محمد أحمد الخولي

شهر رمضان شهر التربية، ومحاسبة النفس وتهذيبها؛ فالمؤمن يربي نفسه في رمضان، ويربي مَن تحت يده، ويحاسب نفسه، ويحاسب من هو تابع له، ويراجع حاله مع ربه، ومع الأمانات التي ائتمنه الله عليها.

 

والأولاد أمانة من الله لا بد أن نحافظ عليه ونُراعيها رعاية، كما أمر الله سبحانه وتعالى والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ يقول الله - سبحانه وتعالى-: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته؛ فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته))؛ رواه البخاري.

 

وقال: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرَّم الله عليه الجنة))؛ متفق عليه.

 

ومن أهم ما يقوم به المؤمن في هذا الشهر: الاهتمام بتربية الأبناء، وتعليمهم أركان الصوم وأُسسه، وأهم الواجبات والحقوق التي يجب أن تتوفر في الصائم، وهذا الشهر الكريم فرصةٌ سانحة يقف الإنسان فيها مع نفسه.

 

كان الصحابة رضي الله عنهم يهتمون بتربية أبنائهم على الصيام، ويعلمونهم الصيام ويدرِّبونهم عليه منذ الصغر؛ ففي صحيح البخاري عن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي الله عنها أنها قالت: "كنا نُصَوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ - أي: الصوف - فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون موعد الإفطار"، وكذلك أيضًا ما ورد في السنن الكبرى للبيهقي: "أن عمر رضي الله عنه أُتِي بشيخ قد شرِب الخمرَ في شهر رمضان، فجلَده ثمانين، ونفاه إلى الشام، وجعل يقول للمنخرين: أفي شهر رمضان، وولداننا صيام، أو صبياننا صيام؟"[1].

 

وهناك توصيات يجب التعود عليها في رمضان، من أهمِّها:

 الاهتمام عند الإفطار بعدم تناول الطعام بشراهة؛ حتى لا نشعرَ بعد ذلك بالخمول والرغبة في النوم.

 بدء الإفطار بتمرات أو بجرعات ماء، كما هي السُّنة.

 تجنب تناول المثلجات؛ فهي تُربك المعدة، والمخللات التي تسبب العطش خلال النهار.

 الحرص على طاعة الوالدين وعدم التكاسل.

 ادِّخار جزء من المصروف لمساعدة الفقراء والمساكين.

 حث الزملاء لفعل الخيرات وكسب الحسنات في هذا الشهر[2].

 

أساليب تربية الأطفال في رمضان:

شهر رمضان المبارك محمَّل بالقِيَم الأخلاقية العالية التي يسعى الكثير منَّا إلى تطبيقها والبقاء عليها، وغرسها في أطفالنا الصغار، ويبحث الأهل عن تحديد أساليب تربية الأطفال في رمضان؛ حتى يتسنى لهم ولأطفالهم تحقيق المطلوب، وغرسه في النفس.

 

وتترتب هذه الأساليب على النحو الآتي:

1- الارتقاء بالطفل من الناحية العبادية: (الصيام - القيام - قراءة القرآن - الدعاء والذِّكر).

 

2- الارتقاء بالطفل من الناحية السلوكية: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - التحلي بالصبر - فعل الخيرات - بر الوالدين).

 

3- الارتقاء بالطفل من الناحية البدنية: (الدورات الرياضية وحضور الأنشطة البدنية المختلفة - القواعد الصحية في الأكل - تأخير السحور وتعجيل الإفطار).

 

4- الارتقاء بالطفل من الناحية الدراسية: (مساعدته على التفوق، وذلك بإرشاده إلى طرق المذاكرة الصحيحة، وكيفية إدارة وقته في رمضان، وعمل جدول للمذاكرة).

 

5- إحياء دور المسجد في نفس الطفل.

 

6- تدريب الطفل على إلقاء الخواطر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - التعاون والتكافل - صلة الرحم - الشجاعة[3].

 

أخطاء في تربية الأبناء في رمضان:

1- تربية الأطفال على التهاون، وعدم المحاسبة على التقصير في الصيام والقيام، وقراءة القرآن، والدعاء والذكر.

 

2- تربية الأولاد على التهور، وسلاطةِ اللسان، والتطاول على الآخَرين.

 

3- تربية الأولاد على الإسراف، نتيجة لتناول الكثير من أصناف الطعام والحَلوى في الإفطار.

 

4- المبالغةُ في إحسان الظنِّ بالأولاد.

 

5- تربية الطفل على عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم الذهاب إلى المساجد.

 

فمن الواجب على كل مسلم أن يربيَ أبناءه على الطاعة والتربية التي أمر بها الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.



[1] صفحات رمضانية (1 / 20).

[2] مجلة طفلي.

[3] من مقال: أساليب تربية الأطفال في رمضان.



ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة