهمة إدارته والإشراف عليه،
عدد جيد من الطلاب يقبلون عليكم لتعلم القرآن والسنة، فما الدور الذي تقومون به
معهم؟!
بفضل الله لقد افتتحنا
هذا الوقف منذ خمس سنوات لتعليم الطلاب العلم النافع والتربية الصحيحة، ولكنني
أقوم بمهمة التربية منذ أربعين سنة، حيث بدأت بممارسة التربية مع الطلاب في مدارس
الأئمة والخطباء الثانوية وعبر حلقات التحفيظ، وكان الحضور في البداية من المقربين
من جيراننا وأقربائنا وممن تجمعني بهم علاقة طيبة، والحمد لله درس على يدي العشرات
والمئات بل والآلاف من الطلاب، ومنهم الآن من تخرج وأصبح مفتيًا أو واعظًا، ومنهم
من يعمل في مناصب إدارية في الدولة وغير ذلك، وكان هدفنا في هذا الطريق هو أن
يجعلنا الله سببًا في هداية فرد واحد.
لقد تفكّرت في بداية
حياتي وكنت قد بدأت للتو في دراسة الثانوية في مدرسة الأئمة والخطباء في محافظتي
قارص التي تقع في شرقي تركيا، وقد تعلمت على يد شيخ واعظ يُدعى الشيخ أكرم -رحمه
الله-، وقد قام ببناء مبنى لطلبة الأئمة والخطباء واستضافتهم وتعليمهم، وكنت أحد
هؤلاء الطلاب، فلولا وجود الشيخ أكرم -بعد فضل الله-، ولولا بناؤه لهذا المبنى لم
أكن لأصبح مفتيًا في يوم من الأيام، ولربما كنت راعيًا للأغنام في إحدى القرى، أو
ربما لم أكن لأحصل على هذا العلم الذي وفقني الله للحصول عليه، لقد تأثرت كثيرًا
بتجربته وعزمت على أن أسير على دربه وأن أصنع مثلما صنع هو في الماضي، فقمت ببناء
هذا الوقف مع بعض الأصدقاء ممن نحسبهم يعملون لوجه الله ولا نزكيهم على الله،
ووضعنا هدفًا واضحًا لهذا الوقف؛ وهو اجتماع العلم والتربية والتقوى لدى طالب
العلم؛ فغايتنا أن يحصلوا على العلم النافع، والتربية القرآنية المؤثرة في حياتهم،
والتقوى التي تجعلهم مراقبين لأفعالهم وأقوالهم على الدوام، ونستخدم كافة الوسائل
والأساليب التربوية والسلوكية لتحقيق هذا الهدف بأسرع وقت ممكن.
وقد وهبنا هذا الوقف
لله -عز وجل- لنجعله نموذجًا تحتذي به أجيالنا، ويقومون على إدارته من بعدنا
وتعليم غيرهم ودعوتهم للخير والفلاح في الدنيا والآخرة، فنحن لا نطلب من طلابنا أي
مقابل مادي، ولكن عندما نلاحظ إهمال أحد طلابنا أو كسله في تحصيل العلم أو قلة
تأثره بمعاني القرآن وأخلاقياته، أو وقوع نقص في تحصيل التقوى ومراقبة الله، فإننا
نطلب من أحد والديه أن يتصدق بصدقة للوقف؛ لتكون وسيلة لنشاطه وصفاء ذهنه مجددًا،
ولتحسن سلوكياته مع إخوانه، ولتكون قربة لله تساعده على كسب رضاه وتقواه.
رواحل: في
وقفكم وقف الحركة للتعليم والتربية والعلم كم عدد الطلاب الذين يأتون إليكم
سنويًا؟ وما المنهجية الدراسية والتربوية بالوقف؟!
الحمد لله يأتي إلينا
عدد كبير من الطلاب، لم نحص عددهم السنوي، ولكننا وضعنا شروطًا محددة لقبولهم،
فنحن لا نقبل في الوقف من هم أكثر من ثماني عشرة سنة، ونختار الطلاب وفق عدة شروط
وأسئلة ومعايير، ونهتم بهم جميعًا على السواء مثلهم مثل أقربائنا وأبنائنا، ونضع
لهم برنامجًا تعليميًا وتربويًا مدته خمس سنوات ونسميها مرحلة "التجهيز"؛
حيث نقوم في هذه المدة بتعليمهم اللغة العربية والاستفادة بأكبر قدر ممكن من الكتب
الشرعية المكتوبة باللغة العربية، مثل كتب الفقه والتفسير والحديث، ونختار خمسمائة
حديث من كتاب "إرشاد الطالبين من كلام المرسلين"، حيث يقوم طلابنا بحفظ
هذه الأحاديث وفهمها جيدًا؛ تمهيدًا لتطبيقها في حياتهم.
رواحل: هل
لديكم مؤلفات في مجال التعليم والتربية يمكن أن تقرأها الأجيال للاستفادة منها؟!
لديّ الآن كتابان
انتهيت من تأليفهما ولكنني لم أقم بطباعتهما بعد: الأول تناولت فيه سيرة النبي -صلى
الله عليه وسلم- وقد تخطيت ألف صفحة في كتابته، والكتاب الثاني تناولت فيه تأثير
المال الحلال والزرق الحلال على حياة المسلمين، وكذلك المال الحرام والرزق الحرام
ومدى تأثيره السيئ على حياتهم، كما قمت بإعداد رسالة لم أقم بطباعتها حتى الآن،
رصدت بها أهم توصياتي ونصائحي للمسلمين الجدد، وكيف يمكنهم أن يتعلموا الإسلام،
وما الأمثلة والنماذج التي يجب عليهم اتباعها..
رواحل: بصفتكم
رئيس وقف الحركة للتعليم والتربية والعلم هل لديكم خطط أو برامج مستقبلية لتطوير
الوقف وتوسعته؛ لاستيعاب أعداد أكبر من طلاب العلم؟!
الآن لدينا برنامج جاهز
للتنفيذ، ولكن ينقصنا قطعة أرض لتنفيذ هذا المشروع والبرنامج الذي أعددناه، أنا من
منطقة قارص، وأسعى لبناء كلية هناك، وقد قمنا باختيار اسمها؛ حيث نود أن نطلق على
هذا الصرح العلمي التربوي "مجمع داود القارصي الإسلامي"، ويشمل هذا
البرنامج مسجدًا كبيرًا وبناءًا مستقلًا لتحفيظ القرآن ودراسة العلوم الإسلامية،
وبناءً خاصًا لسكن المعلمين والأساتذة، وقد تبرع أحد إخواننا -جزاه الله خيرًا-
بقطعة أرض تبلغ مساحتها 7 آلاف متر، وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر على الأكثر سوف نقوم
ببناء أول ركن في هذا الصرح العلمي -بإذن الله تعالى-.
كما قمنا بالتخطيط
لمشروع آخر في مدينة إسطنبول يشمل بناء كليتين: إحداهما من أجل تعليم الشباب
القرآن وعلوم الدين، والأخرى لتعليم الفتيات أيضًا، ولكننا ما زلنا نبحث عن قطعة
أرض لتنفيذ هذا المشروع في مدينة إسطنبول -بإذن الله تعالى-.
كما وضعنا هدفًا مهمًا
من أهداف وقفنا، وهو أن يخرج من كل بيت في كل قرية ومدينة في الجمهورية التركية،
حافظ لكتاب الله عامل به، وهو الهدف الذي أطبقه بشكل شخصي مع عائلتي، حيث بلغ عدد
الحافظين لكتاب الله بها سبعة أشخاص، وغيرهم في طريقه لإتمام حفظه في القريب
العاجل -بإذن الله تعالى-.
إضافة تعليق