التحرش الجنسي وباء مجتمعي، بدأ في الانتشار بشكل كبير في الآونة الأخيرة، نتيجة لقلة الوازع الديني، وتعرض الأطفال للفضائيات وأفلام الكارتون، وغياب دور الأسرة في متابعة الطفل وتربيته وتوعيته بحدود جسده وجسد الآخرين

التحرش الجنسي وباء مجتمعي، بدأ في الانتشار بشكل كبير في الآونة الأخيرة، نتيجة لقلة الوازع الديني، وتعرض الأطفال للفضائيات وأفلام الكارتون، وغياب دور الأسرة في متابعة الطفل وتربيته وتوعيته بحدود جسده وجسد الآخرين، وتعليمه كيفية التصدي للمتحرش.

وبينما تولي الأسرة اهتمامها الأكبر بتعليم الطفل الحفاظ على سلامته وابتعاده عن المخاطر -على سبيل المثال توخي الحذر عند عبور الطريق، والابتعاد عن الموقد-؛ لكنهم أحيانًا يغفلون عن توعيتهم وتعليمهم حماية جسدهم من اللمسات الغريبة ومن التعرض للتحرش الجنسي، على الرغم من أن هناك بعض الخطوات الوقائية التي قد تحميه في المستقبل من التعرض للاعتداء أو التحرش الجنسي، أو تساعده على التمييز بين اللمسات السيئة واللمسات الجيدة.

كما تشير الأبحاث إلى أن واحدًا من كل ستة أولاد، وواحدة من كل أربع فتيات؛ تعرضوا جميعًا للتحرش قبل بلوغهم ١٨ عامًا. لكن ما هو أكثر ترويعًا هو أن ١٠% من الجناة (غرباء) عن الطفل، بينما ٢٣% منهم من الأطفال.

وهذا سيفاجئ كثيرًا من الآباء والأمهات؛ لأنهم لا يتركون أطفالهم مع الغرباء، وكل حرصهم وتوعيتهم لأطفالهم تكون عن التعامل مع الغرباء، ولكن أغلب التحرش يحدث من الأقارب أو من الأطفال، فحتى إن كنت حريصًا على ألا يغيب طفلك عن نظرك؛ فهو يذهب إلى أماكن اللعب المخصصة للأطفال، و يذهب إلى الحضانة،  ويذهب إلى اللعب مع أبناء الخالة أو أبناء الأصدقاء أو الجيران، ويستخدم حافلة المدرسة، وحمام المدرسة... الحقيقة أنك لن تستطيع منع طفلك تمامًا من خطر التعرض للتحرش الجنسي، ولكن ما يمكنك فعله هو زيادة وعيه بحدود جسده، وتدريبه على حماية نفسه وجسده من الآخرين (بما يشمل الأطفال والكبار).

وهذا لا يعني أن نمنع أطفالنا من الخروج إلى العالم والتفاعل مع الآخرين، لكن مثلما نسمح لأطفالنا بركوب الدراجة وارتداء الخوذة، على الرغم من أنهم قد يسقطون ويؤذون أنفسهم؛ علينا أيضًا أن نسمح لأطفالنا بالخروج إلى العالم، والتفاعل مع من حولهم، مع تسليح أطفالنا بالمعرفة التي قد تحافظ على سلامتهم، وتنقذهم من أن يصبحوا ضحايا للتحرش الجنسي.

السن المناسب للتحدث مع الطفل عن حدود جسده:

المشكلة تكمن في أن الآباء والأمهات لا يتحدثون مع أبنائهم عن الحفاظ على أجسادهم في سن مبكرة، وتكون حجتهم هي صغر سنهم، وأن هذا الأمر سوف يخيفهم، وأنه لن يحدث لهم مكروه لأنهم لا يغيبون عن أنظارهم، بينما يبدأ سن تعليم الطفل عن سلامة جسده والحفاظ عليه من الآخرين من عمر سنتين، ومن قبل ذلك من خلال تغيير الحفاض له في مكان مخصص وبعيد عن نظر إخوته ليتعلم الخصوصية، ومع مرور الوقت في سن ثلاث سنوات فيما فوق، ومع تدريبه على التخلص من الحفاض يتعلم أن يذهب إلى الحمام بمفرده، وأن ينظف نفسه في البداية بمساعدة والدته فقط، ثم سحب المساعدة تدريجيًا حتى يتقن الأمر بمفرده، ويتم تدريبه أيضًا ألا يرى أحد عورته.

أشكال التحرش الجنسي:

للتحرش الجنسي أشكال عديدة، قد يطلب المعتدي من الطفل لمس المناطق الحساسة للمعتدي أو كشفها أو التلفظ بألفاظ جنسية، أو قد يعرض عليه صورًا للمناطق الحساسة لأشخاص آخرين، أو قد يطلب منه أن يصور أعضاءه الخاصة، أو تعليمه عادة سيئة.

نماذج لأسلوب المتحرش:

يتبع المتحرش بعض الأساليب لجذب الطفل إليه واستدراجه. وفيما يلي بعض النماذج لأساليب المتحرشين:

التهديد:

"إذا تحدثت عن الأمر، سوف أذبحك". يلجأ المتحرش إلى استغلال براءة الطفل، وتهديده بالضرب أو القتل إذا اعترف لأحد، أو أنه سينال العقاب من والديه إذا أبلغهم بالأمر.

الطمأنة بأن الأمر شيء عادي:

"انظر لتلك الصورة.. هيا نفعل بالمثل". يلجأ المتحرش إلى طمأنة الطفل أن ما يفعله به لعبة، أو شيء عادي بأن يعرض عليه فيديو أو صورة ويقول له إنه أمر عادي.

السرية التامة:

"لا تخبر أحدًا.. هذا سر بيننا". من أساليب المتحرش أن يؤكد على الطفل سرية الأمر، وضرورة ألا يعرف شخص ثالث عن الأمر.

تشويه صورة الطفل أمام نفسه:

"هذا عقاب لك، لو كنت مؤدبًا لما فعلت ذلك معك!". يلجأ المتحرش لهذا الأسلوب ليقنع الطفل أن هذا هو العقاب الطبيعي لسوء سلوكه؛ ما يهدم ثقته بذاته، ويشوه صورته أمام نفسه.

يطلب المساعدة:

"لا أستطيع حمل تلك الحقيبة.. هل يمكنك مساعدتي؟!". قد يطلب المتحرش من الطفل تقديم المساعدة له، واستعطافه بأنه تائه ويحتاج لمساعدته، أو أنه يحمل أشياء ثقيلة ويحتاج مساعدته للذهاب إلى مكان محدد، أو أنه صديق والده، وسوف يوصله إلى المنزل بدلاً من والده.

تقديم الهدايا والحلوى:

"هل تريد تلك الحلوى؟! تعال معي". قد يغري المتحرش الطفل بتقديم الحلوى له، ويستغل حرمانه من حلوى معينة وتقديمها له مقابل أن يذهب معه.

يستعطف الطفل:

"لم أتناول أي طعام منذ أيام، ووحيد لا صديق لي!". وقد يبكي لاستعطاف الطفل. يستخدم المتحرش هذا الأسلوب، ويوضح له أنه وحيد أو جائع أو ضعيف ويحتاج إلى المساعدة.

كيف تحدث طفلك عن التحرش؟!

١- تحدث مبكرًا مع طفلك عن أجزاء جسده:

يفضل أن تسمي أعضاء الطفل التناسلية بمصطلح محدد، وتكون لائقة. ولا يفضل أن تكون أسماء تدعو إلى الخجل كما تسميها بعض الأمهات؛ حتى لا يشعر الطفل بالخجل عند ذكرها. والأفضل تسميتها "العورة"، كما هو مذكور في ديننا؛ فبهذه التسمية يدرك الطفل أنها ملكه وحده، ولا يجوز بأي حال من الأحوال كشفها، أو اطلاع غيره عليها، كما يستطيع نطقها دون خجل أمام أهله إذا دعا الأمر إلى ذلك.

٢- علمهم أن أعضاء الجسم ملكية خاصة:

أخبر أطفالك أن أعضاءهم الخاصة تسمى خاصة لأنها ملكية خاصة لهم، ولا يحق لأحد أن يراها، خاصة الأشخاص خارج المنزل، عليهم رؤيتنا بملابسنا الخارجية كاملة. أيضًا اشرح لهم أنه يمكن لطبيب الأطفال أن يكشف عليهم لفحص أجسادهم، وفقًا لشكوتهم، ولكن مع وجود الأم أو الأب.

٣- علّم طفلك الدخول إلى الحمام بمفرده:

من الضروري تعليم الطفل الدخول إلى الحمام بمفرده في سن مبكر بالعطف لا بالإكراه، وأيضًا بالتدريج في تقديم المساعدة ثم سحبها تدريجيًا، وفي الأغلب يبدأ هذا من سن الرابعة أو قبل ذلك وفقًا لاستعداده، مع ضرورة تعليمه الطهارة، والنظافة الشخصية، وغسل اليدين جيدًا، وتنظيف الأعضاء التناسلية، وغلق الباب جيدًا.

٤- علم أطفالك حدود أجسادهم:

أخبر أطفالك بشكل واقعي أنه لا ينبغي لأحد أن يلمس أعضاءه الخاصة، وأنه لا ينبغي لأحد أن يطلب منهم لمس أعضائه التناسلية، مع ضرورة التأكيد على النقطة الأخيرة، فغالبًا يطلب الجناة من الأطفال لمسه أو لمس شخص آخر.

٥- أخبر طفلك ألا يوافق أن يكون هناك سر مع الآخرين:

علم طفلك أنه لا يوجد أسرار بينه وبين الغرباء ولا الأقارب مادامت تلك الأسرار تتعلق بجسده، أو بجسد الآخرين؛ فمعظم الجناة سوف يقولون لطفلك: إن هذا الأمر سر بينهم، أو يقومون بهذا الأمر بشكل ودي بحجة أنها لعبة. سوف يؤكدون على أن الأمر سر، وإن عرف الآخرون فلن يسمحوا له بالعودة مرة أخرى. أو بالتهديد: هذا سرنا، فإذا أخبرت أي شخص سأخبره أنها فكرتك وستواجه مشكلة كبيرة!

أخبر أطفالك أنه بغض النظر عما يقوله أي شخص لهم، فإن هذه ليست أسرارًا على الوالدين، وإن عليهم إخبارك على الفور إذا كان هناك شخص ما يجعلهم يحافظون على سرية جسدهم.

٦- أخبر أطفالك أنه لا ينبغي لأحد أن يلتقط صورًا لأعضائهم الخاصة، أو يظهر لهم صورًا للأعضاء التناسلية:

فغالبًا ما ينسى الآباء إخبار أطفالهم بذلك، فهناك أشخاص مريضة بهذا الأمر من هواة التحرش، أو ممارسة الجنس مع الأطفال، وتبادل صور أعضاء الأطفال بينهم عبر الإنترنت.

كما يحب المولعون بالتحرش الجنسي بالأطفال عرض صور إباحية عليهم، هذه هي طريقتهم في "تطبيع" السلوك السيئ. فعلم أطفالك أنه من المرفوض عرض الآخرين صورًا بها عورات.

٧- علم أطفالك كيفية الخروج من المواقف المخيفة أو غير المريحة:

بعض الأطفال لا يحبون قول "لا" للأشخاص، خاصة الأقران الأكبر سنًا أو البالغين؛ لذا ساعدهم في إعطائهم اعذارًا للخروج من المواقف غير المريحة. أخبر أطفالك أنه إذا أراد شخص ما رؤية عورته أو لمسها، فيمكنه أن يطلب منهم المغادرة للذهاب إلى الحمام للهروب من الموقف، والبحث عن شخص لمساعدته.

٨- اتفق على كلمة رمزية يمكن لأطفالك استخدامها عندما يشعرون بعدم الأمان:

عندما يكبر الأطفال قليلاً يمكنك الاتفاق معهم على كلمة رمزية يمكنهم استخدامها عندما يشعرون بعدم الأمان، يمكن استخدام تلك الكلمة الرمزية داخل أو خارج المنزل، أو عندما يكون هناك ضيوف أو أشخاص غرباء لا يرغبون في مرافقتهم.

9- أخبر أطفالك أنهم لن يكونوا في مأزق أبدًا إذا أخبروك بسر جسدهم:

كثيرًا ما يقلق الأطفال من إخبار والديهم عن أسرار جسدهم مع الغرباء أو الأشخاص الآخرين أو الأقران، خوفًا من الوقوع في المشاكل، أو خوفًا من رد فعل والديهم، بينما الحل أن تطمئن طفلك وتخبره بأن التحدث عن أسرار جسدهم معك لن يتسبب في المشاكل.

10- علم طفلك أنواع اللمسات:

يمكنك إخبار أطفالك بأنواع مختلفة من اللمسات: اللمسات الآمنة (الجيدة)، وهي التي تشعرك بالاهتمام، مثل الربت على الظهر أو العناق المطلوب، أما عن اللمسات غير الآمنة (أو السرية) فهي لمسات سيئة قد تؤذي جسمك أو مشاعرك، كما تجعلك تشعر بالخوف وتريدها أن تتوقف. على سبيل المثال: القرص أو الضرب أو لمس الشعر بطريقة مريبة، أو لمس أعضائك الخاصة. يجب أن يعرف الطفل أن عليه أن يقول: لا، للمسات السرية، سواء أكانت من أحد أفراد العائلة أم من الأقران.

11- أخبر أطفالك أن لمسة الجسم قد تدغدغ أو تشعر بالرضا:

يتحدث العديد من الآباء مع أبنائهم عن اللمسة الجيدة واللمسة السيئة، ولكن لا يوضحون أن تلك اللمسات لا تؤذي تمامًا بالمعنى الحرفي أو لا تشعر الشخص بالسوء، فذلك قد يربك الأطفال الذين قد يتعرضون للمداعبات، بينما أفضل مصطلح هو "اللمسة السرية"؛ لأنه تصوير أكثر دقة لما قد يحدث.

12- أخبر طفلك أن القواعد ثابتة وواحدة مع كل الأشخاص:

من النقاط المهم مناقشتها مع طفلك أن القواعد واحدة على الأطفال والكبار والأقارب والغرباء، فيخيل للأطفال أن الأشخاص الشريرة لهم نفس هيئة الأشخاص الكرتونية الشريرة، بينما في الواقع عكس ذلك. أكد على طفلك ألا يلمسه أو ينظفه أحد أو يرى عورته، بما فيهم العمات والخالات والجد والجدة أو المعلمون أو المدربون.

تلك المناقشات والتعليمات لن تمنع تمامًا تعرض طفلك للتحرش الجنسي، لكنها قد تمنع تعرض طفلك لخطر الاعتداء أو توقف تمادي المتحرش في إيذائه لطفلك. وتوعية الطفل أمر مهم جدًا؛ لأن المتحرش يستغل جهل الطفل بالأمر وبراءته.

استغلال المواقف الحياتية لنشر ثقافة الخصوصية:

اختيار الوقت المناسب للتحدث مع طفلك عن سلامة جسده والحفاظ عليه، ومعرفة حدود الآخرين في التعاملات؛ يكون من خلال التفاعلات اليومية والمواقف الحقيقة، وبدون بث الذعر في نفس الطفل عند التحدث عن الأمر.

على سبيل المثال:

تعليمه مفهوم حدود الجسد:

علم طفلك مفهوم حدود الجسم من خلال تفاعلات الحياة اليومية؛ على سبيل المثال: إذا كان طفلك يعانق قِطَّ أحد الأقارب ويضغط عليه بشدة بينما يحاول القِطُّ الابتعاد عنه! حينها قل له: "هل تتذكر عندما تحدثنا عن حدود الجسم؟! هذا القط يمتلكها أيضًا ولا يريد أن يعانقك الآن". يعزز ذلك مفهوم حدود الجسد عند طفلك، ويعلمه احترام حرية الآخرين.

ابحث عن الوقت المناسب للتحدث مع طفلك عن الحفاظ على عورته:

عندما تجد طفلك يكمل ارتداء ملابسه خارج الحمام، أو يخلع ملابسه كاملة للاستحمام، أو يدخل الحمام ولا يغلق الباب؛ حينها هو الوقت المناسب للتحدث مع طفلك عن الحفاظ على عورته.

لا ترغم طفلك على عناقك:

قد يدهش البعض هذا الأمر، ولكن أنت نموذج لطفلك، فكيف تطلب منه أن يحترم حرية الآخرين، وأن يحترم الآخرون حريته وأنت تجبره على عناقك؟! قبل أن تعانقه اسأله: "هل تريد عناقًا؟"، وأظهر له أنك تحترم حريته، حتى يتعلم ألا يتعدى أحد على حريته ومساحته الشخصية.

عن طريق القصص:

يمكنك أيضًا استخدام الكتب المخصصة لتعليم الأطفال كيفية التفاعل مع الآخرين وتحية بعضهم، وعلمهم عندما يقوم أحد الأقران أو الأشقاء بفعل شيء يؤذي جسدهم، مثل إذا دفعهم أحد زملائهم في الفصل إلى الملعب. علمهم أن يقولوا: "توقف، هذا هو جسدي وأريد أن أبقيه آمنًا" بطريقة حازمة ولكن مهذبة، وهذا الأمر سوف يفيد في تعليم طفلك حماية نفسه من التنمر.

للتعرف عن كيفية حماية طفلك من خطر التنمر اقرأ هنا.

لا تجبر طفلك على أي نوع من اللمس:

قد يشجع بعض الأهل أطفالهم على تنمية مهاراتهم الاجتماعية، فيجبروهم على عناق الآخرين والأقارب، وهذا خطأ، فمن الضروري أن يعرف الطفل أنه هو المسيطر على جسده ولا يتحكم به أحد، وعدم الإكراه على المودة أو على أي اتصال جسدي مع الآخرين، بل امنحهم خيارات. عندما يخجل طفلك من الترحيب بشخص ما، قدم له خيارات: جدتك هنا! يمكنك أن تعانقها أو تضرب كفك بكفها.

احذر لما يشاهده طفلك:

كما تحدثنا من قبل، عن أخطار الكارتون لطفلك، تأكد مما يشاهده طفلك واحذر من أن يحتوى الكارتون على مشاهد تحث على الشذوذ أو مشاهد غير لائقة بين شخصيات الكرتون كالتقبيل وغيره. لذا اقرأ هنا:

دليلك العملي لاستعمال الأطفال للهواتف المحمولة.

احذر تقبيل الطفل من فمه:

من الأخطاء الشائعة بين الأمهات: تقبيلهم لأطفالهم من أفواههم، لما في ذلك من أخطار صحية لتناقل الأمراض، أيضًا هذا الأمر يجعل هذا التصرف مقبولاً مع الآخرين، وقد يستخدمه مع الآخرين، أو عندما يستخدمه الشخص المتحرش فلن يعلم الطفل أن هذا أمر غير مقبول.

عدم لمس أعضاء الطفل التناسلية:

أحد التصرفات التي وجدت بعض الأمهات يفعلونها على جروب الأمهات، هو ضرب الأطفال على مؤخرتهم مازحين، أو مداعبة الطفل أثناء تغيير الحفاض له، كنوع من أنواع اللعب معه، بينما من الضروري التعامل مع الطفل منذ الصغر على الستر، والحفاظ على عورته وعدم المزاح في تلك الأمور.

عدم استحمام الأطفال معًا:

من الأمور التي يتساهل فيها الآباء والأمهات، استحمام الأطفال مع بعضهم، أو دخول المرحاض معًا، أو تغيير الملابس معًا أو مع والديهم بحجة أنهم صغار لا يدركون شيئًا، بينما ينبغي على الطفل أن ينشأ على الحفاظ وستر عورته.

تقوية أواصر الصلة بين الآباء والأبناء:

من الأشياء الضرورية تقوية العلاقات بين الأهل والأبناء، حتى لا يتعرض الطفل للابتزاز أو التحرش الجنسي أو الإيذاء، ويفضل ألا يتحدث مع الأهل خوفًا من العقاب أو التعرض للمشاكل.

التصرف الصحيح عند انتهاك الآخرين لقواعد سلامة جسدك:

علم طفلك في سن المدرسة، أن هناك قواعد لا يمكن تخطيها مع الآخرين ولا حتى على سبيل المزاح أو اللعب، خاصة مع الأقران، ولا يوجد سبب لإظهار عورات الفرد أو لمس عورات الآخرين على سبيل المزاح، حتى لو تسبب ذلك في ابتعاد أقرانك عنك.

علم طفلك فن الدفاع عن نفسه:

علم طفلك الدفاع عن نفسه إن حاول أحد لمس عورته أو تقبيله أو احتضانه أو الإضرار به أو بمشاعره؛ فالشخص الذي يفعل هذا شخص ضعيف، صراخك سوف يجعله يتراجع عما يفعله، وإذا حاول إسكاتك عليك ضربه أو عضه، وهنا تفيد ألعاب الدفاع عن النفس. أو يمكنه الهروب وطلب المساعدة من شخص بالغ ذي ثقة.

الآثار النفسية للتحرش الجنسي:

على الأهل ملاحظة أي تغير في سلوك الأبناء، والبحث عن السبب؛ حيث يترك التحرش الجنسي آثارًا نفسية كبيرة على الأبناء، خاصة الفتيات؛ ما يؤثر على حياتهم في المستقبل. كما أن الطفل يدفن تلك التجربة في اللاوعي؛ ما يترك آثارًا جسيمة تظهر بعد أعوام.

ماذا تفعل عند تعرض طفلك للتحرش الجنسي:

      تحدث مع الطفل واستمع إليه باهتمام، ولا تضربه أو تصرخ في وجهه، كن هادئًا ولا تجعله يشعر بغضبك.

      علمه أن هذا الاعتداء ليس خطأه بل خطأ المتحرش؛ حتى لا يشعر باللوم والذنب بأنه السبب.

      اجعله يشعر أنه شجاع لأنه أخبرك بالأمر، ولا تستهزئ بطفلك وتنعته بالضعيف والجبان، ولا تخبر إخوته.

      لا تضغط عليه بأن يحكي المزيد.

      لا تثر الموضوع أمامه أكثر من مرة، ومن الأفضل أن يتعامل شخص واحد مختص أو ذو ثقة.

علاج آثار التحرش الجنسي:

      التفريغ النفسي وطمأنة الطفل، وأن يتحدث عن الحادثة بالتفصيل مع أحد المختصين.

      تقديم بلاغ للشرطة، حتى ينال المتحرش عقابه، ولا يكرر الأمر، وليعلم الطفل أن هناك عقابًا رادعًا لكل مجرم.

      صرف تفكير الطفل عن حادثة التحرش الجنسي.

      الاشتراك في رياضة لزيادة ثقة الطفل بنفسه، وبناء مهارات جديدة.

      إعطاؤه قدرًا من الاهتمام والتقدير داخل المنزل.

      إذا كان المتحرش من الجيران، فالأفضل تغيير محل السكن إن أمكن، أما إذا كان من الأقارب، فلا تترك أي وسيلة اتصال بين الطفل وبينه، حتى لا يعتقد الطفل أنك غير قادر على حمايته.

      إن لم يخرج الطفل من الصدمة، فعليك زيارة طبيب مختص حتى لا يتفاقم الأمر.

-------------

المصادر:

- التحرش الجنسي خطر يواجه طفلك، د. سميحة محمود غريب.

- Are you teaching your toddler skills to prevent sexual abuse.

Prevent sexual abuse.

-       7 ways to talk to your child about good and bad touch.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة