نجول في الإرث الفكري والتربوي لواحد من هؤلاء المجددين الذين جددوا شباب الدين وأحيوا رسومه في بقعة نائية، وكان سببًا في دخول الناس في دين الله أفواجًا، وأقام دولة إسلامية من أعظم دول الإسلام في القرون الوسطى، هو الإمام عبد الله بن ياسين الجزولي
إن
من طبيعة الحياة الإنسانية أن ترتد وتأسن، ويطرأ عليها بمرور الزمن ما يكدر
صفاءها، فلا يكاد الناس يستقيمون على الإيمان والتوحيد حتى تبدأ عوامل الانحراف
تتسرب إليهم شيئًا فشيئًا تسرُّب الماء الآسن إلى المشرع الروي الزلال. لذلك كان
من لطف المولى - جلّ في علاه - أن يرسل الرسل تترى إلى البشرية لتعيدهم إلى الفطرة
الأولى، وتقوّم ما اعوجّ من عقائدهم وأفكارهم وأخلاقهم، واستمرت إرسالات السماء في
التتابع حتى انتهت بخاتم المرسلين - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد
وفاة الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - انتقلت أمانة التجديد والتذكير
للمصطفين الأخيار من علماء الأمة ودعاتها وقياداتها المتميزة حتى يتجدد للأمة أمر
دينها، وتتجلى الحقائق الملتبسة، وتُحيا الفرائض المعطلة، ويزال ما علق بهذا الدين
من الآراء الضالة والمفهومات المنحرفة؛ فقد روى أبو داود وغيره عن أبي هريرة -رضي
الله عنه-: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على
رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
ويعتبر
الإرث الفكري والتربوي للمجددين من أثمن وأعظم المنتوجات العقلية والحركية للأمة
الإسلامية، فهي خلاصة تجارب المصطفين الأخيار الذين لا يتكرر مثلهم إلا كل مائة
عام، فهم صفوة الأمة ودرتها الثمينة، واليوم نجول في الإرث الفكري والتربوي لواحد
من هؤلاء المجددين الذين جددوا شباب الدين وأحيوا رسومه في بقعة نائية، وكان سببًا
في دخول الناس في دين الله أفواجًا، وأقام دولة إسلامية من أعظم دول الإسلام في
القرون الوسطى، هو الإمام عبد الله بن ياسين الجزولي مؤسس دولة المرابطين العظيمة
التي يرجع إليها الفضل -بإذن الله- في نشر الإسلام في غرب إفريقيا وقلبها، وحماية
دولة الإسلام في الأندلس من السقوط لعدة قرون.
ترجمة موجزة للمجدد:
هو
الإمام الفقيه، والبطل المجاهد، والداعية المجدد، والمربي الحكيم عبد الله بن
ياسين بن مكو الجزولي، ينتمي إلى قبيلة جزولة إحدى فروع صنهاجة، لا يعلم عن مبتدأ
حياته شيئًا، ولكنه في سن الشباب رحل إلى بلاد الأندلس في طلب العلم في عهد ملوك
الطوائف، وأقام بها سبع سنين حصّل خلالها علومًا كثيرة، ثم رجع إلى المغرب والتحق
برباط وجاج بن زلو ناحية السوس -جنوب الجزائر الآن-، وكان عبد الله بن ياسين فقيهًا
قوي النفس وافر العزم متقد الرغبة في خدمة الدين، غير قانع بدور العالم داخل جدران
مدرسته، يضطرم برغبة عارمة نحو ممارسة جهاد الدعوة.
جاءت
لعبد الله بن ياسين الفرصة للخروج من جدران مدرسته والتحليق بعيدًا عن الأمور
النظرية المجردة عندما خرج مع أحد زعماء البربر (يحيي بن إبراهيم) سنة 428هـ في
رحلة محفوفة بالمخاطر والتحديات في قلب الصحراء؛ حيث قبائل كدالة ولمتونة
البربرية. في البداية أحسنوا استقباله وأكرموه وسمعوا له عندما كلّمهم عن العبادات
والفرائض، فلما أخذ يكلمهم عن الحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وترك عادات الآباء والأجداد وتحكيم الشريعة وإقامة الحدود؛ تذمروا منه وأعرضوا عنه؛
حيث لم يتقبل بعض أعيان وأشياخ صنهاجة تعاليم ابن ياسين وأنكروا عليه ذلك وخربوا
داره وكادوا يقتلونه، فقرر إنشاء رباط تربوي جهادي في جزيرة معزولة على مصب نهر
السنغال سنة 433هـ يربي ويعلّم ويدرب، والبداية كانت بسبعة نفر منهم الأمير (يحيي
بن إبراهيم)، ومع مرور الوقت أخذت الأعداد في الازدياد شيئًا فشيئًا، وأقبل عليهم
الناس من كل حدب وصوب.
ولما
تأكد ابن ياسين من صلابة عودهم ورباطة جأشهم، واطمأن إلى صلاح أحوالهم وتحقق معاني
الأخوة الإيمانية فيهم، وقد بلغ عددهم ثلاثة آلاف مرابط على أعلى مستوى من الإيمان
والصلاح والاستقامة القلبية والفكرية؛ انطلق بهم في ربوع الصحراء وبلاد المغرب
فاتحًا وهاديًا وداعيًا وموحدًا، إلى أن استشهد وهو يواجه ضلالات البرغواطيين -فرقة
من الملاحدة والزنادقة أتباع اليهودي صالح بن طريف- سنة (451هـ/1049م) بموضع يعرف
بكريفلة، وقبره لا يزال هناك بين بن سليمان والرماني شاهدًا على فصل من أهم فصول
تاريخ المغرب العميق.
أهم المعالم الفكرية والتربوية في إرث عبد الله بن ياسين:
المعلم الأول: تبليغ الدين كله:
في
ظل الضغوط التي تقابل الدعاة والمصلحين في هذه الأيام نجد نغمة متصاعدة تنادي
بالتغاضي عن تبليغ الدين كله، والاكتفاء ببعض الأمور في الدين دون البعض من باب (فقه
الممكن) أو (التدرج) أو (تهيئة البيئة وانتظار الظرف الملائم)... إلى آخر تلك
الحجج التي يسوقها المثبطون والمخذّلون لتبرير تقاعسهم عن أداء أمانة بلاغ الدعوة
كاملة. والنتيجة لمثل هذه الأوجه والضروب القاصرة للدين، نشوء أجيال متعاقبة من
المسلمين تجهل كثيرًا من حقائق الدين وأصوله وقواعده الكلية.
ما
كاد عبد الله بن ياسين يصل قبيلة الأمير يحيى، حتى شمر عن ساعده فيما جاد فيه
بمهمته، فصار يبث الدين، ويأخذ الناس بالوقوف عند حدوده، ويشتد اشتداد الأباة
أصحاب العزائم الفولاذية، والبداية كانت مع من استقدمه في الأصل وهو الأمير يحيى،
فوجد عنده تسع نسوة، فسأله عنهن، فقال: هن زوجاتي، فقال الفقيه: هذا شيء لا يجوز
في دين الإسلام، وإنما يجوز لك أربع، ففارق خمسًا، فأجابه وفارقهن، فلا مجال عند
المجدد للمداهنة أو المجاملة. ثم جمع الرؤساء والزعماء وجعل يعلمهم الدين ويبين
لهم شرائع السنة، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، يدرس أحوال القوم عن قرب،
ويتعرف أكثر على عاداتهم وتقاليدهم وصلتها بالإسلام، ووضع يده على أصل الداء؛ وهو
تقديم العادات والأعراف والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد على الشرع والدين.
فجعل جلّ همه في تبليغ الدين كله دون استثناء أو تأخير أو تأجيل لبعض أحكامه
وقواعده، وهذا الأمر جعلهم يصطدمون به ويخرجونه من ديارهم، شأنه في ذلك شأن كل
الأنبياء والمرسلين والمصلحين.
المعلم الثاني: العقيدة هي الأساس:
عندما
دخل المجدد إلى قبائل البربر في قلب الصحراء وجد أعدادًا ضخمة من البشر ينتمون إلى
الإسلام ظاهريًا، ولكن في واقع الأمر ليسوا عليه في شيء، فقد كان المغرب الأقصى في
أوائل القرن الخامس الهجري في محنة سياسية ودينية؛ حيث ظهرت دعوات منحرفة عن
الإسلام وحقيقته، وجوهره الأصيل، واستطاعت بعض الدعوات البدعية الكفرية أن تُشكِّل
كيانًا سياسيًا تحتمي به، وأصبح المغرب الأقصى شبيهًا بالأَنْدَلُس في زمن ملوك
الطوائف، وكانت الطوائف التي سادت المغرب قبيل وصول المرابطين تتكون من أربع شوكات
قوية لها وزنها في المغرب الأقصى:
1-
قبائل غمارة في الشَّمَال:
وكانت
غارقة في الإباحيَّة بين النساء والرجال، وكان رجالهم يربون شعورهم كالنساء، وقد تنبَّأ
فيهم إنسان يعرف بحاميم بن مَنِّ الله، ولُقِّب بالمفتري، وأجابه بشر كثير من
غمارة، وأقروا بنبوته، ووضع لهم شريعة استهواهم برخصها وإباحيتها.
2-
قبائل برغواطة في المغرب:
وكوَّنت
هذه الطائفة دولة لها في القرن الثاني للهجرة في وسط الجزائر، فقد اجتمعوا على شخص
يهودي الأصل، ادَّعى النبوة، اسمه صالح بن طريف بن شمعون وضع لهم شريعة متأثرة
بتعاليم اليهود المنحرفة، وفيها كذلك بعض التعاليم الإسلامية.
3-
قبائل زناتة:
وكانت
تكوِّن نطاقًا سياسيًا حول الطوائف السابقة لاسِيَّمَا برغواطة.
4-
قبائل من الشيعة والرافضة والوثنيين في الجنوب:
كان
محلُّهم جنوب المغرب في أقصى بلاد السوس، وكانوا عبارة عن أقليَّات مُبعثَرة.
هذا
الواقع السوداوي جعل المجدد ابن ياسين يحدد أولوياته سريعًا ويعرف من أين يبدأ،
وكيف يبدأ!!
بدأ ابن ياسين بتصحيح العقيدة الفاسدة ومعالجة
صور الخلل في الاعتقاد والتصور البربري عن الدين ونبذ عادات الآباء والأجداد،
وبيان بطلان مذاهب الدجالين مدعي النبوة، بدأ يعلمهم معنى (لا إله إلا الله) وأصول
الدين الإسلامي وأركانه وقواعده الكلية، وصحح لهم تصوراتهم عن التشريع ومكانته،
ومصادر التلقي، وبيّن لهم معاني الإيمان وأركانه وواجباته وسننه، كل ذلك في همة
ونشاط وعدم استسلام أو يأس من ضراوة الباطل.
المعلم الثالث: الشوري:
من
الأمور اللافتة في فكر المجدد عبد الله بن ياسين حرصه الدائم على الشورى والاستماع
لآراء المخلصين والحكماء والعقلاء قبل أي قرار يقدم عليه، فالمجدد ليس شخصًا منفردًا
بقراره أو مستبدًا برأيه كما يعتقد البعض ممن ظن أن المجدد ليس من طراز البشر!
فمن
الثابت تاريخيًا أن ابن ياسين ظل مستمسكًا بمنهج الشوري حتى استشهاده، فقد كان
يشاور الأمير يحيي بن إبراهيم وخلفاءه من بعده في أمور الدعوة والحركة والجهاد، كما
كان يكاتب شيوخه وعلى رأسهم معلمه وجاج بن زلو في السوس يستشيره فيما يعترضه من
عقبات وصعاب في قلب الصحراء، ومما نفعت به المشورة أن عبد الله بن ياسين قد همَّ
بالعودة إلى بلدته وترك دعوته بعد أن أحرق قادة البربر بيته ومتاعه، ولكن استمع لمشورة
ونصيحة الأمير يحيي بن إبراهيم الذي عرض عليه فكرة الرباط في جزيرة نهر السنغال،
وكانت مشورة خير عظيم نتج عنها قيام دولة المرابطين العظيمة.
المعلم الرابع: فهم طبيعة المرحلة:
حقق
ابن ياسين نجاحًا باهرًا ولقي تعاطفًا واسعًا في بادئ الأمر، لكنّ سنة الله في
الدعوة إليه أن تعترض سبيل الدعوة عقبات لابد من اقتحامها، وابتلاءات تتطلب صبرًا
ومصابرة وجهادًا ومجاهدة، ومن العقبات الكبرى التي اعترضت صاحبنا معارضة أعيان
القبائل ووجهائها لدعوته التي يرون فيها منافسًا لسلطتهم.
اصطدم
ابن ياسين بواقع جديد؛ إذ وجد نفسه أمام كتلة منظمة متعاونة من الأعيان والوجهاء
وأهل الأهواء والنزوات الذين لم يألفوا الخضوع لسياسة تكبح من تسلطهم وتضع حدًّا
لشهواتهم وأهوائهم، فتفطن ابن ياسين إلى أنه يواجه واقعًا جديدًا، لا ينفع معه
الوعظ الشفهي والخطب المنبرية، إنما ينفع معه قوة متكتلة منظمة مماثلة تأخذ بيدهم
إلى جادة الصواب، وهو ما سعى لتحقيقه في المرحلة الثانية للدعوة؛ مرحلة الرباط من
أجل تأسيس الدولة.
المعلم الخامس: العزلة من أجل البناء:
خرج
ابن ياسين من قبيلة (جدالة) وأنشأ رباطًا بعيدًا في جزيرة معزولة مصب نهر السنغال،
من أجل هدف أبعد وأشمل من اعتزال الفتنة والانقطاع للعبادة، وهناك سيتحقق ما لم
يكن في الحسبان، إنها سنة الله ناصر المستضعفين وقاهر المستكبرين في حياة الدعاة،
حتى إذا استيأسوا وظنوا أنهم قد كذبوا أتاهم النصر والفتح والمدد والعدد.
فقد
انتشر الخبر بين أشراف صنهاجة وأخيارها، وتسامع الناس بأخبارهم، فبدأ الناس
يتوافدون على المرابطين من كل حدب وصوب، حتى اجتمع له من تلاميذه نحو ألف رجل من
أشراف صنهاجة.
تميز
رباط ابن ياسين عن سائر الرباطات المعاصرة -وكلها كانت تقتصر على الوظيفة
التعبدية- في كونه جمع بين ثلاث وظائف قلما اجتمعت في رباط واحد: الوظيفة
التربوية، والتعليمية، والدعوية الجهادية.
بخصوص
الوظيفة التربوية حرص ابن ياسين على تثبيت الأساس التربوي المرتبط بمجاهدة النفس
وتزكيتها، وتعلم قواعد السلوك إلى الله -عز وجل-، ولتحقيق ذلك وضع شروطًا صارمة
لقبول الواردين وعقوبات على المخالفين والكسالى، فمن فاتته صلاة واحدة في الجماعة
ضرب عشرين سوطًا، وكان المرابطون يتقبلون هذه العقوبات التعزيرية، وقد آتى هذا
الأسلوب ثماره؛ إذ شكل حاجزًا أمام
المتنطعين والوصوليين والمستكبرين. وكان لا يمنعه الحياء من طرد من لا يراه
مناسبًا لهدفه المنشود.
أما
الوظيفة التعليمية للرباط، فقد كان المجدد ابن ياسين يتدرج معهم شيئًا فشيئًا بما
يناسب مستواهم من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المعقد، يعلمهم الكتاب والسنة
والوضوء والصلاة والزكاة وما فرضه الله عليه.
وبخصوص
الوظيفة الدعوية الجهادية فقد كان للرباط دوران جهاديان: الأول حماية ثغور
المسلمين من جيرانهم الوثنيين، والثاني: إعداد الطليعة المجاهدة، ولتحقيق ذلك كان
ابن ياسين يستحضر في توجيهاته وتعليماته خصائص الجندية التي من معانيها التدرب على
حمل المشاق، والانقياد التام في المنشط والمكره.
كان
ابن ياسين يدرك جيدًا أنه سيدخل في مواجهة حاسمة مع خصوم الدعوة المحيطين به من كل
مكان، وأن أي خطأ في التربية أو تهاون في إعداد العدة سينعكس سلبًا على قوة الدعوة
وصفائها، وهذا يستلزم الاستعداد البدني كما يستلزم الاستعداد الإيماني؛ ففي ساحة
المواجهة لا يثبت ولا ينتصر إلا من كان -حسب تعبير ابن خلدون- الأعرق في البداوة
والأكثر توحشًا.
وكان
أهل الرباط في قمة الصفاء الروحي، ويعيشون حياة مثالية في رباطهم، فيتعاونون على
قوتهم اليومي معتمدين على ما توفِّرُه لهم جزيرتهم من الصيد البحري، يقنعون
بالقليل من الطَّعام، ويرتدون الخشن من الثياب، وقد منحهم عبد الله بن ياسين اسمًا
خاصًا بهم وهو (المرابطين).
المعلم السادس: التجرد:
منذ
إنشاء الرباط، وتزايد أعداد المرابطين، أقدم المجدد ابن ياسين على إجراء فريد
يتعلق بفصل الشأن الدعوي التربوي عن الشأن السياسي العسكري في إطار تكامل بين
الوظيفتين، في تجرد وصفاء نية وسلامة قصد من غوائل الشهرة وحب السيطرة والرئاسة.
فقد
كانت الحالة السائدة في عصره أن يجمع الزعيم بين الشأنين ويتحكم في السلطتين معًا،
حتى يظهر بمظهر الحاكم القوي المثالي المتحكم في زمام الأمور. خرج ابن ياسين على
هذه القاعدة وأعطى مثالاً للحاكم الزاهد في الملك، فأسند القيادة الميدانية للزعيم
الصنهاجي يحيى بن إبراهيم، واحتفظ بالنظر في شؤون الدعوة والتربية، وهذا يظهر
كفاءة ابن ياسين وبُعد نظره وحرصه الشديد على صفاء الدعوة ونقائها من كدر حب
الظهور والتنازع على الرئاسة. ويعطي بذلك درسًا مهمًّا للدعاة والعلماء والمجددين
في عدم الانغماس الكلي في تدبير شؤون الدولة ومشاكلها. فالهم الأكبر للتربية
والتوجيه والإرشاد وإعداد الإنسان الصالح المصلح والمجتمع الفاضل، وهي مهمة أكبر
وأجل من مهمة تدبير وسياسة الدولة. وهذا ما سار عليه المجدد العظيم، رحمه الله
رحمة واسعة.
إضافة تعليق