الفيلم تم عرضه لأول مرة في فبراير 2022، وسبقته بنحو عام كامل حملة إعلانية كبيرة تبشر بقدومه، وتدور أحداثه حول فتاة كندية من أصل صيني تدعى مايلين "ماي ماي" تبلغ من العمر 13 سنة، تعيش مع والديها في تورنتو كندا، والفيلم يناقش بشكل مباشر وغير مباشر
الفيلم تم عرضه لأول مرة في فبراير 2022، وسبقته بنحو عام كامل حملة إعلانية كبيرة تبشر بقدومه، وتدور أحداثه حول فتاة كندية من أصل صيني تدعى مايلين "ماي ماي" تبلغ من العمر 13 سنة، تعيش مع والديها في تورنتو كندا، والفيلم يناقش بشكل مباشر وغير مباشر معا مرحلة البلوغ عند البنات.
في بداية الفيلم نتعرف على الأسرة الصينية وهم يدينون بديانة تعظيم الأسلاف أو الأجداد – كما في فيلم مولان - وعندهم معبد خاص بهم في نفس البيت، يرتاده الصينيون من حولهم، وكعادة ديزني في أفلامها في العشر سنوات الأخيرة يتجنبون ذكر الله بلغتهم تماما، بينما تحضر العقائد الوثنية والسحر بقوة، وكأن الإنسان كلما ازداد تقدما وعلما وحضارة – من وجهة نظرهم – انحطت عقيدته وفكره إلى ممارسة الوثنية وتقديس السحر.
في هذا الفيلم على غير العادة ذكر اسم الرب God مرة، وذلك على لسان الأم الصينية وهي تشرح لابنتها عقيدتها وتقول لها: "بدلا من أن نعظم ربا نحن نعظم الأسلاف"! والعجيب أن حتى كلمة O my God التي تقال بعفوية على لسانهم، حرصوا على تبديلها بـ OMG مكتفين بذكر الحروف الأبجدية الأولى منها فقط!
المهم تدور أحداث الفيلم على تحول البطلة مايلين أو ماي ماي إلى باندا حمراء في توقيت مرحلة بلوغ البنت تقريبا، وهذا التحول لحيوان الباندا يقع خاصة في عائلة الفتاة الصينية وسببه تعويذة سحرية لإحدى الأسلاف في زمن سابق، والتعويذة تجعل من مايلين تتحول إلى باندا حمراء في لحظات انفعالها، ولكي تتخلص من التعويذة عليها حضور طقوس وثنية ما عندما يكتمل القمر.
في ظل مرحلة التحول هذه يستعرض الفيلم العلاقة بين مايلين وأمها، ويدعو الفيلم صراحة إلى تمرد الأبناء على الأباء المحافظين، أو المتشددين كما يظهرهم الفيلم، وكالعادة يظهر الأب – كما هو في أغلب أفلام الرسوم المتحركة الحديثة – كشخصية ضعيفة جدا لا قيمة لها، تتحكم فيه زوجته بشكل كامل، بينما ليس لديه أي قوة في مواجهة رغبات ابنته، وهذه بالمناسبة صورة الأب الحالية في الأيدلوجيا الغربية الكندية على وجه الخصوص!
وفي الفيلم تظهر مايلين ميلا واضحا تجاه الصبيان – رغم كونها في الثالثة عشر من عمرها فقط – وكذلك صديقاتها الاتي ينظرن إلى الشباب بهيام وحب، بينما يشتركن جميعا في حب الفرق الغنائية التي تشبه فرق البوب الكورية!
وفي إحدى المشاهد ترسم مايلين صورة لنفسها وهي في أحضان صبي، وتعترض أمها على ذلك كثيرا، وتخاف مايلين من أمها، ولكنها في نهاية الفيلم ومع تطور الأحداث تواجه أمها بقوة وتقول لها إنها تحب الصبيان وأن أمها لا تستطيع تغيير ذلك!
أسوأ ما الفيلم هو طغيان الفكرة الليبرالية التي تدعو للتحرر من كل القيم المحافظة حتى لو صدرت من الوالدين، وكذلك المواجهة العنيفة بين البنت وأمها في النهاية التي وصلت إلى سوء أدب في خطاب البنت لأمها، ثم تطور الأمر إلى معركة اعتدت فيها البنت على أمها بالضرب أثناء تحولهما إلى باندا حمراء، وهي إشارة فجة جدا تناقض كل ما جاء في الأديان، سواء ما كان وحيا من السماء أو حتى ديانة وثنية؛ من ضرورة احترام وتقدير الأباء، وكأن الكفر هنا بكل قيمة، إلا قيمة ما يريده الإنسان لنفسه! مركزية الإنسان وتقديس رغباته وشهواته وأهوائه فوق كل شيء!
بالطبع لم يخل الفيلم من وجود الشخصية التي ترفع علم قوس قزح الشهير، لأن هذا أصبح جزءا لا يتجزأ من الثقافة الغربية!
الفيلم فيه جرأة كبيرة جدا في عرض أفكارهم وانحرافاتهم الفطرية وكأنه قنبلة من الباطل انفجرت في عالم الرسوم المتحركة، تؤثر مع كل أسف في ملايين الأطفال من محبي أفلام ديزني! وقد كنت فيما مضى أحذر من الأفكار المنحرفة داخل أفلام ديزني، أما الآن فأنا أعتبر أفلامهم شديدة الخطورة تقوم بتجريف عنيف ومتعجل لعقول أبنائنا، وتزيين الباطل وزخرفته في أحسن صورة!
وأخيرا، الفيلم اشترك فيه عدد مهول جدا من الفنانين والعاملين وكتاب السيناريو، وبتكلفة 175 مليون دولار!!
هكذا ينفق الغرب على نشر أفكاره، ويهتم بتقديمها بحرفية شديدة جدا، بينما لا تكاد تجد من ينفق على الحق معشار معشار مثل هذا، بل مع كل أسف فوسائل الميديا العربية تحرص في أعمالها الفنية على تشويه الدين، واستنساخ القيم والأفكار الغربية، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه!
إضافة تعليق