في كل عام دراسي جديد تناط بالمعلمين والمعلمات مهمات عظيمة، تتمثل في استقبال الطلاب من الأبناء والبنات في الأيام الأولى من العام الجديد
في
كل عام دراسي جديد تناط بالمعلمين والمعلمات مهمات عظيمة، تتمثل في استقبال الطلاب
من الأبناء والبنات في الأيام الأولى من العام الجديد، وتهيئتهم للاندماج في
العملية التعليمية بالطرق والأساليب التربوية المناسبة، وحديثنا هنا عن المعلم
القدوة، أو المعلم المؤثر في كلامه وأفعاله وحركاته وسكناته.
أهمية دور المعلم:
المعلم
هو حجر الزاوية في العملية التربوية، ودعامة كل إصلاح اجتماعي وتربوي. وتبرز أهميته
وأدواره في تحديد نوعية التعلّيم واتجاهاته ودوره الفعال والمتميز في بناء جيل
المستقبل وتحديد نوعية حياة الأمة، فالطلاب يتأثرون به إيجابياً وسلبياً، فهو
بالأصل جُعل في هذه المهمة المشرفة ليكون قدوة لطلابه، يتعلمون منهم الأخلاق
الحسنة والقيم السامية والهمة العالية.
يكون المعلم قدوة بين طلابه بـ
· بالاقتداء بسنة خير المرسلين صل الله عليه وسلم، فهو خير أسوة للبشرية جمعاء.
· بالمظهر اللائق واللباس النظيف؛ فالمعلمُ القدوة يرتدي ملابس نظيفة ولائقة، تجعله يعكسُ أثرًا إيجابيًا لدى طلابه، ويعزز ذلك عندهم
· بالحديث عن إنجازاته وتجاربه الشّخصيّة لطلابه، ليُساعدهم على اكتشاف مواهبهم وطاقاتهم وتوظيفها في مصلحتهم.
· بالابتسامة والمزاح في حدود المباح.
· باحترام الوقت والانضباط بالمواعيد.
· بانتقاء الألفاظ والكلمات الطيبة في التعامل مع الطلاب.
· بالاعتراف بالخطأ حين وقوعه، والسعي لتصحيحه وعلاجه، فالمعلمُ القدوة؛ ليس من لا يخطئ، بل من يتدارك الأخطاء قبل وقوعها، ويسعى إلى تحسين نفسه وتطويرها.
· بإظهار اهتمامه بجميع الطّلاب كأنّ يَهتم بالطّالب كفرد وليس كعضو في المجموعة، والتّحدث معه كأخٍ وصديق.
· بالتّحلي بالأخلاق الكريمة والصّفات الحسنة: كالصّبر، والصّدق، والرأفة، والتّسامح، والعَطف، ممّا يَجعل الطلاب يَحرصون على العمل بهذه الأخلاق في المدرسة وخارجها.
مواقف من سيرة خير المرسلين والمعُلم الأول "صل الله عليه وسلم":
- كان صلى الله عليه وسلم قدوة في الشجاعة: عن البراء بن عازب قال: (كنا والله إذا احمر البأسُ نتقي به، وإن الشجاعَ منا للذي يحاذي به -يعني النبي صلى الله عليه وسلم-).
- كان صلى الله عليه وسلم قدوةٌ في الجود والكرم: عن أنس بن مالك قال: جاء رجلٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة.
- وكان صل الله عليه وسلم قدوةٌ في الخشية والخوف من الله: عن مطرفٍ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وفي صدره أزيزٌ كأزيز الرحى من البكاء -صلى الله عليه وسلم-).
- وكان صلى الله عليه وسلم قدوة في كلامه وسكوته وضحكه وبكائه: كان إذا تكلم، تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد، ليس بهذّ مسرع لا يُحفظ، ولا منقطع تتخلله السكتات بين أفراد الكلام، بل هديه فيه أكمل الهدي، وكان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاً ليعقل عنه.
- وكان قدوة في المعاملات: كان أحسن الناس معاملةً. باع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واشترى وآجر واستأجر، وشارك غيره، ولما قدم شريكه قال: أما تعرفني؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: (أما كنت شريكي؟ فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري).
- وكان صلى الله عليه وسلم قدوةٌ في سنن الفطرة: كان يعجبه التيمن في تنعله، وترجله، وطهوره، وأخذه وعطائه، وكانت يمينه لطعامه وشرابه، ويساره لخلائه ونحوه من إزالة الأذى.
- وكان صلى الله عليه وسلم قدوةٌ في المحافظة على حسن العهد، قدوةٌ في التواضع: كان يمر على الصبيان، فيسلم عليهم، وكانت الجارية تأخذ بيده، وتنطلق به حيثُ شاءت، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما.
قالوا عن المُعلم:
- "إن المعلم لا يستطيع أن يربّي تلاميذه على الفضائل إلا إذا كان هو فاضلًا، ولا يستطيع إصلاحهم إلا إذا كان هو صالحًا، لأنهم يأخذون منه بالقدوة
أكثر مما يأخذون منه بالتلقين" .
العلامة الأديب محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-، في الآثار 2/113.
- "إن الطالب يرى معلمه أعلم الناس؛ لذلك على المعلم أن يحرص أشد الحرص على ألا يسقط من عين طلابه.. فليكن ملمًا ملهمًا مربيًا قبل أن يكون معلمًا".
الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
إضافة تعليق