إن تطور مهارات القرن الواحد والعشرين قد فرضت جملة من التغيرات باتت تشغل بال الساهرين على الحقل التربوي، خاصه بالبلاد العربية، ونحن نواكب هذه الموجات من التطورات فإننا قد ننساق وراء هذا التقدم الرهيب.
إن
تطور مهارات القرن الواحد والعشرين قد فرضت جملة من التغيرات باتت تشغل بال
الساهرين على الحقل التربوي، خاصه بالبلاد العربية، ونحن نواكب هذه الموجات من
التطورات فإننا قد ننساق وراء هذا التقدم الرهيب. فبعد إدماج التكنولوجيا في
التعليم تحقق فعلاً الهدف المطلوب ولو بنسبة محددة، فصار أبناؤنا يتعرفون على
منصات تعليمية فرضتها جائحة كورونا، فصار التعليم عن بعد بشتى وسائله وطرقه يساير
موجة التغيير، فبدأنا رويدًا رويدًا نتخلى عن البيداغوجيات والطرائق الديداكتيكية
التقليدية في بناء تعليم أطفالنا.
منذ
زمن والمسرح التعليمي وسيلة فعالة في بناء جيل قادر على مواجهة المجتمع بشكل فاعل
وإيجابي، خاصة إذا تم توظيفه بالشكل السليم ومن المربي المناسب.
فحياتنا
مسرح نمارسه يوميًا، ورسالة نحاول إيصالها، رسالة واضحة ستصل إلى العقول والقلوب.
والطفل
بصفته منبع التعليم التلقائي؛ فهو قادر على فهم واكتساب السلوكيات الجميلة انطلاقًا
من المسرح بصفته فنًا هادفًا.
"أعطني
مسرحًا أعطك أمة"، قوله تحمل الكثير من الدلالات؛ ذلك أن لهذا الفن آثارًا
تربوية لا تخفى على المدرسين والمعلمين وحتى الآباء؛ إذ إن كل مؤسسة أو أسرة تتبنى
المسرح دعامة من دعامات التربية، فإنها مؤسسة ناجحة شرط أن يرتقي هذا المسرح مراقي
التربية الحسنة. والأستاذ والمربي الناجح هو من يجعل المسرح التربوي أداة لإيصال
خطابه الهادف، فيخطط لدرسه ولمحاضرته انطلاقًا من الأهداف التي سطرها، وبالتالي
اختيار أفضل لسيناريو مسرحي يتمكن من خلاله من إكساب المتعلمين مهارات جديدة،
كالتواصل والاحترام والتقدير والتسامح والتعايش، وغيرها من مهارات ناعمة.
إن
الطفل له من الطاقات ما يجعله قادرًا على توظيفها والمربي لاستغلالها وتوظيفها
التوظيف الأمثل، حتى يصبح المتعلم بشخصية مختلفة تحمل في ثناياها جوهر التربية
والسلوك الحسن.
المسرح
التربوي ليس تمثيلاً فقط لعلاج الحالات النفسية للطفل، فالمسرح المدرسي كذلك:
-
يعين التلميذ والطفل على التعليم والتعلم باللعب، فتزداد قابليته للتعلم.
-
يبسط مضمون التعليم، فيصير التعلم أسهل، حيث ينمي الحصة الفنية والجمالية للتلميذ،
ويقوي ثقة المتعلم بنفسه، فيصير قادرًا على مواجهة أصدقائه والجمهور من العامة.
-
ينمي المهارات اللغوية لتواصل فعال.
-
يعلّم التلميذ حل المشكلات.
-
يقوي علاقات المتعلم الاجتماعية والمهارية، خاصة علاقته بالمعلمين وأصدقائه.
-
توجيه سليم لطاقاته.
-
تنشيط حواسه السمعية والبصرية.
-
التربية على التنظيم والانضباط، وتقويه ملكتي القراءة والحفظ.
وللمربي
شروط لابد من توفرها حتى يكون قادرًا على تنزيل المسرح التعليمي بمؤسسته:
-
أن يكون ملمًا بالمسرح، وله معارف ومهارات مسرحية لا بأس بها.
-
أن يتحلى بالأخلاق الحميدة، مراعيًا دوره التربوي.
-
أن يكون قادرًا على صياغة نصوص مسرحية تراعي سن ومرحلة المتعلم العمرية وقدراته
الفنية.
-
أن يجيد لغة الخطاب اللغوية والجسدية، وأن يبتعد عن حوادث العنف في كتاباته.
أنواع
المسرحيات المدرسية:
- مسرحيات المناسبات (الوطنية - الدينية).
- مسرح ترفيهي.
- مسرحيات خيالية: أسطورية ورمزية على ألسنة
المخلوقات.
- المسرحية المنهجية؛ كمسرحيات تعليم
القواعد باللعب.
- مسرحيات تاريخية إسلامية، وعالمية.
- مسرحيات اجتماعية تعالج الظواهر
الاجتماعية.
- المسرحيات السلوكية الأخلاقية، كمسرحيات تعليم
الصدق والأمانة والإخلاص.
ختامًا..
إن
سلوك الطفل ينبني حين يشعر الطفل بأنه بطل لقصته ولرسالته؛ حيث سيكتسبها وسيوصلها
بطريقته، وسينتظر رواية جديدة وأحداثًا جديدة، ونصًا مسرحيًا آخر؛ حيث سيعود لبيته
ويحكي لوالدته عن بطولاته بكل فخر.
إضافة تعليق