بالفطرة يكتشف الطفل البيئة من حوله في سنواته الأولى من خلال حواسه، لذا شجع طفلك على تأمل الطبيعة أثناء المشي في الطبيعة خارج المنزل كمراقبة التغيرات في الطقس، والانتباه إلى تمييز شكل القمر وشكل الشمس، والتعرف على النباتات والحيوانات المختلفة؛ ثم اطرح عليه بعض الأسئلة المفتوحة. على سبيل المثال، "ما الذي تلاحظه على أوراق تلك الشجرة؟ ولماذا تحول لون أوراق تلك الشجرة إلى الأصفر؟" أو "ما الأصوات التي تسمعها في الحديقة؟" ما هو شكل الشمس؟ وما فائدتها لنا؟ وغيرها من الأسئلة التي تثير فضوله وتزيد من قوة ملاحظته.

فالمعلومات والمفاهيم التي يتوصل إليها الطفل باستخدام حواسه سيذكرها ويتقنها للأبد مقارنة بالمعلومات المجردة التي تجبره على تعلمها داخل جدران المدرسة.

4.   كن قدوة:

أظهر للأطفال أنك فضولي ومهتم بالعالم من حولك. فيمكنهم محاكاة عادة الملاحظة؛ وذلك من خلال إشارتك إلى تفاصيل مثيرة للاهتمام في محيطهم ومناقشتها معهم وملاحظتك لتفاصيل صغيرة في البيئة من حولك وإثارة انتباهم وفضولهم تجاه هذا الأمر؛ فتخلق بيئة داعمة للملاحظة.[1]

5.   اللعب الحسي وتنمية قوة الملاحظة:[2]

يساعد اللعب الحسي طفلك على زيادة انتباهه وتركيزه، وتنمية حواسه وتعزيز مهارة قوة الملاحظة لديه. على سبيل المثال، اللعب بالرمل أو الماء أو الصلصال. لذا شجع الأطفال على استخدام حواسهم لاستكشاف المواد وملمسها ووصف ما يلاحظونه.

6.   قراءة الكتب معًا:

تعد قراءة الكتب مع طفلك طريقة ممتازة لتنمية مهارات الملاحظة لديه. أثناء القراءة مع طفلك، شجعه على الانتباه إلى التفاصيل الموجودة في الصور والكلمات. ثم اطرح عليه أسئلة حول ما يراه وما يعتقد أنه سيحدث بعد ذلك. سيساعده ذلك على تطوير مهارات التفكير النقدي لديه و الربط ما بين ما يراه وما يقرأه.

7.   زيارة المتاحف:

قم بزيارة المتحف وشجع الأطفال على التعرف على طبيعة الحياة في تلك الفترة من الزمن والتعرف على التاريخ القديم. على سبيل المثال، الذهاب إلى معرض ديناصورات أو متاحف حربية، اسألهم عما يجده ممتعًا في تلك الرحلة، وساعدهم على العثور على إجابات لأسئلتهم.

8.   مارس التفكر والتأمل:

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾  آل عمران (١٩٠)

 ممارسة التفكر والتأمل من الأنشطة التي لها نفع على الطفل؛ فهي تزيد من قوة ملاحظة الطفل، وتشعره بعظمة الخالق واعجازه؛ نظرًا لما يشاهده الطفل في أفلام الكارتون لمشاهد تخالف العقيدة والتوحيد… فهناك من يتمتم بكلمات غير مفهومة وينزل من السماء المطر ويحرك السحاب، فأصبح الطفل يشاهد من يؤتي بمثل هذا الخلق العظيم في أفلام الكارتون.

 فالتأمل في خلق الله يساعد الطفل على تطوير مهارات الملاحظة لديهم، بالإضافة إلى التعرف على عظمة الله تعالى. اجعله يتأمل خلق الله ويشاهد الظواهر الطبيعية كالمطر، ومعرفة البرق والرعد ورؤية الرياح حتى لو من خلال المواقع الاقتراضية؛ مما سوف يساعدهم على تطوير مهارات الملاحظة لديهم وزيادة وعيهم ببيئتهم.

9.   اصطحب الأطفال إلى أماكن جديدة مثيرة للاهتمام:

فالمدارس والمتاحف والكتب ليست المصدر الوحيد للتعلم. يمكن أن تكون رحلتك مع ابنك إلى المزرعة رحلة تثير فكره وتُجيب عن تساؤلات جديدة داخل عقله عن كيفية زراعة الطعام وموسم حصاده وكيفية طهيه. كما سوف تتيح له تلك التجربة تذوق خضروات وفواكه مختلفة. وتجعله يقارن بين شكل الفاكهة والخضروات الطازجة واختلافها عن المعلبة من حيث الرائحة والقوام والملمس. تلك التجربة سوف تزيد وعيه حول التغذية وأنواع الغذاء الصحي.

10.   أجب على أسئلة طفلك:

أجب على كل أسئلة طفلك، مهما كان يبدو لك هذا السؤال ساذجًا أو غير منطقيًا. فلا تتجاهل سؤال طفلك، بحجة أنه لن يستوعب الإجابة، طالما سأل الطفل هذا السؤال، فعقله يحتاج إلى إجابة تناسب سنه. وإذا تمادى طفلك في الأسئلة على نفس الموضوع، فلا تنهره. فهو يحاول أن يكون صورة كاملة في ذهنه عن الموضوع فيتطور إدراكه العقلي. وإذا كان ليس لديك الوقت الكافي للإجابة، اطلب منه تدوين تلك الاسئلة جميعها، ثم حدد معه مكان وزمان للإجابة عنها. وعليك أن توفي بوعدك.

11.   اتبع شغفهم:

اسمح للطفل بتولي زمام المبادرة واستكشاف ما يثير اهتمامه؛ مما يساعده على تطوير شعور بالقدرة على التصرف والاستقلالية، و زيادة الفضول نحو الاستكشاف.

12.   خلق بيئة آمنة وداعمة:

 تأكد من أن الأطفال يشعرون بالراحة عند طرح الأسئلة دون خوف من الحكم عليهم أو السخرية أو نهرهم. امدحهم لطرح الأسئلة وشجعهم على مواصلة الاستكشاف والتعلم. واخلق كل يوم فرصًا حقيقية للتعلم وملاحظة ومناقشة أمور عن البيئة المحيطة.

13.   توفير المصادر:

 امنح الأطفال إمكانية الوصول إلى الكتب ومقاطع الفيديو والموارد الأخرى التي يمكن أن تساعدهم في معرفة المزيد حول الموضوعات التي تهمهم وتثير شغفهم. شجعهم على البحث عن المعلومات بأنفسهم من خلال البحث في الكتب أو استخدام المتصفحات الآمنة للوصول إلى المعلومات.

14.   التجارب العلمية:

التجارب العلمية تعتمد على الملاحظة، قم بإجراء تجربة علمية بسيطة مع الأطفال وشجعهم على الملاحظة وطرح الأسئلة حول ما يحدث. على سبيل المثال، اخلط صودا الخبز والخل واسأل الأطفال عما يلاحظون حدوثه وما السبب في ذلك؟

أيضًا بعض التجارب البسيطة الأخرى تطور من مهارات الملاحظة كتجربة تعرض (التفاح) للعديد من المؤثرات الخارجية. اطلب من طفلك أن يضع قطعة من التفاح في الماء والأخرى في محلول ملح والأخرى في عصير ليمون و الأخرى في عسل وهكذا. مع رصد النتائج والتغيرات التي تطرأ على قطع التفاح ومساعدته على محاولة فهم سبب التغييرات.

15.    ألعاب الذاكرة البصرية:

تعتبر ألعاب الذاكرة البصرية طريقة ممتعة وفعالة لتطوير الانتباه وقوة الملاحظة عند الطفل. على سبيل المثال، ألعاب البحث عن شيء محدد في الصورة، أو ألعاب تخمين ظل الشكل، أو أن تعرض على الطفل صورة لمدة ١٠ ثوان ثم تسأله عن مكان شيء محدد في الصورة ليحاول أن يتذكره دون النظر في الصورة.

16.   مطابقة الألوان:

من الأنشطة التي تعزز انتباه الطفل وتركيزه، هي مطابقة الألوان مع أشياء من البيئة حولهم أو داخل غرفتهم.

أو التمييز ما بين الأشياء التي تطفو والأشياء التي تغوص بشكل عملي مثلما هو موضح بالصورة.

17.   من لا ينتمي؟!

نشاط من لا ينتمي ينمي قوة الملاحظة عند الطفل، وهو بحث الطفل عن الشيء المختلف في المجموعة، على سبيل المثال أن يبحث عن نبات لا ينتمي إلى مجموعة الحيوانات وهكذا.

18.   لعبة التخيل:

اطلب من الطفل أن يتخيل نفسه مكان شخص آخر فكيف سوف يتصرف؟! اجعلهم يتبادلون الحياة مع شخص ما في خيالهم، سواء كان شخصًا تاريخيًا أو خياليًا ويطلق العنان لخياله.

19.    دمج التكنولوجيا في تنمية مهارات الملاحظة:

 أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا في حياتنا، على الرغم من سلبيات ذلك إلا أنها قد تكون أداة تعلم فعالة تطور من مهارات الملاحظة عند الطفل إذا أُحسن استخدامها، و إذا تم تقنين وقت الشاشات حتى لا تؤثر على انتباه الطفل وتركيزه. على سبيل المثال:

●    التعلم المرئي من خلال مقاطع الفيديو والتطبيقات التعليمية والألعاب التفاعلية التي تساعد الطفل على فهم العالم من حوله.

●    الميكروسكوب الافتراضي: توفر التكنولوجيا منصة للأطفال لتجربة ملاحظاتهم وتسهيل التجريب. على سبيل المثال ، يمكن للطفل استخدام مجهر رقمي لمراقبة تفاصيل حشرة أو نباتات.

●    استخدام إحدى المواقع الافتراضية ليتجول داخل مدينة أخرى حقيقية بكل تفاصيلها ومعالمها وشوارعها.

20.   استخدام الكاميرات الديجيتال:

امنح أطفالك كاميرا غير متصلة بالانترنت، ليسجل أشياء من البيئة حوله، ليطور مهارات الملاحظة لديه ويزيد من انتباهه للتفاصيل.

   وفي النهاية، مهارة الملاحظة عند الطفل من المهارات الضرورية التي تحتاج إلى تطويرها و تعزيزها، فلا تعيق نمو تلك المهارة وتقتل فضوله الطبيعي الذي ولد به. بل شجعه على طرح الاسئلة والتعرف على البيئة المحيطة به من خلال اللعب، وأجب عن تلك الأسئلة بصدق واهتمام، ووفر له بيئة داعمة لتلك المهارة حتى يستفاد منها في التعليم والحياة والعمل في المستقبل.

المصادر:

 https://www.scholastic.com/parents/kids-activities-and-printables/activities-for-kids/math-and-science-ideas/activities-strengthening-observation-skills.html

https://www.kidschaupal.com/blog/how-to-improve-a-5-year-old-child-s-observation-skills

https://raisingchildren101.com/6-proven-strategies-for-developing-observation-skills-in-children/

https://ourcrazyadventuresinautismland.com/8-ways-to-strengthen-observational-skills/