لعل أحد أسباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤم الرجل في سلطانه- أو في بيته- ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه"....هو ألا ترى المرأةُ زوجَها وقد أَمَّه في بيته رجلٌ سواه!!
احتياج المرأة للقوامة أمر فطري غريزي داخل في التكوين العاطفي للمرأة، لا يقل عن احتياجها لرجل (حنون)..
أي إنكار لهذا الاحتياج هو مكابرة وعناد وسيرٌ ضد التيار!!
المجموعات النسوية التي تنشر فكرة (أنتِ قوية)، (كوني مستقلة) (أنتِ لستِ في حاجة له) هن أنفسهن يعرفن أن هذا ضد طبيعتهن وضد طبيعة المرأة عموماً.
وتركيزهن على نقطة (الحنان والكلام الحلو)-وهذا جميل في حد ذاته- يعني إنكارهن احتياج المرأة لرجلٍ صاحب عقل حاسم يساعدها في اتخاذ القرار، أو يتخذ القرار نيابة عنها وبرضاها، أو لا يُحملها- ابتداءً- تبعة اتخاذ القرار..
تحتاج المرأة- أحياناً- من يحمل عنها مسؤولية اتخاذ القرار أكثر من احتياجها إلى الحنان.. ولعل قمة الحنان- أصلاً- تكون في عدم تحميل المرأة مسؤولية أو تبعة اتخاذ القرارات.
نرى في التاريخ حالات متعددة لزوجة ملك وقعت في علاقة منحرفة مع قائد جيش زوجها الملك (مع أنه ملك)، إلا أنها رأت أن قائد الجيش صاحب رأي وعقل، ولا يسير زوجها (الملك) خطوةً إلا بمشورته!!
طبيعة المرأة تميل للتشتت الفكري، وغالباً ما يتبع هذا التشتت سوء تصرف غير محسوب قد تعود عواقبه عليها هي أولاً.. ولذلك جُبِلت فطرتها على أن حاجتها إلى وجود عقل حاسم صارم بجانبها يوجه ذلك التشتت للأصلح؛ أكثر أهمية من وجود قلب حنون يسمعها (كلاماً حلواً)!!
من هنا ندرك أن تربية الأنثى منذ الصغر على الثقة بالنفس وتقدير ذاتها واحترام رأيها لا يتعارض أبدا مع كونها مستقبلا تحت قوامة رجل يجب له السمع والطاعة ...
بل على العكس ربما تكون هذه التربية سبباً لحمايتها من الوقوع في المستقبل ضحية لاستغلال فكري وتخريب متطفل على حياتها ..
البنت صاحبة الثقة والرأى منذ الصغر تدرك جيدا قيمة القوامة السليمة الشرعية وتضعها فى مكانها الصحيح ، إذن فلا خوف عليها من تضييع ذلك الحق مستقبلا
الخوف من تربية مبتورة تضيع معها الثقة برأيها وتضيع معها بالتالى الثوابت التي تربت عليها أمام أى موجة عابرة تضيع بسببها الروابط و الحقوق .
في المقابل من غير المنطقي ومن غير الإنصاف أن تتحمل المرأة مسؤوليات فوق طاقتها ثم نتحدث عن القوامة!!
أية مسؤولية تزيد عن التكاليف المطلوبة من المرأة يقابلها نقصان القوامة
أي تقصير متعمد من الرجل تجاه بيته يقابله خلل في الإحساس بالقوامة.
أي إهمال متعمد لاحتياجات الزوجة للمشورة في شؤونها، والتجاوب مع متطلباتها يقابله خلل في الإحساس بالقوامة.
النفس البشرية جبلت على إكبار من يتحمل المسؤوليات وينهض بالواجبات، ليتبع ذلك إكبار الزوج في عيني زوجته؛ فتحصل القوامة بالرضا وليس بالضغط العصبي المفروض كأمر واقع يؤدي إلى النفور.
إضافة تعليق