يتعرض البشر خلال حياتهم -سواء أكانوا أطفالًا أو مراهقين، شبابًا أو حتى كهولًا- إلى ضغوط كثيرة؛ كالإحباطات، والفشل، وخيبات الأمل، والحرمان، والفقدان، والخوف، والقلق، والضيق؛ ويتباينون في تفاعلهم وتعاملهم مع هذه الضغوط.
يتعرض
البشر خلال حياتهم -سواء أكانوا أطفالًا أو مراهقين، شبابًا أو حتى كهولًا- إلى
ضغوط كثيرة؛ كالإحباطات، والفشل، وخيبات الأمل، والحرمان،
والفقدان، والخوف، والقلق، والضيق؛ ويتباينون في تفاعلهم وتعاملهم مع هذه الضغوط، فتظهر
ردود أفعال واستجابات مختلفة، منها ما هو صحي طبيعي لا يؤثر على اتساق الحياة، ومنها
ما هو مرضي مضطرب يختل فيه توازن الحياة؛ والسبب هو مستوى الحصانة النفسية التي
يتمتع بها الفرد.
ماذا
نعني بالحصانة النفسية؟!
الحصانة النفسية هي القوة الداخلية التي تمكّن الفرد أثناء
وبعد التعرض للضغوط من التقاط أنفاسه والتحكم بذاته والسيطرة على مشاعره وسلوكياته،
حتى لا تفلت منه؛ ما يضمن له الاستمرارية بفعالية في الحياة على قسوتها.
وتُبنى الحصانة النفسية من المعتقدات الإيجابية والسليمة
حول الذات والناس والحياة تمكّن الفرد من التحكم بمشاعره وانفعالاته الضارة التي
تسمم الحياة، وتعطيه القدرة على الصمود؛ ما يجعله قادرًا على مواجهة تحديات الحياة وتجاوز المشكلات
والإحباطات والفشل بطرق فاعلة لتحقيق التوازن النفسي والاتساق مع الحياة.
ويعد
بناء شخصية تتمتع بالحصانة النفسية من أهم المنجزات التربوية للوالدين والمربين في
طريق بناء شخصية متوازنة عقليًا ونفسيًا واجتماعيًا وروحيًا وانفعاليًا؛ فالحصانة
النفسية تُبنى منذ الطفولة. ويتوجب علينا لفهم الحصانة النفسية أن نتعلم قليلاً عن
الشخصية الإنسانية.
الشخصية
الإنسانية:
الشخصية
تركيب معقد من السمات والخصائص والقدرات والإمكانات والمواهب التي تميز الفرد
الإنساني، إضافةً لمجموعة الأفكار والمعتقدات التي يحملها والقيم التي يعمل في ضوئها،
والاتجاهات والميول والدوافع التي يكتسبها عبر تفاعله مع البيئة المحيطة به؛ ما
يجعله شخصًا متفردًا بذاته، مختلفًا عن غيره..
وعندما نتكلم عن الشخصية نميز بين شخصية سوية (صحية)
وأخرى غير سوية (مَرَضِيّة)؛ فالشخصية السوية
(الصحّيَّة) هي القادرة على مواجهة تحديات الحياة والتكيف مع صعوباتها والتعامل
باتزان وتوازن مع المشاعر والانفعالات، والقدرة على التعبير بطريقة صحيحة في
المواقف المختلفة. أما الشخصية غير السوية (المَرَضِيّة) فهي تلك التي لا تمتلك
القدرة على التعامل مع الأزمات والمواقف الصعبة، والتي ينهار بناؤها النفسي عند
أول عقبة أو أزمة، كما أنها لا تستطيع التعامل مع المشاعر والانفعالات بطريقة
مناسبة، وتكون أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية، بمعنى أنها لا تملك حصانة
أو متانة نفسية تمكنها من الصمود.
ولا بد أن ننوه إلى أن الفرق بين الشخصية السوية وغير السوية
فرق في الدرجة وليس في النوع؛ فالقلق شعور طبيعي باعث على العمل، ودافع لإنجاز
المهمات المختلفة، بل والإبداع، أما القلق المرضي فهو قلق معيق يعمل على عرقلة التقدم
والإنجاز على المستوى الشخصي والعائلي والمهني؛ وكذلك الحال بالنسبة للخوف، والاكتئاب،
والوسواس، وغيرها من الاضطرابات النفسية والسلوكية.
الشخصية
الإنسانية؛ وراثة أم بيئة؟!
أكد
الباحثون أن كثيرًا من جوانب الشخصية الإنسانية مثل: السمات والإمكانات والقدرات؛ الجيد
منها وغير الجيد مثل: (الذكاء، المزاج، الاستجابة للضغوط، التحمل، الصبر، الطيش،
الميل للانحراف، الرقة، القسوة، القلق، الخوف... إلخ) تخضع لمبادئ الوراثة، فيتوارثها
الأبناء عن آبائهم، ويورثونها لأبنائهم وأحفادهم. إلا أن دور البيئة مهمٌ جدًا بل
وضروري؛ فهي تعمل على تشغيل هذه البرمجة الوراثية من خلال أساليب التعلم والتنشئة
الاجتماعية بإظهار تلك السمات والخصائص في الشخصية؛ أو اندثارها أو إظهار ضدها. فالشخصية
الإنسانية هي نتاج تفاعل البيئة والوراثة معًا؛ بمعنى أن البيئة الأسرية
والاجتماعية بما فيها من تفاعلات؛ مسؤولة عن إظهار السمات والقدرات
والامكانات المبرمجة وراثيًا بأقصى أداء ممكن أو العكس، كما أنها مسؤولة عن إظهار
الصفات والسمات التكيفية وغير التكيفية.
كيف
تتشكل الحصانة النفسية؟!
تتشكل الحصانة النفسية من خلال أساليب التنشئة الاجتماعية والممارسات الوالدية التي يتفاعل معها الأطفال منذ الطفولة الأولى؛ فالكلمات التي يسمعها الطفل، واستجابة الآخرين لتصرفاته، وملاحظة سلوك الآخرين في التعبير عن المواقف والأحداث والأشخاص من حوله، وتفاعلات الناس وتقييمهم للمواقف المختلفة؛ كل ذلك سيشكل أفكاره ومعتقداته وتقييماته العقلانية أو اللاعقلانية حول ذاته أو المواقف أو الأحداث، كما سيكسبه طرق التعبير الانفعالي المختلفة. وتفصيل ذلك ما يلي:
· أثر الكلمة:
الكلمات
التي يسمعها الفرد تصوغ اعتقاده حول ذاته إيجابًا أو سلبًا؛ فالكلمات التي يخزنها
ويحتفظ بها في مخزونه المعرفي هي الكلمات القوية والتي رافقها شحن انفعالي قوي؛ فالكلمات
المحفزة والمشجعة، أو تلك التي تحمل تقديرًا عاليًا، أو ثناءً على أداء مهمات حتى
لو كانت صغيرة؛ تسهم في تشكيل مفهوم ذات إيجابي وتقدير ذات مرتفع.
فإن كلمات مثل: (أحسنت، أنا أثق بك، كلما
تعلمت أكثر أصبحت أفضل، فخور بإنجازاتك، أنت قادر، مادمت تحاول فأنا أدعمك، حاول
وأنا على يقين أنك ستنجح، أنا أعتمد عليك... إلخ) ستجعله أكثر ثقة بذاته وثقة في المحيط،
فيتعلم اعتقادًا بذاته إيجابيًا، كما تعزز شعوره بالقيمة الذاتية والكفاءة؛ ما
يسهم في تطوير شعوره بالتحكم والالتزام وتحمل المسؤولية.
بالمقابل فإن
الكلمات القاسية، المؤلمة والمحزنة، أو تلك التي تجعل الطفل يشعر بالخزي أو تأنيب
الضمير الشديد من مثل: (أنت لا تليق، لست قدر المهمة، خيبت أملي فيك، أنت لا تفهم،
في كل مرة أكرر ما ينبغي فعله ولا تفعل، هل أنت صغير حتى تخطئ؟! كم أنت بشع! أنت
غير إخوانك، أنت الخرزة الزرقاء في العيلة)؛ تهدم صورة الذات، بل وتشوهها؛ ما يجعل
النفسية سهلة الكسر عند أي عائق أو مشكلة؛ لأنها ستعاني على الأغلب من الهشاشة
النفسية.
إن اختيار الكلمات المناسبة التي يسمعها الأطفال إن أحسنوا أو أساؤوا؛ مهمة جدًا في تقوية الجبهة الداخلية لديهم؛ ما يعزز قدرتهم على التحمل والثقة بالقدرة الذاتية على تجاوز الصعوبات.
· أثر المشاهدة (التعلم بالملاحظة):
يركز علماء النفس المعرفيون والاجتماعيون
على أهمية مشاهدة وملاحظة سلوك النموذج (القدوة) في التعلم الإنساني، خصوصًا في
الطفولة المبكرة؛ ويعد الوالدان النموذج الأول الذي يتعلم منه الطفل؛ فيرى
تفاعلاتهما وكيف يتعاملان في المواقف المختلفة، وكيف يتصرفان مع المشكلات والمواقف
المحبطة، ويرى انفعالاتهما المنضبطة أو المتطرفة سلبًا وإيجابًا؛ فيتعلم بالملاحظة -على اختلاف تقييم
الناس لها- المواقف المزعجة، ولمَ هي مزعجة؟ وكم هي مزعجة؟ يتعلم المواقف المخيفة،
ولمَ هي مخيفة؟ وكم هي مخيفة؟ يتعلم ما هو محبط، ولمَ هو محبط؟ وكم هو محبط؟ فالأم
التي تهتم بأطفالها وتشعر بالقلق عليهم دون أن يؤثر ذلك على نسق حياتها ودون أن ينتقل
شعورها بالقلق لأبنائها؛ سينشأ أبناؤها أكثر استقرارًا وأكثر ثقة
واقتدارًا، ويتعلمون -بملاحظة سلوكها- السيطرة على المشاعر،
على عكس الأم القلقة والتي سينشأ أطفالها قلقين لا يشعرون بالأمان والثقة.
والأب الذي يواجه المشكلات عمومًا والتربوية خصوصًا بحكمة وانفعالٍ منضبط؛ سيكون نموذجًا طيبًا للتعامل مع المشكلات، فيتعلم الابن بالملاحظة التروي وضبط الذات والتحكم بالمشاعر والالتزام وتحمل المسؤولية. بالمقابل فإن الأب الذي يواجه المشكلات بانفعال شديد؛ غضب أو صراخ أو ضرب؛ سيتعلم الابن بالملاحظة نفس الأسلوب في التعاطي مع المشكلات. عدا أنه ستهتز ثقته بنفسه إذا تعرض لغضب والده وسخطه، وسيعزز إحساسه بالفشل وعدم القدرة؛ ما يضعف دفاعاته الداخلية.
· التقييمات والمعايير:
في عمر
مبكر يبدأ الطفل تعلم التقييمات المختلفة، فيتعلم من خلال تفاعله الاجتماعي
المباشر تقييم الناس والأحداث والمواقف، وكذلك تقييم الأفكار والمعاني واكتساب معايير
هذا التقييم. فهذا جميل وهذا قبيح، هذا محبط وهذا محفز وملهم، هذا عيب وهذا ضروري،
هذا خيّر وهذا شرير؛ وما بين هذا وذاك يتعلم إعطاء قيمة إما متطرفة إيجابًا أو سلبًا
أو معتدلة لهذه المواقف والأشياء طوال سنوات تنشئته الاجتماعية.
لذلك يتباين البشر فيما بينهم في تقييم المواقف كما يتباينون في التعبير عنها انفعاليًا؛ ما يجعلهم متباينين في مستوى قوتهم وحصانتهم النفسية؛ فالمواقف المحرجة برأي أحدهم والتي تستدعي الانزعاج والضيق أو البكاء أحيانًا؛ سيترك فيه شروخًا نفسية؛ بالمقابل سنجد ذات المواقف عند آخر عبارة عن مواقف بسيطة أو خبرات ذات قيمة أو طريفة تستدعي الضحك وتتحول إلى نكتة الموسم دون أن يهتز من الداخل؛ ومثله الفشل والإحباط؛ البعض يراه خبرة مؤلمة تستدعي شعور بالقهر والرغبة بالانسحاب أو الانسحاب فعلاً أو إيذاء الذات بتقريعها ولومها؛ والبعض الآخر يراه خبرة مزعجة بقدر محدد لكن يتجدد لديه الشعور بالسيطرة على الذات والتقاط الأنفاس والقدرة على البدء من جديد. الحصانة النفسية تستدعي تعلّم تقييمات سليمة وموضوعية للأحداث والأشخاص والأشياء.
· الأدوات النفسية الصحية لمواجهة الضغوط والمشكلات:
إن
امتلاك كلا الوالدين والمربين للأدوات النفسية والعقلية الصحية مثل الصبر والتحمل
وتأجيل الإشباع والأفكار العقلانية والواقعية، وردود الفعل المنضبطة لمواجهة
الضغوط والعقبات أو المصائب أو الفشل أو الإحباط لها دور كبير في مساعدة الأبناء
في اكتساب ذات الأدوات عند مواجهة المشكلات من خلال النمذجة وما يتعرضون له من خبرات مربية وجهد سليم في
سبيل امتلاك واكتساب هذه الأدوات.
كيف نبني قلعة التحصين النفسي؟!
أما كيف يساعد الوالدان والمربون الأبناء على اكتساب الأدوات النفسية والعقلية لبناء الحصانة النفسية فهي كالآتي:
· تقبل الطفل تقبلاً غير مشروط ودعم الثقة بالنفس:
يُمارَس ضغط نفسي على الطفل الذي لا ينسجم ومعايير الأهل (من وجهة نظرهم) في تقييم كفاءة أو نجابة أو فلاح الأبناء؛ ما يعزز إحساسه بالفشل وفقدان الأمل. بينما تقبله بإمكاناته وقدراته وموروثاته التي لا دخل له بها تقبلاً غير مشروط والاحترام لذاته؛ يعملان على تحرير الطاقات والإمكانات غير المتوقعة، فتزداد الكفاءة النفسية لديه، وتزداد الثقة بالذات؛ ما يقوي الجبهة الداخلية للفرد لمواجهة الضغوطات والتحديات.
· ابنِ إرادة صلبة وعزيمة قوية:
فالصبر والرضا وتأجيل الإشباع ومقاومة الإغراء مما يتوجب على المربين الاهتمام به؛ فليس كل ما يحبه الطفل يُعطاه، ولا كل ما يرغبه يُسهّل له، ولا كل ما يشتهيه يلبى، وذلك من خلال دستور منزلي يتضمن تعليمات وقوانين وأنظمة أسرية يتفق عليها الجميع.
والتأجيل لا يعني الحرمان؛ فهو فالرغبات تُعطى بقدر وبوقت وبكيف متفق عليه مسبقًا، وهو لبناء الإرادة والقدرة على التحكم بالذات والسيطرة على البيئة وتطويعها بما يتناسب مع التأجيل.
· تنمية التفكير العقلاني لحياة صحية:
إن استخدام الحوار البناء والفعال مع الأبناء منذ الطفولة؛ يكسبهم استراتيجيات التفكير السليم والمفاهيم الصحيحة حول الأشياء والمواقف والناس مع استخدام الدليل؛ ما يجنبهم الوقوع في فخ الأفكار اللاعقلانية والتي تعمل على تشويه الإدراك وتضعف المنعة النفسية؛ فتجعل الفرد عرضة للصراعات والقلق المزمن، من مثل: الأحكام المتطرفة أو التهوين أو التهويل للأحداث أو المواقف أو الأشخاص، أو التعميمات الخاطئة أو النظرة السلبية للذات، أو البحث عن الكمال في الأفكار أو الأشخاص أو الإنجازات وغيرها من زمرة الأفكار اللاعقلانية التي تعيق تكيف الفرد مع الحياة.
· تحت شعار "كل مشكلة ولها حل " درب أبناءك على تفكير حل المشكلات:
من أهم الأدوات النفسية تعلم تفكير حل المشكلات والتفكير المتشعب (التفكير الإبداعي)؛ وذلك بالعمل على تدريب الأبناء بعمر مبكر بما يناسب مستواهم النمائي من خلال اللعب لمشكلات بسيطة، وتدريبهم على حل هذه المشكلات وإيجاد حلول بديلة؛ وإنتاج أكبر قدر ممكن من الحلول واختبارها والتفكير بشكل مغاير؛ وبذلك تتشكل المرونة الذهنية والعقلية الضرورية لتجاوز الأزمات والضغوط وحل المشكلات.
· بناء دوافع القوة النفسية الذاتية:
وذلك بتشجيع المحاولات وملامح القوة النفسية لدى الأبناء مهما بدت صغيرة، فالثناء على الإرادة والالتزام وتحمل المسؤولية، والثناء على المحاولة من جديد بعزيمة قوية، وتشجيع بذل الجهد والتركيز على متعة العمل وجمال المهمة أكثر من التركيز على النتيجة، ودعم حب الاستطلاع لديه وتشجيع العمل والبحث، والتركيز على عمليات التفكير أكثر من التركيز على المخرجات، وتعلم الشعور بالسعادة للمحاولة والانجاز.
· تربية الأبناء لحياة هادفة:
تربية الأبناء منذ الطفولة على أن يعملوا
من أجل أهداف ذات قيمة عالية؛ وأن ينخرطوا بأنشطة وفعاليات يتذوقون فيها متعة
العمل وحلاوة الإنجاز، ويبدأ الأمر بأبسطها؛ فالأنشطة الرياضية والكشفية والربط
بهدف القوة والصحة مثلًا، أو الإعداد للجهاد وحماية الأوطان، المتابعة العبادية
وحفظ القرآن بهدف نيل رضا الله وبلوغ الجنة، وتنمية العقل وتطوير المهارات بهدف
استثمار الإمكانات والنهضة بالأمة، ثم الربط بقضايا الأمة والعمل على نصرتها، والبذل
والعطاء للمحتاجين والمنكوبين لتحقيق الإنسانية، وغيرها من الأهداف العظيمة.
إن الحياة الهادفة هي حياة ذات قيمة عالية،
بما فيها من أهداف سامية يكرس الفرد نفسه من أجلها؛ هي الحياة السعيدة التي تسمو
بها الهمم وتتعالى فيها النفس على مصاعب الحياة؛ فتصغر معها الهموم، ويقل التركيز
فيها على مصادر القلق أو الخوف؛ ما يزيد من حصانته النفسية. العيش لغاية كريمة
وشريفة تعطي الإنسان أسبابًا قوية للاستمرارية والصمود.
مما سبق نجد أن النموذج الذي يقدمه الآباء لأبنائهم، والمربين لطلابهم
للاقتداء، والجهد التربوي المنظم والمبني على أسس علمية ومعرفية؛ يساعد الأبناء
على تقوية جبهتهم الداخلية وحصانتهم النفسية؛ ما يجعلهم أقدر على مواجهة صعوبات
الحياة، بل والاستمرارية في رسم أهداف جديدة والعمل بكفاءة واقتدار.
ومع
هذا يجتهد العلماء والباحثون المتخصصون في دراسة العوامل المؤثرة على صحة الفرد
وحصانته النفسية بشكل مستمر؛ إلا أن الحياة النفسية للفرد الإنساني معقدة وتتداخل
فيها العديد من العوامل وتؤثر بها؛ لذا يصعب حصرها والعمل على ضبط تأثير السيئ
منها على الصحة النفسية.
ولهذا يترتب على الوالدين والمربين التعلم
واكتساب المهارات والخبرات ومواكبة التطورات التربوية وتحديث المعارف التي تمكنهم
من أداء دورهم التربوي لتربية جيل صحيح نفسيًا وجسديًا، قوي معرفيًا وعلميًا،
متوازن عقليًا وروحيًا، والاعتماد قبل كل شيء على الله أن يصنعهم على عينه.
عُروبة حمدان شعبان العربيد
مقالة غاية في الروعة جزاكِ الله خيرًا دكتورة صالحة على هذه المقالة المفيدة والمصطلحات الغنية والقروية. و أعجبني مصطلح الحضانة النفسية