ابني في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة، فما التصرف الصحيح في حال اكتشافي لتصرفاتٍ جنسية خاطئة منه؟!
ابني في السنة الثانية من المرحلة
المتوسطة، فما التصرف الصحيح في حال اكتشافي لتصرفاتٍ جنسية خاطئة منه؟!
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على
رسول الله، وبعد:
نشكرك على ثقتك، وأسأل الله أن يوفقنا
لخدمتك ومساعدتك.
مرحلة المراهقة ليست مرحلة مخيفة أو
مرعبة كما يظن الكثير من الآباء والأمهات، ولكنها مرحلة تحتاج منهم إلى تفهم طبيعة
المرحلة، والاستعداد الجيد لها، وبذل مزيدٍ من الجهد والوقت مع المراهق؛ حتى
يتجاوز أية آثار سلبية قد تطرأ عليه، بل إن مرحلة المراهقة هي مرحلةٌ مهمة جدًا،
وممتعة لكسب علاقة وحب المراهق، وزرع القيم النبيلة فيه، ومصاحبته، وتشجيعه؛ لأنه
أكثر تقبلًا وتأثرًا وعاطفةً، فهو يشعر الآن بأنه رجل، ولكن شعوره هذا لا يجعله في
غنىً عن الحب والعاطفة والود من قبل والديه، وهو يشعر بالرغبة في الاستقلالية،
ولكنه يقدّر ويحب وقوف والديه معه بشكلٍ مناسب كأصحاب لا كأوصياء.
أما بالنسبة للغريزة الجنسية، فلا
شك في أنها تجربةٌ جديدة يمر بها المراهق، وقد يقع في بعض الأخطاء بسبب قلة
التوجيه والخبرة، أو بسبب التفريط في إثارة هذه الشهوة بشكلٍ غير صحيح من مشاهدة
ونظر وخلطة، ولذلك أمر النبي ﷺ بالتفريق بين الأبناء في المضاجع، والاستئذان قبل
مرحلة المراهقة؛ حتى يحفظ المراهق من أن ينظر إلى ما يثيره دون قصد.
والتصرف الصحيح مع المراهق إذا وقع
في تصرفات جنسية خاطئة يختلف باختلاف هذه التصرفات، وهل هي خاصة أو اشترك فيها مع
أطرافٍ أخرى؟! ولكن بالعموم أنصحك بما يلي:
- إذا كنت تقصد بهذه التصرفات
الخاطئة العادة السرية؛ فأنصحك بتجاهل ذلك تمامًا، خاصةً إذا كان يخفي ذلك ويتحرز
منه، واحرص على أن يفهم حرمة هذه العادة وأضرارها بطرقٍ غير مباشرة.
- من المهم جدًا أن تكون البيئة حوله
آمنة وبعيدة عن المثيرات، من قنواتٍ، أو أفلام، أو إنترنت، أو مخالطة نساء وفتياتٍ
غير محارم، أو مخالطة محارم بلباسٍ مثيرٍ وغير شرعي، فكل هذه تؤجج الشهوة، وتسبب
اللجوء لتصرفات خاطئة لإشباعها.
- إذا كانت هذه التصرفات التي
يمارسها لها علاقة بالاعتداء على آخرين، فلابد من التدخل مباشرة، ولكن بحزمٍ
وحكمة، وبأسلوب المحبة وليس القسوة والجفاء. ومن الجميل أن تحاور ابنك في جلسةٍ
منفردة في مكانٍ مناسبٍ خارج المنزل، وتبيّن له حبك له، ورغبتك في توجيهه بشكلٍ
عام دون أن تذكر حاله الخاص أو تصرفاته، فمثلًا ممكن أن تبدأ الحوار بعبارة:
(أتعلم يا بني؟! حينما كنت في سنك كان والدي... وتسرد له قصةً عن بداية البلوغ،
وكيفية التحكم في الشهوة). وسيفهم الولد المغزى مباشرة دون أن تجرح شعوره أو
تهاجمه.
- إذا اكتشفت عليه أية مخالفة؛
فاستره، ولا تفضحه؛ حتى لا يفقد الثقة بك.
- من المهم جدًا الاهتمام بصحبته،
والحرص على التأكد من صلاح أصدقائه، وبعدهم عن التأثير السيئ عليه.
- محاولة إشغاله قدر الاستطاعة
بالمباحات، وما يحب من هوايات؛ فالفراغ هو الباب الرئيس للاشتغال بأمور الشهوات.
- أكثر من الدعاء له، والتضرع إلى
الله بأن يصلحه ويهديه، ويحفظه من كل شر، فدعاء الوالد مستجاب، واجعله يسمع منك
دائمًا كلمات الحب والدعاء؛ فهذا يزيده حبًا لك وثقةً بك.
أسأل الله أن يصلح لنا ولك الذرية،
ويجعلهم قرة عين في الدنيا والآخرة.
إضافة تعليق