كيف أستطيع تربية أبنائي بالطُرق الحديثةِ التي تعتمد على الاحتواءِ العاطفي للطفل، وتَجاهُلِ السلبيات البسيطة وغيرها من الأساليب؟! فأنا أقرأ كتاب تربية للدكتور/ مصطفى أبو سعد، وأيضًا من بعض المواقع في الإنترنّت، ولكن أجد صعوبة شديدة في تطبيق ..
السؤال:
كيف أستطيع تربية أبنائي بالطُرق
الحديثةِ التي تعتمد على الاحتواءِ العاطفي للطفل، وتَجاهُلِ السلبيات البسيطة
وغيرها من الأساليب؟! فأنا أقرأ كتاب تربية للدكتور/ مصطفى أبو سعد، وأيضًا من بعض
المواقع في الإنترنّت، ولكن أجد صعوبة شديدة في تطبيق هذه الأساليب، وأنا أسكن في
بيت عمي، وخاصة بوجود أخت زوجي وأُسَرِهم، فلا يكون هناك مجال بأن أُعلِّم ولدي
بأن تصرفه خطأ على انفراد، فأضطر إلى التحدث معه أمام الجميع، كما أن البعض
يعتبرني لا أهتم عندما يقوم ولدي بالتخريب، فهم لا يعلمون أسلوبي في التربية،
والجميع يستخدم الأساليب القديمة في التربية، ولا أحد يهتم بتثقيف نفسه في هذا
الموضوع، وهذا ما يُسبب لي صعوبة كبيرة في تربية أطفالي، فأرشدوني جزاكم الله عظيم
الجزاء.
وهناك أمرٌ لم أستطع التعامل فيه مع
ولدي ذي السنوات الأربع، فهو لا يعطي كلامي اهتمامًا -ليست لي هيبة عنده- وأشعر في
بعض الأحيان أنني ضعيفة أمامه، فكيف أتصرف معه؟!
الجواب:
يسعدني أن أُعبر لكِ عن سعادتي بهذا
السؤال، ونحن بحاجة إلى أمهات مؤمنات ومثقفات وبصيرات بفنون التربية وأساليبها،
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يُلهمنا السداد والرشاد، وأن
يعيننا وأولادنا على طاعة ربِّ العباد.
لا شك أن تعدد مصادر التربية
والتوجيه وتناقضها فيه إشكالاتٌ كبيرة وكثيرة، ولكن مهارة الأم وحرصها على الإشباع
العاطفي لأطفالها يجعلها تكسب الجولة، ومن هنا فنحن ننصح كل من يَتربّى أطفالُها
إلى جِوار الجدّة والعمات أو غيرهن من قرابات الطفل وأجداده وأرحامه بما يلي:
1- اللجوء إلى الله تعالى.
2- احترام مشاعر الأهل، وإظهار
السعادة بحبهم لأطفالها.
3- عدم توجيه الطفل أمامهم إذا كانوا
من النوع الذي يتدخل أو يُعَلِّق.
4- تجنب معاقبة الطفل في حضورهم.
5- الاتفاق مع والد الأطفال على خطّة
موحدة.
6- الحرص على الرضاعة الطبيعية
للطفل؛ لأنها تقوي أواصر التواصل والتفاهم والانجذاب بين الأم وأطفالها، وقد تكفي
منها النّبرة أو النظرة في زجر الطفل عن الخطأ.
7- إظهار الحب لأطفالها؛ لأن التربية
بالحب تُغني وتُثري وتُكسب الثقة، وتُحقق الأمن والاستقرار.
8- عدم إظهار الانزعاج عند قيامهم
بتوجيه الطفل؛ فتزداد المشكلة عند شعور الطفل بذلك.
9- الجلوس مع الطفل لمحو الآثار
السلبية لما اكتسبه ممن حوله، دون الانتقاص أو الإساءة لأحد؛ فهُم أهل الطفل،
وهدفهم إسعاده، ولكن كم من مُريد للحقِ والخير لم يُصِبه!
أما بالنسبة لعدم اهتمامه لكلامكِ،
فأرجو أن تنتبهي لما يلي:
1- تجنبي كثرة الأوامر.
2- اختاري التوقيت المناسب لإصدارها.
3- ابتعدي عن (لا، ولا تفعل كذا)؛
لأن الممنوع مرغوب، واجعلي التوجيهات إيجابية وواضحة وقصيرة.
4- استخدمي النبرة الهادئة.
5- احذري التناقض، فلا تجعلي
الممنوعَ بالأمسِ مقبولًا في اليوم الذي يليه.
6- توقعي الأحسن، ولا تقولي: أخاف
ألا يستجيب.
7- لا تعلني ضعفك أمامه، ولا تتكلمي
عن عجزك؛ فإن هذا يجعله ينتفش.
التوجيهات كثيرة ونحن نرحب بك، ونسأل
الله أن يسعدك بصلاح الأولاد، وبالقبول يوم المعاد.
إضافة تعليق