تتحمّل الأسرة مسؤولية كبيرة في سبيل تقوية الإيمان لدى الأبناء وحمايتهم من خطر الأفكار المتطرفة التي تهدف إلى زعزعة ثوابت الدّين الإسلامي، سيّما في الوقت الذي يُواجه فيه المسلمون الآن تحديًا كبيرًا يتمثل في انتشار ظاهرة الإلحاد، وبخاصةً بين الشباب.

وتتمثل أهمية الإيمان بالله- سبحانه وتعالى-، في حماية عقيدة الأبناء من هجمات التشكيك، والمساعدة على التّمسك بالهوية الإسلامية وقِيَمهم الدينية، وتحقيق السّعادة والاطمئنان النفسي، وهو في المُجمل مناعة ضد الانحراف الفكري والسلوكي، وحماية من الوقوع في براثن الرذائل والفتن.

تقوية الإيمان لدى الأبناء في مواجهة الإلحاد

ويمكن تقوية الإيمان لدى الأبناء لمواجهة الأفكار الإلحادية والمتطرفة، وذلك من خلال وسائل تربوية أبرزها ما يلي:

  • تدبر القرآن الكريم: فالمتدبّرَ لا يزالُ يستفيدُ من علوم القرآن ومعارفه ما يزدادُ به إيمانًا، قال تعالى: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال :2]. وقال سبحانه وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقرآن مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء :82]، ويقول ابن خلدون: “تعليم الوِلدان للقرآن شعار الدين، أخذ به أهل الملّة، ودرجوا عليه في جميع أبصارهم لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث، وصار القرآن أهل التعليم الذي يبنى عليه ما يحصل بعد من الملكات”. 
  • معرفة ودراسة السيرة النبوية: فالله سبحانه يقول: (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) [المؤمنون: 69]. وأقسم الله سبحانه وتعالى بكمال هذا الرسولِ، وعظمةِ أخلاقه، وأنّه أكملُ مخلوقٍ قال تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم :1 – 4]، فهو- صلى الله عليه وسلم- أكبرُ داعٍ للإيمان في أوصافه الحميدة، وشمائِله الجميلةِ، وأقوالِهِ الصادقةِ النافعةِ، وأفعالِهِ الرشيدةِ، فهو الإمامُ الأعظمُ، والقدوةُ الأكملُ.
  • التفكّرُ في الكونِ والنظرُ في الأنفسِ: وهذا يُقوِّي الإيمانَ، لِمَا في هذه الموجوداتِ من عظمةِ الخَلْق الدّالِ على قدرة خالِقها وعظمته، وما فيها مِنَ الحُسْنِ والانتظام والإحكام الذي يحيِّرُ الألبابَ، الدالَّ على سَعَةِ علم الله، وشمول حكمته، وما فيها من أصنافِ المنافع والنعمِ الكثيرة التي لا تعدُّ ولا تحصى، الدالة على سَعَةِ- رحمة الله- وجودِه وبره.
  • الإكثارُ مِنْ ذكرِ الله والدُّعاء: وهذا يغرسُ شجرةَ الإيمانِ في القلب، ويغذّيها وينمّيها، وكلّما ازدادَ العبدُ ذكرًا للهِ، قوي إيمانُه.
  • معرفة محاسن الدين: فالدينَ الإسلاميَّ كلُّه محاسنُ، وعقائدُه أصحُّ العقائدِ وأصدقُها وأنفعُها، وأخلاقهُ أحمدُ الأخلاقِ وأجملُها، وأعمالُه وأحكامُه أحسنُ الأحكامِ وأعدلُها، وبهذا النظرِ الجليلِ يزيِّنُ اللهُ الإيمانَ في قلبِ العبدِ، ويحبّبه إليه، كما امتنّ به على خيار خلقه بقوله: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات :7]. 
  • الوصول إلى مقام الإحسان: بأن يجتهد العبد في العبادة كأنّه يشاهد الله ويراه، فيجتهدُ في إكمالِ العملِ وإتقانه، ولا يزالُ العبد يجاهِدُ نفسه ليتحقّق بهذا المقام العالي، حتى يقوِّمَ إيمانَه ويقينَه ويصلُ في ذلك إلى حقِّ اليقين الذي هو أعلى مراتبِ اليقين، فيذوقَ حلاوةَ الطاعاتِ، ويجدَ ثمرةَ المعاملاتِ، وهذا هو الإيمانُ الكامِلُ. 
  • الدعوة إلى الله: فإن من دواعي الإيمان وأسبابه الدعوةُ إلى اللهِ وإلى دينه، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والدعوة إلى أصل الدين، والدعوة إلى التزام شرائعه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت :33 ـ 35].
  • مقاومة ما يُنافي الإيمان: ومن أهمِّ موادّ الإيمان ومقوياته توطينُ النفس على مقاومة ما ينافي الإيمان من شُعَبِ الكفر والفسوق والعصيان. فكما أنّه لا بدّ في الإيمان من فعلِ جميعِ الأسباب المقوّيةِ المنمّية له، فلا بدَّ مع ذلك من دفعِ الموانعِ والعوائق، وهي الابتعاد عن المعاصي، والتوبةُ ممّا يقع منها، وحفظُ الجوارح كلِّها من المحرّمات، يقول- عز وجل-: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة :266].
  • معرفة حقيقةِ الدُّنيا واعتبارُها ممرًّا للآخرة: وأنّها مهما طالتْ فهي إلى زوالٍ، وأنّ متاعَها مهما عَظُمَ، فإنّه قليلٌ حقيرٌ، قال تعالى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [يونس:24]. 
  • تلقين الأبناء التوحيد: يقول الإمام ابن القيم- رحمه الله-: “فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده، وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم، وهو معهم أينما كانوا”. 
  • التربية على مراقبة الله في السر والعلن: فهي من أهم المعالم الإيمانية التي يستقيم بها قلب الطفل ومن ثم جميع جوارحه، وهي الأساس الذي يبعده عن كل المعاصي والمخالفات، وهي المدخل الصحيح لتعميق روح الإخلاص في نفسيته، لذا يقول الله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) [الحديد:4].
  • غرس روح الخشوع والعبودية لله: ويتم ذلك من خلال أمرين؛ الأول: معرفة مقام الله- عز وجل- وأنه الرّب الجليل الأكبر، ومعرفة مقام الإنسان وعجزه وإشفاقه وتقصيره، والثاني: أنّ الإنسان لا يستفز ولا تهدأ نفسه إلا بتمام الحب والذل لله- عز وجل-، ولكي نغرس الخشوع والعبودية في نفوس الأطفال لا بد من أن نفتح بصائرهم على قدرة الله المعجزة، وملكوته الهائل الكبير في كل شيء، في الدقيق والجليل وفي الجامد والحي، وفي البذرة النابتة والشجرة النامية، فما يملك القلب إزاء ذلك إلا أن يخشع.
  • الاستعانة بالله عز وجل: فالأطفال الصغار ضعاف البنية قليلو الحيلة، وقد تعرض لهم مشكلاتهم الخاصة بهم: نفسية واجتماعية ومدرسية وتختلف هذه المشكلات قوة وضعفًا وتخفيف آلام الأطفال لا يكون إلا بترسيخ روح الاستعانة بالله، وأن الله قادر على حل كل المشاكل، فالاعتماد عليه وطلب العون منه يحقق الاستقرار ونمو روح التوكل في نفوس الصغار وهذا الشعور يجعل الطفل في جميع حالاته مرتبط بالله تعالى.
  • تربية الطفل على الاستسلام لله وطاعة رسوله: فلا بد من أن يوضح الوالدان للأطفال منذ نعومة أظفارهم أن الاستسلام لأحكام الدين وأوامره واجب؛ لأن الإسلام مشتق من الاستسلام، وأنه ليس لهم أن يقيسوا الدين بعقولهم وآرائهم، لأن العقل له حد ينتهي إليه. ويقول الأستاذ محمد قطب: “وجميل جدًا أن يقتنع الطفل بحكمة ما يفعل، لأن ذلك أيسر للتنفيذ القلبي، وأرجى للثمرة من التنفيذ بغير اقتناع، ولكن أن يكل الوالدان تنفيذ الحق إلى الاقتناع به فهذا أمر لا يأتيه إلا من سفه نفسه.
  • تنشئة الطفل على العبادة وأداء الشعائر: فالعبادة هي الوسيلة الفعالة لتربية القلب؛ لأنها تعقد الصلة الدائمة بالله عز وجل، والشعائر التعبدية كالصلاة والصوم والزكاة والحج الحكمة الأساسية منها ربط العبد بربه وتمتين الصلة به، أما إذا ضعفت الصلة بالله عز وجل فسوف تذبل النفس وتضمر.
  • التربية على الإيمان بالغيب: فالأطفال عادة يقوم إدراكهم على الملموسات، ويعتَريهم الشك فيما لا تراه عيونهم، لذلك يجب على الوالدين إدراك ذلك والتعرف إلى مكونات نفوس الأطفال فيحصل معهم نوع من التدرج في الأمور الدينية من الملموس إلى الغيبي، ويحاولان الوصول إلى إقناع الأطفال بما يعرضَانه عليهم متخذين لذلك الوسائل والأساليب المناسبة. 
  • حضور مجالس الذكر: يقول الحسن البصري: “إخواننا عندنا أغلى من أهلينا، أهلونا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا الآخرة”.
  • التربية على عدم الانشغال بالدنيا: وقد ذمّ النبي- صلى الله عليه وسلم- مَن هذه حاله، وعدّه عبدًا للدنيا، فقال: “تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار..” (البخاري).
  • متابعة الأبناء في الصلاة والطاعة: لأن الانشغال عنهم يتسبب في ضعف إيمانهم، قال الله تعالى: (ِإنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظيمٌ) [التغابن:15].
  • عدم الإفراط في المباحات: من أكل، وشرب، ونوم، وكلام، وخلطة، فكثرة الأكل تبلد الذهن، وتثقل البدن عن طاعة الله، وتغذي مجاري الشيطان في الإنسان، حتى قيل: من أكل كثيراً شرب كثيرا، فنام كثيرا، فخسر أجراً كثيرًا.
  • عدم الإفراط في الكلام: لأن ذلك يُقسّي القلب، والإفراط في مخالطة الناس تحوّل بين المرء ومحاسبة نفسه والخلوة بها، والنظر في تدبير أمرها، وكثرة الضحك تقضي على مادة الحياة في القلب فيموت لذلك، قال- صلى الله عليه وسلم-: “لا تكثروا الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب” (رواه ابن ماجه وصححه الألباني).

ثمرات تقوية الإيمان لدى الأبناء

وثمرات تقوية الإيمان لدى الأبناء عديدة، نذكر منها ما يلي:

  • قطعُ الشكوكِ التي تضرُّ بالدين: فالإيمانَ يقطعُ الشكوكَ التي تعرِضُ لكثيرٍ من الناس، فتضرُّ بدينهم، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) [الحجرات :15] أي: دفعَ الإيمانُ الصحيحُ الذي معهم الرَّيْبَ والشكَّ الموجود، وأزاله بالكلية، وقاومَ الشكوكَ التي تُلْقِيها شياطينُ الإنس والجن، والنفوسُ الأمّارةِ بالسوء، فليس لهذه العلل المهلِكَةِ دواءٌ إلاَّ تحقيقُ الإيمانِ. 
  • ملجأ المؤمنين: ومن ثمراتِ الإيمان وفوائدِه، أنَّ الإيمانَ ملجأُ المؤمنين في كلِّ ما يلمُّ بهم، من سرورٍ، وحزنٍ، وخوفٍ، وأمنٍ، وطاعةٍ، ومعصيةٍ.
  • المنع من الوقوع في الموبقات المهلكة: فالإيمانُ الصادقُ الصحيحُ، يصحبُهُ الحياءُ مِنَ الله، والحبَّ له، والرجاء القويّ لثوابه، والخوف من عقابه، والنور الذي ينافي الظلمة، وهذه الأمورُ التي هي من مكمّلات الإيمانِ لا ريبَ أنها تأمرُ صاحبَها بكلِّ خير، وتزجره عن كلِّ قبيحٍ.
  • المخرج من كل ضيق، والرزق من حيث لا يحتسبه العبد: قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) [الطلاق :2 ـ 3].
  • السهولةُ واليسرُ في كلِّ أمرٍ: قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق :4].
  • تيسيرُ العلمِ النافعِ: قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ) [البقرة :282].
  • إطلاقُ نورِ البصيرة: قال تعالى: (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً) [الأنفال :29].
  • محبَّةُ اللهِ والقبولُ في الأرض: قال تعالى: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 76].
  • نصرة الله عزَّ وجلَّ وتأييده وتسديده، وذلك في قول الله عزَّ وجلَّ: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [البقرة :194]. فهذه هي معيةُ التأييد والتسديد، وهي معيةُ الله عزَّ وجلَّ لأنبيائه وللمتقين والصابرين.  
  • الحفظ من كيد الأعداء: قال تعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120].
  • حفظ الذرية الضعاف بعناية الله تعالى: قال سبحانه: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا) [النساء :9]، ففي الآية إشارةٌ إلى إرشادِ المسلمين الذين يخشون تركَ ذريةٍ ضعافًا إلى التقوى في سائر شؤونهم، حتى يحفظَ أبناءَهم، ويدخلوا تحت حفظِ اللهِ وعنايته، والآية تشعِرُ بالتهديدِ بضياعِ أولادِهم إن فقدوا تقوى الله.
  • قبولِ الأعمال التي بها سعادةُ العبد في الدنيا والآخرة: قال تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة :27].
  • سببُ للنجاةِ من عذاب الدنيا: قال تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [فُصلت :17 ـ 18].
  • تكفيرُ السيئات: قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق :5].
  • ميراث الجنة: قال تعالى: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا) [مريم :63] فهم الورثة الشرعيون لجنّة الله عزَّ وجلَّ، وهم لا يذهبون إلى الجنة سيرًا على أقدامهم، بل يحشرون إليها ركبانًا، مع أنَّ الله عزَّ وجلَّ يقرِّبُ إليهم الجنة تحيةً لهم، ودفعاً لمشقتهم.
  • تجمعُ بين المتحابّينِ مِنْ أهلِهَا: قال تعالى: (الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) [الزخرف :67].
  • حصولُ البشارةِ بكرامةِ اللهِ والأمنِ التامِّ من جميع الوجوه: في قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة :223]، فأطلقَها ليعمَّ الخيرُ العاجلُ والآجل، وقيّدها في مثل قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [البقرة: 25]. 
  • حصول الفلاح والهدى: ومن ثمراتِ الإيمانِ، حصولُ الفلاح الذي هو إدراكُ غايةِ الغايات، فإنّه إدراكُ كلِّ مطلوبٍ، والسلامةُ من كلِّ مرهوبٍ، والهُدى الذي هو أشرفُ الوسائل، قال تعالى: (أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البقرة : 5] .

إن تقوية الإيمان في قلوب الأبناء أهم وأعظم قضية يجب أن يهتم بها الآباء، فالإيمان حياة القلوب، وهو الأساس لأي بناء، والبناء دون أساس كمنزل يريد أن ينقض يوشك أن يقع في أول لحظة. ولا بد من تربية جيل منذ نعومة أظفاره على الإيمان بالله وتصديق الرسول وطاعته في كل صغير وكبير.

مصادر ومراجع:

  1. إسلام ويب: وسائل تقوية الإيمان.
  2. خالد بن عبدالله الشايع: وسائل تقوية الإيمان.
  3. سلطان بن عبدالله العمري: كيف تقوي إيمانك.
  4. إسلام أون لاين: وسائل لتقوية الإيمان.
  5. ابن القيم: تحفة المودود بأحكام المولود، ص 164.
  6. ابن خلدون: المقدمة 1 /537، 538. 
  7. محمد قطب: منهج التربية الإسلامية 2 /124، 126.

 

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة