أغلب المربين يركزون على تعليم الطفل الحروف والأرقام منذ الصغر، بينما يهملون تعليمه مهارات أخرى ضرورية قد تُسهل عليه حياته فيما بعد.. فما أهم تلك المهارات؟!
أغلب المربين يركزون على تعليم الطفل الحروف والأرقام منذ الصغر، بينما يهملون تعليمه مهارات أخرى ضرورية قد تُسهل عليه حياته فيما بعد.. فما أهم تلك المهارات؟!
1- مهارة التواصل مع الآخرين:
من المهارات التي ينبغي على الطفل تعلمها هي مهارة التواصل مع الآخرين، والمصافحة، والتواصل البصري الجيد معهم، وفن الإنصات للآخرين. وبينما يقضي الطفل أغلب وقته أمام الشاشات -ما يؤثر على مهاراته الاجتماعية وتواصله مع الآخرين- لذا عليك تعليم الطفل آداب المصافحة وإلقاء التحية على الآخرين مع الابتسام، كما وصانا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بإفشاء السلام في قوله: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم".
2- استخدام الخريطة وفهمها:
الوعي المكاني يساعد الطفل على عدم الضياع،
ويزيد من وعيه للبيئة من حوله. ابدأ بتعليم الطفل كيفية رسم خريطة ومعرفة موقعه
وموقع منزله ومدرسته، واسأله على طريقة العودة إلى المنزل، فعلى الرغم من أن كل
طفل يجب أن يكون قادرًا على فهم الطرق بدون استخدام أجهزة، ولكن من الأفضل أن
يتعلم اتباع توجيهات الطرق على الهواتف المحمولة، وهي مهارة حديثة ومهمة له.
أكثر من نصف المراهقين ماهرون في استخدام الرسائل النصية على وسائل التواصل الاجتماعي مع أصدقائهم، بينما الثلث الآخر يتقن التحدث وجهًا لوجه لفترة طويلة، وتعد هذه مشكلة لأن الأطفال بحاجة إلى معرفة كيفية إجراء محادثات فردية مع الآخرين وإتقان تلك المهارة؛ ليس فقط لاجتياز مقابلات العمل والدراسة، ولكن لتطوير علاقات اجتماعية دائمة.
4- مهارة رعاية الآخرين:
أن يستطيع الطفل رعاية كائن حي آخر، يعلمه التعاطف ورعاية الآخرين، فعلى سبيل المثال يمكنه الاعتناء بأسماك الزينة في المنزل أو القطط، وتعلم كيفية الاهتمام بهم وغذائهم والبيئة المناسبة لنموهم ونظافتهم، أو تقديم المساعدة للآخرين.
5- مهارة فلترة الأخبار والإعلانات المزيفة:
لا ينبغي على الأطفال فقط معرفة كيفية تجنب المحتوى الإباحي والمنافي للأخلاق والأشخاص الغرباء عبر الإنترنت، بل يحتاجون أيضًا إلى تعلم كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يزيفون الحقائق وينشرون الإشاعات المفزعة؛ لذا ينبغي عليك تعليم الطفل مهارة التفكير النقدي، ومهارة البحث عن المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوقة، واستخدام مهارات البحث للوصول إلى الحقيقة.
6- مهارة الادخار:
إن تعليم الطفل مهارة الادخار منذ الصغر أمر ضروري يغفل عنه أغلب المربين، يمكن أن تبدأ معه بأن تعطيه مصروفًا لمدة أسبوع، ثم تشتري له حصالة على شكل حيوان أليف يفضله، واطلب منه ادخار الباقي، وكمكافأة له في نهاية الأسبوع أو الشهر أعطه جزءًا من المال كحافز له للاستمرار في بداية الأمر، ثم اسمح له بإنفاق نصف ما ادخره على أي شيء يريده، مع التنبيه ألا ينسى أن يتصدق بجزء من ماله.
7- تعلم آداب المائدة:
لعلك تساءلت: كيف سوف يستفيد الطفل من تعلم آداب المائدة؟! تلك المهارة ستؤتي ثمارها فيما بعد عندما يحضر غداء عمل أو عشاءً مع الغرباء ويتقن آداب المائدة وألا يقاطع أحدًا أثناء تناول الطعام، وألا يمضغ وفمه مفتوح، وكيف يستخدم مناديل الطاولة، وأن يتناول مما يليه؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك"... وغيرها من المهارات المناسبة لتناول الطعام.
8- المهارات الحياتية:
يجب على
الطفل أن يعتاد إتقان المهارات الحياتية في سن صغير، على سبيل المثال: تنظيف غرفته وتنظيف البيئة من حوله؛ فالتنظيف
والتنظيم يساعد الطفل على تقدير واحترام البيئة المحيطة، ويساعده على تنظيم
المساحات من حوله والتخلص من الفوضى. على سبيل المثال إزالة الغبار، وترتيب
السرير.
من الضروري أن يتعلم الطفل كيف يحضر وجبة سهلة وبسيطة منذ صغره، حتى يصبح شخصًا مستقلًا يستطيع خدمة نفسه بمفرده؛ ما يساعد أيضًا في إعداده لقضاء فترة الجامعة بمفرده أو مع أصدقاء السكن، دون أن يصبح الأمر عبئًا عليه.
10- كتابة رسالة أو خطاب عبر البريد الإلكتروني:
في عصر التكنولوجيا وكتابة الاختصارات، تتعرض مهارات الكتابة التحريرية إلى الاضمحلال، فينبغي أن يتعلم الطفل كيفية كتابة خطاب رسمي أو رسالة، بداية من العنوان والترحيب ومضمون الرسالة، حتى الخاتمة.
11- مهارة الاسترخاء والتأمل:
إن
المبالغة في تحفيز الطفل طوال اليوم، لا يساعده على الانتباه والتركيز بشكل جيد،
لذا فإن ممارسة التأمل والاسترخاء أثناء اليوم يقلل من التوتر ويزيد من انتباهه
وتركيزه، ويقلل من غضبه وعدوانيته تجاه الأطفال الآخرين.
ومن تمارين الاسترخاء المفضلة لدى الأطفال: أن تطلب من الطفل أن يغمض عينيه ويتخيل نفسه مستلقيًا في الخارج على أرض مفتوحة خضراء وينظر إلى السحب، ويتخيل شكل السحب على أشكال مفضلة له، ويتخيل سلمًا من السحب يتسلقه، مع الاسترخاء مع كل خطوة إلى الأعلى. أيضًا تمرينات التنفس (الشهيق والزفير) مفيدة للحد من التوتر والقلق وتساعد الطفل على الاسترخاء.
12- أساسيات الدفاع عن النفس:
في عصرنا
هذا، من الضروري تعلم الطفل أساسيات الدفاع عنه نفسه عند التعرض للخطر؛ ما يساعده
على الشعور بالثقة بالنفس والقدرة على حماية نفسه في وقت الخطر.
نصائح
للدفاع عن النفس:
● استخدام لغة الجسد الواثقة:
من أفضل
الطرق للدفاع عن النفس هي أن تكون لغة جسد الطفل كلها ثقة بالنفس، ونظرة العين مع
من حوله، بينما إذا كان الطفل يبدو غير واثق بنفسه ويتجنب النظر في أعين من حوله؛
يكون فريسة سهلة للتنمر.
● البقاء في المجموعة:
فالكثرة
تغلب الشجاعة، وعندما يكون الطفل في مجموعات لا يتعرض للإساءة، بينما إذا كان
منفردًا يكون سهلا التنمر عليه؛ لذا من الضروري التأكيد على تكوين صداقات داخل
المدرسة، ومساعدة الطفل على تكوين صداقات إذا كان لا يستطيع القيام بذلك.
● تعليم الطفل كيف يكون على دراية بمن
حوله:
من خلال
تعليم الطفل بأن يثق بحدسه، ويدرك ما يدور حوله، ويشعر بما هو صحيح أو لا، فتلك من
المهارات الحياتية المهمة لتجنب الإساءة والتنبؤ بها، ليس هذا فقط؛ فهي تحميهم من
التعرض للسرقة أو الخطر.
●
الانسحاب
عند الخطر:
في كثير من الأحيان، لا يدرك الأطفال أن الأمور تتجه نحو
الاتجاه الخاطئ، وليس من الجبن الابتعاد، ولكن الموقف يتطلب الشجاعة للانسحاب في
الوقت المناسب قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. وتلك الخطوة من أفضل الطرق لتجنب
الإساءة.
● استخدم لغة
حازمة:
عندما
يتعرض الطفل للإساءة عليه أن يتحدث بلغة حازمة، وصوت واثق بنفسه لتهدئة الموقف.
● إحداث ضجيج إذا كان هناك من يهدده:
تعليم الطفل لفت الانتباه، في حالة ما إذا كان أحد يحاول مضايقته أو تهديده؛ والهدف هو تخويف الشخص المسيء من خلال جذب انتباه الآخرين. وتفيد تلك الطريقة إذا تعرض الطفل للإساءة من البالغين أو محاولة خطفه.
13- الإسعافات الأولية:
لا يمكنك أن تضمن بقاءك طوال الوقت بجوار طفل لتحميه من الخطر أو من لدغة حشرة، ولكن يمكنك تعليمه مبادئ الإسعافات الأولية، وكيفية التصرف، ليس فقط ليتمكن من إسعاف نفسه، ولكن ليتمكن من إسعاف أصدقائه والمقربين.
14- مهارة تقدير الصحة والرياضة:
من المهارات المهمة أيضًا تعليم الطفل ضرورة الاهتمام بصحته، وأهمية الصحة ومخاطر تناول الأطعمة السريعة بدلًا من إجباره على تناول الخضروات والطعام الصحي دون أن يعلم السبب، وتأثير الغذاء الصحي على صحة الفرد وعلى منحه الطاقة اللازمة له للحركة.
15- مهارة اتخاذ القرار:
تلك المهارة سوف تفيد الطفل في اتخاذ القرار واختيار الخيار الأمثل به في حياته وفي العمل فيما بعد؛ لذا من الضروري غرس مهارة اتخاذ القرار المناسب في سن مبكر، من خلال تعليم الطفل الاختيار ما بين شيئين أو نوعين مختلفين من الملابس أو العناصر الغذائية؛ فعندما يختار الطفل سوف يستوعب عواقب اختياراته، ويمكنك فيما بعد مساعدته في تحديد مميزات وعيوب كل قرار قبل اتخاذه.
16- مهارة إدارة الأموال:
من المهارات الحياتية الضرورية للطفل تعلم كيفية إدارة الأموال، ويمكنك أن تطلب منه وضع خطة لميزانية شهر بتكلفة محددة لا يتخطاها، ليتعلم كيفية إدارة الأموال وفقًا للاحتياجات والموازنة ما بين الأولويات والرفاهية.
17- مهارة إدارة الأزمات والمخاطر:
ينبغي على الطفل أن يتعلم كيفية التصرف بما يختص بأعمال صيانة المنزل من سن مبكرة، مثل تغيير مناديل الحمام، وتغيير أكياس القمامة. وإذا كان الأطفال أكبر سنًا فينبغي عليهم تعلم كيفية تغيير المصباح الكهربائي، وتسليك مصرف المطبخ أو الحمام، وتغيير كيس المكنسة وتنظيفه من الغبار.
18- مهارة التفكير الإبداعي:
الإبداع هو
التوصل إلى حلول وعلاقات أصيلة بالاعتماد على معطيات محدودة، وذلك بعد أن يتحسس
الفرد مشكلة أو نقصًا أو ضعفًا في المعلومات أو الفكرة. وعملية الإبداع تشمل البحث
عن إمكانيات مختلفة، والتنبؤ بتبعات هذه الإمكانيات ونتائجها، واختبار فرضيات
وإعادة صياغتها حتى يتم التوصل إلى الحل الأفضل.
ولأن الإبداع يسمح للطفل بإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات، لذا ينبغي تطوير مهارات الإبداع لدى الطفل ومنحه الوقت والأدوات اللازمة لإيجاد حلول مبتكرة وتشجيعه على ذلك.
19-مهارة التفكير الناقد:
التفكير
الناقد هو تفكير منظم يتسم بالحساسية للموقف، وله معايير محددة، ويشكل قاعدة
لاتخاذ الأحكام.
تعريف آخر
للتفكير النقدي هو نشاط عقلي مركب، محكوم بقواعد المنطق والاستدلال، ويقود إلى
نواتج يمكن التنبؤ بها، وغايته التحقق من الشيء وتقييمه بالاستناد إلى معايير أو
محكمات مقبولة، ويتألف من مجموعة مهارات يمكن استخدامها بصورة منفردة أو مجتمعة،
وتصنف ضمن ثلاثة فئات هي: مهارات الاستقراء، ومهارات الاستنباط، ومهارات التقييم.
وواحدة من أفضل الطرق لبناء التفكير النقدي هي من خلال اللعب، خاصة ألعاب التظاهر بأنهم رجال إطفاء أو أطباء أو غيرها من المهن. حتى إن لعبة الاختفاء (الغميضة) تجعل الطفل يصوغ الفرضيات ويجرب الحلول ويفكر ويرتكب الأخطاء حتى يصل إلى الحل؛ ما يطور من مهارات التفكير النقدي للطفل.
20- مهارات الذكاء العاطفي:
التفكير في وجهة نظر الآخرين لا يأتي بشكل طبيعي عند الأطفال، ولكن يمكن تعلمه وتطويره من خلال مناقشة الطفل عن مشاعر ودوافع إحدى الشخصيات في قصة ما، هذه المهارة سوف تجعل الطفل يضع نفسه مكان صديقه ومكان الآخرين، ويفهم لماذا يتصرف هؤلاء الأشخاص بتلك الطريقة؛ وقدرته على فهم مشاعر الآخرين تساعده على حل المشكلات وفهمها وفهم الأشخاص.
21- المرونة والقدرة على التكيف:
أن يكون الطفل مرنًا وقادرًا على التأقلم من المهارات الضرورية للطفل، وينبغي تعلمها قبل سن 10 سنوات، وتطور تلك المهارة من خلال ألا تقدم حلولًا جاهزة للطفل، بل تسمح له بالبحث عن حلول بمفرده، وتسمح له بالتأقلم والتكيف مع التغيرات المختلفة.
22- مواجهة التحديات والتغلب على الفشل:
من أهم المهارات التي ينبغي تطويرها للطفل قبل 10 سنوات: القدرة على الصمود في وجه التحديات، والتعافي من الفشل، واستمرارية السعي؛ لذا وفّر للطفل بيئة مناسبة له لتجربة بعض التحديات والمخاطر المناسبة، مثل تسلق شجرة أو تحدي مثل ربط الحذاء.
23- مهارة التعلم الذاتي:
الطفل الذي يحب التعلم ويقدره، عندما يكبر يصبح ذا شأن عظيم، ولتشجيع الطفل على حب التعلم، عليك تشجيعه على القراءة واللعب والاستكشاف وتقليل وقت الشاشات، وأن تكون نموذجًا له في حب العلم والاطلاع على المعلومات من خلال زيارة المكتبة والبحث عن معلومة محددة.
24- مهارة استخدام الويب بحكمة:
يقضي
الأطفال وقتًا أطول على الشاشات؛ لذا من الضروري تعليمهم كيفية استخدام الويب
بحكمة، والتنقل بأمان على صفحات الويب.
وبمجرد أن
يتمكن الطفل من استخدام التكنولوجيا بمفرده، عليك مراجعة التالي مع طفلك:
● أن
يختار كلمة مرور يصعب تخمينها ويحتفظ بها.
● يتحدث
فقط مع الأشخاص الذين يعرفهم في الحياة الواقعية، ولا يتعرف على أشخاص جدد ولا
يقدم معلومات عنه مثل يوم ميلاده أو عنوان منزله أو رقم هاتفه.
● أن
يكون طيب الأثر، وأن ينتبه لما يكتبه من تعليقات.
● الحصول
على الإذن قبل تنزيل أي شيء من الويب، أو قبل النقر على نافذة منبثقة.
● أن
يطلب المساعدة من والديه إذا شعر بأن هناك خطرًا، أو مشكلة، أو أن شخصًا ما يهدده.
● أن يستخدم متصفحًا آمنًا مخصصًا للأطفال لحجب المواقع المنافية للأخلاق.
25- مهارة الاهتمام بالبيئة والاعتناء بها:
يتعلم الكثير من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة زراعة البذور في الفصل، ولكن لا يتعلمون كيفية نقل النباتات إلى الحديقة، فيمكنك تعليم الطفل كيفية نقل النباتات والاهتمام بها وكيفية ري النباتات، وفي عمر ست أو سبع سنوات يمكن للطفل أن ينقل الشتلات بنفسه مع القليل من إشرافك.
26- مهارة المشاركة:
من المهارات الضرورية للطفل قبل ١٠ سنوات: تشجيعه على المشاركة مع الآخرين وتقديم المساعدات، من خلال مشاركته لألعابه مع الآخرين وتقديم المساعدات للمحتاجين، بأن يعطي بعض قطع الحلوى للأطفال الآخرين، أو يشارك أدواته المدرسية مع زميله، وأن يعطي ملابسه التي لم تعد مناسبة لحجمه لمن يحتاجها، لتدريبهم على العطاء منذ الصغر. ودور المربي أن يقوم بالثناء على الطفل لمشاركته ألعابه للآخرين بعد أن ينتهي من اللعب بها.
-------------------
المصادر:
22
Skills Every Kid Should Have by the Time They’re 10
18 Essential Life Skills To Equip
Your Child For The Real World
11 Life Skills You Should Teach Your
Kids
كتاب تفكير
مغاير (تنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعي لدى الأطفال)، دعاء أحمد فهيم جبر.
إضافة تعليق