ابنتي في سن الثالثة عشرة، تسرق، ومشكلتها أنها انطوائية نوعًا ما، وعنيدة على غير عادة إخوتها، علمًا بأنها الابنة الكبرى لي، ولكني لا أوكلها بمهامٍ تجعل تصرفها غير محمود معي، ولا أميز بينها وبين إخوتها، وتأخذ مصروفها اليومي على المدرسة

السؤال:

ابنتي في سن الثالثة عشرة، تسرق، ومشكلتها أنها انطوائية نوعًا ما، وعنيدة على غير عادة إخوتها، علمًا بأنها الابنة الكبرى لي، ولكني لا أوكلها بمهامٍ تجعل تصرفها غير محمود معي، ولا أميز بينها وبين إخوتها، وتأخذ مصروفها اليومي على المدرسة، والسرقة لا تتعدى المنزل، بالرغم من أنها تخاف من والدها. فماذا أفعل معها؟!

الإجابة:

السلام عليكم -أختي السائلة-، كنت أودّ أن أعرف أكثر عن ابنتك، متى بدأت السرقة لديها؟! ماذا تفعل بالنقود التي تأخذها؟! كيف علاقتك بها؟! وكيف وضعها الدراسي؟!

لكن يمكنني أن ألفت انتباهك إلى بعض الأمور:

ابنتك في سن نسميه "المراهقة"، وفيه قد تنعزل الفتاة عن الآخرين لتستغرق في أحلامها أحيانًا، وفي مشكلاتها أحيانًا أخرى، فحاولي أن تقوي علاقتك معها، وتعامليها كصديقةٍ محبة، واستمعي لمشكلاتها، وشاركيها قصصك عندما كنت في عمرها، وما كان يدور في خاطرك... ربما هذا سيكون بوابة لتنفتح العلاقة بينكما، وتأخذ في الحديث لك، وحينما تتحدث لك عن بعض همومها أو مشكلاتها فلا تؤنبيها أو تلوميها، وإنما استمعي لها، وتفهمي مشاعرها كما لو أنها صديقة تحبينها كثيرًا، ومن المهم ألا تفرضي نفسك عليها بالضغط، وإنما بالتحبب إليها، وإظهار الرغبة والمتعة في الجلوس معها، وليكن هذا باصطحابها لنزهة خاصة بكما أنت وإياها، كأن تتمشي معها مساءً، أو تجلسي معها وحدكما تتحدثان، فهم في هذا العمر يحبون أن يشعروا بالخصوصية، ومن المهم جدًا أن تحضنيها وتشعريها بمحبتك ودفئك.

حاولي أن تكسري جدار الانطواء لديها بكل رفق، كأن تشجعيها أن تدعو من ترغب من صديقاتها ليجتمعن ويستمتعن بوقتهن معًا في البيت تحت ناظريك، هذا يُساعدها مع الوقت أن تخرج من انطوائيتها، وقد يكون بأن تدرس مع صديقتها عندكم في البيت.

أوكلي لها بعض المهام التي تستمتع بها، وليكن بطريقة محببة، فهل يا ترى تحب أن تصنع الحلوى بصحبتك، أو تحب أن تحضر بعض الأطعمة التي تحبها؟! شجعيها على ذلك بالكلام الطيب كأن تقولي: "نريد أن نتذوق الحلوى من يديك، يا عيني! ما أطيبها!".

عليك أن تتعرفي على سبب السرقة لديها، هل لأن مصروفها لا يكفيها؟! وأين تذهب بالمصروف؟! أم أنها تحاول أن تجمع النقود؟! إن معرفة السبب سيساعدك كثيرًا؛ لأنك ستعرفين الدافع، وحينها ستعالجين السبب الأساسي الذي يدفعها لفعل ذلك بكل رفق ولكن بحزم، بمعنى: أن تتحاوري معها حول احتياجاتها ورغباتها، ولكن وضحي لها أن أخذ النقود من دون استئذان أمرٌ مرفوض تمامًا، وستكون له عاقبة ما، ولتكن العواقب ليست بالضرب أو التخويف، وإنما بحرمانها من جوالها، أو النت، أو الكمبيوتر، أو الشيء الذي تصرف النقود من أجله، ولكن لفترةٍ محدودة تُعادل مقدار المبلغ الذي أخذته -أي الجزاء من جنس العمل-.

لا تشعريها أنك تغطين سلوكها بإخفائه عن الأب؛ لأنك بهذا تمررين لها السلوك الخطأ وتعززينه، فلابد أن تأخذي موقفًا واضحًا مناسبًا، ليس قاسيًا، وإنما واضحًا وحازمًا.

أخيتي: من المهم أن تجتهدي في غرس المعاني الإيمانية في قلب ابنتك؛ لأنها أقوى وأهم رادع عن هذا الفعل وغيره من السلوكيات الخطأ، أشعريها أن مراقبة الله تعالى أهم من مراقبة البشر، وأن الخوف من الله تعالى هو الذي ينبغي أن يمنعها من ارتكاب الخطأ أشد من خوفها من أبيها أو غيره من البشر، وهكذا من المعاني الإيمانية التي هي الحصانة الحقيقية لكل مسلم ومسلمة.

إذًا: عليك أن تقوي علاقتها بالله، ثم علاقتك معها، وتبدعي في ذلك، وأن تتعرفي على السبب الذي يدعوها للسرقة، وأن تكوني حازمة بالشكل المناسب البعيد عن التعنيف، ولكنه الواضح والمحدد بعواقب معقولة ومناسبة.

أتمنى لك السداد والرشاد في التعامل معها.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة