المنتدى الإسلامي العالمي للتربية

لا شك أنّ الانهزام النفسي قد يتسرّب إلى كثيرٍ من الشباب والرجال في عدة بلدان، وسط الأوضاع السياسية غير الواضحة، وفقدان الثقة في الطريق، وغياب التطوير الذاتي، وتردي الأوضاع الاقتصادية التي تزداد صعوبة يومًا بعد يومٍ، إضافة إلى تجبّر الظالمين، وتقديم التحرر والتغريب والإباحية على المحافظة والاعتزاز بالانتماء للأمة، وهو ما أدى إلى ظهور جيل مُنكسر وغير قادر على تغيير نفسه فضلاً عن السعي لإرشاد غيره للخير.

لكن ستظل للتربية أثرها الكبير في تكوين شخصية المتربّي وتحديد اتجاهها فيما يُستقبل من حياته، لأنّ كل إنسان يُولد على الفطرة التي هي النقاء الخالص، والاستعداد لقبول الخير والشر، فلو تُرك المولود على ما فطر عليه لاستمرّ على طُهره، لكن الأبوين والبيئة التي ينشأ فيها لهم الدور الأكبر في تشكيله.

الانهزام النفسي وغياب المسؤولية

قد يكون غياب المسؤولية وعدم تشجيع المتربي على تحملها من أهم الأسباب المؤدية إلى الانهزام النفسي واحتقار الذات؛ ذلك أنّ التعويد على المسؤولية يمنح المرء ثقة بنفسه، واحتراما وتقديرا لها، بحيث يُوقن أنه لا يُوجد شيء في الحياة صعب المنال.

وحين يُهمل المرء من التّعويد على المسؤولية والتشجيع، تُوسوس له الشياطين، وتُسوّل له النفس الأمارة بالسوء أنه ما أُهمل بهذه الصورة إلا لأنّه لا يُحسن شيئًا، فيفقد الثقة بنفسه ويحتقرها.

ولا نعني بالمسؤولية هنا القيادة، بقدر ما نعني بها التكليف بما يُوجب التبعة، وكذلك المساءلة، وهذا الذي نعنيه من العموم بحيث يشمل الحياتين جميعًا الدنيا والآخرة، فتكليف المرء بالاهتمام ببدنه، وروحه، وعقله، وخُلُقه، ودعوة الآخرين، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ومجاهدة الكفار والمنافقين الذين يصدّون عن سبيل الله، ويبغونها عوجًا، هذه وغيرها مسؤولية.

وكذلك لا نعني بالتشجيع الغناء أو المدح دون قيود أو ضوابط، بل لا بُد من أن يكون محفوفًا بالقيود والضوابط الشرعية، وأهمها: الخلو من الكذب والمبالغة، وأن يكون مبنيًّا على الظنّ أو التخمين الغالب لا على اليقين والقطع، فذلك مردّه إلى الله- تبارك وتعالى- بأن يقول: “أحسب فلانًا كذا، والله حسيبه ولا أزكى على الله أحدًا”، وخير ما يشهد بصحة هذا السبب حركة التاريخ والواقع:

أما حركة التاريخ: فقد طالعتنا من قديم أنّ آباءنا وأجدادنا، سيّما عرب الجزيرة العربية ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من الثقة بالنفس، والعزة والإباء، تلك التي عرفوا بها قبل الإسلام، إلا بالتعويد على المسؤولية منذ نعومة أظفارهم، بل والتشجيع المستمر، وجاء الإسلام وأكد هذا، بل حوّله من مجرّد عادة وعُرفٍ إلى شرعة ودينٍ.

وعرفنا من سيرته النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- أنه عمل في صباه في رعي الغنم، وفي التجارة، وساعد في تجديد الكعبة، وشارك في حرب الفجار، وحلف الفضول، وأنّ هذه الأعمال أسهمت في إعداده وتهيئته لحمل أمانة الدعوة، والبلاغ، والجهاد بعد ذلك.

وأما الواقع: فهو ما نرى وما نشاهد من أنّ أبناء البادية والقرى غالبًا هُم أكثر ثقة بأنفسهم من أبناء المدينة أو الحاضرة؛ نظرًا لأنّ قسوة البادية والقرية أوجبت عليهم أن يُدرّبوا على المسؤولية في حال الصبا، والأولاد في الغرب الآن يُوضعون على المحك، وهم لا يزالون صغارًا حتى إذا ما شبّوا كان منهم القادة، والمبتكرون، والمخترعون، وهكذا فإنّ التعويد على المسؤولية بل التشجيع يُولّد الثقة بالنفس، وإهمال ذلك ينشأ عنه الاحتقار للنفس.

العيش وسط بيئة الانهزام النفسي

وقد يكون عيش المرء في وسط معروف عنه الانهزام النفسي والاحتقار للذات من بين الأسباب المؤدية إلى الوقوع في براثن هذه المشكلة، سواء كان هذا الوسط قريبًا وهو البيت، أو بعيدًا وهو المجتمع، ذلك أنّ المرء شديد التأثر بالوسط الذي يعيش فيه، وعليه فإذا كان هذا الوسط محتقرًا لنفسه أو منهزمًا، فإنه يُؤثر على كل من فيه ويصيبهم بالاحتقار للذات.

وعادة ما يعمل الوسط المنهزم نفسيًّا على انتقاص المتربي والتحقير من شأنه فيكون ذلك سببًا من الأسباب التي تزيد فقدان الثقة في النفس؛ ذلك أنّ المرء إذا رأى كل مَن حوله لا يستحسنون منه شيئًا، بل يلاحقونه على الدوام بالانتقاص، والاحتقار، والفشل، فإنه غالبًا ما يتأثر بذلك، سيّما إذا كان في المراحل الأولى من حياته أو كان مكلفا بالأمر لأول مرة، وتكون العاقبة أن يُصاب بالإحباط.

ولعل هذا من بين الأسرار التي من أجلها نهى الشارع الحكيم أن يُحقر المسلم أخاه المسلم أو ينال منه بحال، إذ يقول الحق- تبارك وتعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَان} (الحجرات: 11).

ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ”. رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

الشعور بالفشل والكبت

يؤدي شعور المتربي الدائم بالإخفاق والفشل في كل ما يُكلّف به إلى الانهزام النفسي واحتقار الذات؛ لأنّ للنجاح والتوفيق سُنن لا بُد من رعايتها، وحين تهمل أو تهدر هذه السنن يكون دوام الإخفاق والفشل، سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا، وحين يرى المرء نفسه في إخفاق وفشل على الدوام يسقط وينهزم.

وخير ما يشهد بذلك واقعنا- نحن المسلمين- اليوم في صراعنا مع أعدائنا، ومن أجل حماية المسلم من أن تنتهي به الأمور إلى هذا الاحتقار وذلك الانهزام جاءت دعوة الشارع الحكيم إلى ضرورة الإعداد، والإتقان، والحذر أو أخذ الأهبة والاستعداد في الأمور البسيطة قبل المُركّبة، والسهلة قبل الصعبة.

قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} (الأنفال: 60).  وعن عائشة- رضي الله عنها- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، (أخرجه الطبراني).  

وقد يكون الكبت أو الاستبداد والقهر من بين الأسباب المؤدية إلى احتقار الذات، لأنّ المرء إذا حِيل بينه وبين التعبير عما بداخله، وفُرض عليه على سبيل الاستبداد والقهر ما لا يقره ولا يرضاه، واستمرت الحال هكذا دون انفراج أو تنفيس أصابه اليأس والقنوط ثمّ الإحباط.

ومن أجل الوقاية من الوقوع في ذلك منع الشارع الحكيم القهر، فلا إكراه في الدين، ولا إكراه في تزويج المرأة، ولا إمامة لحاكم أو أمير، أو ذي سلطان إلا بمشورة وبيعة… وهكذا.

قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ} (البقرة: 256)، وقال- جل وعلا-: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر} (آل عمران: 159)، وقال- تبارك وتعالى-: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (الشورى: 38).

وعن خنساء بنت خذام الأنصارية: أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك، فجاءت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فذكرت له، فرد نكاحها.

الوضع السياسي وغياب الرؤية

ويؤدي الوضع السياسي غير الواضح وكذلك فقدان الثقة في الطريق، إلى العيش في حالة من الانهزام النفسي واحتقار الذات، سيّما بين فئة الشباب الذي من المفترض أنهم يمثلون الحاضر والمستقبل، ومع ذلك فإنهم باتوا يُسددون فواتير لا قِبَل لهم بها، فتعثّروا في الطريق، وتشتتت عقولهم وقلوبهم.

وفي ظل ضبابية الطريق وغياب الرؤية، يعيش الشباب والرجال في حالة من الانكسار والانهزام، بل ربما يكفر البعض منهم بالمسار ويلعن الطريق ويبدله بغيره، وقد يتحول البعض الآخر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

وإضافة إلى العوامل السابقة التي تؤدي مجتمعة أو إحداها إلى احتقار الذات، فإن مجتمع الصداقة أحد أهم هذه العوامل، إذا ما كان صالحًا، فالصديق الطيب كالمسك، وإذا كان خبيثا فهو كنافخ الكير، كما أخبر بذلك النبي- صلى الله عليه وسلم-، وعليه فإن البقاء مع الخبيث يضيف خبثًا لصاحبه والعكس بالعكس، فالمكوث والبقاء مع شخص قليل الهمة كثير السخط سريع الغضب يميل للانعزال، يؤثر ذلك بالسلب على مَن معه حتى لو كان ولده وزوجته، لذلك فالصاحب والرفيق قبل الطريق، والكيّس الفطن مَن فَطِنَ حقيقة الطريق واستنقى رجاله ومَن يسير معهم حتى يصل إلى غايته.

فهذه جملة من السلوكيات التربوية الخاطئة التي قد يقع فيها المُربي دون أن يعرف عظيم خطرها وأثرها الهدّام على شخصية المتربي ونظرته إلى ذاته وثقته بنفسه.

ضعف الإيمان وحب الدنيا

وإذا أصيب القلب بعدم الثقة في الله وبمنهجه، ضعف الإيمان وابتلي الإنسان بحالة من الانهزام النفسي واحتقار الذات، ذلك أنّ الله- عز وجل- لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، وقد امتن على عباده بمنهاج معصوم فيه سعادة الدنيا والآخرة، كما قال سبحانه: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57].

وقد وعد الله تبارك وتعالى، بإعلاء شأن هذا المنهج، والتمكين له في العالمين، فقال سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55].

ومن شك في الله وفي منهجه، ولم يثق بهما وكله الله إلى نفسه بحيث يبقى وحيدا أمام حزب الشيطان، وحينئذ لا يسعه إلا أن ينهار وأن ينهزم نفسيًّا، وربما انقلب فصار من حزب هؤلاء الخاسرين بعد أن ضعف إيمانه ثمّ تلاشى.

وقد يكون تمكن حب الدنيا من القلوب من بين الأسباب المؤدية إلى ضعف الإيمان واحتقار النفس، ذلك أن حب الدنيا إذا تمكن من القلوب حمل على الوقوع في المعاصي والسيئات لا محالة، وأقل هذه المعاصي وتلك السيئات، الشح أو البخل بهذه الدنيا.

وحين يقع المرء في المعاصي والسيئات على الدوام يسود قلبه، ويصير عليه ران، وربما انتهت الحال إلى قفل هذا القلب، بل الختم عليه والعياذ بالله، ويظهر أثر ذلك في أمور كثيرة أهمها: القلق، والخوف، والاضطراب النفسي، وكذلك الاحتقار النفسي.

وواقع العصاة اليوم خير ما يشهد بذلك، ولهذا حذّر الشارع الحكيم من الوقوع في المعاصي والسيئات، وأرشد من وقع في المعاصي والسيئات- لسبب أو لآخر- أن يُبادر بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله.

فقال سبحانه وتعالى: (قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) [الزمر: 53].

وعن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال وحوله عصابة من أصحابه: “بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله، فهو إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه”، فبايعناه على ذلك. رواه البخاري.

وجاء في في ظلال القرآن لسيد قطب، في تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، “يتجلى عدل الله وتتجلى رحمته بهذا الإنسان الضعيف فكل مصيبة تصيبه لها سبب مما كسبت يداه؛ ولكن الله لا يؤاخذه بكل ما يقترف؛ وهو يعلم ضعفه وما ركب في فطرته من دوافع تغلبه في أكثر الأحيان؛  فيعفو عن كثير؛ رحمة منه وسماحة”.

مظاهر احتقار النفس

ويُمكننا التعرف إلى مظاهر آفة الانهزام النفسي واحتقار الذات التي قد تُصيب بعض الناس فتُحوّل حياتهم من الاستقرار إلى السقوط المتكرر، وذلك في النقاط التالية:

  • القعود عن العمل لدين الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومجاهدة الكفار والمنافقين الذين يصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجا، بدعوى أنّ الشّر قد تفشّى وانتشر، وأنّ المنكر قد استفحل وتمكّن، ومهما عملنا فلن نُغيِّر شيئًا، ولن نجني سوى التّعب والمشقة.
  • الخوف من الباطل، والانقياد له في كل ما يقول، وما يفعل، بدعوى أنه يملك كل شيء، ونحن مهما أوتينا من قوة، ومن سلطان فلن نعمل شيئًا، وبالتالي فلن نُغير شيئًا.
  • اعتزال المجتمع، بل الهجرة إلى الأماكن النائية بعيدًا عن الناس اعتمادًا على الدعوى التي قدمنا، واحتجاجا بقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “يُوشِكُ أنْ يَكونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بهَا شَعَفَ الجِبَالِ ومَوَاقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ” (صحيح البخاري).
  • الخضوع والانقياد والاستسلام للأهواء، وما يمليه شياطين الجن والإنس، والدنيا ببريقها وزخارفها، بدعوى عدم القدرة على المواجهة.
  • واستصغار النفس، والاستهانة بها أمام دور الإنسان، بل المسلم ورسالته في هذه الأرض، قبيح مذموم نفى عنه الشارع الحكيم، إذ يقول الله- تبارك وتعالى-: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} (النساء: 104).

ويقول- جل وعلا-: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (آل عمران: 173- 175).

وفي حديث لأبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، قال: “ألَا لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم رَهْبةُ النَّاسِ أنْ يقولَ بحَقٍّ إذا رَآهُ أو شَهِدَه؛ فإنَّه لا يُقرِّبُ من أجَلٍ، ولا يُباعِدُ من رِزْقٍ؛ أنْ يقولَ بحَقٍّ أو يُذكِّرَ بعَظيمٍ” (الترمذي).

آثار هزيمة النفس

وآثار الانهزام النفسي ضارة وعواقبه مهلكة، سواء على العاملين، أو على العمل الإسلامي: 

أ- فأمّا على العاملين، فإنّ أهمها:

1 – مداهنة الظالمين والارتماء في أحضانهم: ذلك أنّ مَن ابتلى باحتقار النفس يتصور أنّ الظالمين والجبارين بمقدورهم أن يعملوا له شيئا، فيداهنهم بل ويرتمي في أحضانهم، على نحو ما نشهده في عالم المسلمين اليوم من مداهنة وانحناء بعض القيادات، خوفًا من الظالمين المتجبرين، وأولئك في حقيقة الحال لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، فضلا عن أن يملكوا ذلك لغيرهم من الخلق.

2 – زيادة الرصيد من الإثم: وذلك أنه باحتقاره أو انهزامه نفسيًّا قد فتح الباب أمام كثيرين ممن لديهم استعداد للوقوع في مثل هذه الآفة كي يحاكوه، ويصنعوا مثله، سيّما إذا كان هو في موقع الأسوة والقدوة ويتحمل هو إثم هؤلاء جميعًا.

3 – الخسران المبين في الآخرة ما لم يتب: إذ هو بتضييعه لنفسه ولغيره، قد حمَل وزرًا وإثمًا عظيمًا ويلقى ربه بهذا كله، وإذا بقي على ذلك دون إقلاع أو توبة تكون النار والعياذ بالله، وهذا هو الخسران المبين حقًّا، إلا أنّ تتداركه رحمة الله، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَل} (الزمر: 15).

ب – وأما على العمل الإسلامي فالآثار كثيرة أيضا، أهمها:

1 – قلة كسب الأنصار والمؤيدين: ذلك أنّ الناس يتأثرون ويقتدون بالأقوياء الواثقين من أنفسهم وبربهم ومناهجهم، أمّا المنهزمين نفسيًّا فإن الناس لا يلتفتون إليهم، ولا يستجيبون لهم، وبذلك يقل حجم الأنصار والمؤيدين.

2 – الفرقة والتمزق: حيث وجود الهزيمة النفسية في داخل الصف يُحدث انقسامًا فيه، ما يفتح الباب أمام المتربصين من أعداء الله للولوج، والإطباق والتطويق.

3 – التعثر وطول الطريق وعدم تحقيق الأهداف: وهذا شيء بديهي ونتيجة حتمية طبيعية لقلة كسب الأنصار والمؤيدين، ولشيوع الفرقة والتمزق.

علاج انهزام الذات

ويبدأ علاج الانهزام النفسي واحتقار الذات من اللجوء إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، إذ يُحذران المسلمين من سلوك هذا السبيل والوقوع في ذلك المأزق، فيقول الله تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139)، وقال- عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد: 7). وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه وغيره قال النبي- صلى الله عليه وسلم: “لا يحقر أحدكم نفسه..”. وفي صحيح مسلم: “احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز”.

وضرب يوسف- عليه السلام- في ذلك الأمر مثلاً حين طلب التمكين على خزائن الأرض مع تزكية نفسه بأنه “حفيظ عليم”، وكان من وراء ولايته خير كثير.

ولقد أباح الشرع الحنيف، مدح النفس بما فيها من خير ما لم يكن كبرًا أو ظلمًا أو إعجابًا أو فخرًا، وخصوصا إذا كان في ذلك إظهار حق أو إزهاق باطل أو جلب منفعة أو دفع مضرة فهو جائز وفي بعض الأحيان أمر مطلوب.

وأمّا ما جاء في الشرع من هضم النفس، والتواضع فكان هدفه تربية النفس وتأديبها وتزكيتها، وعدم تطاولها على الخلق صيانة لها عن الكبر والعجب، أما انكسارها أمام الباطل فلم يُعرف عن قرآننا وسنة نبينا ولا عن سلفنا الصالح. فالتواضع شيء والعزة بالإسلام شيء آخر، وكلاهما لا علاقة له باحتقار النفس.

وذكر رسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم- عن نفسه أنه “سيد ولد آدم ولا فخر”. وقال عن نفسه أيضا: “أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له” رواه البخاري ومسلم.

وهذا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- رغم تواضعه الجم، يقول: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله”، وقال ابن مسعود عن نفسه: “والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه”. والأثر رواه البخاري ومسلم أيضا.

وعلّق ابن حجر على هذا الأثر فقال: “وفي الحديث جواز ذكر الإنسان نفسه بما فيه من الفضيلة بقدر الحاجة، ويحمل ما ورد من ذم ذلك على من وقع ذلك منه فخرا أو إعجابا”.

وعلى المجتمع والبيئة التي يعيش فيها الإنسان دور كبير في علاج آفة احتقار الذات، إذ يكمن هذا العلاج في العديد من الأساليب، ومنها:

  • العمل بكل وسيلة ممكنة على إخراج حب الدنيا من القلوب ولا بأس أن تصير هذه الدنيا في اليد، ما دامت من حلال، وما دامت بعزة نفس، وبغير تكالب، وما دام تعاطيها وسطا بين الإسراف والتقتير، ولا يضيع حق الله فيها، فإن المرء إذا نجح مع نفسه في هذا الباب، سهل عليه التخلص بل الوقاية من الاحتقار أو الانهزام النفسي.
  • التعرف عن قرب على الله، وعلى رسوله، وعلى منهجه، بدوام النظر في آيات الله المنظورة، والمسطورة، فإن هذا من شأنه أن يزرع الثقة في النفوس، بعد أن يخلصها من الاحتقار أو الانهزام النفسي.
  • استشعار نعمة الله في الكون، وفي النفس الظاهر منها والباطن، الدقيق منها والجليل، والقرآن الكريم يقودنا عمليًّا إلى ما ينبغي أن نستشعره ونبصره من هذه النعم، بل يقودنا إلى الثمرة المرجوة من وراء ذلك، وهي معرفة الله، والثقة به، وبمنهجه، والنزول على حكم هذا المنهج في كل شيء عن طواعية ورضا.
  • الاحتراز من المعاصي والسيئات صغيرها وكبيرها، ظاهرها وباطنها، مع الحرص على الإنابة، والتوبة عند اقتراف شيء منها، فإن هذا من شأنه أن يطهر النفس، ويزكيها، ويمنحها الثقة والقوة.
  • الاستعانة بالله، ودوام الضراعة إليه أن يخلصه ويخلص كل مسلم من آفة الاحتقار أو الانهزام النفسي، وهو سبحانه يعين من يصدق في الاستعانة به، واللجوء إليه، وفي الحديث أنه- صلى الله عليه وسلم- كان كثيرا ما يدعو بهذا الدعاء في الصباح والمساء: “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم…”.  رواه البخاري عن أنس بن مالك. وفي رواية ثانية: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال”. رواه البخاري عن أنس بن مالك. وفي رواية ثالثة: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” .  رواه أبو داود عن أبي سعيد الخدري.

البيئة الداعمة وأثرها

البيئة هي أحد أهم أركان العملية التربوية، وللبيئة الداعمة أثرها الكبير في نجاح العملية التربوية، فيجب على الفرد الانسلاخ من الوسط المعروف عنه الانهزام النفسي واحتقار الذات، ثمّ الارتماء بين الوسط المعروف بالقوة، والشجاعة، والثقة بالله، وبمنهجه، وبرسوله، وبالنفس، فإن ذلك من شأنه، أن يُعين على التخلص، بل الوقاية من الاحتقار؛ فالبيئة الإيجابية تنتشر فيها السلوكيات التالية:

  • تجنب انتقاص الآخرين أو تحقيرهم؛ كي يغلق- بذلك- الباب في وجه من يسولون أو يزينون للمرء الاحتقار وانهزام النفس.
  • منح الناس حقهم في التعبير عن آرائهم، وعما بداخلهم، وتقديم ذلك على الطعام، والشراب، واللباس، والسكن، فإن هذا من شأنه أن يقضي على الاحتقار، وربما أسهم في غرس الثقة في النفوس من جديد، وما ذلك على الله بعزيز.
  • مواجهة مَن يعملون على إضعاف الناس والنيل منهم، بالعمل الدؤوب مع الإتقان والجد تجنبا للفشل والإخفاق من ناحية، ومقابلة للوسيلة العملية المتقنة عند هؤلاء بمثلها من ناحية أخرى.
  • النظر بإمعان ودقة في العواقب المترتبة على الاحتقار، الدنيوية والأخروية، الفردية والجماعية، فربما كان لذلك دور كبير في القضاء على هذه الآفة.
  • قيام المربين بواجبهم من رعاية أنفسهم أولا، وتربيتها على الإسلام الصحيح الذي يمنح العزة، والكرامة، والثقة بالنفس، ثم فتح المجالات وحمايتها، ورعايتها لتربية الأمة جميعا على هذا الإسلام، فيسهم بذلك في اقتلاع جذور الاحتقار أو الانهزام من داخل النفس، ويغرس مكانها الشجاعة، والقوة والعزة النفسية.
  • عدم الانبهار بحاضر الأعداء في مدنيتهم المادية التي يعيشونها الآن، وعدم تقليدهم كذلك فيما هم عليه من تأخر وانحطاط خلقي، مع اليقين أن هذا الحاضر إلى زوال؛ لأنه مبني على غير أساس صحيح، وما كان كذلك لا يدوم طويلا، وأن الخير للمسلم أن يعيش حاضره المتميز على أساس من كتاب الله، ومن سنة نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- ومن ماضيه المشرق الزاهر، ومن العمل الصادق الدؤوب بالليل والنهار حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، فإن لذلك دورا كبيرا في القضاء على الاحتقار والتربية من جديد على معاني القوة والعزة الإسلامية.
  • شغل أوقات الفراغ، والقضاء على البطالة بكل ما هو نافع ومفيد، وميادين الحياة باتساعها وتنوعها تجعل لكل واحد في الناس وظيفة وعملا، ومن لا يصلح لهذا العمل يصلح لذاك، وهكذا كانت سيرته مع أصحابه، لا يدعهم في بطالة أو فارغين من العمل، ويحرص أن يكون كل واحد في العمل الذي يتناسب مع جهده، وطاقاته، وإمكاناته، وبهذا حماهم من الاحتقار أو الانهزام النفسي.

الاعتبار بقصص السابقين

إنّ دوام النظر في قصص النبيين، وخاتمهم محمد- صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم من الدعاة والمجاهدين، مثل قصة موسى- عليه السلام- وما فيها من عبر وعظات حيث خرج  عليه السلام من مصر ومعه قومه من بني إسرائيل وتبعهم فرعون وقومه وبوغتوا بالبحر، وأصبحوا محصورين بين البحر، وبين العدو، حتى قال قائلهم: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}، ولكن موسى بقي قويا ثابتا بتثبيت الله له، معلنا أن الله لن يتركه، ولن يتخلى عنه لحظة واحدة، وصدق الله ما أعلنه حين قال: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ} (الشعراء: 63 – 65).

وحسبنا أيضا موقف الرسول- صلى الله عليه وسلم- يوم الهجرة حين قال الصدّيق: يا نبي الله، لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لرآنا. فرد عليه قائلا: يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا، وصدق الله ذلك في قوله: {إِلا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 40).

وما كانت هذه الأمثلة في العزة والقوة النفسية حوادث خاصة، بل كان كل الصحابة هكذا، وتوارثها المسلمون كابرا عن كابر، حتى كانت عصور الضعف والانحطاط، فتغيرت الصورة، وتبدل الموقف، لكنها بالفهم الصحيح والتربية الصالحة تعود إلى وضعها الصحيح من جديد.

وبجانب المجتمع، لا بد من أن يساعد الإنسان نفسه إذا كان من المصابين بهذه الآفة، ويمكنه ذلك من خلال هذه الطرق:

  • الاقتناع أولا أنه مريض بهذا المرض ومصاب بهذه الآفة.
  • اللجوء إلى الله والصبر على ما قدره الله، وسؤاله الفرج.
  • وأن يكون لديه الإرادة للتغيير إلى الأفضل ونيَّة الإصلاح.
  • قبول النصح من الغير، وتنفيذ العلاج الذي يُوصف له.
  • يطلب من بعض إخوانه الصادقين المخلصين أن يُدلوه على عيوبه وأخطائه.
  • يبني نفسه وعقله وقلبه، فالعقل ينمو وتتسع مداركه بالعلم، ودونه لن يستطيع الإنسان أن يعبد الله على بصيرة.
  • الخوف من الله ومراقبته.
  • مصاحبة الأخيار الصالحين الذين يعينون على عبادة الله وطاعته، والأخذ بيده إلى طريق الله رب العالمين، وتذكيره بالطاعات، ونهيه عن المخالفات.
  • قراءة سيرة النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- والاطلاع على أخلاقه الرفيعة، وسجاياه العظيمة، وأخلاق أصحابه الكرام الذين سادوا الدنيا بأخلاقهم.

المصادر والمراجع:

  1. *  اعتمدت هذه الدراسة على كتاب آفات على الطريق للدكتور سيد نوح.
  2. محمد بن إسماعيل البخاري: الجامع الصحيح، دار المصطفى، دمشق، 2016 م.
  3. ابن كثير الدمشقي: البداية والنهاية، دار الكتب العلمية، بيروت، 2001 م.
  4. محمد شمس الحق العظيم آبادي: عون المعبود شرح سنن أبي داود ، دار الفيحاء، دمشق،2003م.
  5. أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني: المعجم الكبير، دار ابن تيمية، القاهرة، 1984م.
  6. عبد الملك بن هشام: السيرة النبوية، دار الكتاب العربي، بيروت،1990م.
  7. سيد قطب: في ظلال القرآن، دار الشروق،  القاهرة، 2008 م.
ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة