هل يرفض طفلك ترتيب غرفته، وملابسه متناثرة يمينًا ويسارًا،
والدمى والألعاب في كل مكان بالمنزل؟
تطلبين دائمًا منه ترتيب غرفته ثم يتحول الأمر إلى معركة يومية
تنتهي بقيامك للمهام بدلًا عنه، وذلك توفيرًا للوقت والجهد! ظنًا منكِ أن الإشراف
على الطفل سوف يتطلب بذل الكثير من الجهد والوقت، وفي النهاية لن يتقن الطفل
المهمة كما تريدين، فتختصرين الطريق تجنبًا للتعامل مع أعذار الطفل والتسويف. أو
لأنكِ تظنين أن الطفل سوف يشعر بالملل من أداء الأعمال المنزلية! وأن دوره يقتصر
على الدراسة فقط. فهذا غير صحيح. فهناك أسباب عديدة تجعلك تُشركين الطفل في
الأعمال المنزلية.
فوائد الأعمال
المنزلية للأطفال:
فيما يلي ١٠ فوائد
الأعمال المنزلية منها:
المشاركة بالأعمال المنزلية تؤثر
إيجابيًا على تحصيل الطفل الدراسي:
أشارت الدكتورة الباحثة ديانا تيبر صاحبة إحدى الأبحاث التي
أجرتها جامعة لاتروب على ٢٠٧ طفل، أن مشاركة الأطفال بالأعمال المنزلية له تأثير
إيجابي على تعزيز القدرات العقلية للطفل و تطوير المهارات التنفيذية لديهم؛ حيث إن
إعداد وجبة أو طهي الطعام للآخرين يرتبط بتحسين الذاكرة العاملة والقدرة على
التخطيط قبل التصرف.[1]
الأعمال المنزلية سبب سعادة طفلك:
الأطفال الذين ينشؤون في أسرة متعاونة يتقاسم أفرادها الأعمال
المنزلية من أجل الارتقاء بالأسرة والحفاظ على روابط المحبة بينهم؛ يشعرون بالرضا
والاتزان النفسي ويصبحون أكثر سعادة و دافعية للتميز والنجاح عن غيرهم.[2]
الأعمال المنزلية تُصقل مهارة التخطيط وحل
المشكلات:
الأعمال المنزلية تعزز قدرة الطفل على التخطيط قبل أداء المهمة، وأيضًا تعزز مهارة حل
المشكلات من خلال التحديات التي يواجهها الطفل أثناء إتمامه للمهمة المطلوبة.
مما يصقل مهارة حل المشكلات لديهم فيما بعد في المدرسة أو
العمل.
الأعمال المنزلية مهارة حياتية ضرورية:
على الرغم من أنها تبدو غير ممتعة بالنسبة لكِ، إلا أنها مهارة
ضرورية ينبغي للطفل تعلمها؛ فهم لن يكونوا أطفالًا إلى الأبد! فالأعمال المنزلية تعزز من مهارات التفاعل
ومهارة العمل الجماعي وإدارة الوقت والشعور بالمشاركة والتعاون وتبادل الأدوار
وغيرها من المهارات الأخرى سوف تفيد الطفل في المستقبل.
وهي مهارات لن يتعلمها في المدرسة، لذا فتعلمها في المنزل
ضرورة واجبة.
تعزز
لدى الطفل الشعور بالانتماء داخل الأسرة:
الأعمال المنزلية تُشعره بضرورة
احترام الآخرين والبيئة والأسرة التي يعيش بها، وتؤكد ضرورة وفعالية دوره في
المشاركة بالأعمال المنزلية من أجل الصالح العام.
تساعد الطفل على تحمل المسؤولية والاعتماد على
الذات:
حيث يساعد توكيل الطفل ببعض المهام بالشعور
بالاعتماد على الذات والفخر لكونه قادر على الاعتناء بنفسه. كما أن تكليف الأطفال
بالأعمال المنزلية يساعده على تقدير قيمة العمل الشاق؛ مما يدفعه للحفاظ على نظافة
المنزل، ويكون أكثر وعيًا بالفوضى التي يتسبب فيها والرغبة في الحفاظ على المنزل
نظيفًا.
تساعد المشاركة في الأعمال المنزلية على تعلم
مهارات العمل الجماعي:
تعزز الأعمال المنزلية من مهارات العمل الجماعي، والمثابرة و
تعلم الطفل قيمة التعاون مع الآخرين في الأعمال المنزلية، والإيمان بأن دوره مكمل
لبقية أدوار أفراد الأسرة.
تساعد الطفل على تقدير قيمة الوقت:
الأعمال المنزلية تعمل على تحسين مهارات التنظيم وإدارة الوقت؛
فهي تعلمهم تحديد الأولويات في المهام وإدارة وقتهم بفعالية؛ تلك المهارات التي
سوف يستخدمها في حياته الشخصية والمهنية فيما بعد.
تُطور
الذكاء المالي عند الطفل:
أوضحت بعض الدراسات أن هناك علاقة ما بين مشاركة الطفل منذ
الصغر في الأعمال المنزلية (خاصة شراء أغراض البقالة)، وبين
تقدير الطفل لقيمة المال وتطوير مهاراتهم المالية و حُسن إدارة
أموالهم في مرحلة المراهقة.
زيادة الانتباه والتركيز:
أداء الأعمال المنزلية يعزز من انتباه وتركيز الطفل؛ نظرًا
لأنه يتطلب منه التركيز في التفاصيل مثل التنظيف والترتيب وملاحظة الأشياء التي
ليست في أماكنها الصحيحة.
كما يتطلب منه تخطيط وتركيز لإدارة أكثر من مهمة في آن واحد.
على سبيل المثال، ترتيب الغرفة وغسل الملابس المتسخة في آن واحد.
متى يجب مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية؟
يعتقد أغلب الآباء أن دور الأطفال يقتصر على اللعب فقط أو
الدراسة فقط وفقًا لمرحلته العمرية. بينما يمكن للأطفال القيام بما هو أكثر من ذلك
ويشعرون بالمتعة وتتطور مهاراتهم في آن واحد.
إليك بعض الأعمال المنزلية التي يمكن للأطفال
القيام بها وفقًا لأعمارهم:
من ١٢ إلى ١٨ شهرًا:
تقول سيمون ديفيز- معلمة مونتيسوري لأكثر من 15 عامًا ومؤلفة
كتابين عن تربية الأطفال بطريقة مونتيسوري- إنه من الضروري وضع الأساس بدءًا من
عمر 12 شهرًا.
بمجرد أن يتعلم الطفل المشي والجلوس، يتعلم الطفل من خلال الملاحظة والتقليد.
فهم يحبون المساعدة في الأعمال المنزلية عند عمر ١٨ شهرًا،
خاصة إذا كانت المهمة تناسب عمرهم.
على سبيل المثال يمكنه المساعدة في التقاط الألعاب من الأرض أو
المساعدة في وضع الملابس المتسخة في سلة الغسيل. وتنظيف أسنانهم بمساعدة الكبار.
من ١٨شهرًا حتى سن ٣سنوات:
توصي دونا ماثيوز (عالمة النفس) التي أجرت أبحاثًا حول الأطفال
والأعمال المنزلية، بضرورة توفير أدوات ومعدات مناسبة للطفل لسهولة الاستخدام.
على سبيل المثال، مكنسة يدوية قصيرة مناسبة لحجمه أو جاروف
مناسب لحجم يديه، وأدوات مطبخ صغيرة سهل الوصول إليها. فيبدي الأطفال في مثل هذا
العمر حماسًا لتقليد الوالدين؛ لذا يفضل تعليمهم كيفية القيام بالتنظيف واستخدام
أدوات صغيرة للتدريب وألعاب مطبخ لمحاكاة الكبار.
و بحلول سن الثالثة يصبح أغلب الأطفال قادرين على ارتداء
ملابسهم مع القليل من المساعدة، تحضير ساندوتش بسيط.
ولكن لا تتوقع الكمال منهم في مثل هذا العمر، فقد تحتاج إلى
غسل الأطباق مرة أخرى بعد الانتهاء منها، لكنهم يستمتعون بذلك حقًا.
الأعمار من ٣-٥
سنوات:
يكون قادر على:
● رعاية
الحيوان الأليف، وتحمل مسؤولية مواعيد طعامه.
● وضع
الملابس المتسخة في سلة الغسيل، و تصنيف الملابس قبل الغسل ( الأبيض والألوان).
● المساعدة
في وضع مشتريات البقالة في أماكنها المخصصة.
● المساعدة
في إعداد المائدة، ورفع الأواني من غسالة الأطباق.
● تنظيف
الآثاث من الغبار.
● الرد
على الهاتف والبدء في تعلم الاتصال.
● إعداد
السندوتشات الخفيفة ووجبات الإفطار الخفيفة والتنظيف بعد الانتهاء.
● صب
مشروباتهم.
● ترتيب
وإعداد السرير والأغطية.
● وضع
المهملات في أماكنها المخصصة.
● استخدام
المرحاض بأنفسهم.
● المساعدة
على اقتراح وجبات الطعام، ثم التسوق وَفقًا لقائمة مقترحاتهم.
الأطفال في سن
المدرسة (٦-١٠ سنوات):
يمكنهم فعل التالي:
● ري
الحديقة وسقي النباتات.
● مسح
مقاعد المطبخ، ووضع القمامة في أماكنها.
● طي
الملابس النظيفة.
● تقطيع الخضروات.
● طهي
وجبات سهلة وسريعة، و تحضير سندوتشات المدرسة.
● تغيير
أغطية السرير ووضع الأغطية في الغسالة.
● تحمل
مسؤولية رعاية حيوان أليف كاملة.
● غسيل
سيارة الأسرة.
● وضع
الملابس المتسخة في سلة ثم في الغسالة والمجفف.
من سن ١٣ إلى ١٨ سنة
يكون قادر على أداء جميع المهام التي يقوم بها البالغون.
هل ترغب في أن يساعدك أطفالك في الأعمال المنزلية؟ ولكنك تجد
صعوبة في تحفيزهم!
إليك ١٤ طريقة فعالة لتحفيز طفلك على المشاركة في الأعمال المنزلية:
طرق تحفيز الطفل على
المشاركة في الأعمال المنزلية:
تحفيز الطفل بالقدوة
الحسنة:
الرسول خير قدوة قد غرس في نفوس أتباعه منذ
فجر الإسلام حمل مسؤولية الدعوة إلى الله وبناء الدولة؛ فمن أول يوم يصل فيه إلى المدينة
يؤسس مقرًا لدعوته( المسجد) ويدعو المسلمين للمشاركة في بنائه معلنًا ألا مكان
للكسل والتراخي.[3]
فلا مجال للتواكل والتنصل عن مسؤولية الأفراد بما فيهم
الأبناء؛ شرع الرسول صلى الله عليه وسلم مبدأ المسؤولية على الجميع ( كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته… حتى نهاية الحديث).
ألا يكون فردًا
سلبيًا لا يتحمل المسؤولية:
التأكيد على الطفل أن السلبية غير مقبولة عند رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم حتى من الفقير!
((
عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم
عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ،
فمَن لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يَعْمَلُ بيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ
قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يُعِينُ ذا الحاجَةِ المَلْهُوفَ قالوا: فإنْ لَمْ
يَجِدْ؟ قالَ: فَلْيَعْمَلْ بالمَعروفِ، ولْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فإنَّها له
صَدَقَةٌ.[4]
اشرح لهم سبب
مشاركتهم في الأعمال المنزلية:
تزداد دافعية الفرد عندما يضع أمام عينيه الهدف من أدائه لمهمة
ما.
اسأل طفلك ماذا سوف يحدث إذا لم ننظف النوافذ أبدًا؟ أو
"هل ترك هذه الألعاب على الأرض قد يتسبب في تعثر شخص ما ليلاً؟!
توضيح التعليمات
وفقًا لسن الطفل:
كن واضحًا أثناء استخدامك للتعليمات لطفلك، واجعل المهام
المنزلية لكل فرد في الأسرة واضحة وواقعية وفقًا لعمره ولمهاراته.
مشاركة الطفل في وضع
جدول الأعمال المنزلية:
إن إعطاء خيارات لطفلك، أو السماح له بالتخطيط لمهامه وأعماله
المنزلية يشعره بالمسؤولية تجاه الأمور دون إجبار.
ولا تنسى التنويع في الأعمال المنزلية أسبوعيًا،
بحيث لا يستمر أحد الأطفال في القيام بعمل واحد طوال الوقت أو أن يتعمد شخصًا منهم
اختيار المهام الأسهل دائمًا.
تحديد وقت أطول
للمهام:
امنح طفلك الوقت الكافي للتدريب على المهمة، في البداية ساعده
حتى يصل إلى مرحلة الإتقان.
على سبيل المثال، إذا كان العمل الروتيني يستغرق عادةً 15
دقيقة امنحه ٣٠ دقيقة لتقليل التوتر.
إنشاء روتين ثابت
للأعمال المنزلية:
قبل قضاء وقت الراحة ( في استخدام الشاشات أو ممارسة الهوايات)
ينبغي عليهم إنجاز المهام اليومية من ترتيب السرير ووضع الملابس المتسخة وترتيب
الغرفة.
لأنك لا ترغب من سحب طفلك من الشيء المثير ( استخدام الشاشات)
للقيام بشيء روتيني ممل( الأعمال المنزلية).
بل أن يفعل العكس، أن يبدأ بالأشياء التي تبدو
روتينية ومملة للوصول إلى الشيء المثير.
تحديد وقت ثابت
للأعمال المنزلية:
يُفضل تحديد وقت ثابت لأداء الأعمال المنزلية، حتى يدرك الطفل
أن الكل يقوم بواجباته المنزلية.
ففي فترة الدراسة خصص فترة المساء لأداء الأعمال المنزلية، أما
في فترة الأجازة الصيفية يُفضل أداء الأعمال المنزلية في فترة الصباح؛ بحيث يعمل
كل أفراد الأسرة معًا بدلًا من تتابع قائمة الأعمال بين الأطفال.
إدراك الطفل للعواقب
الطبيعية لعدم الالتزام بالتعليمات:
بعدما تُعلم الطفل وتدربه على طريقة القيام بالمهام، عليك أن
تتركه يدرك عواقب عدم الالتزام بالتعليمات.
على سبيل المثال، إن لم يضع ملابسه المتسخة في
الغسيل، فلن يجد ملابس نظيفة يرتديها في الصباح وهكذا.
الأعمال المنزلية لا
تُناقش:
بمعنى دع أطفالك يعرفون منذ البداية أنك لن تشارك في محادثات
أو تذمر من الأعمال المنزلية.
إذا أدى الأطفال أعمالهم المنزلية، فإنهم يحصلون على نوع من
التعزيز الإيجابي.
على سبيل المثال، وقت إضافي لمشاهدة الشاشات أو
السهر قليلًا لوقت محدد.
وإذا لم يؤدوا الأعمال المنزلية المطلوبة منهم، يمكنك أن تقرر
ما إذا سوف يتم فرض مسؤولية إضافية أو الحرمان من المكافأة.
التركيز على التعاون
قبل الجودة:
في بداية الأمر ومع صغر سن الطفل، عليك ملاحظة مدى التعاون في
إنجاز العمل بدلًا من التركيز والإصرار على جودته.
لا تفعل أعمال طفلك
المنزلية بدلًا منه:
لا تشعر بالأسى من أجل طفلك، وتحاول القيام بالأعمال المنزلية
بدلًا عنهم. عليك مساعدتهم على تنظيم وقتهم حتى يستمروا في تقديم المساعدة للأسرة.
الابتعاد عن
المشتتات:
إذا كان طفلك لا ينهي الأعمال المنزلية الموكلة إليه بسبب
الإلهاء بأشياء أخرى. عليك الاتفاق معه على غلق أي مشتتات كالتلفزيون حتى الانتهاء
من الأعمال المنزلية الموكلة إليه.
الابتعاد عن جعل
الأعمال المنزلية وسيلة عقاب للأطفال:
استخدام الأعمال المنزلية كوسيلة عقاب ينفر الأطفال من
المشاركة في الحفاظ على البيئة والشعور بالمسؤولية.
وفي النهاية، إذا أردت أن تعاقب ابنك، اتركه بدون عمل! فعليك
أن تنفض غبار الكسل عن أبنائك، وتزرع بهم المسؤولية تجاه البيئة التي يعيشون بها،
و تجاه الأفراد والمجتمع.
وجزء من تلك المسؤولية متمثل في الحفاظ على البيئة نظيفة
ومشاركة الأفراد في التعاون على الحفاظ على نظافة البيئة داخل المنزل وخارجه.
المصادر:
https://www.informedfamilies.org/catalyst/parenting-tips-family-survival-guide-teen-chores
https://raisingchildren.net.au/toddlers/family-life/routines-rituals/chores-for-children
https://news.fullerton.edu/2020/08/children-and-chores/
https://www.momentumlife.co.nz/stories/why-kids-should-have-chores
https://www.empoweringparents.com/article/ill-do-it-later6-ways-to-get-kids-to-do-chores-now/
[1] https://www.kidsnews.com.au/humanities/doing-more-jobs-around-the-house-may-help-kids-succeed-at-school/news-story/b35911577c1355ab5b2a87eaada99e60
[2] https://www.nytimes.com/2018/08/18/opinion/sunday/children-chores-parenting.html
[3] طفلي - أفكار عملية في تربية الأبناء لنايف القرشي.
[4] صحيح البخاري.
إضافة تعليق