تتعرض الأمة الإسلامية لحالة ضمور بنيوي ثقافي ومعرفي، كما تتعرض لتشييد محتوى ثقافي بديل عبر اللغات الأجنبية وإهمال وتهميش اللغة العربية.
تتعرض الأمة الإسلامية لحالة
ضمور بنيوي ثقافي ومعرفي، كما تتعرض لتشييد محتوى ثقافي بديل عبر اللغات الأجنبية
وإهمال وتهميش اللغة العربية.
وترتسم معالم الصعود المجتمعي
والوظيفي على سلم إتقان اللغة الأجنبية، ويشغل العديد من المراتب الوظيفية من بين
أبنائنا أصحاب اللسان الأعجمي.
وقد كان في حقبة سابقة تعليم
اللغة العربية يدخل ضمن مقومات الأمن القومي، ومع تنامي التدهور الذي تمر به
مجتمعاتنا تغيرت قضايا ومفاهيم الأمن القومي حتى وصل التهديد للهوية.
فالهوية مدخولات ثقافية بلغة
معينة؛ فعندما تتراجع اللغة العربية لصالح اللغة الأجنبية يمثل هذا تهديدًا
للانتماء والهوية.
وفي السياق المجتمعي للتنشئة
المحصنة ضد الاختراق الأخلاقي والمعرفي يتوجب على المربين الاهتمام باللغة العربية
ومصدرها الأساسي حفظ القرآن الكريم.
تقول القاعدة الفقهية: إنه ما
لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وحيث لا يتم فهم القرآن إلا بإتقان اللغة العربية
يصبح في حكم الوجوب مدارسة لغة القرآن الكريم.
إن المتابع للشأن العام في
بلادنا يلاحظ بسهولة نتائج تجفيف منابع الثقافة، وتكاثر العقول ذات التفكير السطحي،
وخلو الأذهان من محتوى معرفي ذي قيمة.
إن الاهتمام بالمحتوى للجيل
الناشئ يعد من أهم القضايا التي يجب أن يعنى بها المربون والعاملون في حقل
التربية، فهذا المحتوى هو الحصن الذي يحمي النشء في ظل الهجوم الكاسح للعولمة
والانفتاح عبر التكنولوجيا الخارجة عن السيطرة.
ولا مناص من مناهج لهذا
المحتوى تقوم على القرآن والسنة الصحيحة وتدارس ما لا يسع المسلم جهله من السيرة
والتاريخ وما يلزم من فقه العبادات.
إن هذا يعد بمثابة صناعة
معايير للنشء تمكنه من حسن إدارة ميزان القبول والرفض للمفاهيم والأفكار، وبغير
هذا ستستمر الحالة المرضية في الأمة بتخريج أجيال ممسوخة بلا هوية.
إضافة تعليق