يتمنى الكثير من الآباء دفع أبنائهم للقراءة، ويظن البعض منهم أنّ هذه المهمة مسؤولية على عاتق المدرسة، دون أن يدرك أن بإمكانه أن يبني ثقافة القراءة لدى أبنائه بنفسه

1-   أفكار صغيرة لبناء ثقافة اقرأ

يتمنى الكثير من الآباء دفع أبنائهم للقراءة، ويظن البعض منهم أنّ هذه المهمة مسؤولية على عاتق المدرسة، دون أن يدرك أن بإمكانه أن يبني ثقافة القراءة لدى أبنائه بنفسه، فدور الآباء مهم للغاية إذ لن يجدي نفعاً تشجيع المدرسة على المطالعة والقراءة  دون أن يكون هناك دور للأسرة في ذلك، من خلال إيجاد ثقافة اقرأ في البيت، وفي سبيل ذلك فإننا نقترح  مجموعة من الأفكار تسهم في بناء هذه الثقافة:

-تخصيص جزء من هدايانا لهم بمجموعة من الكتب من مثل قصص الأطفال الملونة و الجذابة المناسبة لأعمارهم.

-اصطحابهم لزيارة مكتبة من المكتبات ومنحهم مساحة من الاختيار لما يمكن أن يجذبهم لعالم القراءة من قصص وألغاز وكتب نافعة.

-متابعة فعاليات معارض الكتب وتشجيعهم على زيارتها.

-توجيههم لمتابعة دورية أطفال كل شهر، والخيارات لهذا كثيرة فمجلات الأطفال متنوعة ومتوفرة باستمرار.

-تشجيعهم على توفير جزء من مصروفهم اليومي للكتب والقصص التي يحبونها.

-مشاركتهم القراءة وقضاء وقت ممتع معهم.

-اجعل لهم من وقتك نصيباً في الاستماع لما قرأوه، ولاستفساراتهم حول ما يمكن أن يكونوا قد قرأوه، أو يودون إخبارك عنه، بل أشعرهم بأهمية كلامهم ومعلوماتهم التي حصلوا عليها من خلال مطالعتهم.

ولا تنسى ضرورة تخصيص مكان مناسب لهم في البيت، أو في غرفهم الخاصة لوضع مقتنياتهم من الكتب والقصص.


2-   فرصة لتعويدهم على القراءة

لم تستغرق الزيارة للمكتبة سوى  ساعة من نهار، كنت أؤجلها كثيراً ، ولكنّ اصرار أسامة ابن الثامنة على اقتناء موسوعة حول الفضاء دفعني لاصطحابه مع أخيه  أحمد إلى المكتبة لشراء ما يريد، ولكني فوجئت بطلبهما  شراء كتب أخرى للأطفال (قصص الأنبياء، السيرة النبوية مصورة..الخ ،  فلم أمانع، ثمّ وقعت عيناهما على  الألغاز المسلية ، و اضحك معنا،  وهل تعلم)، فاشتريت لهما ما اختاراه،  وأنا متعجبة من هذه الحماسة  لشراء هذه المجموعات من الكتب، خاصة وأننا في شهر رمضان وقد يكون الصيام  مانعاً لهما من الإقبال على مطالعة هذه الكتب، ولكن النتيجة كانت بخلاف ما توقعت فقد اصبح شغلهما الشاغل  لساعات طويلة  بعد اقتنائهما للكتب  قضاء وقت ممتع برفقة مكتبتهما الصغيرة، التي قاما بانتقاء كتبها بأنفسهما، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد وإنما  أخذا بمشاركة  أبناء الجيران، فكانت هناك فقرة  حكاية اليوم، وفقرة ألغاز،  وفقرة أضحك معنا وغيرها.

شعرت بالسعادة لما حدث، وبالندم على تقصيري في هذا الجانب معهم، فلم أكن أعلم أنه بالإمكان جذب أطفالي لعالم القراءة من خلال هذه الزيارة.

القراء الكرام:                                                  

يعتقد البعض أنّ تعويد الأطفال على القراءة لم يعد ممكناً في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة، فقد سيطرت وسائل الإعلام والاتصال على أوقات أبنائنا لدرجة جعلت الكثيرين من الأسر يترددون حتى في المحاولة، ولكنّ الأمر يحتاج لحكمة في التصرف ووضوح رؤيا لدى الوالدين بأهمية تعويد أبنائهما على القراءة والمطالعة لما لها من دور كبير في تنمية شخصية الطفل، ولكن الأمر يحتاج لشيء من التخطيط واغتنام للفرص، فالملاحظ أنّ ساعات النهار طويلة ولذا بإمكان الوالدين استغلالها بأفكار كثيرة منها مسألة القراءة.


3-   عبادة أبنائي

المشاركة سر من أسرار النجاح

يشكو كثير من الآباء والأمهات رفض أبنائهم الالتزام بأمور عدّة كالالتزام بالصلاة، والمحافظة عليها، فتجد الأبناء يتثاقلون من أداء الصلاة، أو يفوتون الكثير من الفرائض فلا يلتزمون بأوقاتها، ونرى الأسرة تسعى المرة تلو المرة في محاولات عدة وبطرق مختلفة، وفي بعض الأحيان تجد عروضاً ومكافآت رصدت في سبيل ذلك ولكن دون جدوى حقيقية. ومع تقديرنا لمحاولات الأهل في السعي نحو توجيه أبنائهم وتربيتهم، إلا أننا نود اليوم لفت الانتباه إلى اغتنام شهر رمضان في تعويدهم على المحافظة على صلاتهم، وتشجيعهم على الإقبال على كتاب الله تعالى، والمداومة على الأذكار والاستغفار، ولكن من خلال اتخاذ مبدأ المشاركة الحقيقية بين الأسرة والأبناء طريقة حافزة للالتزام بهذه العبادات التي ينبغي أن نعوّد أبناءنا عليها في صغرهم حتى تصبح جزءاً من حياتهم.

ولعل هذا الأمر يتطلب منّا أن نتوقف عن إصدار الأوامر التي كثيراً ما تستفز الأبناء نحو مزيد من العناد أو اللامبالاة وعدم الانصياع لما نريد منهم أن يكونوا عليه، لننتقل إلى بديل أكثر تأثيراً وأجدى نفعاً في النجاح فيما نريد ألا وهو المشاركة ثم المشاركة، فأجواء الشهر الفضيل تشجع كثيراً على مسألة التشاركية في العبادات؛ فمالذي يمنع الأب أن يصطحب أبناءه معه لأداء الصلاة في المسجد وخاصة صلاة العشاء و التراويح؟! ، كما أنّ أجواء الشهر الفضيل وطول فترة الصيام تشجع على تخصيص وقت لو لمدة نصف ساعة في النهار لقراءة القرآن الكريم وبصورة جماعية.

و لا ننسى أن قصر فترة الليل  مع وجود فترة السحور يهيأ فرصة طيبة للآباء لتشجيع الأبناء على أداء صلاة الفجر في وقتها، ولذا ننصح أحد الأبوين بأن يحرص على أداء صلاة الفجر جماعة في البيت، أو في المسجد، وهذا الأمر يعين على تذكير الأبناء بأذكار ما بعد الصلاة والحديث عن أهميتها.

وهكذا فخلال شهر رمضان يستطيع الآباء أن يغتنموا أيام الشهر الفضيل في بناء أركان العبادة الصحيحة في حياة أبنائهم وهذه مسؤولية ينبغي أن تكون حاضرة في أذهانهم وتشغل تفكيرهم تماما كاهتمامهم  بمتابعة دراستهم وتوفير احتياجاتهم المادية.

 

4-   ازرع الحب بينهم بالدعاء

من الجميل أن لا نغفل عن فترة ما قبل أذان المغرب في تعزيز التواصل والمحبة الأسرية، ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد" فرصة رائعة بل وعظيمة في غرس المحبة بين الأبناء، وتعزيز الشعور لديهم بحب والديهم وإخوتهم، من خلال مشاركة أفراد الأسرة بالدعاء والتوجه لله تعالى.

وفي سبيل ذلك  اقترح على الوالدين الكرام أن يغتنما الدقائق الغالية قبل أذان المغرب بتوجيه الدعاء في كل ليلة لأحد من أفراد الأسرة وسؤاله عمّا يريد أن يدعو له الجميع، دون التقليل من شأن ما يطلبه، هذه فكرة نقترحها على القراء الكرام وفيها الخير الوفير، إذ أنّها تؤسس في نفوسهم معان هامة في حياتهم منها أهمية الدعاء ، واللجوء لله تعالى في كل ما نحتاج إليه، كما أنّها تعوّد مبدأ حب الآخرين من خلال الدعاء لهم بما يتمنونه في حياتهم، فكرة بسيطة وتطبيقها سهل لكن أثرها كبير، وقياساً على فترة الإفطار التي تجتمع فيها الأسرة لتناول الطعام،  فإنّ بالإمكان أيضاً أن تغتنم الأسرة أوقات أداء صلاة من صلوات الجماعة بتعويد أبنائها أهمية الدعاء لأنفسهم ووالديهم وللمسلمين بعد الفراغ من الصلاة لأنها من أوقات إجابة الدعاء.

جانب تربوي يتحقق من خلال هذه الفكرة وهي التخفيف من  المشاحنات والمشاكل التي تكثر بين الأبناء وتؤدي في العادة إلى النفور بينهم، فحين يستمع الإخوة لدعاء بعضهم لبعض فإنّ هذا سيكون وسيلة جيدة ومناسبة للتأكيد على علاقة الإخوة بينهم ووجود رباط المحبة الذي يجمع بينهم على الدوام.


5-   راقب سلوكهم لتعديله

جاء شهر الصيام مجددا ليزورنا في عامنا هذا ولسان الحال يتساءل ترى ما أهم الثمار التي ينبغي أن نخرج بها مع أبنائنا في هذا الشهر الفضيل، ماذا رسمت من أهداف لأبنائك لتحققها من خلال أجواء الصيام ومدرسته، لا بد وأن الأفكار كثيرة ولعل من أهمها أن نعزز قيمة الأخلاق في حياة أبنائنا وأهمية التزامهم بها في أثناء صيامهم، فتكون فرصة لتعديل سلوكهم ومراقبة تصرفاتهم لتهذيبها وتقويمها.

دروس شهر الصيام دروس كثيرة يرأسها درس الصبر ويعلوها، فالصبر على الجوع والعطش أولى تطبيقات هذا الدرس، لننتقل بعدها إلى الصبر على الناس وضبط الانفعالات عند الغضب، فالصيام مدرسة للجميع ينبغي أن تؤتي ثمارها خلال ثلاثين يوما من تحمل الجوع والعطش ، ومثل هذه الدروس تتطلب من الأبوين استغلال فترة الشهر الفضيل في مراقبة سلوك أبنائهم خلال شهر رمضان، وتقويم ما يصدر منهم من ألفاظ وسلوكيات فيما بينهم، فلا يتغافلوا عن  تصرفاتهم، خاصة في مواقف النزاع والغضب، لتعزيز معان الصيام ودروسه منذ نعومة أظفارهم تطبيقاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب ولا يفسق، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤٌ صائم ».

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة