المهندس فاضل سليمان مدير مؤسسة (جسور) للتعريف بالإسلام بالعاصمة البريطانية لندن، وحاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأمريكية المفتوحة بواشنطن دي سي، وعضو مؤسس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،

المهندس فاضل سليمان مدير مؤسسة (جسور) للتعريف بالإسلام بالعاصمة البريطانية لندن، وحاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأمريكية المفتوحة بواشنطن دي سي، وعضو مؤسس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو سابق في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر.

شغل العديد من المناصب التي أتاحت له فرصة إلقاء محاضراته في دعوة غير المسلمين بالكثير من الدول الغربية، ومنها: كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك؛ كمنصب مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بأمريكا الشمالية والوسطى.

كما قدم العديد من البرامج التليفزيونية الدعوية في العديد من دول العالم، كالبرنامج التلفزيوني الأسبوعي (البرنامج الإسلامي)، الذي كان يبث على القناة 30 بمنطقة واشنطن، كما قدم البرنامج الأسبوعي (بعد الصلاة) على قناة (مصر 25)، وبرنامجي (إسلاموفوبيا)، و(ذكرى وعبرة) على قناتي (الحوار) و(فور شباب)، والبرنامج الإذاعي الأسبوعي (دع القرآن يتحدث)، بالإضافة إلى أن له مجموعة كبيرة من الحلقات المصورة والمحاضرات التي يرد فيها شبهات المنصِّرين عن الإسلام.

كما صدر له كتاب (أقباط مسلمون قبل محمد -صلى الله عليه وسلم-) الذي يدور موضوعه حول دور الآريوسيين في فتح مصر.

 

رواحل: مرحبًا بكم أستاذنا الكريم في مجلة رواحل في عددها الثامن الذي يتشرف بلقائكم..

بدايةً لماذا تهتم مؤسسة جسور بمسألة الإلحاد ومحاورة الملحدين على وجه الخصوص؟! هل يشكل الإلحاد مشكلة حقيقية تهدد شبابنا في الوقت الحالي لا سيما في الوطن العربي؟!

أهلا ومرحبًا بكم.. مؤسسة جسور تعمل منذ بدايتها في عدة محاور؛ المحور الأول: مع المسلمين. المحور الثاني: مع غير المسلمين. المحور الثالث: مع المسلمين السابقين.

مع المسلمين بدأنا بإقامة دورات في التعريف بالإسلام؛ كدورات في كيفية تعريف غير المسلمين بالإسلام، ودورات في كيفية الرد على الشبهات. ثم بعد ذلك بدأنا العمل في التربية؛ فأقمنا دورة مفاتح التدبُّر التي تعلِّم الناس كيفية تدبُّر القرآن، ثم دورة التربية الإيمانية، ثم بعد ذلك دورة التربية الروحية أو ما يُسمى بالتزكية -أي: تزكية النفوس-.

مع غير المسلمين؛ بدأنا بإقامة محاضرات في الكنائس والمعابد والجامعات، ثم تحوَّل الأمر إلى أننا أقمنا بعض المناظرات في جامعة (أوكسفورد)، وجامعة (أوسلو)، وجامعة (ترومسو)، وأنتجنا ثلاثة أفلام عن الإسلام، منها فيلم تُرجم إلى إحدى وثلاثين لغة، بما في ذلك اللغة العبرية، وقدمنا عدة حلقات تليفزيونية.

مع المسلمين السابقين؛ كنا بدأنا في البداية بإقامة جلسات نُصح وإرشاد، وهؤلاء ينقسمون إلى فريقين؛ الفريق الأول: تركوا الإسلام وانتموا إلى النصرانية، والفريق الثاني: تركوا الإسلام وانتموا إلى الإلحاد (أي: لم ينتموا إلى دين آخر)، فكنا نقيم جلسات نُصح وإرشاد للمتنصِّرين، ثم توقفنا وقمنا بتسجيل مقطعين من الفيديو؛ الفيديو الأول اسمه: الخطيئة الأصلية بين الإسلام والمسيحية. والفيديو الثاني اسمه: خدعة التبشير. وهذان المقطعان أصبحا كافيَيْن جدًّا للتعامل مع المتنصِّرين، ونسبة نجاحهما مع المتنصِّرين الذين تعاملنا معهم تجاوزت 97% بفضل الله.

وأمَّا مع الملحدين فقد أقمنا جلسات نُصح وإرشاد لهم، وأيضًا قدمنا حلقات تليفزيونية باسم (إسلاموفوبيا)، قدمناها باللغة العربية وباللغة الإنجليزية، ثم وجدنا بعد ذلك أن الوقاية في هذه القضية خير من العلاج؛ فأصبحنا نركِّز في عملنا على الأطفال من خلال الألعاب الإلكترونية.

 

رواحل: هل ترى أن الجهات الرسمية الدينية في الوطن العربي تؤدي دورها كاملاً لمواجهة ظاهرة الإلحاد خاصة في ظل الهجمة الغربية الشرسة وحملات التغريب المتعددة؟! وهل الجهات المستقلة يمكنها مواجهة هذا الخطر وحدها؟!

بالنسبة للجهات الرسمية الدينية في العالم العربي؛ بالتأكيد لا تؤدي دورها كما ينبغي، بل بالعكس، أغلبها دوره سلبي جدًّا، ولو توقفَت كثير من هذه الجهات عن تقديم أي شيء لكان أفضل؛ لأن انحياز كثير من رجال الدين إلى السُّلطة يُفقِد الدين الثقة في قلوب الناس، وخاصةً الشباب؛ لأن الناس عمومًا تربط الدين برجاله، فليتهم يسكتون أو يختفون.

الجهات الأخرى غير الرسمية؛ ليست كافية بالتأكيد، ولكن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر في الإستراتيجية كلها في مقاومة الإلحاد، لا يمكن اللجوء إلى الدفاع باستمرار والعمل برد الفعل، لا بد من المبادرة، ولا بد من منازَلة الملحدين ومناظرتهم علنًا؛ لكشف ضحالة هذا الفكر أمام الناس.

رواحل: كيف تكونت لديكم الرؤية لمقاومة الإلحاد والتصدي لهذه المشكلة العويصة؟!

بعد حوالي عشرين سنة من إعطاء جلسات نُصح وإرشاد، أو ما يُسمى بالـ(counselling)، شباب قرروا ترك الدين، وعندهم مشكلات عقائدية، وبعد مناظرات وحوارات كثيرة مع ملحدين تكوَّن عندنا في (مؤسسة جسور للتعريف بالإسلام) حصيلة ضخمة من أسباب الإلحاد، أو الأسباب الجذرية التي تُسبب الإلحاد، وهذه الحصيلة ليست فقط من عمل (مؤسسة جسور)، ولكنها في الحقيقة نتيجة تعاوُن مع مؤسسات إسلامية أخرى؛ مثل (yaqeen institute) القائم عليها الشيخ (عمر سليمان) في أمريكا، ومثل (أيِيرا) القائم عليها الأخ (حمزة تزورتزس) في بريطانيا، وبالتعاون مع علماء كثيرين مهتمين بمكافحة الإلحاد، مثل الدكتور (محمد عبد الحكم)، والدكتور (شعيب مالك)، والدكتور (نضال قَسُّوم)، والدكتور (عمرو شريف)، والدكتور (محمد العوضي)، والدكتور (باسل الطائي)، وطبعًا الأخ الحبيب الدكتور (محمد جلال) وهو من المتعاونين معنا منذ سنين، المهم أننا حَصَرنا كل أسباب الإلحاد أو معظمها، وربما تكون هناك أسباب لا نعلمها، هذه الأسباب منها أسباب تربوية، أو مسائل تتعلق بطريقة تقديم المفاهيم الدينية.

ومنذ سنوات وأنا أحلم باختراع مَصْل يقي من الإلحاد في حالة تعرُّض الشخص له، وخاصة الأطفال والشباب؛ لأن هذه الأسباب نحن مُعرضون لها لا محالة، وهي موجودة في الدنيا، لكن أنا أريد عَمَل مَصْل يجعل الإنسان لا يتأثر بالإلحاد إذا تعرَّض له، مثل بالضبط فيروس الحصبة، لا تستطيع أن تتفاداه، لكنَّ هناك مَصْلًا يتناوله الإنسان وهو صغير يجعل الفيروس لا يؤثر فيه إذا تعرَّض له، كنت أحلم أن أُقيم دورةً تزرع في الأطفال مَصْلًا أو أمصالًا ضد أسباب الإلحاد، كل مَصْل يقي من سبب معين من هذه الأسباب.

رواحل: ما أهم أسباب الإلحاد في رأيك يا دكتور من خلال استقصائكم لها طوال هذه الفترة من عملكم في مقاومته والتصدي له؟!

الإلحاد أساسًا مشكلة نفسية، وله أسباب كثيرة جدًّا، تصل إلى أربعين سببًا تقريبًا؛ أشهرها معضلة الشر، ثم معضلة الأب المفقود أو الأب الفاسد أو فساد العلاقة بالأب أو فقدان العلاقة بالأب، وهناك أسباب كثيرة جدًّا تؤدي إلى الإلحاد، ولكن أغلبها مشاكل نفسية.

رواحل: علمنا أن لكم اهتمامًا خاصًا بالأطفال والشباب في مقاومة الإلحاد، فهل هذا صحيح؟ وما جهودكم المبذولة في هذا المجال؟!

بالفعل قمنا بإعداد دورتين: واحدة للأطفال من سن ثمانية أعوام إلى ثلاثة عشر عامًا، وأخرى للشباب من سن أربعة عشر عامًا إلى خمسة وعشرين عامًا، دورة الأطفال يتكلم فيها طفل عمره اثنتا عشرة سنة اسمه أحمد، يعيش في بريطانيا، أعددت كل كلمة قالها بنفسي، وكل كلمة صورها أمامي؛ لأن الأطفال عندما يجدون طفلًا في سنهم يقول هذا الكلام سيكون استقبالهم لكلامه أفضل من استقبالهم لكلامي وأنا ذو شعرٍ أبيض كبابا نويل.

الدورة الأخرى للشباب من سن أربعة عشر عامًا إلى خمسة وعشرين عامًا وسألقيها أنا بنفسي، وسيكون محتواها أعمق قليلًا من محتوى دورة الأطفال، بعض موضوعاتها ستكون مختلفة عن موضوعات دورة الأطفال، ستكون موضوعات أخرى تهم الشباب مثل العلاقة بين الجنسين، ليست العلاقة بين الجنسين من الناحية الفقهية، فأنا أشرح آداب الاختلاط، لكن سأشرح لماذا فرض الله علينا ذلك؟ وهذا هو الذي يسبب الإلحاد، وهو عدم فهم الحكمة من الشيء، وكأنَّ الله يريد فقط أن يضيِّق علينا أو لإرهاقنا في الدنيا، هذا الذي سنتناوله في الدورة، فهي ليست دورة فقهية تتناول أحكام الحلال والحرام.

مقاطع هذه الدورة قصيرة جدًّا، وستكون كلها مقاطع فيديو موجودة على الإنترنت أونلاين؛ لأن بعض الناس يسألني ويقول: متى ستبدأ هذه الدورة وأين؟ ومتى ستخبروننا لكي نذهب، وأين المكان في المدينة؟ فهذه دورة أونلاين، أنتم ستقومون بمشاهدتها من بيوتكم، مقاطع الدورة قصيرة جدًّا لكي تجذب الأطفال وتستدعي تركيزهم، وكذلك الشباب.

في كل مقطع من المقاطع تزرع مفهومًا محددًا أو مبدأً معينًا؛ سأعطيكم مثالًا: ظاهرة غضب الإنسان من الله أو كرهه لله -والعياذ بالله-، وهذا مثلًا كتاب لـ(برنارد شفايزر) اسمه (هيتينج جود) يعني كراهية الإله، وهذه تكون لأسباب معينة، عندما تسأل تجد سبب هذا هو عدم ارتياح الطفل أو الشاب للواقع الذي يعيشه، وقيل له: صلِّ واقرأ القرآن وسترتاح وستُحل كل مشكلاتك، فصلى وقرأ القرآن ولا يزال الأمر كما هو، فنحن قد أعددنا مقاطع تركز على زَرْع مفهوم أن الدنيا دار اختبار وليست دار جزاء، فلا تطلب جزاءك في الدنيا، يعني غير متوقَّع أصلًا أن تعيش في الدنيا بدون مشكلات ولا منغصات، حتى لو صليت أو قرأت القرآن، لكن الفكرة ليست في أننا نعيش بدون مشكلات ومنغصات، وإنما الفكرة في كيفية تعاملنا مع هذه المشكلات وهذه المنغصات وهذه الابتلاءات، فالابتلاءات واقعة واقعة، والفرق في طريقة استقبالنا لهذه الابتلاءات، منَّا الضعيف ومنَّا القوي، نحن لا نريد خداع الأطفال بقولنا لهم: عندما تصلون لن يصيبكم مكروه. لا، نحن نصلي لأن هذا هو حق الله علينا؛ لأن الله يستحق العبادة.

رواحل: لكن أليست هذه المفاهيم صعبة على إدراك الطفل؟! كيف يمكن توصيل هذه المعلومات للأطفال بطريقة سهلة وبسيطة؟!

من الصعب جدَّا إفهام الطفل كلمة العبادة، ونحن بفضل الله قد بسَّطنا كلمة العبادة للطفل، لكن هي ليست مسألة سهلة؛ لذلك يوجد معنا في هذه الدورة متخصصون في عدة مجالات كالطب النفسي، قد استشرناهم في طرق تقديم بعض هذه المفاهيم، كالابتلاءات التي نتعرض لها مثلًا، فهي كامتحان لا بد من الصبر عليه ومواجهته واجتيازه، فمثل هذه المفاهيم نزرعها خطوة خطوة في المقاطع.

كل المفاهيم الصعبة يمكن تبسيطها على مستويات مختلفة؛ فمثلًا معنى العبادة من الممكن أن تشرحه للطفل في سن سبع أو عشر سنوات، ومن الممكن أن تشرحه للمراهق في سن أربعة عشر عامًا أو ستة عشر عامًا، ومن الممكن أن تشرحه للكبير، فالتحدي الذي يواجهنا هو كيف نبسِّط بعض المفاهيم، وأحيانًا قد لا تعطي المفهوم نفسه ولكنك تعطي مفهومًا آخر يجهِّز الطفل لتقبُّل هذا المفهوم عندما يحين وقته في مرحلة لاحقة؛ تمامًا كالطبيب الذي يصف دواءً مُعيَّنًا، هذا الدواء ليس الهدف منه علاج المرض، ولكن الهدف منه تجهيز المريض لتقبُّل علاج المرض عندما يأتي وقته، كرفْع مثلًا نسبة البلازما في الدم  لكي يؤدي الدواء المطلوب دوره، ففي هذه الحالة يعطي الطبيب أولًا دواءً آخر، ليس هو الدواء الذي سيعالج به المرض، وإنما هو دواء ذو هدف مرحلي، فنحن أحيانًا نفعل بعض الأشياء لتكون أهدافًا مرحلية ثم بعدها نستخدم مفاهيم أخرى لنصل إلى هدفنا الأساسي. فالمسألة مدروسة بشكل كبير وعميق -والحمد لله-.

رواحل: مواجهة الإلحاد -خاصة في مثل هذه السن المبكرة- تحتاج لتضافر جهود أكثر من جهة، خاصة الجهات التي تتعامل مع الأطفال في هذه السن كالوالدين والمدرسة، فهل لكم جهود في هذا المجال؟!

نعم، سوف نقيم دورة أخرى للآباء والأمهات نشرح فيها المفاهيم التي نحاول زرعها في أولادنا في الدورتين السابقتين (دورة الأطفال، ودورة الشباب)، لكي يكون الآباء والأمهات معنا في نفس المهمة، يزرعون معنا وبينون معنا، لكلا يهدموا ما نبنيه بسبب مفاهيم خاطئة، لا بد أن يفهموا ما نفعله لكي يفعلوه معنا ويزرعوا معنا هذه المفاهيم، فلا يصح أبدًا أن نحفر نحن وهم يردمون، لا يصح أن نبني نحن وهم يهدمون.

حتى مشكلة فقدان الأب وجدنا لها حلولًا نفسية ومَصْلًا سيتم زراعته في الدورة داخل وجدان الطفل بفضل الله، وكما قلت من قبل في حلقة ماضية: إن مشكلة الأب المفقود أو الأب السيئ مشكلة أساسية تتسبب في إلحاد.

مواجهة الإلحاد تحتاج إلى تضافُر الجهود فعلًا، وتحتاج إلى تمويل كبير، فالعمل الذي نقوم به حاليًا -وهو إنتاج الألعاب الإلكترونية- يحتاج إلى تمويل ضخم جدًّا، فإذا أردنا أن يكون المشروع كبيرًا وعلى مستوى عالٍ من الجودة لكي يجذب الأطفال؛ فلا شك أنه سيحتاج إلى تمويل، ويحتاج أيضًا إلى إدراك الجهات الرسمية أهميته؛ لكي ينتشر في المدارس، وهذا هو الأهم، أن يكون جزءًا من تدريس الدين في المدارس عن طريق الألعاب الإلكترونية، وهذا ليس بدعة، فالتدريس عن طريق الألعاب الإلكترونية موجود في كثير من العلوم الآن، فبالتأكيد لا بد من زيادة وعي المسؤولين عن الأطفال، لكي لا يكونوا سببًا في تخريب عقل الطفل؛ لأنهم مسؤولون عن تعليم وتوعية الطفل، والمسؤولون هم الآباء والأمهات والمدرسون، هذه هي الفئات المهمة في هذه القضية، ولا بد من توعيتهم وتفهيمهم أساس المشكلة والسبيل إلى حلها.

رواحل: سؤال قد يتبادر إلى ذهن البعض: حينما يعلم الشاب أو الطفل –والشاب على وجه الخصوص- أن موضوع الدورة هو الوقاية من الإلحاد هل سيبادر للاشتراك بها وحضورها؟! هل هذه المباشرة طريقة جيدة للعلاج؟!

الدورة الخاصة بالأطفال والشباب لن نسميها (دورة الوقاية من الإلحاد)، وإنما سنسميها (The Match) بالإنجليزية، وبالعربية: (المباراة)، والثلاث دورات (دورة الأطفال، ودورة الشباب، ودورة الآباء والأمهات) سيتم إعدادها بالعربية والإنجليزية أيضًا.

وللعلم؛ هذه الدورات لن تقتصر على عدد محدود من المقاطع وحسب، لا، بل ستظل هناك علاقة ممتدة لسنوات بين (مؤسسة جسور) وأولادكم، كل فترة (أسبوعين أو ثلاثة أو شهر) ستُنشر مجموعة مقاطع وفيديوهات جديدة.

يجب ألَّا يُقدَّم الأمر للطفل على أنه دورة للوقاية من الإلحاد؛ لأنني لا أريد أن يظن الطفل أنه بمجرد لعبه هذه اللعبة ومشاهدته المقاطع التي نقدمها له أنه بذلك أصبح مؤهلًا لمناظرة الملحدين، فيدخل على مواقع الملحدين ويتوقع أنه يستطيع الرد على شبهاتهم ومناظرتهم؛ فتعلُّم الإنسان السباحة لا يعني أنه أصبح جاهزًا للإلقاء بنفسه في المحيط، هذا ليس جيدًا؛ فلذلك نحن نريد ألَّا يعلم الأطفال أن هذه الدورة جزء من الوقاية من الإلحاد، لكنها طريقة جميلة لتعلُّم الدين باللعب وبالمرح.

ما الذي يمكن أن يقال في هذا؟ اللعبة الأولى التي بعد المباراة؛ هدفها هو التعامل مع أسباب الإلحاد الأساسية الفلسفية؛ مثل: (مُعضلة الشر، وشبهة أن الإسلام دين ظالم للشواذ جنسيًّا وللمرأة) وغير ذلك من الكلام الذي يُرمى به الإسلام.

واللعبة الثانية؛ ستُنشر أول رمضان، أو قبل رمضان -إن شاء الله-؛ هي لعبة اسمها (أَنقِذِ السلاحف)، وهي لعبة تتعامل مع مسألة ترسيخ وجود الخالق عند الطفل.

واللعبة الثالثة؛ ستُنشر السنة القادمة سيكُون هدفها زَرْع حتمية صحة دين الإسلام؛ أي: براهين النبوة؛ يعني ستكون لعبة تستهدف إثبات وترسيخ صِدْق نبوة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- داخل الطفل.

رواحل: كلمة أخيرة توجهها للمربين في مختلف المحاضن التربوية عن هذه الظاهرة المخيفة؟!

بالنسبة للتربويين؛ أنا أدعوهم إلى فهم المسألة، وأدعوهم إلى دراستها وقراءة الكتب الكبيرة المهمة فيها؛ لكي يتفادوا الأشياء التي قد تزيد من الإلحاد ونحن نظن أننا نحارب بها الإلحاد.

الأمر كبير، فهو معركة وجود، ولكن الإسلام دين قوي، ومَن يشك في أن الإسلام يستطيع أن يهزم الإلحاد فعليه أن يراجع دينه ويراجع عقيدته، الإسلام قوي، الإسلام هو الوحيد الذي يستطيع أن يهزم الإلحاد، وخاصةً بعد ظروف فيروس كورونا، يجب الآن تغيير الخطاب الديني، سواء للمسلمين أو لغير المسلمين، والحديث دائمًا عن فشل الإنسان في وضع حلول، وفشل الإنسان في ترتيب أولوياته، وفشل الإنسان في تقييم قدراته، وسقوط ما يُسمى بالـ(Humanism/ الإنسانوية) وهو دين جديد يعبد فيه الإنسان نفسه ويظن فيه نفسه أنه هو الإله، وهذا الدين الجديد فشل تمامًا في أزمة الكورونا، وتداعياتها ستكون سيئة جدًّا، ويجب على المسلمين استغلال هذه المسألة في إثبات صحة العقيدة الإسلامية وصحة مسألة الإيمان بالخالق.

ودعواتكم لنا؛ لأن الحرب قوية جدًّا على الإسلام، والمخطط شيطاني فعلًا. أسأل الله أن يهديني ويهديكم، ويهدي أولادي وأولادكم، ويهدي أولاد المسلمين جميعًا.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة