في الفترة الأخيرة أصبح يصادق أولادًا أكبر منه في العمر، وفي مرةٍ من المرات اكتشفت مقاطع جنسية في جواله، والصدمة أني اكتشفت أنه أرسلها لجميع زملائه في الدراسة وبعض الأقارب!
السؤال:
ولدي
الوحيد عمره 14 سنة، مشكلته أنه ليس لديه أصدقاء؛ لأن علاقتنا بالأسرة تسودها
الخلافات، وبالتالي أثر ذلك على علاقته بأبناء عماته وأعمامه، وكان يستمتع مع
أبناء خالته، ولكن خالته سافرت قبل سنة للبعثة، وأخذت أبناءها معها، فأصبح وحيدًا
ليس لديه أي أصدقاء غير زملاء الدراسة، وأبناء الحي لا أعلم عن أخلاقهم، وهو
إنسانٌ اجتماعي.
في
الفترة الأخيرة أصبح يصادق أولادًا أكبر منه في العمر، وفي مرةٍ من المرات اكتشفت
مقاطع جنسية في جواله، والصدمة أني اكتشفت أنه أرسلها لجميع زملائه في الدراسة
وبعض الأقارب، ماذا أفعل؟! رغم أني كنت دائمًا أنصحه وأنبه على مثل هذه الأشياء،
وعن تصرفات وسلوك بعض من هم في سنه، حتى الأشياء التي تحصل من بعض المراهقين،
والأخطاء؛ حتى لا يقع فيها، ولكن دون فائدة!
الإجابة:
شكرًا
لك على الكتابة إلينا.
قد
تستغربين ما سأقوله، وهو أنك أحسنت في تقديم الجهد في التربية والتوجيه، ولكن ربما
كانت التوجيهات في الماضي بالنسبة لابنك توجيهات نظرية، والآن أتى وقت التوجيه
العملي ليساعده على إسقاط ما سمعه وتعلمه منك في السنوات الماضية على أرض الواقع
وعلى السلوك.
فلا
بد من الصبر، ولا بد من المتابعة، ولا بد من التوجيه، وكما قال ابن تيمية: إن
الدعوة تحتاج إلى علمٍ قبلها، ورفق معها، وصبر بعدها.
يبدو
من خلال تفصيلات سؤالك أنك متابعة لولدك بشكلٍ جيد، إلا أنها المراهقة والرفقة،
والغالب أن يبدأ الابن ببعض الممارسات من تأثير الأصحاب، ومنه أيضًا، وهنا لا بد
من التفهم، ولا أحب أن أقول: المراقبة، وإنما المتابعة القريبة.
إنا
أميل عادةً للإصلاح بالطريق غير المباشر، حيث يمكن لك ولزوجك أن تتحدثا مثلًا -على
مائدة الطعام وبوجود الابن- عما يمكن أن يقع خطأً من الشباب في مرحلة المراهقة،
وما يمكن أن يدعوه إليه الأصدقاء، ولا بأس أن تذكروا بعض الأمور العملية والواقعية
كالصور وغيرها على الهواتف.
ولا
بد في هذا العمر من حياة هذا الابن من أن يأخذ الأب دورًا واضحًا ومهمًا في مرافقة
ابنه، ومتابعة غرس القيم والأخلاق، ليس من باب الوعظ والمحاضرة، وإنما من خلال
المعايشة، وتبادل أطراف الحديث، والمرور بالمواقف التعليمية الحياتية.
إننا
عندما نقرأ قوله تعالى عن قصة إبراهيم ﷺ وابنه إسماعيل: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ
السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ
فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ
شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102]، بعض الآباء يتوقعون من أبنائهم
أن تكون استجابتهم كاستجابة إسماعيل لأبيه إبراهيم ﷺ، ولكن قد لا ينتبه هؤلاء
الآباء إلى كلمة بسيطة وقصيرة في الآية، إلا أنها تفسر ربما نوعية استجابة إسماعيل
عندما قال تعالى: {مَعَهُ} أي {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}، أي أن الابن نما وكبر
وهو في مرافقة أبيه، لذلك كان هذا الموقف بينهما إنما هو امتداد طبيعي للعيش
والحياة بينهما.
حمى
الله ولدك وأولادنا من كل سوء.
إضافة تعليق