ابنتي تحضر في حلقة تحفيظ بإحدى الدور المهتمة بتربية الفتيات وتعليمهن القرآن، إلا أنها تشكو لي كثيرًا من معلمتها؛ حيث تفضل بعض الفتيات على بعض وتهديهن الهدايا بلا مبرر أو تميز علمي أو تربوي...

تقول الأم:

ابنتي تحضر في حلقة تحفيظ بإحدى الدور المهتمة بتربية الفتيات وتعليمهن القرآن، إلا أنها تشكو لي كثيرًا من معلمتها؛ حيث تفضل بعض الفتيات على بعض وتهديهن الهدايا بلا مبرر أو تميز علمي أو تربوي، وتشعر ابنتي بأنها تفضل فلانة لأنها أجمل، أو لأنها أظرف وألطف وأخف ظلاً .. شككت في كلام ابنتي بادئ الأمر، لكن بتواصلي مع بعض الأمهات اكتشفت أن بناتهن تشكتين من شيء مماثل، فكيف توجهون هذه المعلمة؟!

الإجابة:

1.  بادئ ذي بدء أقول لا شك أن تربية الفتيات تحتاج مهارة خاصة، فالفتاة (والمرأة عموما) مرهفة الحس، وقد يؤدي ذلك إلى مبالغتها في بعض المواقف وتحسسها الزائد من أمور معينة.

2.  المرأة بحكم تكوينها النفسي والوجداني أحدُّ عاطفةً من الرجل، وقد يؤثر فيها موقف ما تأثيرا بليغا، في حين أن الرجل يمر به مرور الكرام!!

3.  من المألوف في دنيا الفتيات الغيرة الزائدة سواء أكان ذلك بمسوغ أو دون مسوغ، وقد تكون ابنتك محقة في شكواها، فتعاملي مع الموضوع على اعتبار كلا الأمرين معا، مع ترجيح الأول لأنه أكثر اتساقا مع طبيعة الفتيات في هذه المرحلة العمرية.

4.  ينبغي التعامل مع هذه الشكوى الصادرة من ابنتك وبعض الفتيات بقدر عال من الحكمة والحذر، فهناك عدة احتمالات على النحو التالي:

·  الأول: قد تكون الفتاة تبالغ بعض الشيء كما أسلفتُ بحكم المرحلة العمرية التي تمر بها الفتيات.

·  الثاني: قد تكون الواقعة التي بسببها اتُهِمت المعلمة بمجاملتها لبعض الفتيات وراءها سر ما، لو فُهِم لانتهى الأمر، فربما تلك الفتاة التي جاملتها المعلمة تمر بظرف أسري خاص اقتضى من المعلمة دعمها وتشجيعها بشكل أوضح وأبرز عن ذي قبل.

·  الثالث: قد يكون هناك هدف تربوي ما تتوخاه تلك المعلمة من تصرفاتها هذا؛ ولذا تُسأل المعلمة أولا.

·  الرابع: ربما يكون الأمر طبيعيا جدا ولا يعدو كونه تصرفا عابرا من المعلمة لا يستحق التضخيم على هذا النحو.

·  الخامس: هو صدق شكوى الفتاة، ووجود تحيز فعلا من المعلمة لبعض الفتيات على حساب الأخريات!

5.  إذن لابد من تبين الحقيقة أولا واستجلاء الواقع بهدوء وبشكل غير مباشر، مع ضرورة عدم إساءة الظن بالمعلمة، أو المسارعة إلى اتهامها واتخاذ موقف سلبي متسرع ومعلن منها ... فإن  ذلك يوغر الصدور ويؤلِّب الفتيات على المعلمة، ويفسد ويسمم الأجواء التربوية النقية التي يجب توفيرها في المدرسة والمجال التعليمي عموما.

6.  ينبغي التريث في التعامل مع الأمر، والتثبت من كلام الفتاة ... فإن كانت المعلمة محقة تُنصح الفتاة بهدوء بالكفِّ عن الاتهام وسوء الظن.

7.  أما إن كانت الفتاة محقة في شكواها، فينبغي التعامل مع المعلمة برفق ونصحها بهدوء، وتوجيهها بلين إلى عدم التفرقة بين الفتيات، وتذكيرها بأنها مؤتمنة عليهن أمام الله تعالى.

8.  ويمكن توجيه هذه النصيحة التالية للمعلمة بشكل راق غير مباشر عبر رسالة واتس أو بريد إليكتروني أو حتى بريد عادي:

(أختي المعلمة لقد اصطفاك الله تعالى لهذه الرسالة العظيمة فأنت معلمة للقرآن الكريم، والجميع يغبطونك على هذه المنزلة، لكن لا تنسي رعاك الله أنك مؤتمنة وعلى قدر مهمتك ورسالتك تكون مسئوليتك أمام الله تعالى، فينبغي لمعلمة القرآن الكريم أن تكون انعكاسا صادقا لهديه العظيم وما يحث عليه من مكارم الأخلاق، وفي مقدمتها العدل، لاسيما بين الفتيات، ولا شك أنك أختي الكريمة أكثر وعيا وإدراكا بطبيعة الفتيات في هذه السن المبكرة، فاحرصي على مشاعر الجميع فهن بالنسبة لك سواء في المسئولية أمام الله تعالى، ومؤكد أنك تعلمي أختي الكريمة أن الفتيات ترصد بدقة تعامل المعلمات مع البنات الأخريات، وليس من العدل التفرقة بين الفتيات، كما أنه خلل تربوي فادح فعل ذلك نظرا لأثره السلبي على الجميع، فاتقي الله يا أختاه وعودي إلى جادة الطريق التي يتحقق فيها العدل والتعامل الحسن مع جميع الفتيات).

9.  إن أصرَّت المعلمة على خطئها يتم اتخاذ خطوات رسمية محددة بإبلاغ إدارة المدرسة لوقف هذا الخلل والتجاوز غير المقبول ... كل ذلك طبعا يتم بهدوء حتى لا يُزَالَ فاصل الاحترام بينها وبين الفتيات لتبقى بالنسبة إليهن مصدرا موثوقا يتلقين منه القيم... والله الموفق.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة