إن الطالب في المحضن التربوي نفسٌ بشرية وليس آلة تضغط أزرارها وفق نظام بَرْمجه المربي، بل هي دائمة التقلب، متعددة المطالب والاتجاهات، وكل تقلُّب، ومطلب، واتجاه، بحاجة إلى رصد ومتابعة وتقييم بغرض التوجيه والتقويم،
تُعدُّ المتابعة والتقويم من الركائز الأساسية في إدارة العملية التربوية، كما أنها من العوامل المهمة لتحسين الإنتاجية التربوية؛ حيث تتسم العملية التربوية بالاستمرارية والتنوع والتطور، فلا يكفي فيها توجيهٌ عابرٌ من المربي - مهما كان مخلصًا -، إنما تحتاج إلى المتابعة والتوجيه المستمر بهدف تقويم السلوك وتطوير المهارات وتوظيف القدرات.
إن الطالب في المحضن التربوي نفسٌ بشرية وليس آلة تضغط أزرارها وفق نظام بَرْمجه المربي، بل هي دائمة التقلب، متعددة المطالب والاتجاهات، وكل تقلُّب، ومطلب، واتجاه، بحاجة إلى رصد ومتابعة وتقييم بغرض التوجيه والتقويم، كما أن المربي نفسٌ بشرية له أعباؤه الحياتية بالإضافة إلى وظيفته ذات الرسالة السامية في التربية ونشر القيم وبث الوعي بين الطلبة؛ ما لا يتصور معه أن يمتلك ذاكرة تحفظ سلوك وأداء جميع الطلبة.
وعلى الرغم من ذلك كان من صفات ووظائف المربي الناجح المتابعة والتقويم للطلبة في المحاضن التربوية، كما أن من القيم المحورية في العملية التربوية المسؤولية عن الطلبة مصداقًا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته» [متفق عليه].
إن صور المتابعة في المحاضن التربوية تتعدد وفق طبيعة المحضن وسياسات المظلة التي يندرج تحتها، سواء كانت ربحية أم خيرية، وما يترتب على المربي بالإضافة إلى التعليم المعرفي والمهاري والوجداني، متابعة أثر كل من القيم و تنمية الذات على سلوك الطلبة وتعاملهم في المواقف الحياتية، فالمتربي لا يمكن أن ينشرح صدره للتلقي من شخص يحس أنه لا يهتم به، فقد يترتب على ضعف المتابعة والتقويم في المحاضن التربوية ضعف العمل والإنتاجية في المحضن نفسه، و تساقط بعض الشباب عن طريق الحق والخير وعدم الاستمرار فيه، وإهدار كثير من الطاقات والأوقات في بعض الأعمال الدعوية والتربوية، وتخريج جيل هش بعيد عن القيم، يحمل أمراض القلوب، لا يتصف بالجدية، ولا يستطيع الصمود أمام الفتن والمغريات والشهوات.
إن الرسالة التربوية لدى المربي تقتضي أن يبذل وسعه في تصميم العملية التربوية وتقييمها ومتابعتها وتقويمها، ولا يدّخر جهدًا في استخدام ما يسهل عليه عمله في المحضن التربوي، بل يعطي من وقته لتعلم ما يمكنه من متابعة محضنه التربوي بشكل حثيث ودقيق لتقويم سلوك الطلبة وصياغة شخصيات صالحة في ذاتها نافعة لغيرها.
وقد أثبتت التجارب العملية أن التكنولوجيا ببرامجها وتطبيقاتها الإلكترونية قادرة على تنفيذ رسالة المربي مع طلابه من خلال توظيفها بالشكل الصحيح في المتابعة الدقيقة والتقييم المستمر وصولًا إلى صورة حقيقية لسلوك الطلبة السلبي والإيجابي، ورصد مهارات وقدرات الطلبة. ومن تلك البرامج والتطبيقات التي يُنصح باستخدامها في المحاضن التربوية بدءًا من البيت مرورًا بالمدرسة وانتهاءً بالمحاضن التربوية في الجمعيات الخيرية والتطوعية، عملاق تقييم السلوك ورصد المهارات Class Dojo وهو : "تطبيق إلكتروني مجاني صمم لإدارة السلوك بطريقة عملية وسهلة وسريعة، يستخدم لتعزيز السلوك الإيجابي للطالب ورصد السلوك السلبي، من خلال مجموعة من الرموز والنقاط التي تمنح للطالب بناءً على معايير سلوكية يحددها المربي، مع إمكانية تمثيل هذه النقاط برسوم بيانية وتقارير ترسل للطالب وولي الأمر بشكل مباشر".
وتشمل الاستفادة من Class Dojo كلًا من: المربين وقادة المحاضن التربوية، وأولياء الأمور، والطلبة. لوجود مزايا وخصائص تعود بالنفع على المستفيدين، ومن تلك المزايا ما يأتي:
أولًا: المزايا المتعلقة بالمربين:
يُمَكِّن Class Dojo المربي من الأمور الآتية:
رصد مشاركات الطلاب فرادى ومجموعات بدقة.
استخراج تقرير حضور وغياب الطلبة، تشمل حضور الطلبة وغيابهم وتأخرهم ومغادرتهم خلال الفترة الزمنية التي يحددها المعلم؛ ما يولد قيمة الانضباط لدى الطلبة.
إضافة قيم وسلوكيات إيجابية (كالتعاون والمثابرة) لتعزيزها.
رصد السلوكيات السلبية (كالإهمال في الحفظ والتقصير في العبادات) لتعديلها.
إدراج مهارات (كالحفظ والبحث والتواصل) لتحفيز الطلبة على تنفيذها واكتشاف مقدارها عندهم وتعزيزها.
إضافة ملاحظات - عند رصد أي سلوك إيجابي أو سلبي - تمكن المربي من تذكر الموقف الذي تم فيه السلوك من قبل الطالب.
قياس وتقييم أداء الطلبة بشكل دقيق ومستمر وبنائي من خلال استخراج تقارير إحصائية بصيغتي: (Excel) أو (PDF)، للفترة الزمنية التي يرغب المربي بدراستها وتسجيل ملاحظته عليها؛ ما يظهر الفاعلية في المتابعة لدى المربي.
التواصل الفعال مع أولياء أمور الطلبة من خلال إمكانية اطلاعهم على التقرير اليومي أو المرحلي للطالب، وإجراء المحادثات الإلكترونية المباشرة والآمنة مع المربي للاستفسار عن الطالب أو تسجيل ملاحظتهم عن ولدهم للمربي.
ثانيًا: المزايا المتعلقة بقادة المحاضن التربوية:
في حال استخدام المربي برنامج Class Dojo فإن ذلك ينعكس إيجابًا على إدارة المحضن التربوي وشركاء التربية من مربين ومشرفين، ومن ذلك:
استخراج تقارير الحضور والغياب للطلبة بطريقة إلكترونية سهلة المتابعة والتسجيل، يمكن الاحتفاظ بها وأرشفتها والرجوع لها عند الحاجة مما يستغنى به عن التسجيل والمتابعة الورقية.
تعزيز القيم الإيجابية لدى الطلبة من خلال اتفاق قادة المحضن التربوي على سلوكات إيجابية تحتاج إلى غرس وبناء، وأخرى سلبية تحتاج إلى تعديل أو توجيه، خلال فترة زمنية معينة.
إمكانية اشتراك مجموعة من المربين مع بعضهم أو مع قائد المحضن في الاطلاع على ملف المجموعة التربوية، ورصد سلوكهم ومهاراتهم.
التنظيم الإداري الإلكتروني لأعمال المحضن التربوية، وإثبات فاعلية المتابعة والتقييم المستمر للطلبة من خلال تقارير Class Dojo.
ثالثًا: المزايا المتعلقة بالطلبة:
ينعكس أثر استخدام المربي برنامج Class Dojo على الطلبة، ومن ذلك ما يأتي:
زيادة الدافعية للمشاركة والتعلم لإظهار القدرات والمهارات، ومراعاة الاحتياجات النفسية والاجتماعية والخصائص النمائية لدى لطلبة.
تحقيق الذات لدى الطالب وشعوره بالإنجاز لمشاركته أعماله على قصته في Class Story واطلاع الآخرين عليها، أو حفظ أعماله في محفظته الإلكترونية الخاصة.
الشعور بجدية المتابعة؛ ما يولد الانتظام وينمي الشعور بالمسؤولية لديه.
متابعة ملف الإنجاز الخاص به والمتعلق بسلوكه ومهاراته عن طريق رمز سري لا يستطيع غيره استخدامه.
تحقيق عنصري التشويق والانتباه لدى الطالب من خلال استخدام المربي لبعض أدوات موقع Class Dojo؛ كالاختيار العشوائي، وكأس التميز في إحراز النقاط (Pick a goal)، وصانع المجموعات، وساعة التوقيت، ومقياس الضوضاء.
المرح والمتعة وكسر الجمود في التعلم الفردي والتعاوني، والحرص على إنجاز المهمات والتعاون للحصول على أعلى الدرجات والفوز بالطالب المثالي أو المجموعة المثالية.
رابعًا: المزايا المتعلقة بأولياء الأمور:
لاستخدام المحاضن التربوية برنامج Class Dojo أثر فعال على أولياء الأمور، ومن ذلك ما يأتي:
التواصل الفعَّال بين أولياء الأمور والمربين من خلال خاصية الرسائل المتوفرة في البرنامج.
إشراك وليِّ الأمر في العملية التربوية؛ وذلك باطلاعه على سلوك ولده وملف إنجازه، من خلال رمز سري لا يستطيع غيره استخدامه.
التعايش الإيجابي والمتابعة المستمرة لأعمال الطلبة في المحضن التربوي بشكل عام، وأعمال ولده بشكل خاص وإمكانية الإعجاب بها أو التعليق عليها مع التحفيز على إنجازات الطلبة.
وبعد هذا التوضيح لمزايا Class Dojo على المستفيدين، يمكن الإشارة إلى المزايا العامة لهذا البرنامج؛ حيث إنه يدعم اللغة العربية، ويُمَكِّن المربي والطالب من تعديل الصورة الشخصية له على البرنامج، ومتوفر على شكل تطبيق إلكتروني يمكن تحميله عن طريق App Store لأجهزة iphone، و Google Play لأجهزة Android، كما أنه سهل الاستخدام وقليل المعوقات الفنية، وهو اقتصادي لا توجد تكاليف مادية لاستخدامه، ويتناسب مع غالب البيئات التعليمية والتربوية، وأخيرًا فيه دمج حقيقي - غير متكلف - للتكنولوجيا في العملية التعليمية والتربوية.
وختامًا؛ فإن المربي الناجح في عمله هو إداري ناجح في المحضن التربوي، وسر نجاحه لا يُعزى إلى ما يملكه من مهارات تعليمية وتربوية فقط، بل إلى قدرته ومهارته في إدارة مجموعته أو صفه بفاعلية كاستخدام مهارات؛ التفكير، والتوجيه والإرشاد، وإثارة الدافعية والتحفيز للمشاركة الإيجابية في الموقف التعليمي، والمتابعة والتقويم، وكل ذلك أصبح مهمةً ممكنة أثناء اللقاء التربوي، بل صار عملًا يسيرًا في ظل توافر التقنيات والتطبيقات والبرامج الإلكترونية الحديثة التي تخدم العملية التربوية إن أحسن المربي تعلمها وتوظيفها في خدمة الجيل الواعد المنشود.
إضافة تعليق