إيمان المحمدي

أومن أن الأفكار البسيطة لا بد أن تتبلور حتى تكتمل أركانها وتساعد في انتهاج فكر قويم في المستقبل.

بالأمس جاءني ابن أخي، عمره 6 سنوات، وقال لي بمنتهى التلقائية: "أريد أن أجعل يومي جميلاً." قلت له: كيف ستجعل يومك جميلاً؟ قال: "أريد أن أخطط ليومي، وبهذا سيكون يومًا جميلاً".

حقيقة، انبهرت بهذه الكلمات الكبيرة من هذا الطفل ذي العمر الصغير. فشرحت له بشكل مبسط كيف يكون التخطيط اليومي، وأعطيته مثالاً يتكون من خمسة عناصر، تعمدت أن يكون أغلبها أشياء يفعلها بالفعل كي يشعر بالإنجاز في نهاية يومه.

بدأت معه بعنصر أساسي، أوضحت له أن هناك أشياء في يومك لا بد أن تُفعل مهما بلغ منك الانشغال أو الإرهاق، مثل الصلاة، فهذا جانبك الديني.

سألته: ماذا تحب أن تضيف إلى جدولك؟ قال لي: "أحب أن ألعب الكرة مع أبي." فأضفته له، وأوضحت له أن باختيارك لهذه النقطة فقد اهتممت بجانبك البدني أو الترفيهي.

وأضفت أنه لا بد من الاهتمام أيضاً بجانب التنظيم، فكان العنصر التالي هو ترتيب سريره بشكل يومي بعد استيقاظه من النوم. وبعدها، سألته عما يحب إضافته، فقال لي: "أحب أن أذاكر بعض الوقت في يومي لأنني في الإجازة."

وكان العنصر الخامس هو طاعة الوالدين، وكان الشرط في هذا العنصر أن يعود تقييمه لوالديه.

بهذا، نشجع أطفالنا ونساندهم في استصدار الأفكار من عقولهم. ولا أخفيكم سراً أن خير داعم ومعين لتنمية عقل الطفل هو "الملل"، فلا بد من تجنب إلهاء الطفل طوال يومه بالشاشات بدافع أنه في فترة الإجازة أو التفكير في ماذا سيكون البديل ليفعله.

والإجابة هي: إشغال وقت الطفل ليس جزءاً من مسؤوليتك. فالملل يُمرن عضلاتهم الإبداعية ويساهم في الوصول إلى سماتهم الشخصية غير المكتشفة بعد. لذا، لا بد ألا تكون مصدر الاعتماد الوحيد لأطفالك للمرح والمتعة.

فالاستسلام للشاشات يفقد طفلك فرصته في تنمية جزء أساسي من دماغه، وهو المسؤول عن التحكم في العاطفة. فبدلاً من أن يتعلم كيفية إدارة مشاعره بنفسه أو مع الآخرين من خلال اللعب أو التعبير عنها، يتعلم تجاهل مشاعره أو إلهاء نفسه بالشاشات. وهذا يؤدي إلى "عدم التنظيم العاطفي" أو ما يُعرف بين الآباء باسم "نوبة الغضب".

لذا، كن خير داعم لطفلك بتركه للملل لينمي عقله.

المصادر:

موقع Fatherly، مقال: The Importance of Letting Your Kids Be Bored.

موقع HuffPost، مقال: Yes, Really, Let Your Kids Be Bored. It's Good for Them.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة