سألني ولدي البكر أن يشاهد فيلم سبايدر مان الأخير مع أصدقائه.. فيلم Spider Man No Way Home والفيلم مبنيٌّ على فكرة (الأكوان المتعددة Multi Verses)
سألني ولدي البكر أن يشاهد
فيلم سبايدر مان الأخير مع أصدقائه.. فيلم Spider Man No Way Home والفيلم مبنيٌّ على فكرة
(الأكوان المتعددة Multi
Verses) وأن كل كون منها به نسخة
من الرجل العنكبوت Spider Man تختلف كل نسخة عن الأخرى لكن يتشابهون في
صفات مميزة.. فهل حقا هناك أكوان متعددة؟ وهل لكل كون نسخة من الشخص ذاته تتفق
وتختلف مع النسخ الموجودة في كل كون آخر؟
بداية لتعريف ما هو (الكون) راجعوا مقالتي:
كيف تجيب عن أسئلة طفلك الغريبة؟! .. (الكون والفضاء)
ثم اعلموا جيدا..
أنه ليس صوابا أن نحجر على
اطلاع أبنائنا على أي شيء! لأن المنع يولّد الفضول.. ولأننا لن نستطيع المنع
للأبد! لكن الصواب أن نحصنهم ضد الأباطيل ونعلمهم الحق من أصوله الصحيحة الصالحة..
ليكونوا مؤهلين للتعامل القويم مع كل فكرة وكل شيء.. مؤهلين للثبات أمام أمواج
الفتن في وجودنا ومن ثم في غيابنا..
ولذلك.. أقول ما يؤيده الشرع
الحنيف في هذه المسألة..
الكون واحد ثنائي الأبعاد
وليس متعددًا!
بداية.. لقد دلنا الله تعالى
على وجود كون واحد لكن دلنا كذلك على وجود (بُعد)
آخر يشغل ذات المكان الذي يشغله كونُنا لكن يسكنه قومٌ آخرون غير بني آدم..
بمعنى أنه بُعدٌ آخر.. لكنه في ذات المكان..
قال تعالى في حق إبليس
وسائرقومه من الجنّ (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا
تَرَوْنَهُمْ).. فإبليس يرانا لكننا لا نراه.. وقبيلة إبليس ترانا ونحن لا نراها..
وقوله (من حيث) تدل على أن لهم موضعٌ يسكنون فيه جميعا ويعيشون فيه عيشتهم
الطبيعية.. وقبيلة إبليس هي الجن قال تعالى (إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجن فَفَسَقَ
عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ).. و(الجنّ) في اللغة تعني (الخفي) وسميت (الجنة) بذلك الاسم
لأنها خفية لا نراها الآن.. وأطلق اسم (الجنة) في اللغة على (الحديقة) لأن الحدائق
يكون لها سور يخفيها عن الأعين..
فهناك بُعدٌ آخر غير
ماديّ..يجوز تسميته (عالم آخر) لكنه بُعدٌ آخر لكون واحد ماديّ.. كأنهما وجهان
لعُملة واحدة.. بمعنى أنها أرض هي كوكبٌ ماديٌّ واحد.. لكن لها بُعدَيْن وعالمَين
يساع كل منها نوعًا من المخلوقات.. لذلك فليس هناك كونٌ متعددٌ Multi Verse ولكن هناك كونٌ ثنائيٌّ Dual Verse.. إذا جاز لي التصحيح وابتكار المصطلح..
لماذا هناك بُعدَان اثنان؟
لأن مخلوقات الله لها طبائع
مختلفة.. فالإنس خلقهم الله من مادة وهي (الطين)، بينما الجن خلقهم الله من مادة
وطاقة وهي (النار).. والنار ليست طاقة صافية بل حالة تتكسرُ فيها المادة لتنتج
الطاقة كما يقول علماء الفيزياء.. بينما الملائكة خلقهم الله من طاقة صافية وهي
(النور).
ولاختلاف طبيعة كل مخلوق من
الثلاثة جعل الله له موضعا مختلفا للعيش..
فالإنس يعيشون على الأرض في حالتها المادية الملموسة، وهذا عالمهم.. والجن يعيشون
على بُعدٍ آخر يناسبهم مكانه أيضا فوق هذه الأرض المادية ويستطيعون الانتقال منه
إلى هذه الأرض المادية، وهذا البُعد هو عالمهم..
بينما الملائكة ينتقلون عبر البُعدَيْن لأنهم الأقدر على التنقل نظرا لأنهم
خُلِقوا من طاقة صافية، فهم كائنات عابرة للعوالم المختلفة..
حتى أنه في الآخرة جعل الله
لكل من الإنس والجن جنةً مختلفة.. قال تعالى (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)
فإذا صلُح حال الإنسان أدخله الله جنةً كل ما فيها يصلُح لطبيعة الإنسان وإذا صلُح
حال الجنِّي أدخله الله جنة كل ما فيها يصلُح لطبيعة الجن، بينما الملائكة يقومون
على هذا النعيم فينعِّمون الصالحَ من الإنس والجن بنوعَي النعيم.
وكذلك تنوَّعت عذابات النار
بما يناسب النوعَين من المخلوقات.. قال تعالى (لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا
زَمْهَرِيرًا) فيعذب الله الإنس بالحرارة العالية جدا (الشمس) ويعذب الله الجن بالحرارة المنخفضة جدا
(الزمهرير)، بينما الملائكة يقومون على هذا العذاب فيعذبون الفاسد من الإنس والجن
بنوعَي العذاب.
البوابة بين البُعدَين!
يستطيع الجنُّ العبور إلينا
ويستطيع رؤيتَنا وهو لايزال في بُعدِه الخاص في عالمه الخاص.. لكننا لا نستطيع.. لأن
أصل خلق الجن فيه طاقةٌ إلى جانب المادة فيمر عبر البوابة بينما نحن من مادة فقط
فيلزمنا طاقة كبيرة للعبور..
نعم تستطيع أرواحُنا العبور
ونحن أحياء لكن أثناء الموت الأصغر وهو (النوم) حين تتحرَّر الروحُ عن الجسد تحررا
جزئيا.. فنرى الملائكةَ و الجنَّ في المنام ونرى كذلك أرواحَ الموتى ونرى الجنةَ
والنارَ ونرى الماضي ونرى ما شاء الله لنا أن نراه من المستقبل في الرؤيا
الصالحة.. فالروحُ تستطيع التنقل بحرية بين المكان والزمان والأبعاد والعوالم..
لكن بُعد الجن لابد له من
طاقة كبيرة لعبوره.. إذا كان العبور سيتم بالجسد والروح معا في حالة الحياة
واليقظة.. حتى أنهم ظهروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واستمعوا له فقد قال
(أتانِي داعِي الجِنِّ فَذَهَبْتُ معهُ فَقَرَأْتُ عليهمُ القُرْآنَ) ولم يدعوه
لعالمهم.. صلى الله عليه وسلم قال تعالى فيه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
لِّلْعَالَمِين) فهو الرحمة لهذه الأبعاد والعوالم كلها صلى الله عليه وسلم.. وهو
المبعوث يحذر سكان هذه الأبعاد والعوالم جميعا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ
لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).
هل يجوز بناء العلاقات بين
البُعدَيْن والتعاون بين العالمين؟
لا.. لا يجوز.. وقد ذم الله
تعالى ذلك حين قال (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ
مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا).. فبين أن مثل هذه العلاقات بين الإنس والجن
من أهل البُعدَيْن وسكان العالمين لن تجد نفعا بل ستضر بالاثنين معا ولن تزيدهم
إلا شقاءً ونصبًا.. وإن كان ربُّنا قد علَّم الناس كيفية إنشاء هذه العلاقات
وتأسيس هذا التعاون.. فقد فعل هذا سبحانه ابتلاءً للإنس والجن على حد سواء واختبار
لهم..(يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ
بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا
إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) تماما كما خلق الشر كله فتنةً
وابتلاءً.. لكنه تعالى قد حرم ربنا هذه العلاقة وهي (السحر) وجعلها من أكبر
الكبائر لأنها اعتداءٌ على طبيعة الحياة في كل عالم منهما وكسرٌ لقانونها في
استقلال كل عالم عن الآخر قال تعالى (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا
يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَن اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ
خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
هل لكل منا نسخة أخرى Doppelganger في البُعد الآخر؟
لا بالطبع.. أنت شخص واحد لا
نسخة أخرى منك! وستلقى الله بكتاب أعمال واحد يشهد على حياة واحدة ولا مزيد منك!
لكن.. هناك شخص آخر من البُعد الآخر ويحيى في العالم الآخر يعلم كل شيء عنك.. أدق
التفاصيل! ويحاول أيضا الاستحواذ عليك وتوجيهك لمذهبه ومنهجه في الحياة ويحاول
إشراكك في مصيره.. وهو (الجحيم)!
هذا الشخص الآخر هو من الجن..
هو ليس أنت.. لكنه مكلف من إبليس أن يضلك ويغويك!
(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ *
يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا
وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ)
وقد أخبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن كل إنسان معه مَلَك ومعه شيطان.. هذا يشده إلى طريق الله وذاك يمده
في طريق الغيِّ والضلال مدًّا.. (إن للشيطانِ لَمَّةً بابنِ آدمَ، وللمَلِكِ
لَمَّةً، فأما لمةُ الشيطانِ فإيعادٌ بالشرِّ، وتكذيبٌ بالحقِّ، وأمَّا لَمَّةُ
الملك، فإيعادٌ بالخيرِ، وتصديقٌ بالحقِّ. فمَن وَجَدَ ذلك فلْيَعْلَمْ أنه مِن
اللهِ تعالى، فلْيَحْمَدِ اللهَ، ومِن وَجَدَ الأخرى فلْيَتَعَوَّذْ باللهِ من
الشيطانِ).. و(اللِّمَّة) هي الموضع الذي نمسك منه الأشياء.. فقد جعل الله لكل منا
زمامان أحدهما في يد ملك والآخر في يد شيطان.. ليختبرنا أنتبع الحق فننجو؟ أم نتبع
الباطل فنهلك!
تفسير رؤية الأشباح وتحضير
وتناسخ الأرواح!
وأما وجود هذا (القرين) فيفسر
ظاهرة الأشباح التي يراها الناس بعد موت شخص ما.. فالإنسان إذا مات ذهبت روحُه إما
إلى (عليِّين) أو إلى (سجِّين)! حسب عمله.. يمكننا أن نراها في المنام نعم لأن روحنا
هي التي تذهب إلى عالم الغيب أثناء النوم..
لكن الأشباح تظهر في هذا
العالم! تظهر في عالمنا.. فكيف تظهر صورة الميت ها هنا؟
هي ليست إلا ذلك (القرين)
يتمثل في صورة الميت ليفتن الناس ويضلهم عن دينهم ودنياهم فيبقيهم متعلقين بالذكرى
أو يشغلهم عن دار الحق بأباطيل تضلهم في دار الباطل!
وأيضا (القرين) يفسر أسطورة
تناسخ الأرواح.. فأنت تجد طفلا أو طفلة تحكي حياة رجل ناضج أو امرأة ناضجة ماتت أو
مات قبل مئات السنين أو عشرات السنين.. يحكي الطفل حياة كاملة بتفاصيل دقيقة
يستحيل تفسيرها ماديا إلا أن روح الميت قد حلت فيه!
ولأن هذا مستحيل والأرواح عند
ربها في نعيم أو عذاب فلا تفسير إلا أن تناسخ الأرواح وتحضير الأرواح أيضا.. أن
يستكلم أحد بكلام يقول أنه من روح الميت وقد حضرت في جلسة تحضير أرواح! هذا الذي
حضر وتكلم ما هو إلا أن قرين الميت قد أعطاه إبليس مهمة جديدة أن يتكلم ويضل الناس
أو بأن هذا القرين تم تكليفه تكليفا جديدا أن صار قرين هذا الطفل أو الرجل أو
الطفلة أو المرأة بحيث يكون الأمر كله فتنة تضل الناس عن الإيمان بالآخرة وتدفعهم
لفكرة أن الأرواح يتم تداولها هنا في هذه الحياة الدنيا..
ماذا يغلق البوابة بين البُعدَيْن؟
خلقنا الله أضعف في قدراتنا
الما وراء طبيعية من الجن.. لكن هل تركَنَا بلا دفاع ضدهم إذا اعتَدَوْا علينا؟
كلا بالطبع!
أولا أرشَدَنَا رسولُ الله
صلى الله عليه وسلم لكيفية غَلْق بوابة الأبعاد.. فيمنع رؤية الجن لنا ويطردهم من
حولنا..
فأما الذي يمنع رؤيتهم لنا
فهو (تسمية الله) فقد قال صلى الله عليه وسلم (ستر ما بين أعين الجن وعورات بني
آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: بسم الله).. وأما الذي يطرد فاسق الجن من حولنا
فهو (الاستعاذة بالله) قال تعالى (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ
الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)، وكذلك قراءة (آية الكرسي)
كما في الحديث أنها تستحضر حفظا من الله على من يقرأها: (لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ
مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبُكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ)، وكذلك
(المعوذتين)..
فإذا حاول الجن أذية
الإنس؟وإذا تعاون بعض الإنس مع الجن لأذية الإنس بالسحر والمس وغيره.. فقد أرشدنا
الله لمحاربتهم وهزيمتهم أيضا لخيانتهم العهد وإساءتهم استخدامهم للقوة التي آتاهم
الله إياها.. وكل من يسيء استخدام قوته لابد يعاقبه الله إما في الدنيا والآخرة
وإما في الآخرة.. فقد أرشَدَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى (الرقية
الشرعية) من القرآن والسنة مما يضيق مجال الذكر هنا عن الاستفاضة فيها لكن أساسها
سورة الفاتحة وسورة البقرة والمعوذتين وآيات أخرى وأدعية مأثورة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كثيرة..
هل يكفي القرآن والذكر للحرب
بين الأبعاد والعوالم؟
نعم يكفي ذلك.. لأن القرآن
كلمة الله.. والذكر هو حصن الله الحصين.. والمعركة مع الجن ومن يعاونهم من الإنس
معركة روح لا معركة جسد.. معركة طاقة لا معركة مادة مجردة.. فالقوة والطاقة هنا
تستمد من القرآن والذكر..
فكما أن للجسد أمراض.. فللروح
أمراض.. والجن من أمراض الروح.. تماما كأنهم بكتيريا وفيروسات لكن تصيب الروح لا
الجسد! (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ
كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ
الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)..
فكما أن للجسد جهاز مناعي ضد
البكتريا والفيروسات.. فإن الجهاز المناعي ضد الجن هو الإيمان والعمل الصالح..
وكما أن للجسد أدوية تداويه
من البكتريا والفيروسات.. فإن القرآن والذكر هما دواء الروح من الجن..
ما علاقة رمضان بهذه الأبعاد
والعوالم؟
رمضان شهر عظيم خصّه الله
بنزول القرآن.. وتعهد للإنس أن يجعل معركتهم مع الجن أقل حدة فيه وأيسر عليهم.. (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من رمضانَ
صُفِّدَتِ الشَّياطينُ مَرَدَةُ الجنِّ) فيقيد سبحانه بقدرته مردة الجن وهم رؤساء
الجن وأقواهم وأشدهم..وبهذا في رمضان فأنت تحارب جيشا بلا قائد.. جيشا فاقد
التوجيه تستطيع هزيمتهم بأقل الجهد والثبات.. فإذا كان الإنسان يتعرض للوسوسة..
فهي في رمضان أقل وأضعف.. وإذا كان الإنسان مسحورا أو به مس من الجن يخترقون جسده
ويؤذونه كما فعل إبليس في جسد آدم قبل نفخ الروح وكما هو دائما يجري منا مجرى الدم
من العروق كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عيه وسلم.. إذا كنت مأذيا من الجن ترى
معركتك الآن في صالحك في أوقات ضعفهم.. فقد جاءك رمضان.. رمضان المدد من الله
والزمان الفضيل.. لتكون معركة الإنسان على أرض محايدة في زمان له فيه من الله
نصيرٌ قويٌ واضحٌ طوال 30 يوما لا ينبغي أن يفوتها
إذا كان عاقلا.. فدونكم فاغتنموها..
بين عالمين!
وختاما أحب التأكيد على أن
هناك (شياطين إنس) أيضا ولاشك!
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ
إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا)
في رمضان وفي غير رمضان ينتشر
شياطين الإنس لينشروا المفاهيم الباطلة ويؤسسوا للفتنة في الدين عبر الميديا
بأنواعها وكذلك ينشرون الفتنة على الأرض! ولن ينقذ أولادنا أن نحجُبَهم! فمن أي
شيء تحجب أولادك بينما كل شيء صار في كف يدهم عبر هاتف وفي أذنهم عبر سماعة
لاسلكية!
إن الذي ينقذ أولادنا هو
العلم الصحيح وتربيتهم على العمل به..
لم أخَفْ على ولدي أن يشاهد
فيلما فيه مفاهيم مغلوطة! لكن أخاف أن يشاهده وهو لا يملك أدوات التمييز بين الحق
والباطل أو يشاهده وهو أصلا لا يعلم الحق..
ولهذا كتبت مقالتي هذه.. فانظروا أي شيء تضعونه في قلوب أولادكم قبل أن تحجبوا عنهم أو تحجبوهم مؤقتا.. فالمؤقت لا يدوم!
إضافة تعليق