تعدّ رواية القصّة من أهم أساليب تقديم القصّة للأطفال، فرواية القصّة أسلوب يختلف عن قراءة القصّة مباشرة من الكتاب؛ فعمليّة التفاعل بين الراوي والأطفال وأسلوب أداء رواية القصّة والموقف الذي رُويتْ فيه.

انصبت عناية أدباء الأطفال على القصة، متخذين منها طريقًا للوصول إلى قلوب الأطفال، ومِفتاحًا إلى أحاسيسهم، وبثّهم الأفكار والقيم والمبادئ من خلال طرحٍ راقٍ للقصة، وأسلوبٍ شائقٍ يلامس شغاف أفئدتهم، ويغرس في نفوسهم حبّ الخير، وبغض الشر، ويزيد ذواتهم تهذيبًا، وعقولهم صقلاً وتنويرًا؛ مراعين ميول الطفل واتجاهاته فيما يطرحون من القصص الهادفة الناصحة من غير إهمال للتسلية والإمتاع، ومن غير إغفال لنفسية الطفل التي تملّ الوعظ المباشر والتطويل المملّ؛ إذ الطفل بطبيعته يحبّ القصّة القصيرة التي تشبع فضوله، وتدغدغ مشاعره، وتنفذ إلى وجدانه بعفوية ودون تكلّف.

ولتحقيق ذلك كلّه، تعدّ رواية القصّة من أهم أساليب تقديم القصّة للأطفال، فرواية القصّة أسلوب يختلف عن قراءة القصّة مباشرة من الكتاب؛ فعمليّة التفاعل بين الراوي والأطفال وأسلوب أداء رواية القصّة والموقف الذي رُويتْ فيه، والأهداف الخفيّة وراء اختيارها؛ كلّها عوامل تشكل حدث رواية القصّة.

أهمية رواية القصّة:

-  رواية القصّة تنمي الإبداع لدى الأطفال، من خلال تعريضهم لكم أكبر من الخبرات، وإتاحة الفرصة أمامهم لإنتاج أفكار جديدة.

-  رواية القصّة تمكّن الطفل من أن يكون قادرًا على التعبير عن أفكاره ومشاعره.

-  أداة ممتعة لممارسة مهارات الاستماع والتعبير اللفظيّ.

-  تمكّن المربين من تقديم نموذج مثير للاهتمام ينمي القدرة التعبيريّة للأطفال.

-  تيسير فهم القصة، أو القدرة على بناء خريطة عقليّة للأحداث الرئيسة للقصّة.

-  تنمي الخيال وحبّ الاستطلاع والبحث.

-  وتشجّع طلاقة الأفكار والصور، ومرونة التفكير وأصالته والسعي وراء التفاصيل.

خصائص راوي القصّة:

إنّ رواية القصة فنّ إبداعيّ، يوجب على الراوي أن تكون له ذاتية واضحة، وأفكار جديدة، وقوى تلقائية مبدعة، والراوي صاحب الخبرة الطويلة هو الذي تبدو القصة وكأنها من إبداعه وابتكاره. فرواة القصص يجب ألا يهتموا فقط بالنصّ الذي يقال، بل يجب أن يهتموا كذلك بكيفية الرواية. ولكي ينجح الراوي في رواية القصة فإنه يجب أن يتمتع بالخصائص الآتية:

•   يجب أن يكون محبًّا للأطفال بشكل كبير.

•   توفر الموهبة مع الخبرة والتدريب المستمر.

•   القدرة على اختيار القصة المناسبة.

•   الحفاظ على روح الطفولة خلال عملية الحكي بتقليد الشخصيات أو التحكم في الأصوات.

•   القدرة على التخيل والابتكار.

•   القدرة على مزج النفس بأفكار الشخصيات وأحاسيسها والتعبير عنها.

•   أن يكون ذا صوت متميز، ولديه السيطرة على توظيفه توظيفًا جيدًا.

•   الألفة باللغة والقدرة على السيطرة عليها وجعلها مناسبة للأطفال.

•   أن يكون لديه قدر كبير من الثقة بالنفس.

•   الإحساس الواعي بالأطفال والقدرة على الارتقاء إلى مستواهم.

•   أن يتمتع بروح الدعابة والمرح.

مراحل فنّ رواية القصّة للأطفال:

أولاً: مرحلة الإعداد (تعلُّم القصة):

•   اختيار القصة المناسبة.

•   نقرأ القصَّة عدَّة مرّاتٍ قبل قراءتها للأطفال، ثم نفهم مقاصد القصَّة، ونضع لأنفسنا إشارات على ما يتوجَّب علينا التشديدُ عليه بالصَّوت، أو لغة الجسد، أو تعابير الوجه.

ثانيًا: مرحلة التقديم:

•   التهيئة وحسن الاستهلال.

•   اسأل سؤالاً، أو أعطِ تعليقًا شخصيًّا، أو اعرض كتابًا معك لتجعل الأطفال يشتركون في القصة.

•   يفضل جلوس الأطفال بالقرب من بعضهم كمجموعات، ويفضل أن يجلس الأطفال في شكل نصف دائري.

ثالثًا: مرحلة رواية القصّة بسعادة وإحساس (تحويل الجمل الكلامية إلى جمل حركية أيضًا):

•   نعرض عنوان القصَّة واسم المؤلّف أمام الأطفال ثمّ نشرعُ برواية القصّة.

•   التحكم بمهارة في طبقة الصوت أثناء رواية القصّة تعد عاملاً مؤثرًا وفعالاً في إحداث تأثيرها النفسي الانفعالي على الأطفال.

•   نحافظ على صلة بصريَّة في أثناء رواية مع الأطفال.

رابعًا: مرحلة إنهاء القصص:

•   إنهاء القصة مهم تمامًا مثل تقديمها، والأطفال يتشوقون لمعرفة كيف انتهت.

•   يمكنك التأكد من ذلك بسؤال الأطفال عن أفضل شيء أحبوه في القصة، ويمكنك أيضًا طرح أسئلة حول الشخصيات، والحبكة، والأحداث.

خامسًا: بعد الانتهاء من رواية القصة:

•   إجابة المربي على أسئلة الأطفال حول ما استمعوا إليه، وإتاحة الفرصة لهم بالحوار والنقاش، وإبداء الرأي.

•   تكليف الأطفال بتلخيص القصة.

•   تكليف الأطفال بإعادة رواية القصة.

•   تمثيل الأطفال بعض أحداث القصة.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة