إن الناظر في مؤسسات التعليم الأشهر على مستوى العالم (جامعات مثل أوكسفورد، هارفارد، ستانفورد...) يجد هدفًا مشتركًا اجتمعت عليه تلك المؤسسات ضمن المهارات المعرفية الأساسية التي يجب تنميتها في طلبتهم لضمان تفوقهم والحفاظ على مكانة الجامعة على قمة الهرم
إن
الناظر في مؤسسات التعليم الأشهر على مستوى العالم (جامعات مثل أوكسفورد، هارفارد،
ستانفورد...) يجد هدفًا مشتركًا اجتمعت عليه تلك المؤسسات ضمن المهارات المعرفية
الأساسية التي يجب تنميتها في طلبتهم لضمان تفوقهم والحفاظ على مكانة الجامعة على
قمة الهرم التعليمي: مهارات التفكير النقدي.
وتشارك
أبحاث سوق العمل أيضًا هذه الجامعات في الاهتمام بالتفكير النقدي كمهارة أساسية
لأي موظف يقوم بمهام تتطلب قدرًا من التعقيد في وظيفته، فهذه المهارة أيضًا هي على
رأس المهارات المطلوبة في الشركات العملاقة التي تحرص دومًا على التنافس مع
نظيرتها على توظيف أصحاب المهارات والإمكانيات التي تخدم أغراضها.
فما
هو التفكير النقدي؟!
وهل
يمكن أن نقوم بتنميته عند الأطفال؟!
وما
دور المربين في تنشئة العقول على هذه المهارة؟!
التفكير
النقدي: هو مجموعة من الممارسات والمهارات التي تستخدم مجتمعة في تحليل المعلومات
والأفكار المطروحة؛ من أجل الوصول بشكل واعٍ وعقلاني إلى حكم على أي موضوع.
فعند
مقارنة مجموعة من المنتجات، واستقراء ما يسوّق به صاحب كل منتج منها لبضاعته،
نحتاج إلى التفكير النقدي لنميز بين المزاعم والحقائق، ونصل إلى اختيار عقلاني بين
هذه المنتجات.
وعند
سماع قصة من أكثر من طرف نحتاج إلى مهارات التفكير النقدي؛ لكي نقوم بمقارنة
الروايات المختلفة والوصول إلى حكم على موضوع القصة أو موقف منها، فنحاول تبين
الصدق والدقة من المبالغة من الكذب من التدليس.
وفي
عرض الأفكار الاجتماعية -وحتى الدينية أحيانًا- فمهارات التفكير النقدي تساعدنا
على تجنب أفخاخ التحيز لرأي أو آراء مسبقًا دون تفكير أو تحليل، وتيسّر علينا تبيّن
صدق المزاعم أو كذبها، وتعيننا على اختبار أي ادعاء يحاول البعض الترويج له بيننا
أو بين أطفالنا (كمزاعم العلاج بالطاقة، وبعض ممارسات التنمية البشرية المخترعة،
ومحاولات النصب المنتشرة كالتسويق الهرمي).
وعندما
نحاول أن نفهم موضوعًا في أي فرع من العلوم، ونقوم بترسيخ مفاهيمه الأساسية في
بناء متكامل متصل ببعضه دون فجوات أو قصور في الفهم؛ فإننا نحتاج إلى مهارات
التفكير النقدي لكي نتساءل وندرك موضع كل معلومة في هذا العلم أين مكانها؟ فيم
تؤثر؟ وكيف ترتبط أو تفيد باقي أطراف هذا العلم؟ ومتى نستخدم كل قاعدة فيه؟!
وحتى
في الحياة الشخصية واليومية؛ نحتاج إلى مهارات التفكير النقدي لكي نستطيع تقييم
أنشطتنا اليومية، وهل تحقق ما نريده منها حقًا أم أنها تكلفنا أكثر من نفعها؟! هل
ندير حياتنا بشكل منطقي وعقلاني أم أننا نختار أمورًا غير منطقية أحيانًا، ويمكننا
أن نستبدلها ونحسن من حياتنا بشكل ملموس؟!
فالتفكير
النقدي هو أداة شاملة يمكن تطبيقها في مجالات مختلفة من الحياة، بل يمكن القول: إن
التفكير النقدي هو عادة يمكن ترسيخها والتدريب عليها؛ بحيث يكون الأصل في الحكم
على أي أمر التفكير العقلاني الموضوعي.
والسؤال
الآن: كيف يمكنني كمربٍ أن أنمي هذه المهارة عند أطفالي؟!
البداية:
ربما
كانت البداية المنطقية هي أن نتدرب نحن أولاً على التفكير النقدي! قد يحسب كل منا
نفسه شخصًا عقلانيًا موضوعيًا يزن الأمور بعقله قبل الحكم عليها، ولكن الحقيقة
للأسف تختلف كثيرًا عن ذلك.
تشير
الأبحاث العلمية إلى أن الكثير منا يقع في فخاخ التحيز الفكري (Cognitive
biases)، والتي تجعلنا نتخذ الكثير من القرارات
بدون عقلانية كافية، بل ونستغرب أحيانًا مع أول تحليل منطقي ونقول: كيف اخترنا هذا
الاختيار؟!
ولذلك
فالمدخل أولاً أن ندرك هذا القصور التلقائي أو الضعف البشري في حكمنا على الأمور،
وأن نعمل على تحجيمه بحيث نقوم بالتفكير النقدي كعملية واعية، ونتدرب عليها إلى أن
تصبح عادة وسليقة.
بعد
هذا التأهيل الذاتي يأتي وقت التطبيق، فالمربي هو دائمًا قدوة لمن يعتني به،
فالطفل يراقب ويدرك من سلوكك، ويتعلم منك كيف تسأل وتحلل وتقوم بترتيب المعطيات،
وهذه أول لمحة تقدم الطفل إلى عالم التفكير النقدي.
التطبيق
العملي:
إلى
جانب القدوة في التطبيق فهناك الكثير من الممارسات التي يمكن للمربي أن يوظفها في
تنمية وترسيخ التفكير النقدي البنّاء والمفيد، والذي يشعر الأطفال بأهمية التفكير
والسؤال والتفتيش، وكيف يقومون بتطبيق التفكير النقدي بطريقة ممنهجة وبالترتيب:
(تحديد المشكلة أو الاستنتاج المطلوب الوصول إليه، تحليل وتفكيك الحقائق والأقوال،
ربط الحقائق والأقوال وتحديد أهمية كل منها، الخروج باستنتاجات مبنية بشكل صلب على
الحقائق، الوصول لحكم أو حل بناءً على تسلسل واضح بين الحقائق والمعلومات
والاستنتاجات).
الوسيلة
الأولى: ألعاب تنمية التفكير النقدي:
هي
الألعاب الفكرية التي تتضمن أنشطة التفكير النقدي كما بينّاها؛ حيث يقوم الأطفال
بتطبيق هذه الأنشطة للحكم على صحة رأي أو موقف معين أو لتفسير حدث ما. فمثلاً يقول
المربي: اشترى رجل سيارة جديدة، وأراد أن يفاجئ بها زوجته، ولكن في طريقه للبيت
كاد يصطدم بسبعة أشخاص من سرعته، ودخل في طريق من اتجاه معاكس، ولم يلتفت لأي من
إشارات المرور إلى أن وصل لبيته، وعلى الرغم أن شرطي المرور قد رأى كل ذلك إلا أنه
لم يوقفه مطلقًا! فلماذا لم يفعل؟!
ويبدأ
المربي في تشجيع الأطفال على تخمين السر في تجاهل الشرطي لكل هذه المخالفات،
وبالطبع بالجواب هو أن الرجل فعل كل هذا بعدما ترجل من السيارة وكان ماشيًا على
قدميه.
بعد
الوصول للجواب من الأطفال أو من المربي نفسه، يأتي الجانب المهم وهو أن يسأل
المربي: لماذا لم ننتبه إلى هذا من أول وهلة؟! ماذا كان الخطأ في تفكيرنا المبدئي؟!
ثم يبين لهم أهمية التحيز المسبق، وأن التعميم يؤدي بنا للوصول لنتائج خاطئة
سريعة.
ثم
يعيد المربي عليهم القصة مرة أخرى، ويطلب منهم أن يتوقفوا عند نقطة الخلل (وهي في
الانتقال من أنه يريد أن يفاجئ زوجته بالسيارة لافتراض أنه يقود السيارة في باقي
القصة). بهذه الطريقة ما يحدث هو ليس فقط "حل فوازير" ولكنه تدريب
للأطفال أن يتعلموا كيف يفكر عقلهم، وكيف يقوم بتحليل المعلومات التي يتلقاها،
وكيف يمكن مراجعة المعلومات بصبر وتأنٍّ للوصول إلى النقطة التي انحرفت بتفكيرهم
عن الصواب.
هذه
المهارة هيا ما يسميه الباحثون "التفكير في التفكير" أو (meta
thinking)، وهي من المهارات الأساسية في تطوير القدرة
المعرفية للأطفال حيث يبدؤون في إدراك كُنه العمليات التي تدور في مخهم تلقائيًا
عندما يفكرون في أي مشكلة.
وبالطبع
هناك الكثير من الألعاب الفكرية المشابهة، والتي يمكن الحصول عليها من كتب حلول
المشكلات والفوازير، ولكن الجانب المهم هو ليس حل اللغز المطروح، ولكن أن يكون
الحل مدخلاً لتنبيه الأطفال إلى طريقة التفكير الصحيح، ووضع اليد على مكمن الخلل،
أو التسرع والحاجة للتأني وتفصيل أجزاء المعلومة وربطها ببعضها بالترتيب (مثلاً
الفزورة الشهيرة: استغرق 10 رجال 3 ساعات لبناء حائط، فكم يستغرق رجلان لبناء
الحائط نفسه؟ وبالطبع الجواب هو: صفر لأن الحائط مبني بالفعل!).
المزية
في هذه الألعاب أنها مسلية وتحتوي على الكثير من الفرص للمرح؛ ما ييسر على المربي
أن يوصل من خلالها المهارة التي يريد تدريبهم عليها.
الوسيلة
الثانية: القصة:
تعد
القصص من الطرق المشابهة للألعاب الفكرية، ولكنها أكثر مناسبة للأعمار الأصغر أو
لمن يبدأ في تعلم التفكير النقدي من الصفر؛ حيث يقص المربي على الأطفال قصة تحتوي
في أحداثها على تطبيق للتفكير النقدي لمبادئه، أو تبيين العواقب من عدم تطبيقها.
من
القصص الممتازة في هذا المجال قصص الحكيم جحا التي على طرافتها تحتوي على نظرة
ثاقبة من جحا للموقف وتطبيقه للتفكير النقدي؛ بحيث يخرج بنتائج غريبة؛ فمثلاً في
القصة الشهيرة يدعي أحدهم المرض، ويطلب من جحا أن يعالجه ليظهر فشله كطبيب، ويقول
له: "أنا فقدت حاسة التذوق"، فيعطيه مشروبًا شديد المرارة ليكشف زيفه،
ثم حين يحاول المدعي مرة أخرى مدعيًا فقدان الذاكرة يعطيه نفس الدواء فيرفض؛ لأنه
يعرف مسبقًا مرارة طعمه.
هذه
القصة على سذاجتها يمكن أن تعلم الطفل أفكارًا مهمة وأساسية مثل "اختبار
الادعاء بما يناقضه"، و"التفتيش في دوافع الشخص صاحب الدعوى وما هو
تحيزه"، وهي مكونات أساسية في عملية التفكير النقدي، وخصوصًا في جانب الجدال
والمحاجة، فمثلاً حين يدعي أحدهم: "الله خلق لنا في الطبيعة كل خير، فتعاطي
المخدرات الطبيعية لا مشكلة فيه؛ لأنها مما خلق الله!". حينها يكون الرد على
الادعاء بتبيين أن الشخص نفسه لن يتناول أي نبات سام قاتل مثلاً، على الرغم من أن
الله خلق كليهما بحسب دعواه. فالقصة الأولى تدرب الطفل على هذه المهارة الأساسية
في اختبار الادعاءات بأخذها لمنتهاها، والنظر إلى أن تصل بنا الدعوى إذا سرنا
عليها.
وحتى
الأعمار الصغيرة يمكن أن نطبق معهم هذا بنجاح؛ فمثلاً يحكي لهم المربي قصة الرجل
العجوز الذي أراد أن يبحث عمن يورثه حديقته من بعده، فدعا أهل القرية وأخبرهم أنه
سيورث حديقته لمن يستطيع أن يخرج النجوم من البركة التي في وسطها. بالطبع سخر
أغلبهم منه وقالوا: هذا مجرد انعكاس للنجوم في السماء، ولا يمكن أن نخرج أي نجوم
من البركة. إلا أن طفلاً صغيرًا فكّر ثم قبل التحدي وقام ببناء مظلة كبيرة فوق
البركة حجبت النجوم، وبذلك اختفت النجوم من بركة الماء.
فتوظيف
القصة هنا يسمح للطفل بالتفاعل شعوريًا مع القضية وإدراك أهمية تطبيق التفكير
النقدي في كلام الرجل العجوز، الذي بالتأكيد يعرف أن النجوم في الماء هي مجرد
انعكاس، وبالتالي فله هدف آخر من وراء هذا الطلب العجيب.
ونكرر
هنا أنه من المهم مناقشة القصة مع الأطفال بحيث يتم تبيين أين نطبق أدوات التفكير
النقدي، وما هي النقاط المفصلية في كل قصة، والتي أوصلت لحل عقدتها، فهذا هو
التدريب الحقيقي على أدوات التفكير النقدي وتطبيقها.
الوسيلة
الثالثة: لماذا وكيف؟!
من
الأمور التي تورث العقل كسلاً معرفيًا وتجعله يضعف عن التفكير النقدي أن يعتاد
الإنسان قبول تفسيرات وأسباب غير قوية بما يكفي لما يراه من حوله من ظواهر وأحداث
أو حتى تصرفات. يكثر الأطفال من السؤال: "لماذا؟ لماذا؟"، ولكن الكثير
من المربين يلجأ للأجوبة السهلة المسطحة التي لا تشفي غليل الطفل، ثم إذا أكثر
السؤال يبدأ المربي في كبت عادة السؤال ويجيب إما بأجوبة خاطئة، أو حتى بقوله:
"هي هكذا!"، وكأنها يريد للطفل أن يكبح تفكيره ويعطل منطقه وعقله.
على
العكس من ذلك إذا أراد المربي أن يمرن طلابه على التفكير النقدي فعليه دائمًا أن
يشجعهم على السؤال، ويجيب عن أسئلتهم بجدية، ويعترف إذا كان لا يملك الإجابة ويطلب
منهم البحث، أو يعدهم بوقت للبحث معًا عن الإجابة. كذلك على المربي أن يكثر من
سؤالهم عن تفسير للأحداث والتصرفات من حولهم، وحين نقوم بالتعود على السؤال
والتحليل سندرك كم من الأمور كنا نأخذها بلا تفسير أو بسطحية، ولكن من ورائها
الكثير من التدبير والتعمد، بل والتاريخ أيضًا، مما كنا في غفلة عنه.
ومن
السبل المهمة في تحصين العقل ضد الكسل المعرفي أن ندرك مكامن الضعف في تفكيرنا،
والتي تجعلنا نقبل بهذه الحجج الواهية ودون أن ننتبه أصلاً إلى ضعفها. نقاط الضعف
هذه هي ما يعرف بالمغالطات المنطقية Logical Fallacies، والتي قد تحصل لأي منا إذا لم نولها الحذر والانتباه، بل وإذا
دققنا النظر سنجد أنها تمارس بشكل واسع في الكثير من المواقف -وخاصة الدعايات-
لآراء ومواقف معينة. لقد درس علماء النفس هذه الظاهرة العجيبة في التفكير البشري
في محاولة لفهم لماذا يتحيز الكثير من الناس إلى مواقف وآراء وقرارات يمكن بسهولة
التحقق من عدم منطقيتها!!
يمكن
توضيح أثر هذه المغالطات بسهولة من خلال النظر للكثير من الحملات الدعائية في
إعلامنا المعاصر؛ حيث يلجأ الكثير منها إلى مغالطة "الاستناد على مصدر
موثوق" (أو ما يمسى بـAppeal to Authority ، وتترجم عادة بمصطلح "الاحتكام إلى
السلطة")؛ حيث يقوم صاحب الدعوى أو الفكرة بالاستناد إلى قبول الناس لشخص
مؤثر أو محبوب ليقوي من قبول دعواه، حتى لو كان ذلك الشخص ليس من أهل الاختصاص أو
المعرفة، أو لا يمثل الرأي الوحيد في مجاله.
فمثلاً
عند النظر في قانون جديد للمرور يستعين أهل الإعلام عادة بممثلين أو لاعبي كرة أو
كُتّاب روائيين ليتصدروا الشاشات مادحين أو ذامين في ذلك القانون، بينما في حقيقة
الأمر هم ليسوا بمؤهلين لتقييم ذلك الموضوع بحكم عدم الاختصاص. ولعل من أشهر
الأمثلة عبر التاريخ هو ما شوهد من تصدر الدكتور (أوز) Oz في برامج وكتب التغذية والمكملات الغذائية ونظم
الحمية وغيرها، بينما هو طبيب جراح لا يختص بهذا الفرع من العلوم الطبية، بل وجد
بالمراجعة لبرنامجه الشهير (الذي تابعه ويتابعه الملايين) أن أكثر من نصف نصائحه
لا أساس له من علم أو طب!
التطبيق
العملي في التربية:
عند
مراجعة القائمة التي جمعها المختصون بهذه المغالطات سنجد أن الرابط المشترك في
كثير منها هو قبول الناس بالقفزة من نقطة لأخرى دون تمحيص أو تمهل، ودون ترك
الفرصة للسؤال والاستفسار.
يمكن
للمربي أن يحدد جلسة دورية مع المتربين يقوم خلالها بعرض مثال على كل واحدة من هذه
المغالطات، ثم يسأل المربي طلابه: ما الخطأ هنا؟! هل النتيجة صحيحة؟! كيف حدثت
المغالطة؟! ويمكنه أن يدير ذلك بشكل أشبه بالمسابقة إلى أن يستوعب الطلاب مصدر
الإشكال، ثم ينتقل هو بعد ذلك للمرحلة التالية، وهي أن يطلب منهم أن يقوموا هم
بذكر مثال جديد على المغالطة المنطقية، ثم يقومون بتحليله معًا.
بعد
التعرض لعدد من أشهر هذه المغالطات يمكن هنا أن ينتقل المعلم إلى المرحلة الأكثر
تقدمًا، وهي أن يقوم المعلم مع طلابه باستعراض جريدة أو فقرة إعلانية أو مناظرة
بين طرفين، ثم يطلب منهم أن يوقفوه على ما يلاحظون من مغالطات منطقية، وبهذا يتدرب
الطلاب عمليًا على ملاحظة المغالطات وتفنيدها وممارسة "الحذر المعرفي"
ضد هذه المغالطات.
ختامًا..
استعرضنا
في هذا المقال أهمية التفكير النقدي وأثره الكبير في حياتنا كأفراد وفي مجتمعاتنا
أيضًا، وقد طرحنا الكثير من مبادئ ومصادر تعلم وتعليم التفكير النقدي، ورأينا
أمثلة عملية في تطبيق التفكير النقدي في الممارسات التعليمية والتربوية، ونهيب بكل
مربٍّ ألا يترك هذه الفرصة تفوته وتفوت طلابه من أجل جيل محصن معرفيًا لا يخدع ولا
يسير بسهولة من كل ذي غرض أو هوى.
إضافة تعليق