من المثير للذعر والقلق أن تعلم أن ابنك هو المتنمر! فلا يريد أحد من الآباء أن يتلقى اتصالًا هاتفيًا من المدرسة يخبروه بأن طفله يتنمر على الآخرين.
من المثير للذعر والقلق أن تعلم أن
ابنك هو المتنمر! فلا يريد أحد من الآباء أن يتلقى اتصالًا هاتفيًا من المدرسة
يخبروه بأن طفله يتنمر على الآخرين.. لكن الحقيقة أن الكثير من الأطفال يتنمرون على
أقرانهم، حتى أكثر الأطفال تهذيبًا، وهو ما يثير دهشة ذويهم!
وفي بعض الأحيان يشاركون في التنمر؛
لأنهم يريدون الانسجام مع مجموعة من الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين، بل أيضًا
الأطفال الذين يرغبون في الحصول على الاهتمام قد يصبحون أيضًا متنمرين، وقد لا
يدركون كيف تؤثر أفعالهم أو كلماتهم على الأطفال الآخرين، ومدى الأذى الذي يتسببون
به. وقد يكون هؤلاء الأطفال المتنمرون قد تعرضوا للتنمر يومًا ما، فيرغبون في الانتقام
من الآخرين.
ماذا لو
علمت أن طفلك يتنمر على الآخرين؟!
حاول تخطي الشعور بالدهشة، وابحث عن
خطوات عملية لعلاج هذا السلوك السيئ.
أول خطوة هي البحث عن الأسباب وراء
هذا السلوك،
فما
الأسباب التي تدفع الشخص إلى التنمر؟!
إليك بعض الأسباب التي قد تجعل من الطفل متنمرًا:
● النقص العاطفي:
تعرضهم لبعض المشكلات الأسرية مثل الطلاق، أو عدم وجود بيئة آمنة وداعمة للطفل داخل أسرته، وانشغال الأهل عن الطفل.
● العنف الأسري:
أغلب المتنمرين يعانون من العنف الأسري أو يشاهدونه، سواء كان هذا العنف لفظيًا أم بدنيًا. أو قد يشاهدون تعرض أحد أفراد الأسرة للعنف.
● الضعف الدراسي:
قد يكون الطفل ضعيفًا دراسيًا، فيحاول تعويض هذا النقص بممارسة السلطة والتنمر على الطلاب الآخرين.
● الفهم الخطأ للقيادة:
بأن يعتقد أن مفهوم القيادة هو السيطرة على الآخرين والصراخ والتحكم بهم.
● رد فعل من التعرض للتنمر:
تشير النتائج أيضًا إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر هم أكثر عرضة بمرتين لأن يصبحوا متنمرين.
● غياب القدوة الحسنة:
بأن يكون أحد معلميه متنمرًا ويتنمر على الطلاب، أو يفعل أحد الوالدين ذلك.
● الشعور بعدم الرضا:
التخلص من شعور عدم الرضا عن النفس من خلال التنمر على الآخرين، وجعلهم يشعرون بعدم الراحة والاطمئنان.
● الشعور بالتجاهل:
الشعور بعدم الاهتمام والتجاهل؛ لذا يحاول لفت الأنظار بافتعال المشكلات والتنمر على الآخرين.
● الإفراط في التدليل:
نعم، فالطفل المدلل تربى على فرض السيطرة، والتحكم في حياة الآخرين. لذا يحاول فعل المثل في المدرسة أو أي تجمع بشري آخر.
● تسلط الأهل:
الأهل المتسلطون الذين يمنعون الأبناء من التعبير عن آرائهم، ويسلبون أبناءهم حريتهم، أبناؤهم عرضة لتعويض ذلك بالتسلط وممارسة الاستقواء على الأطفال الآخرين.
● نتيجة لمشاهدة بعض أفلام الكارتون:
بعض أفلام الكارتون تبث العنف، وتحث
الأطفال على التنمر على من لا يشبهونهم وعلى نبذهم.
للتعرف على المزيد من
أسباب التنمر اقرأ هنا:
كيف تحمي طفلك من التنمر؟
٨ علامات تكشف
أن طفلك متنمر:
حتى إذا لم يخبرك طفلك بأنه يتنمر على
الآخرين، ولم يخبرك أحد المسؤولين عن تنمر طفلك؛ فإليك علامات قد تلفت انتباهك بأن
طفلك متنمر:
يميل إلى
العنف والعدائية:
يظهر الطفل ميلًا نحو السلوكيات
العنيفة والعدائية مع الآخرين أو إخوته، وقد يكون هذا العنف لفظيًا أو بدنيًا، مع
ظهور نوبات غضب شديدة الحدة لم تكن موجودة من قبل.
الرغبة في
فرض السيطرة:
يرغب في فرض السيطرة الشديدة على إخوته
بطريقة مبالغ بها.
رغبة في
كسر وتخطي القواعد:
تلاحظ أن الطفل لديه رغبة في عدم
احترام القواعد، والرغبة في كسر قواعد الفصل الدراسي، وقواعد المنزل، وقواعد اللعب،
مهما كانت النتائج.
الأنانية
المفرطة:
يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية، دون
الاهتمام بمصالح الآخرين.
الغرور:
غرور بقوته وبقدرته على فرض سيطرته
على مجموعة من الأطفال.
التلاعب
بالآخرين:
التلاعب بإخوته ومحاولته فرض سيطرته
عليهم.
التحدث عن
الأطفال الآخرين بطريقة عدوانية أو سلبية:
تجده يتحدث عن أقرانه بطريقة سيئة،
ويتنمر على شكلهم وحديثهم.
امتلاك
نقود أو ألعاب أو أشياء أخرى لا تخصه:
تجد مع طفلك أحيانًا ألعابًا أو نقودًا
قد حصل عليها من الاستقواء على أقرانه.
لا تؤكد تلك العلامات أن طفلك يتنمر
بالتأكيد، ولكن من المهم أن تظل هادئًا وتكتشف معلومات أكثر عن طفلك وعن يومه الدراسي وعلاقته بأقرانه، من خلال فتح
قنوات التواصل بينك وبينه. وأيضًا من خلال التواصل المستمر مع معلميه لمتابعة حدوث
أي مشكلة أولاً بأول.
عند
اكتشافي لتلك العلامات عند طفلي، ماذا أفعل؟!
سواء أخبرك طفلك أنه تنمر على زميله،
أم أخبرتك المدرسة أو أحد أولياء أمور الطفل، وبغض النظر عن السبب وراء تنمر طفلك،
عليك تأديب طفلك على خياراته السيئة، فالتنمر خيار، ولن ينتهي هذا السلوك ما لم
يتحمل طفلك عواقب أفعاله ويعترف بأخطائه.
ماذا لو
أنكر طفلك تنمره على الآخرين؟!
إذا أنكر طفلك التنمر، يمكنك ببساطة
أن تقول له: "أعلم أنه من الصعب الاعتراف
بذلك، لكنني أريد حقًا مساعدتك حتى تتوقف عن هذا السلوك".
وساعد طفلك على فهم كيف يؤثر سلوكه على الآخرين، على سبيل المثال بأن تخبره "هل ترغب في أن يفعل أحدهم المثل معك؟"، أو "هل تعلم كيف شعر هذا الشخص عندما تنمرت عليه؟!".
كيف تتعامل مع سلوك التنمر لدى طفلك؟!
كن هادئًا:
عندما تتصل بك إدارة المدرسة لتبلغك
أن طفلك يتنمر على زملائه، أو يبلغك أحد أهالي الأطفال المتنمر عليهم؛ كن هادئًا،
وتغلب على قلقك، واستمع إليهم باهتمام؛ لتعرف شكواهم، واستمع لرواية طفلك أيضًا
لتحدد إذا كان طفلك متنمِّرًا أم متنمَّرًا عليه.
احذر
التبرير لطفلك:
يميل أغلب الآباء إلى التبرير
لأبنائهم، وإنكار أنهم متنمرون، وتبرير تصرفاتهم العنيفة، بل يعتقد أغلب الآباء أن
أبناءهم ملائكة لا يخطئون، بينما يُسيء هذا لطفلك وللأطفال الآخرين.
التعامل
بجدية:
بعض الأهالي عندما يعلمون أن طفلهم
متنمر وليس متنمرًا عليه، يشعرون
بالفخر، وأن هذا دليل على قوة طفلهم، بينما الأمر عكس ذلك؛ فطفلهم يتسبب في الأذى
النفسي أو البدني للآخرين، وإن لم يتم التدخل فسوف يزداد الأمر سوءًا، ويكبر الطفل
ويتسبب في تخريب الممتلكات ويخالف القانون ويمارس العنف على أسرته وأولاده في المستقبل.
تحديد
السبب وراء هذا السلوك:
من أجل تطوير خطة لانضباط طفلك،
والتخلص من هذا السلوك، تحتاج إلى معرفة الدافع وراء تنمر طفلك على الآخرين، أو
إذا كان طفلك يتعرض للتنمر لذا فهو ينتقم ويتنمر على الآخرين.
اشرح لطفلك
الأذى النفسي الذي يتسبب فيه:
فالتنمر يتسبب في أذى نفسي وبدني
وعاطفي للأطفال المعتدى عليهم قد يدوم معهم، بل ويؤذي الشخص المتنمر نفسه.
الشجارات
المنزلية:
من الطبيعي أن يتشاجر الأطفال مع
أشقائهم في المنزل، في حالة أن هذا الشجار لا يسبب الأذى النفسي والبدني لهم، لكن
من الممنوع استخدام الشتائم والألفاظ غير المقبولة، ومن الضروري التحدث إلى الطفل
عما هو مقبول وغير مقبول من السلوكيات، وإذا تنمر طفلك على أخيه، فعليك التحدث
معه، ليس بغرض أن يعلم أنك على دراية بالموقف فحسب، بل لتوضح له أن التنمر غير
مسموح به وغير مقبول ولن يتم التسامح معه. وعلى الرغم من أنك لست مضطرًا إلى سرد
العواقب على الفور، إلا أنك تحتاج إلى التحدث مع طفلك حول أفعاله، ولا تنس أن تحرص
على التزام الهدوء وتجنب أي لغة مخزية مع طفلك، ووضح له أنه سوف يتم تأديبه على
اختياره للتنمر على الآخرين.
أظهر
تقديرك لتحسن سلوك طفلك:
أظهر تقديرك لتحسن سلوك طفلك حتى لو
بدا التحسن بسيطًا، وشجعه على الاستمرار.
علمه
التعاطف:
علم طفلك التعاطف مع الآخرين،
والإحساس بمشاعر الآخرين، وأن يضع نفسه مكانهم، ويفكر كيف شعورهم عند التعرض
للتنمر؟! فعندما يتعلم طفلك أن يرى الأمور من منظور الآخرين، فمن المرجح ألا يتنمر
على الآخرين في المستقبل.
علمه
الاعتذار:
علم طفلك أنه يتوجب عليه الاعتذار عند
التسبب في أذى الآخرين، ففي الاعتذار قوة، وعلمه أيضًا أن الاعتذار واجب عليه
عندما يخطئ في حق الآخرين.
اربط قلب
طفلك بالتوجيهات الربانية:
علم طفلك أن التوجيهات الربانية
والسنة هي البوصلة التي تحدد لنا كيف نتعامل في أمورنا الحياتية، وعند التحدث عن
التنمر علينا أن نتحدث عن توجيهات الله لنا في هذا الأمر، والتحذير من السخرية من
الآخرين حتى لو على سبيل المزاح، فلا نسخر من شكل أو لون أو عرق، ولا نطلق الألقاب
المثيرة للضحك التي تسخر من شكل أو لون الأشخاص. ونذكرهم بالآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ
قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ
نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الحجرات: 11].
ادمج طفلك
في الأنشطة المجتمعية:
اجعل طفلك يشارك في الأنشطة
المجتمعية، سواء أكانت جمع تبرعات، أم توزيع صدقات، أم تنظيف الحدائق العامة، أم
حملة تشجير؛ فذلك يزيد من تعاطفه مع الآخرين، ويشعره بالمسؤولية تجاه البيئة من
حوله.
وقف
استخدام العنف:
إذا كنت تتعامل مع طفلك بعنف بدني أو
لفظي، توقف على الفور، ولا تسخر من طفلك باستخدام بعض الألقاب أو الألفاظ.
استخدام
العواقب المنطقية:
عندما يتعلق الأمر بتأديب الطفل على
سلوك التنمر؛ فإن العقاب يكون في حجم السلوك نفسه؛ على سبيل المثال، إذا كان طفلك
يستخدم جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول الخاص به للتنمر على الآخرين عبر
الإنترنت، فإن العاقبة المنطقية ستكون الحرمان من استخدام الهاتف المحمول أو
الكمبيوتر. وتختلف العواقب في كل حالة تنمر عن الأخرى.
علم طفلك
مهارات جديدة:
انتبه لأسباب سلوك التنمر لدى طفلك؛
هل السبب في ذلك افتقاره لبعض المهارات، لذا عند حلها سوف يتوقف سلوك التنمر في
المستقبل؟! على سبيل المثال، إدارة الغضب والتحكم في الانفعالات. أم أن طفلك يتنمر
لجذب الانتباه؟! أو للتقرب لبعض مجموعات الأصدقاء؟!
إذا كانت الإجابة هي جذب الانتباه،
فقد تكون هذه مشكلة احترام الذات وانعدام ثقة بالنفس؛ لذا ساعد طفلك على الشعور
بالثقة بنفسه، أما إذا كان السبب هو ليلائم أصدقاء محددين ويتقرب منهم؛ فعليك
تعليمه كيفية اختيار الصديق الجيد والابتعاد عن أصدقاء السوء.
علم طفلك
أن كلنا سواسية:
علم طفلك أن الإسلام يهدف إلى إصلاح
النفس البشرية، فإن صلحت صلح المجتمع، وإن أحسن الناس إسلامًا أحسنهم خلقًا. كما
أكِّد على مبدأ المساواة وأن كلنا سواسية في الواجبات والحقوق، لا فرق بين عرق أو
لون. وتتجلى صورة المساواة في قصة بلال بن أبي رباح -رضي الله عنه-، وكيف كان قبل
الإسلام وما كان يتعرض له من تنمر، وكيف كرمه الإسلام كأول مؤذن للرسول -صلى الله
عليه وسلم-.
علم طفلك
الإخاء والمحبة:
"لا
يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"، وهذا لا يتوافق مع البيئة التي بها تنمر، فإذا أحب المؤمن
للآخرين ما يحبه لنفسه فسوف يتخلص من غريزة حب النفس المبالغ فيها (الأنا) وتهوين
الآخرين والاستقواء على الغير.
النهي عن
الكبرياء:
الكبرياء من الخصال غير الحميدة،
وفيها تجاوز على الآخرين، وقد نهانا ديننا الحنيف عن التكبر وأمرنا بالتواضع.
النهي عن
إرهاب الآخرين:
قال
الله تعالى: (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ
اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة: 190]، كما نهى الإسلام عن
ترويع الآخرين، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا». [أخرجه أبو داود].
علم طفلك
أنه قدوة بأفعاله:
علم طفلك أنه قدوة لغيره من الأطفال،
في أفعاله وأقواله، وعليه أن يكون مثالاً جيدًا.
مشاركة
الطفل في الرياضات المختلفة:
إذا كان السبب في تنمر طفلك هو فقدانه
للثقة بنفسه؛ فإن ممارسة الرياضة سوف تزيد من ثقته بنفسه، وتعلمه الدفاع عن نفسه،
مع التأكيد على عدم استخدام القوة العضلية على الآخرين، ولكن فقط لوقف محاولات
الإيذاء البدني إذا تعرض له.
التعاون مع
المدرسة:
ينبغي التعاون مع المدرسة لوقف هذا
السلوك، من خلال وضع خطة مع معلميه ومتابعة تطور هذا السلوك، وعقابه إن استمر في
ذلك، دون استخدام العنف.
وفي النهاية، أحيانًا عندما يتم اكتشاف
التنمر مبكرًا وتتم معالجته بشكل جيد، فإنه عادة لا يتكرر في المستقبل، ولكن عليك
مراقبة سلوكيات طفلك باستمرار وتأديبه إذا لزم الأمر.
----------
المصادر:
Ways discipline child for bulling
others.
Teaching Kids Not to Bully.
Your child might be a bully, here are 7
ways to stop that behavior.
Children bulling others.
Souhir Jemaiel
مهتمة بالموضوع