لطالما تاقت نفسي أن أرسل هدية لكل فتاة تقترب من مرحلة البلوغ.. وها قد منّ الله عليّ أن أسجّل لك يا أختي هذه الشذرات التي تسبح في أفق الذاكرة..

سأسألك أوّلًا.. متى ينتهي سنّ الطفولة.. لربما يتبادر إلى ذهن البعض ما نفثه أعداء الإسلام من ذلك السم في عقول أبنائنا بتحديد عمر الثمانية عشر، وما ذلك إلا هراء أرادوا به تسفيه من يصدّقهم، بل إن ديننا الحنيف جاء بأيسر جواب؛ ففرّق بين مكلّف وغير مكلّف، فرفع القلم عن ثلاثة.. ومنهم: الصبي حتى يبلغ، فإذا عرفت الفتاة من نفسها ذلك التغيّر وقدوم العذر الشّرعي.. وجب عليها عدم التقصير في فرائضها، فهي الآن مسؤولة ومحاسَبة ولو كان عمرها في الثانية عشر، ولكن! ماذا عن تفكيرها..

أوّلًا: افرحي ولا تحزني، فكلّ صغير لا بدّ وأن يكبر، ولا بدّ أن تتعلمي الأحكام الشرعية، وتشغلي ذهنك ونفسك في طاعة الله ومرضاته.

ثانيًا: دعي عنك صحبةً لا نفع منها، وتخيّري من تأخذ بيدك لجادة الصواب، فانظري في أفعالها وما يوافق شرع الله، فإن غلب عليها الطاعة، فنعم الصديقة تلك، فلا تصحب إلا من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله.

ثالثًا: لا ترفعي سقف توقعاتك في الآخرين، فتنقلبي محزونة بائسة من الآخرين، فسترين أن عقلك بات أكثر نضجًا ووعيًا وتقديرًا، ولعلك تظني أنك بحاجة إلى لمسة حنان أبوية، أو فهم لذاتك من أخواتك، ولكن.. كلٌّ يبحث عن نفسه، فاعتمدي على خالقك، وأحسني ظنك به سبحانه، وتوكلي عليه حقّ التوكل حتى في أخصّ أمورك واحتياجاتك الشخصية.

رابعًا: الحياء زينتك، وتاج أمرك، ولا يأت بالتعليم، إنما هو نابعٌ من الإيمان، فلا ترخي سمعك لأولئك الضائعين، من يدعونك إلى التبرّج باسم الانفتاح، وأنّك أصبحت كبيرة فيحقّ لك تلك الحقوق الوهمية التي يتعامل معها الغربيون، فلا تجدي تشتّتًا أسريًّا أكثر من تفرّقهم، فالحرية في ديننا هي العبوديّة بحدّ ذاتها لخالقنا، وبانضباطنا للشرع وامتثال الأوامر واجتناب النواهي نكون في طريقنا المستقيم الذي يرضاه الله لنا.

خامسًا: خذي من دنياك لآخرتك، ولا تنسِ نصيبك من الدنيا، فمن المهم معرفة تدبير حياتك ودنياك، كما أنه عليك أن تفهمي ذاتك وشخصيتك وكيف تتعاملي مع الآخرين، فلا تنتظري أن ينجز الآخرون لك الأشياء، فلن تعودي طفلة كالسابق، وتزوّدي من المعرفة، وانتقِ ما تقرئين، فليس كل فاكهةٍ تؤكل.

سادسًا: وجّهي بوصلتك نحو الهدف، فقد دخلتِ في مصافِّ من يعمرون الأرض، ويحملون المسؤولية تجاه المجتمع، فلا بدّ من الاهتمام في شأن الأمة، وأن يكون لك أثر وبصمات لا تمحى.

وأخيرًا وليس آخرا..

أنت لؤلؤة أراد المولى لك الحفظ والصون فاحتشمي وازدادي جمالًا في قلبك وعقلك، ولا تسمحي لأيدي الغدر ووحوش الشبكة العنكبوتية أن تطالك أو تنال منك، فكوني على حذر، وتيقّني أن من كان مع الله كان الله معه، فإذا كنت مع الله فمن عليك! ومن وجد الله وجد كلّ شيء، ومن فقد الله من حياته، فقد كلّ شيء، فاجعلي المولى نصب عينيك، فراقبي نفسك وتصرفاتك وكلماتك وتفكيرك، وتذكّري قوله سبحانه: (إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا).

 

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة