أنا متزوجةٌ منذ سبع سنوات، وعندي طفلٌ واحدٌ حتى الآن، ولم ننوِ أن نُنجب غيره؛ لظروفي الصحية. لاحظت على طفلي أنه صار أنانيًا، وكل شيء يريده لنفسه، وخاصة معي أنا

د. فاطمة إبراهيم

السؤال:

أنا متزوجةٌ منذ سبع سنوات، وعندي طفلٌ واحدٌ حتى الآن، ولم ننوِ أن نُنجب غيره؛ لظروفي الصحية. لاحظت على طفلي أنه صار أنانيًا، وكل شيء يريده لنفسه، وخاصة معي أنا، ولكن مع أبيه أو جده أو الغرباء يكون كريمًا جدًا، وقد بدأ الموضوع يمتد لأبيه. علّمتُه أن يكون له خصوصية في كل شيء، لكني لاحظت أن الموضوع بدأ يتطور للأنانية؛ وذلك بسبب أن كل ما يريده يأخذه، ليس مني فقط، بل من كل الذين حولنا -أبيه وجده وخالاته-، وبدأ يطلبُ الأشياء بلسانه، أو يظل منتظرًا إلى أن يأخذها، وإلى أن يفهم من أمامه أنه يُريد هذا الشيء، فماذا أفعل في ابني الوحيد؟! أريد أن أصلح من أسلوبه، من فضلكم أفيدوني.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عزيزتي الأم: تتمثل الأنانية عند الأطفال في اهتمام الأطفال بأنفسهم وبمصالحهم دون الاهتمام بمصالح الآخرين، وتقتصر نظرتهم على حاجتهم الخاصة فقط؛ حيث تكون احتياجاتهم هي محور حياتهم.

أكدت دراسةٌ أمريكية من جامعة ميامي أن الطفل يكسب أنانيته من والديه عن طريق أسلوب التربية، والتي لها الدور الكبير في تكوين شخصية الطفل، وأن التدليل المفرط يؤدي -أيضًا- إلى نفس النتيجة، فإعطاء الطفل كل ما يريد دون حساب ودون نظام يؤدي إلى الأنانية، والاعتدال دائمًا هو الأفضل، وهو طريقةٌ سوية في التربية؛ لذلك: أتمنى أن تتّبعي معه ما يلي -بعد الدعاء إلى الله عز وجل أن يهديك لاتباع أفضل الطرق وأصوبها، ثم الاتفاق على منهجٍ موحّد مع والده ومن يعيش معكم من أسرته؛ حيث إن الاختلاف بين الوالدين يُظهر علامات الاضطراب الانفعالي وعدم الاستقرار-:

- أهمية الاتصال الواضح بين الوالدين والطفل؛ لأن مشاركة الطفل لوالديه في وضع قواعد السلوك الخاصة به يُساعده على احترام القرار؛ لأنه مشاركٌ له.

- عدم وصف الطفل بأنه سيئ، ولكن وصف السلوك بأنه سيئ؛ حتى لا يشعر الطفل بأنه مرفوض لشخصه؛ ما يؤثر على تكيفه الاجتماعي.

- لابد من الحزم عند إعطاء الأوامر والتعليمات، وخاصة تجاه السلوكيات الفوضوية، أو ضدّ السلوك الحسن.

- عدم التفريق بين احتياجاته ورغباته وطلباته الكثيرة.

- الانتباه إلى أن الحرية والسلطة الزائدة عن الحدّ، والدلال الزائد؛ كل ذلك يُفسد شخصيته.

- عدم الاستجابة لنوبات الغضب والاستسلام لها، وضرورة استشارة الطفل بعد الرابعة، وأخذ رأيه في شكل السلوك، هل هو جائزٌ أم مرفوض؟! واجعليه يحكم على فعله.

- الأنشطة الجماعية، وتشجيعه المستمر على ذلك؛ كي يكسب مهارة التعاون وروح الجماعة.

- التأكيد على السلوكيات الإيجابية، وتشجيع الطفل عليها؛ لتطويرها، مع الابتعاد عن السلوكيات السلبية.

- إلقاء بعض القصص الشيقة التي تحثّ على ذلك.

جعله الله لك ولدًا صالحًا يدعو لك، وتمنياتي لك بالتوفيق.

ما الفرق بين خجل الطفل وضعف شخصيته ؟ كيف أوازن بين تربية ولدي على التسامح وعدم تضييع الحق؟! أفكار عملية لمختلف المراحل.. كيف نرسّخ عقيدة أبنائنا حول فلسطين والأقصى؟ انكفاء النُّخب والقيادات الدعوية معرفة أحوال المدعوين.. طريق المربي للدعوة على بصيرة